بسم االله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و أشهد أن لا اله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله.. أما بعد…
في الصفحات التالية سأتناول تلخيص كتاب "هل يكذب التاريخ؟" لمؤلفه عبدالله بن محمد الداوود. وهو كتاب في مجمله يناقش قضية (تحرير المرأة) عبر مناقشات تاريخية لوضع المرأة خلال قرن من الزمن، و أيضا تناولها بطريقة عقلية عبر كثير من المناقشات كما سيورد معنا. و ستكون طريقتي بالتلخيص حسب منهج المؤلف في توزيع الكتاب وهي عبارة عن خمس مناقشات يتفرع منها عدة محاور سأتناولها كل على حدة، أسأل الله سبحانه و تعالى التوفيق و السداد.
ولعلي أجد من المناسب أن أنوه عن إهداء الكاتب فقد أهداه إلى كل مسلمة صامدة في هذا العصر و الذي أسماه (الحضارة الجاهلية) فلقد أثار انتباهي لأنه اختصر وصف عصرنا بكلمتين الحضارة نجدها في كل مكان و لكن الجاهلية تدب في العقول و الأذهان. و أعجبني أن المرأة هي بطلة معركة من معارك الله بل هي المعركة التي يحرص الجميع على اختلاف مشاربهم في كسبها، فلو أيقنت المرأة ذلك لحرصت على النصر.
و لم يترك الرجل فلقد وجه الإهداء للغيور الذي يتخذ من المعتصم مثلا يحتذى به في المحافظة على المحارم. و أهداه أيضا إلى كل مخدوع تلبس عليه الحق بالباطل.
المقدمة:
بيّن الكاتب في مقدمته المحاور الرئيسية التي تناولها كتابه :
1- صار لفظ تحرير المرأة يتردد على مسامعنا كثيرا و هو شعار علماني مزيف. لأننا لو نظرنا إلى معنى التحرير الذي ينادي به العلمانيون لوجدنا أن غايتهم الاستعباد بل و السجن لأن المرأة بإتباعها تعاليم دينها و إقتداءها بأمهات المؤمنين و إتباعها ما أمرها به قرآنها و سنتها فهي في قمة الحرية، فلو خرجت من هذه الحرية لسجنت في تقليد التائهات الضائعات الضالات الطريق طريق الحق و الإسلام. فمن الواجب أن يعاد لفظ التحرير إلى معناه الحقيقي وهو الاستعباد للمرأة "عالمياً" عبر قرنين ماضيين لألاعيب الصهيونية التي يقوم بنشرها "العلمانيون" في العالم عامة. و يجب أن يصحح التعبير و نطالب بتحرير المرأة من تحريرهم المزعوم فالعلمانيون هم الأسرى و العبيد و أنّى لفاقد الشئ أن يعطيه.
2- اجتهد العلمانيون عبر التاريخ بأساليبهم المتدرجة التي يكررونها لإفساد مفاهيم الناس في قضية المرأة، ولكن المتتبع للتاريخ يجد أن التاريخ يفضحهم ويبين مقاصدهم و يبين فسادهم الذي جلبوه للعالم و لأمتنا الإسلامية خاصة.
فهناك مثلاً آلاف الردود و المقالات و الرسائل لفضح تلك المؤامرات و لعل من أولها كتابين ألفهما محمد طلعت حرب فضح فيهما ألعوبة قاسم أمين و هم "تربية المرأة و الحجاب" و "فصل الخطاب في المرأة و الحجاب" و أوضح الكاتب أمله بأن يكون كتابه هذا نبتةً صغيرةً بجوار أشجارهم العملاقة. و قد حرص الكاتب أن يكون هذا الكتاب في غالبه مناقشات تاريخية و عقلية ليناقش العلمانيين الذين يرفضون التحاكم إلى الدين و ليقنع به نفراً من المخدوعين و ليربط على قلب كل مسلم و مسلمة في قضية اختلط فيها الحق بالباطل.
3- ضمن هذه المناقشات حاول الكاتب أن ينظمها بتسلسلٍ يجعل القارئ مدركاً لحقيقة الحاضر و الماضي و ذلك بعرض تاريخي موثق بالصور كما دل عليه غلاف الكتاب. ثم بين سيناريو إفساد المرأة المسلمة الذي يتكرر بنفس الملامح في عصرنا الحديث. و بعد فراغه من الكتاب خاطب أربعة أصناف من الناس، بخطابات أربعة؛ الأول فلخاصة مسلمين وولاة أمرهم وهم العلماء ، والثاني فلعامتهم وهم الغيورون على أعراضهم ، والثالث فللعلمانيين أنفسهم، و الرابعة خصصها لرأس الفتنة فيهم وهو (قاسم أمين).
و ختم كتابه بردود وردت عن الرسول صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع تخص قضية المرأة ليسكت بها العلمانيين.
المناقشة الأولى
"أرشيف قرن من الإفساد":
وفيه .. تمهيد
أولاً: الاحتشام والستر صفةٌ عالميةً.
ثانياً: عام (1825م)؟! منعطفٌ جديدٌ.
ثالثاً: الستر والاحتشام في العالم الإسلامي.
رابعاً: سيناريو إفساد المرأة في العالم الإسلامي:
1- مرحلة التنظير
2- مرحلة التطبيق غير الرسمية.
