تغذية الأبناء والبنات في طور النمو مهمة جداً خاصة مع تزايد الدراسات التي تربط بين تغذية الإنسان وحالته الصحيّة والعقلية بشكل خاص. ومنذ فترة بسيطة أظهرت دراسة قامت بها جامعة ساوثامبتون Southampton University في بريطانيا على 300طفل وجود صلة بين الألوان الصناعية في الأطعمة وبين ازدياد نوبات الهياج وازدياد الحساسية وضعف التركيز الذهني لدى الأطفال. ونتائج هذه الدراسة تدعم نتائج دراسة أخرى أجريت في بريطانيا أيضاً منذ حوالي سبع سنوات وربطت بين مضافات الأطعمة (ومنها الألوان الصناعية) وحدوث الحساسية وفرط النشاطADHD ، الذي يجعل من الصعب على الطفل التركيز في المدرسة. ومن أوائل من ربط بين تأثير الألوان على صحة الأطفال الدكتور بن فينجولد Ben Feingold وهو طبيب بارز متخصص في طب الأطفال والحساسية في سان فرانسيسكو حيث نشر عام 1968م بحثاً بعنوان "الإقرار بإضافات الأطعمة كمسببات لعوارض الحساسيّة Recognition of Food Additives as a Cause of Symptoms of Allergy." وفي عام 1976م أنشأ الدكتور بن فينجولد منظمة تدعم مبدأ إزالة الألوان الصناعية من الأطعمة. وهو ينشر مقالات وأبحاث لتشجيع الأهالي على اجتناب الأطعمة التي تحتوي على ألوان صناعيّة حيث يذكر أن 30إلى 50% من مرضاه الذين يشتكون من فرط النشاط الزائد أظهروا تحسناً حين أزيلت الألوان الصناعيّة من طعامهم. وما ذكر كل هذه الدراسات إلا لكي يتأكد الآباء والأمهات من ضرر الألوان الصناعية وتأثيرها السلبي المحتمل على تحصيل الأطفال الدراسي.
ومن المثير أن استخدام الألوان الصناعية والتي هي مواد كيميائية مصنّعة يكاد ينحصر أو يكثر في تصنيع الأطعمة المنخفضة القيمة الغذائية مثل الكاتشب والحلوى بأنواعها وأشكالها والتشيبس ومساحيق الجيلاتين (الجلي) والمثلجات والمشروبات لكي يزداد الإقبال عليها. ويدل وجود اللون الصناعي على عدم استخدام الفواكه او الخضروات الطبيعية في المنتج، أي أن إضافة اللون الصناعي تعتبر تغطية للإيهام بوجود المادة الطبيعية. كما يدل وجود اللون الصناعي أيضاً على أن المادة الغذائية قد تعرضت لمعالجة شديدة (وهذا وحده كفيل بتخريب العناصر الغذائية فيها). ومن المؤسف أن هذه الأطعمة هي التي يقبل الأطفال عادة على تناولها بتشجيع ربما من آبائهم وأمهاتهم الذين يقدمونها كحوافز لسلوك جيّد مما يرسخ لدى الأطفال قيمتها وقبولها. ومن واجب الآباء والأمهات قراءة نشرات معلومات التغذية على عبوات الأطعمة لتثقيف أنفسهم أولاً وتوعية أولادهم بمخاطر الألوان الصناعية وتأثيرها المحتمل على ضعف التحصيل الدراسي.