بسم الله الرحمن الرحيم
تراجعت مساحة الرضا عن اللقاء الزوجي الحميم بين الزوجات، وتزايدت الشكاوى من
الأزواج وتضاعفت كلمات اللوم والانتقاد، فضلا عن نظرات العتاب وما يتبع ذلك من
انسحاب الزوجة بعيدًا عن الزوج أو التعامل معه بعدوانية وتصيد الهفوات للانتقام منه.
هذا بعض من كثير علمته بحكم الاقتراب الشديد من عالم المتزوجات والاستماع
بإنصات واحترام بالغين لمرارات الزوجات في هذا الشأن، ولاحظت أن هناك الكثير من
الأخطاء القاتلة للزوجات هي التي تحرمهن من الاستمتاع بهذا اللقاء الحميم وتحول
دون أن يكون وسيلة للمزيد من التقارب العاطفي والحسي؛ فيصبح بدلا من ذلك
وسيلة لتغذية الشعور بالتنافر والجفاء بين الزوجين.
إنه يستغلني
ولنبدأ بما قالته زوجة في منتصف الثلاثينيات حيث صرخت قائلة: زوجي مليء بالعيوب
ويضايقني طوال اليوم ولا يريد أن يلبي طلباتي ولا يأخذ بآرائي؛ أي إنه ليس بالرجل
المثالي في نظري في أثناء جميع تفاصيل حياتنا؛ فكيف أمنع نفسي من التفكير في
هذا الأمر وأتناساه وأقوم "بتمثيل" دور الزوجة العاشقة في أثناء هذا اللقاء؟!
إنني أتهرب منه قدر استطاعتي، وعندما لا أتمكن من ذلك أتعامل معه من منطق أداء
الواجب الثقيل وأشعر أنه يستغلني بدلا من اللجوء إلى الحرام، وأنه لا يرغب فيَّ
لذاتي بقدر ما يريد إشباع الغريزة؛ وهو ما يضايقني ويؤلمني؛ فأرد له الصاع صاعين
وأحرص على إظهار عدم تجاوبي معه… و… و…
وأكتفي بهذا القدر من كلام هذه السيدة التي تألمتُ كثيرًا لكلامها؛ لأنها تؤذي نفسها
أبلغ الأذى؛ فكما قيل عن حق إن ما لا نستطيع الحصول عليه كله فمن الذكاء ألا
نتركه كله، وأنه من الأفضل أن "تستفيد" من هذا اللقاء الحميم بتدعيم علاقتها بزوجها
وبإشعاره أنه رجلها المنشود وبالتخلي (مؤقتا) عن التفكير في عيوبه.
وبتذكر أنه لا يوجد إنسان بلا عيوب وأن استمرارها في التعامل مع زوجها بهذه
الطريقة سيدفعه إما إلى خيانتها أو الزواج بأخرى، أو الانتقام منها بعد ذلك بإساءة
معاملتها ردا على انتقاصها من رجولته، وما كان أغناها من ذلك لو منحت نفسها فرصة
للاستراحة من (تنفس) النكد والصراع الزوجي المستمر من خلال الاستمتاع بهذا
اللقاء الزوجي والإحساس بأنوثتها من خلال التجاوب الحسي والعاطفي مع زوجها.
لا للسيطرة ولا المواجهة
بعض الزوجات يلجأن إلى استخدام اللقاء الحميم كوسيلة للسيطرة على الأزواج، حيث
تبالغ الزوجة في ارتداء الملابس المغرية وتهيئة الجو ثم تبدأ بمطالبة زوجها بما رفضه
مسبقا، وتضعه شرطا لإتمام اللقاء الزوجي.
وهنا تضع الزوجة نفسها في مكانة لا نرضاها لها على الإطلاق ولا نريد وصفها.. كما
تعرض نفسها لكراهية زوجها، وإن استجاب أحيانا، فإن ذلك – ومع مرور الوقت –
سيجعله يفقد الرغبة في الاقتراب منها، كما سيعرضها للخسائر على المدى البعيد.
فضلا عن أن بعض الأزواج يردون على هذا الأسلوب بالحصول على الحق الزوجي
بالعنف؛ وهو ما يفسد العلاقة الزوجية بصورة شائنة.
وبعض الزوجات لديهن توقعات غير واقعية عن اللقاء الزوجي.
وأتذكر أن زوجة شابة في العشرينيات من عمرها أخبرتني أنها تريد الطلاق من
زوجها؛ لأنه لا يشبعها جنسيا كما يفعل أزواج صديقاتها، فمنهن من أخبرتها بأن اللقاء
الزوجي يستمر ساعتين، وأخرى قالت إنه يكرر اللقاء عدة مرات يوميا، وثالثة أخبرتها
أنها تريد الطلاق لكثرة إلحاح زوجها في هذا الشأن، ورابعة وخامسة.