3- مرحلة التطبيق الرسمية.
4-التأييد الإعلامي ومباركة الانحلال.
المناقشة الاولى:
أرشيف قرن من الإفساد
في هذه المناقشة تم استعراض سريع و مزود بالصور و الوثائق عن أزياء المرأة قبل ( 1825 م ) حسب ما تناقلته وسائل الإعلام . ثم بعد ذلك النقلة الكبرى في ألبسة المرأة و حالها بعد الثورة الفرنسية عام ( 1789 م ) حتى خلعت جلبابها بوضوح بعد عام ( 1825 م ) فهذا العام هو المنعطف التاريخي الأهم.
و قضية تحرير المرأة التي هي "عالمية" و لكن الكاتب تناولها على نحو خاص يخص المرأة المسلمة فتم استعراض ( سيناريو إفساد المرأة في العالم الإسلامي ) و الذي قسمه الكاتب إلى مراحل أساسية هي :
1- مرحلة التنظير .
2- مرحلة التطبيق غير الرسمية .
3- مرحلة التطبيق الرسمية .
4- التأييد الإعلامي و مباركة الانحلال .
اولاً :- الاحتشام والستر صفة عالمية :
رغم وجود ديانات متعددة و منحرفة في أنحاء العالم مثل الصينية و الهندية و الرومانية و الإغريقية و المصرية الفرعونية إلا أن قضية الاحتشام للبشر و للمرأة على وجه الخصوص هي الصفة السائدة و يؤكد ذلك :
1- الكتب السماوية : فهي تعضد الفطرة في نصوصها , و تدعو الى الحشمة و الحجاب , و تحذر من التعري و السفور ، و رغم التحريف الذي اعترى تلك الكتب .
2- القران الكريم : يخبرنا أن الأصل هو احتشام المرأة في الأزمنة القديمة فيقول عن لباس بلقيس ملكة سبأ : ( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
فقوله تعالى "كشفت عن ساقيها" دليل أنها كانت في حالة ستر و تغطية .
3- الصور التاريخية و الآثار : الني يتم اكتشافها كصورة كيلوباترا أو صورة الفراعنة المنحوتة .
4-الإنتاج السينمائي : في الأفلام التاريخية التي تحكي قصصاً قديمة حدثت قبل 20 عام أي قبل العصر الحديث نرى زي المرأة فيها بكامل حشمتها و نعلم أن المنتجين يحاولون بكل وسعهم أن يقربوا الصورة الى أدق تفاصيلها و حقيقتها .
5- الحضارة الحديثة : مثل الحضارة الأمريكية و الأوروبية فقد أكدت ثقافتها على العفاف و الحشمة و محاربة السفور و العري و الدليل ما هو موجود في أدبيات تاريخهم و الأفلام التي تصور هيئة المرأة وهي محتشمة في ذلك الوقت. و مثال ذلك فيلم (( ذهب مع الريح )) الذي يصور حال الحضارة الأمريكية في أعوام الاستقلال و تظهر المرأة فيه بلباسها المحتشم رغم ما أحدثته الثورة الفرنسية عام ( 1789 م ) من تحول إلا أن الاحتشام بقى سائداً .
في بدايات القرن التاسع عشر بدأ التحول في ثقافة الاحتشام و الستر و ظهور البدايات الأولى لفساد المرأة . و الصور التي يتم استعرضها تمثل فساد غير مسلمات و من مختلف الديانات و الحضارات ، كما انها لمختلف الطبقات العامة و الخاصة في مجموعة من البلدان الأوروبية و الآسيوية .
اختلفت مدلولات الصور فلم تتناول اللبس العادي للمرأة و لكن أيضا لبس ركوب الخيل و آخر للدراجة و آخر للرياضة كالصورة صفحة 27 لنساء في زي رياضة سنة 1850 م و سيدات من الطبقة العليا سنة 1909 م و ثوب عروس صفحة 28 و لنساء الهنود الحمر صفحة 29 و صورة لأميرة انجليزية تمارس الصيد على البحر بكامل حشمتها صفحة 30 و أيضا صورة لشرطيات في لندن و أخرى لألمانيات وهم بلباسهم الساتر و العجيب صورة أجمل فتاة في جنيف صفحة 41 و هي على درجة عالية من الستر و في ختام هذا الاستعراض يقول الكاتب إن بعد الثورة الفرنسية العلمانية التي حصلت عام ( 1789 م ) نشأت العلمانية على أيدي يهودية لتوقظ تلك الفتنة فمزقوا أردية النساء و أبدوا مفاتنهم حتى يلتفت الرجل عن السعي لأعمار الحياة إلى السعي إلى الشهوات و تجري المرأة لاهثة للتبرج مهملة بيتها مدمرة لفطرتها و هاجرة لأولادها .
ثانياً : عام ( 1825 م ) :
من خلال الوثائق المتوفرة يدرك المتابع ان عام ( 1825 م ) هو بداية التدرج الذي أصاب ملابس النساء و أسماه الكاتب (( منعطف العبث العالمي الأول )) في التاريخ المعاصر على اختلاف الجنسيات و الأديان . فلماذا هذا العام بالذات يمثل نقطة تحول ؟ فلقد اعتبره الكاتب ( محل استفهام غامض ) و يحتاج المزيد من تجلية الغموض يقول الكاتب "و قد لفت نظري هذا التاريخ ( 1825 م ) دون أن أجد تفسيرا واضحا حتى قرأت كلمة للرئيس الأمريكي بنيامين فرانكلين ألقاها في خطاب له في عام1789م يقول فيها: ( أينما حل اليهود هبط المستوى الأخلاقي والشرف التجاري فقد ظلوا دائماً في عزلة ، لا يندمجون في أية أمة …)
و لقد قسم د.عبد الوهاب المسيري هجرات أعضاء الجماعات اليهودية في العصر الحديث الى مرحل و هي :
أ- المرحلة الاولى :بدأت من القرن السادس عشر حتى بداية القرن التاسع عشر.
ب- المرحلة الثانية :من بداية القرن التاسع عشر حتى عام 1880 م .
ج- المرحلة الثالثة : من عام 1881 م حتى 1939 م ؟
و هذا التقسيم بهذه التواريخ يؤكد ارتباط اليهود بهذا الفساد وهذا شاهد آخر وهو الملياردير الأمريكي هنري فورد الذي تحدث عن عائلة روتشيلد اليهودية التي أسست ثروتها بأمريكا عام 1820م وعندما سيطرت على المال أصبحت تتدخل في شؤون الدولة فهذا الهدف الأول لليهود وهو الإفساد العالمي ليتمكنوا من السيطرة عليه.
وهذا كله يؤكد أن عام 1825م يصادف الاستقرار الأول للمهاجرين اليهود في أمريكا،فكانت بداية إفساد المرأة وهتك سترها بل بداية التدهور العالمي باسم الحضارة.
ثالثا:الستر والاحتشام في العالم الاسلامي:
إنها لخدعة عظمى تؤلم النفس،أن ينخدع المسلمون بتوهم أن كشف المرأة وجهها كان هو الأصل في العالم الإسلامي وأنّ انتشار التعري كان هو السمة الغالبة منذ مئات السنين، ولكن الحقيقة التي ينبغي أن نرجعها للعقول انه قبل 1924م-1343هـ كان الحجاب التام والسابغ هو الأصل في جميع أنحاء العالم الإسلامي ولا وجود للتبرج والتكشف الذي نراه حالياً فهو طارئ على واقع المسلمين، بل إن تغطية الوجه كانت هي الأصل في لباس المرأة المسلمة في أرجاء العالم الإسلامي طوال التاريخ. وقد أثبت الكاتب ذلك بالصور والوثائق. جميع صور الحجاب في العالم العربي تميزت بأمور منها:
1- أن الحجاب كان يغطي المرأة كاملة من رأسها حتى أخمص قدميها.
2-تميز حجاب المرأة في العالم الإسلامي بأنه سميك،غليظ بدرجة لا يستطيع أن يميز الرائي لها إن كانت سمينة أو نحيفة أو كانت كبيرة
3-امتاز الحجاب بالابتذال،وعدم جذب الانتباه،وانسلاخه من أي زينه.
4-بعد تأمل الصور السابقة أدعو علمائنا ومن يعتلون (سدة الفتوى)إلى تذكر فتوى أسماء بنت أبي بكر الصديق-رضي الله عنها-بتحريم أي لباس يشف أو يصف جسد المرأة فكيف بالحجاب الملبوس في زماننا هذا؟!!
رابعا:سيناريو إفساد المرأة في العالم الإسلامي:
خرجت حملة نابليون الشهيرة من مصر عام(1801م) تاركة خلفها سيناريو واضح المعالم لمخطط إفساد المرأة والذي قاده النصارى العرب كالأقباط في مصر ونصارى لبنان ويمكن تقسيم السيناريو:
1-مرحلة التنظير: وهي مرحلة نشر الأفكار بدأها أحمد الشدياق ثم رفاعة الطهطاوي الذي كان محسوبا على الأزهريين وهو للأسف ممن أعمتهم الحضارة الغربية بعد أن قضى خمس سنوات في فرنسا. ثم يأتي بعد ذلك قاسم أمين الذي تعلم في فرنسا و انبهر بحياتهم هناك. كانت من أوائل الكتب التي هاجمت الحجاب بل و أساءت للإسلام كتاب لكاتب فرنسي (داركير) و على أثر ذلك ألف قاسم أمين كتاباً أسماه "المصريون" و تحدث به بانهزامية يطالب (داركير) على استحياء باعتبار الإسلام بمرتبة النصرانية و المجوسية. بل و استنكر على بعض المصريات تشبههن بالأوروبيات.أغضب هذا الكتاب (نازلي) زوجة الملك فؤاد و توهمت أنه يقصدها فشنت حملة عليه. فما كان من قاسم أمين إلا أن قام بالاعتذار و اتفق مع سعد زغلول أن ينشر كتاباً يصحح فيه خطأه فخرج هذا الكتاب مما يجعلنا لا نستغرب أن يكون في آخره خطأ مطبعي يفضح هذا الكتاب و سبب تأليفه ألا و هو قول قاسم أمين في آخره : (تم كتاب تجريد المرأة).