وأجهشت الزوجة في البكاء وأضافت: لقد أخبرت زوجي بتقصيره البشع وخيرته بين
الطلاق أو العلاج ونشبت بيننا مشاجرات وتبادلنا أبشع الشتائم.
وانتظرت حتى هدأت تماما وسألتها: كيف كنت ستتصرفين لو أخبرك زوجك أنك لا
تشبعينه جنسيا؟ ردت بسرعة: كنت سأشعر بالجرح البالغ ولن أسامحه أبدا. فسألتها
مرة أخرى: وهل تتوقعين أن زوجك لم يشعر بالجرح؟ كيف تتوقعين أن يقبل عليك
كأنثى في اللقاء الزوجي وهو يعلم أنك ترينه ضعيفا؟ ألن يشعر بعدم الثقة بالنفس
مما يدفعه إلى الارتباك والأداء السيئ؟ ألن يحس أنه معرض للامتحان والتقييم من
قبلك مما سينعكس بالسلب على مشاعره نحوك؟
أجابت: لم أفكر في ذلك.فرددت: أصدقك فقد اندفعت تحت وطأة ما سمعته من
صديقاتك وتناسيت أن دينك حرم إفشاء أسرار اللقاء الزوجي، وأن الزوجة السعيدة
حسيا لا تتحدث عن ذلك خوفا من الحسد، وأن صديقاتك يكذبن ويبالغن لمضايقتك،
وأنه من الطبيعي أن تقل فترات اللقاء الزوجي بعد مرور فترة على الزواج.
وأن الزوجة الذكية تتعمد التجديد في تفاصيل علاقتها بزوجها وتلقي المزيد من النعومة
في تعاملاتها مع الزوج خلال معاملاتها اليومية العادية وليس في أثناء اللقاء فقط،
وتغير أسلوبها في التجمل والتعطر، وتختار ملابس خاصة لهذا اللقاء، وتكون وسطا
بين الابتعاد حينا عن زوجها وبين الإقبال عليه؛ فقد ثبت أن الإقبال الشديد يقتل
اللهفة، ويجب على الزوجة أن تنمي علاقة الصداقة مع زوجها وتهتم بشئونه وتشعره
بحبها له وتحرص على القيام ببعض الأنشطة الترفيهية لإنعاش الحب بينهما.
لا للإلحاح
ومن أكثر الأخطاء القاتلة للزوجات، الإلحاح على الأزواج والمطالبة بذلك بصراحة فجة،
وكما قالت لي إحدى الزوجات: أقول لزوجي هذا حقي ويجب أن تعطيه لي كلما
أردته.
والحقيقة أن هذه الزوجة تظلم نفسها، فلا شك أننا نمنح الآخرين بإرادتنا الحرة أضعاف
ما نمنحه بعد الإلحاح أو المطالبة الفجة.
وكما أكد الكثير من الأزواج أن المرأة التي تتعامل بجرأة زائدة تفقد الكثير من أنوثتها
وتجعل الرجل "يزهد" فيها كأنثى، في حين أن المرأة التي تتمتع بقدر لطيف من
الحياء تكون أكثر جمالا ويقبل عليها الرجل بصورة أفضل.
ونتوقف عند خطأ إهمال المظهر والبدانة وترك التزين وتناسي أهمية ذلك في الحصول
على انجذاب الزوج وتجديد رغبته.
والحقيقة أن الزوجة الذكية هي التي تحرص على أن تكون جميلة في كل الأوقات
وفي كل الأعمار، وأن تكون أكثر جمالا وفتنة في هذا اللقاء.
وتخطئ أيضا بعض الزوجات عندما تتعامل مع زوجها بندية وتحدٍ خلال ساعات اليوم
وتأتي في المساء لتتزين وتضع العطور ثم "تتوقع" أن يلبي رغبتها على الفور، فإن لم
يفعل "تصرخ" في وجهه وتتهمه بنقص الرجولة،
.
وقد تناست أن الرجل يجب أن يشعر برجولته مع زوجته خلال اليوم كله وليس في
أثناء وقت اللقاء الزوجي فقط، وقد أكدت دراسة حديثة أن الزوجة المعاصرة تحصل
على قدر أقل بكثير من العلاقة الجسدية بعكس أمهاتنا وجداتنا اللاتي كن ينعمن
بأضعافها؛ لأنهن كن يتمتعن باللطف والنعومة والأنوثة مع الأزواج ولا يلجأن إلى
العصبية والصراخ والصوت العالي والتحدي ومحاولة فرض الرأي.