2- مرحلة التطبيق الغير رسمية :
بعد مرحلة التنظير ونشر الأفكار أصبحت تتطور إلى إجراءات عملية في المجتمع المصري ولكنها لم تؤيد من الحكومة أي لم تكن بشكل رسمي ،ومن تلك الإجراءات:
-إقحام العنصر النسائي:
هدى شعراوي هي من تولت اللواء وقادت الثورة النسائية وتزعمتها بمؤازرة سعد زغلول،ففي يوم 20 مارس سنة1919م خرجت مع بعض النساء المتحجبات في مظاهرة متمردة في ميدان بوسط القاهرة مناديات بتحرير البلاد من الاحتلال في وضح النهار،ولكن العجيب أن المظاهرة انقلبت إلى تحريرهن من الحجاب،وسمي هذا الميدان منذ تلك الحادثة باسم(ميدان التحرير).ومن الجدير بالذكر أن والدها (محمد باشا سلطان)أكبر مساعد للإنجليز في زحفه على القاهرة ودعم العناصر الخائنة.
-المساندة الصحفية:
لعبت الصحافة دور رئيسي لإخفات صوت المصلحين،وتشويه صورتهم ،وأيضا نشر الدعوة للسفور وتمجيد الغرب .على المثال لا الحصر مجلة السفور ومن كتّابها مصطفى عبد الرزاق و طه السباعي وسهير القلماوي و د.محمد حسين هيكل صاحب جريدة السياسة.وكان تركيز الصحف هو تمجيد المرأة الأوربية الغربية واتخاذها مثالا يحتذى به.
3-مرحلة التطبيق الرسمي:
كان قاسم أمين وسعد زغلول لا يفترقان، فبعد كتابه تحرير المرأة أقفل المصريون أبوابهم في وجه قاسم أمين.واستطاع سعد زغلول بمواهبه الفذة أن يقود المجتمع ويكيفه على ما يريد وينفذ أفكار قاسم أمين تنفيذاً عملياً وساعده أيضا التغيير الذي حدث في مصر في تقبل الناس لها…ويمكن تلخيص ملامح المرحلة بالآتي :
-تسويق الرذيلة (التطبيع)
بأن يكون الانحلال والفسق أمرا طبيعيا ومألوفاً،وتسمية الأمور بغير اسمها كتسمية السفور والتعري بالتقدم و الحضارة،وأيضا بالإكثار من إظهار الصور للممثلات اليهوديات في وسائل الإعلام.
-إباحة البغاء رسمياً
أقدم سعد زغلول على جريمة كبرى و خيانة لدين الله ثم لشعبه عندما فرض البغاء و اللواط و الخمور رسمياً على المسلمين ، مما جعلنا أمام صورة واضحة تكشف أهداف المنادين بالتحرر الحقيقيين كما فضح الله مقصودهم بدقة و جلاء لمن تأمل قوله : (إن الذينَ يُحبونَ أنْ تَشِيعَ الفَاحِشة فَي الذِينَ آمنُوا لهم عذابٌ أليمٌ فِي الدنْيَا و الآخَرة و اللَّهُ يَعْلمُ و أنْتُم لا تَعْلمُونَ)
و لقد زود الكتاب بصور من هذه الرخص التي تبين أنه عمل رسمي تقره الحكومة و له نظام ؟!! و لنا أن نشيد بموقف الشيخ محمود أبو العيون الذي أرسل خطاباً الى رئيس الحكومة استنكاراً على إقرار الفاحشة .. فجزاه الله خيرا و جعله في ميزان حسناته .
4-التأييد الاعلامي و مباركة الانحلال :-
إن الصراخ العنيف للعلمانيين ضد العفاف و الحجاب (قديماً) قابلوه بمواقف مخزية ملتوية إزاء إباحة البغاء رسمياً . و لقد تحايل الإعلام على الناس مع تلك الظاهرة بأمور :
أ- اخفاء صبغة شرعية مغلوطة .
ب- انسلاخ الطرح الإعلامي من الصبغة الشرعية .
ج- الأمر بالمنكر و النهي عن المعروف .
المناقشة الثانية :
"ملامح خطة العلمانيين لإفساد المرأة"
أولاً: أهداف الخطة العلمانية لإفساد الأمة:
إقصاء الدين عن الحياة.1
إسقاط العلماء.2
الفاحشة إشاعة.3
الوصول لمراكز النفوذ.4
تغييب عقيدة الولاء والبراء.5
إشغال المسلمين عن هموم الأمة.6
تشويه صورة الدولة العثمانية.7
إفقار العالم الإسلامي.8
تجهيل الشعوب المسلمة.9
مهاجمة اللغة العربية الفصحى.10
إفساد المرأة.11
ثانياً: منهج الخطة العلمانية لإفساد المرأة:
التطبيع.1
أ) الاختلاط.
ب) إظهار الألبسة العارية على أنها رقي.
ج) إبراز أهل الفن على أنهم قدوات.
د) تعظيم الغرب وأهله.
ه) استمراء التفحش.
و) تحسين العلاقات المحرمة.
2. استغلال الدين:
أ) الاستدلال بالأقوال الشاذة.
ب) ادعائهم فهم الدين.
ج)التمسح بالدين.
د) التأكيد على الخلاف الفقهي.
احتواء الأقلام والمواهب النسائية.3
4.ادعاء نصرة المرأة
أ) استغلال مشاكل اجتماعية للمرأة.
ب) إقحام الحديث عن الأم والأخت.
التشكيك في الحجاب.5
ثالثاً: مثال تطبيقي برنامج ستار أكاديمي للتلفزيوني.
"ملامح خطة العلمانيين لإفساد المرأة" :
بعد فشل ملك فرنسا لويس التاسع في الحملة الصليبية الثانية فكر بطريقة لحرب المسلمين من غير مواجهة و جاءت خطته الجديدة كالتالي :
أولا:تحويل الحملات الصليبية العسكرية إلى حملات صليبية سلمية.
ثانياً:تجنيد المبشرين الغربيين في معركة سليمة لمحاربة تعاليم الإسلام ووقف انتشاره ثم القضاء عليه معنوياً
ثالثاً:العمل على استخدام مسيحيي الشرق في تنفيذ سياسة الغرب
رابعاً:العمل على إنشاء قاعدة للغرب في قلب الشرق العربي يتخذها الغرب نقطة ارتكاز له،ومركزاً لقواته الحربية
ومن هنا بدأ الغزو الفكري و احتلال العقول ثم جاء حفيد لويس التاسع وهو نابليون بونابرت و أدخل العلمانية في العالم الإسلامي و هنا يمكن استجلاء أمور منها :
*أطروحات العلمانيين التحريرية التي جلبوها من الغرب هي أطروحات لم تتغير منذ ذلك الوقت.
* التاريخ يعيد نفسه،وزيادة على التقليد الأعمى لديهم وتكرارهم للأفكار العلمانية القديمة،فإنهم مجرد أبواق ينفخ فيها اليهود بروتوكولاتهم لتخرج لنا أفكاراً يهودية بلهجة محلية عربية.
*العلمانيون يمارسون في العصر الحالي(دور المنافقين)قي المدينة وقت النبي صلى الله عليه وسلم،واتفاقهم الحميم مع إخوانهم اليهود من أهل المدينة ضد الإسلام.
أولاً-أهداف الخطة العلمانية لإفساد الأمة :
ان العلمانين (منافقي العصر الحديث) يسعون لإفساد الأمة بكل ما أتوا عن طريق تحقيق مجموعة من الأهداف منها :
1-إقصاء الدين عن الحياة.
2-إسقاط العلماء والدعاة.
3-إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا باسم(حرية التفكير)،ابتداء بالعبث بملابس النساء في كشف الوجه باسم الخلاف الفقهي مروراً بقتل الغيرة في نفوس الناس.
4-الوصول إلى مراكز النفوذ:ويدخل في ذلك السيطرة على جميع وسائل الإعلام،لنشر أفكارهم.
5-تغييب عقيدة الولاء والبراء،وطرح فكرة(التسامح الديني)،والتقارب وعدم النفور،ورفض وصف الكافر بوصفه الحقيقي الذي وصفه الله بها فكلمة(كافر)بشعة مرفوضة لديهم،فيستعملون بدلاً عنها(الآخر)أو(غير المسلم).
6-إشغال المسلمين عن هموم الأمة
7-تشويه صورة الدولة العثمانية،وتسمية حكمها ظلماً:(بالاستعمار العثماني)
8-إفقار العالم الإسلامي.
9-تجهيل الشعوب المسلمة بكل أنواع الجهل،وإضعاف النهضة الأدبية والعلمية.
10-مهاجمة اللغة العربية الفصحى.
11-إفساد منهج الخطة العلمانية لإفساد المرأة.
ثانياً : الخطة العلمانية لافساد المرأة :
1- التطبيع :
أي جعل الفساد عند الناس امرا طبيعياً فيتم طرح مجموعة من الأفكار و المقالات الصحفية و التي تتحدث عن موضوعات لها ارتباط بالمرأة و إفسادها حتى يعتادها الناس و من خلال هذه القضايا :
أ-الاختلاط:
مثل الدعوة للتعليم المختلط من الصغر بحجة التعرف على نفسية الجنس الآخر،ولتجميل وجه الاختلاط القبيح تحت أسماء زئبقية،إطلاق اسم (الملاك الطائر)على المرأة عندما تكون(خادمة)في الطائرة ، أو (ملاك الرحمة) للمرأة حينما تكون(خادمة)في المستشفى.
-إظهار الألبسة العارية على أنها رقي.
-إبراز أهل الفن مابين(ممثلين،مغنين،راقصين)على أنهم قدوات.
-تعظيم الغرب وأهله،وتقديمهم بصفتهم القدوات والمثل الأعلى.
-استمراء التفحش بتعويد الناس على إظهار صور من الانحلال الجنسي في وسائل الإعلام بصورة تبدو كأنها عفوية،بحجة الرشاقة وتمارين تخفيف الوزن.
ب- استغلال الدين :
لعلم المفسدين أن للدين أثراً على الناس، حرصوا أن يركبوا موجته، ويقولوا (قولاً حقاً)، ليصلوا به إلى (الباطل)، ومن أمثلة ذلك :
أ- الإستدلال بالأقوال الشاذة : فهم يستدلون (بمعركة الجمل)، وأن أمنا عائشة – رضي الله عنها- كانت تقود المعركة، ويفترون كذباً أنها كانت بلا حجاب، أو أنها تختلط بالرجال، وأهملوا عشرات الألوف من الصفحات التي ألفها المؤلفون عن هذه الأم -رضي الله عنها-، والتي تعارض منهج العلمانيين .