أخطاء متنوعة
كما تخطئ بعض الزوجات عندما تسرف في ارتداء الملابس المغرية للزوج دون مراعاة
لحالته النفسية، ثم التجول بها أمامه والحديث عن جمالها بصورة فجة وكأنها بائع
متجول يحاول الحصول على مشتر.
وأتذكر زوجة أخبرتني أنها كانت تشعر بالحرمان الحسي فراحت تتقرب من زوجها
بصورة زائدة فما كان منه إلا أن ابتعد وسألها بفزع: ماذا حدث؟ وكان الأذكى أن تهدئ
نفسها بدلا من أن تظهر بهذه الصورة المهينة التي تساهم في نفوره منها بدلا من
إقباله عليها.
ومن الأخطاء القاتلة عقاب الزوج على أي شيء بترك حجرة الزوجية والنوم مع الأولاد
، أو الانتقال إليهم بحجة الرعاية.
وفي ذلك حرمان الزوجة من التواصل الجسدي والقرب الإنساني من الزوج؛ وهو ما
يساعد في زيادة الفجوة العاطفية بينهما؛ وهو ما يؤدي إلى أن ينتهي بهما الأمر إلى
أنهما مجرد شريكين في البيت والأبناء ويحرض الزوج على البحث خارج البيت عمن
تشعره بأنها تقبل به كرجل بدون شروط.
ومن الأخطاء القاتلة أيضا أن تقوم الزوجة بالمن على زوجها بهذا اللقاء، وتتناسى بأنه
يجب أنه يكون مصدرًا لمتعة الزوجين معا وليس لأحدهما فقط.
أو أن تشترط أن يقوم بمصالحتها إذا كانا قد تخاصما قبل اللقاء، مع أن الكثير من الرجال
يرون أن هذا اللقاء كفيل وحده بإبداء الرغبة في الصلح.
وهناك زوجات يعتقدن أن الرجل وحده هو الذي يسعد في هذا اللقاء فلا تحاول الواحدة
منهن التجاوب بالقول أو بالفعل بل تكتفي بالمشاهدة فقط.
وأخرى تتشاجر مع زوجها؛ لأنه ينام بعد اللقاء ولا يبثها حبه، مع أن الثابت أن الرجل
يحتاج بعده للراحة وغالبا ما يخلد للنوم على إثره.
وهناك زوجة تلبي رغبة زوجها خوفا من لعنة الملائكة لها، وأخرى تقول إن الملائكة لن تلعنها لأن زوجها رجل سيئ!!
وثالثة لا تتجاوب مع زوجها حتى يقول إنها مؤدبة.
ورابعة تتهم زوجها بأنه يتعمد أن يكون لطيفًا معها في أثناء هذا اللقاء لكي يقوم "برشوتها" لتتجاوب معه حتى يسعد وتحرم نفسها من الاستمتاع بهذا التفكير
التآمري.
وتظلم بعض الزوجات أنفسهن بمشاهدة أفلام إباحية ويتوقعن من الأزواج أن يفعلوا
مثلها، وتتناسى الواحدة منهن أن المشاهد تتم على فترات وبها مبالغات كثيرة، وقد
أثبتت الدراسات النفسية أن من يشاهدون الأفلام الإباحية تتأثر نظرتهم للعلاقة
الجسدية ولا يحصلون على الإشباع الذي يحصل عليه من لا يشاهدون هذه الأفلام.
وتخطئ بعض الزوجات عندما ترفض هذا اللقاء وتهدد الواحدة منهن زوجها قائلة: اذهب
وتزوج بغيري.
أو عندما تشعر بالرغبة في اللقاء ويكون الزوج متعبا فتنتظر حتى تنتقم منه بالرفض
عندما يبادرها بالطلب.
أخيرا.. اللقاء الزوجي الحميم هو مرآة للتقارب العاطفي وللتفاهم بين الزوجين، وهو
فرصة أيضا لزيادة هذا التقارب وتدعيمه، متى تخلت الزوجة عن هذه التصورات غير
الواقعية وتجاوبت مع زوجها برقة ونعومة وتناست كل مشاكلها معها وصنعت من هذه
الدقائق أغنية حب تهديها لنفسها قبل أن تمنحها زوجها، ولتكون بمثابة استراحة
لتجديد العلاقات ومدها بالمزيد من الحيوية والمودة وهما وقود الزواج السعيد….
اسائل الله الواحد الاحد الفرد الصمد انه يسخرهم لنا تسخير العبد لسيده اعجبني ونقلته لكم
__________________
باركـ الله فيك ع المعلومات المفيده ..