ب- ادعاؤهم فهم الدين: يزعم العلمانيون أنهم (الوحيدون) الذين يفهمون عمق الإسلام لأن علماء الشريعة – كما يزعم العلمانيون – يفهمون الإسلام فهماً رجعياً .
ج- التمسح بالدين: لا يفوتهم أن يختموا أطروحاتهم حول تحرير المرأة؛ بالتأكيد على أن دعواتهم هذه أن دعواتهم هذه يتم طرحها وفق الثوابت الدينية .
د- التأكيد على الخلاف الفقهي: القضايا التي يعبرون إلى الإفساد من خلالها فقد هي القضايا التي يفقهون خلافها الفقهي، وهي الوحيدة التي تجترُّها ألسنتهم؛ كالحجاب، الاختلاط .
ج- احتواء الأقلام والمواهب النسائية :
وذلك عن طريق استدراجهن بألوان الإغراء التي كالمال والشهرة ثم يجعلونهن ينقلن الأفكار العلمانية إما (بالإيحاء)، أو بالأسلوب المباشر .
د- ادعاء نصرة المرأة:
استغلال المشاكل الاجتماعية للمرأة، وجعلها شماعة لمشاريعهم التخريبية ومهاجمة(تعدد الزوجات) مستغلين سوء تعامل بعض الأزواج المعددين مع زوجاتهم .وأيضا عن طريق ذلك (السياق الملول) وهو القياس على الأم والأخت.
هـ- التشكيك في الحجاب:
من المؤكد أن الحجاب عند العلمانيين هو المفصل الأهم في قضية المرأة، لذلك اعتمدوا على منهج التشكيك في شرعيته وأوهموا المسلمين بأمور :
أن الحجاب ليس من الدين أصلاً،وإنما هو لباس اجتماعي وموروث من الأجداد،ولا يوجد في الأدلة الشرعية دليل يوجب الحجاب على المرأة،والعفاف عفاف القلب وليس بالحجاب ويرددون(كم من متحجبة وهي سيئة؛وكم من متكشفة وهي بطهر التابعيات)وهي دعوى لتنفير المتحجبات من الحجاب.
ثالثاً:مثال تطبيقي:
برنامج ستار أكاديمي التلفزيوني:
من قاموس التحرير خرج هذا البرنامج الإعلامي الذي عبارة نموذج صغير للأفكار العلمانية الكبيرة المنثورة في إنتاجهم. . حتى إن رئيس الوزراء اليهودي أريل شارون قد أثنى على هذا البرنامج،وقال:(هذا هو الإسلام الذي نريده)ورغم المكاسب المادية الكبيرة التي حققها البرنامج لملاك القناة التي تعرضه، إلا أن هذا لا ينفي أن للبرنامج أهداف أخرى ومنها :
1-استمراء التفحش وتطبيعه في النفوس، وترويض الناس على تقبله.
2-انتفاء الحجاب بأبسط أشكاله.
3-إشغال شباب الأمة بالتوافه عن القضايا المهمة فهم في عزلة تامة واستغراق حتى الثمالة في مستنقع الطرب والغناء.
4- إزالة الفوارق الدينية وقتل الولاء والبراء.
5-على الرغم من وجود مسلمين داخل البرنامج،إلا أنه لا يوجد ذكر للدين فهو مغيب تماما فلم يقيموا الصلاة مطلقا.
6-الاختلاط هو الأصل وليست هناك أي مخاوف كما يتوهم الناس.
7-تلميع نجوم البرنامج ليكونوا قدوات مستقبلاً.
8-ترويج الفن والغناء والتمثيل.
9-تعظيم شأن الغرب بأمور:
أ-فكرة البرنامج منقولة من الغرب.
ب-نمط الألبسة من إنتاج الغرب.
ج-نمط المعيشة غربي بحت.
د-نمط الديانة غربي فالقناة التي تبثه مسيحية نصرانية.
المناقشة الثالثة:
قضايا يجدد العلمانيون إثارتها حول المرأة
وفيه.. تمهيد:
القضية الأولى: الحجاب.
القضية الثانية: المساواة.
القضية الثالثة: الاختلاط.
القضية الرابعة: عمل المرأة.
القضية الخامسة: قيادة المرأة للسيارة.
المناقشة الثالثة:
قضايا يجدد العلمانيون إثارتها حول المرأة
تمهيد:
أثاروا هذه القضايا تحت غطاء من الدين،ثم خلعوا عنهم هذا الغطاء،وصاروا يتناقشون باسم التمدن والحضارة،فعلوا ذلك كله بتحريض من أيد يهودية. والذي يلفت الإنتباه حول طريقة الطرح لتلك القضايا،أنه طرح مكرور، من أسلافهم كقاسم أمين.وفي هذه المناقشة سنذكر جملة من أبرز تلك القضايا وهي:
القضية الأولى:الحجاب
الحجاب عبادة من رب الأرباب.متى ما بقى الحجاب مرفوعاً على رؤوس المسلمات في بلد ما، فهو دلالة على انتصار الإسلام على العلمانية في ذلك البلد،ومتى ما أسقطوه،فهو علامة انتصار الباطل،ومؤشر على تراجع الإسلام في نفوس أهله في الغالب،ولهذا راحوا يعيدون خططهم المكررة التي بدأها أسلافهم في طرح مواضيع الحجاب والتشكيك في هيئته ومشروعيته. ويجعلون تغطية الوجه محل خلاف، وأن الذين يرون وجوب تغطية الوجه هم من المتشددين.ونراهم حين يحاربون الحجاب و الستر، يتسترون بشعارات براقة،(كالحرية الشخصية)و(التعددية)و (الديمقراطية). ولو حاولنا تصديق مزاعم العلمانيين في أنهم يبحثون عن الحق في مسألة الحجاب الشرعي كما يزعمون،فإن هنالك ما يدعو إلى اتهامهم بالكذب،وهو إنتاجهم الإعلامي،حيث أنهم يمنعون أي محجبة من الظهور ويحاربون خروجها على الشاشة.ومما يزيد المعضلة اشتداداً أن يقف في صفهم مفكرون وكتاب محسوبين على الفكر الإسلامي، و أن ينخدع بهذه الدعوة بعض العلماء المسلمين، وطلبة العلم اندفاعاً عجيباً.
إن الاحتشام فطرة بشرية وسمة عالمية،وإن التحول الذي حصل نحو السفور والانحدار يتم بإدارة سياسية ويد خفية.
ارتباط الاحتلال بقضية خلع الحجاب:
في جميع البلدان الإسلامية دون استثناء،تزامنت الدعوة لخلع الحجاب ، مع وجود المحتل الأجنبي أو مندوبيه، وحاولوا تصوير الحجاب بتشبيهات توحي بالتقبيح. ومن الأمثلة على ذلك:
– فعن أثر الاستعمار في العراق على قضية خلع الحجاب،حيث قال خيري العمري (……إلى أن قال :الذي أريد أن أذكره: هو وجود قوتين كانتا تلعبان في تلك الأيام دوراً مهما في توجيه الأمور وهما: (البلاط) و (دار الاعتماد البريطاني) .
2 -أما ما يخص مصر،فبعد سنوات قليلة من الاحتلال البريطاني عام1882 م، صدر كتاب (المرأة في الشرق) وكان مؤلفه مسيحياً مصرياً،وكان صديقاً للورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر،وقد دعا هذا الكتاب للقضاء على الحجاب باعتباره حجاباً للعقل.وفي عام 1899م صدر كتاب (تحرير المرأة) لقاسم أمين الذي دعا إلى سفور وجه المرأة ورفع النقاب عنه.
3-أما ما يخص تركيا فحينما ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة عام 1924م وأصدر في أول قراراته(إلغاء الحجاب) .
4-أما يخص الجزائر،فالاحتلال الفرنسي تعامل مع الحجاب بطريقة الإقصاء، والضرب بعنف وشراسة مستميتة ،وخلعه بقوة في الشوارع من فوق رؤوس المسلمات.
5-أما تونس ففي عام 1929م حينما كانت البلاد تحت الاحتلال الفرنسي، دخلت معركة الحجاب في طور جديد اصطبغ في السياسة: ذلك أن امرأة تونسية مثقفة تدعى حبيب المنشاري،اعتلت سافرة منبر جمعية الترقي بالعاصمة،فألقت مسامرة في جمع غفير من الرجال ومن الأوانس والعقائل التونسيات،وقد بسطت فيهاحالة المرأة التونسية ونددت بالحجاب مما أحدث رجة في القاعة،فصفق لها المعجبون،وعبس المستنكرون.
وفي الحقيقة فإنه أينما سرت وفتشت تجد هذه العلاقة بين العلمانية والإنجليز ،أو الفرنسيين او الأمريكان أو دوائر التبشير والاستشراق.
المظاهرات النسائية وخلع الحجاب:
المظاهرات النسائية وسيلة امتطاها المحتل الغربي منذ مائة عام في عدة دول إسلامية،دون أن يكون من الناس أي اعتراض، أو احتساب لإنكار ذلك المنكر! وهذه نماذج تاريخية لبعض البلدان العربية:
-في مصر:انطلقت أول مظاهرة نسائية في العالم الإسلامي في زمن الاحتلال الإنجليزي1919م تحت إشراف سعد زغلول وبقيادة زوجته صفية مع رفيقتها رائدة التغريب هدى شعرواي،إضافة إلى مجموعة من النساء القبطيات،وذلك للتعبير عن رفضهن للاحتلال الإنجليزي إلا أن المظاهرة تحولت مسارها إلى (الهتاف بالحرية ونزع الحجاب)
-في الجزائر:يقول محمد سليم قلالة: ( حدث هذا في مثل يوم هذا الشهر من سنة1958م يوم الاثنين 27 ماي، بعد ما ألقى إمام مسجد سيدي الكتاني آنذاك في مدينة الشيخ ابن باديس بالجزائر ، صعدت فتاة جزائرية مسلمة إلى الميكرفون لتقول: لا ندع هذه الفرصة تضيع، إنها الفرصة الوحيدة التي تمنح لنا للسير في طريق التحرير الكامل والمطلق ، وقالت: أطلب منكم أن تفعلن مثلي، وفي حركة رائعة" يقول المعلق" نزعت الآنسة بنت الآشا حائكها الأبيض ثم حجابها، ورمت الكل من الشرفة وسط دوي من التصفيق والصياح: برافو! برافو ! وتتبعها فتيات أخريات تنزعن أحجبتهن وتطلقن الصيحات المدويات وسط دوي أخر من الصياح:برافو! براوفو! )
وروجت الصحافة الجزائرية الخبر،ونشرت صور النساء وهن يحرقن جلابيبهن.
-في سوريا قامت مظاهرة نسائية عام1926م احتجاجاً على سياسة الانتداب الفرنسي ، وبعد المظاهرة الفاشلة بسنتين قامت مظاهرة نسائية بقيادة ثريا الحافظ التي كما قالت الدكتورة بثينة الشعبان :(رفعت الغطاء عن وجهها كما فعلت مائة امرأة ونيف،كن يساهمن معها في المظاهرة نفسها ).
القضية الثانية: المساواة:
المطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل،هي من المطالب البارزة لدى العلمانيين.ويطالبون بالمساواة التامة سياسياً، واجتماعياً، واقتصادياً، وثقافياً وعسكرياً، وإعلامياً وتربوياً فهما حسب زعمهم متساويان في جميع الخصائص البشرية، إلا الولادة والإنجاب.
وتناول الكاتب الرد على تلك القضية بردود عقلية (ذكر اثنين وعشرين ردا سأذكر ستة منها فقط)ثم بالقرآن الكريم(ذكر أربعة وعشرين دليلا سأذكر بعضاً منهم.
الردود العقلية:
وليس يصح في الأذهان شئُ إذا احتاج النهار إلى دليل
*التاريخ القديم:ينفي المساواة،ويخبرنا عن قيام وحضارات وأمم وممالك بادت،كانت متنوعة الديانات،متعدد اللغات،مختلفة المفاهيم والأفكار،لكنها اتفقت جميعها أن الرجل ليس مساوياً للمرأة
*الأنبياء جميعهم رجال في كل الديانات:بل جميع الآلهة في الأديان البشرية هي ذكور.
*اللغة ترفض المساواة،فتنقسم النوع إلى (ذكر)و(أنثى)
* علم الأحياء ينفي المساواة،حيث يثبت أن خلايا الرجلتختلف عن خلايا المرأة.
*نظام دورات المياه في الأماكن العامة
* البهائم تشارك في رفض المساواة بين الجنسين.
* وسائل الإعلام تنفي المساواة ،فعندما ترغب في استدرار عواطف الجماهير نراها دائما تقول في استغراب: " تم قصف المبنى وفيه نساء وأطفال " ولاتذكر الرجال.
* النسب للآباء دون الأمهات.
-الأدلة القرآنية على انتفاء المساواة:
*شهادة الرجل تساوي شهادة امرأتين ،لقوله سبحانه:(واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء)
*فرق الله سبحانه وتعالى في قسمه بالميراث بين الزوج والزوجة بقوله:(ولكم نصف ما ترك أزواجهم وإن لم يكن لهن ولد )
*قسم الله سبحانه وتعالى بمسؤولية الأسرة،فكلف الرجال بالقوامة دون النساء:( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم )
ومما يجدر ذكره أن عدم التساوي الذي أكده القران الكريم لا يعني (دونية المرأة) واحتقارها بل يعني (الاختلاف) بين الرجل و المرأة, فالسماء مختلفة عن الأرض, والشمس لا تشابه القمر, ولا الليل سابق النهار, وكل في فلك يسبحون.
القضية الثالثة:الاختلاط:
غالب الدول الإسلامية تعاني من وباء اختلاط الرجال والنساء،غير أن المجتمع السعودي بصورة خاصة لازال أكثر المجتمعات الإسلامية محافظة والتزاماً في قضية فصل الرجال والنساء. لذلك بدأت الدعوات التي ينادي بها العلمانيون في المجتمع السعودي تأخذ شكلاً قوياً،ولكن عن طريق غير مباشر،كالتدرج مثل الدعوة إلى توظيف وفتح مجالات العمل لها أسوة بالرجال.ويردون على معارضيهم بجملة مبررات سنتناول اثنين منها ليس لوجاهتها ولكن لتصديق الناس لها ،هما مسألة الوقت، والثقة .
مبرر مسألة الوقت:
وهذه الحجة يرددونها أول الأمر لتبرير الاختلاط،بل ويزعمون أن الاستعفاف والستر والفصل بين الجنسين،هو سبب الفتنه لأن الممنوع مرغوب،ويزعمون بأن الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية المرأة دون حجاب وعلى مخالطتها للرجال.وهذه الحجة مردودة بأمور منها:
1-مسألة الاختلاط ليست جديدة على التاريخ وليست فريدة في الواقع المعاصر بل ثبتت أضراره وأمراضه مع مرور الوقت.ومن الأمثلة على ذلك ما طالعتنا به الصحف من فضائح يكون أبطالها رؤساء بل وقساوسة أحيانا(فضيحة كلينتون ومونيكا والقسيس جيمي سواجرت)
2-لا يرضى عاقل أن يقدم عرضه قربانا من أجل أن يتطور المجتمع ويتعود المنكر.
3-أفضل رد على مبرر الوقت (فاحشة اللواط والسحاق) فحياة المبتلي بها كلها مع رجال ، او تكون امرأة مع نساء ، و مع ذلك نجد أن مجتمعات الأرض تعاني من ازدياد هاتين الفاحشتين المشينتين.
مبرر الثقة في المرأة:
من المبررات المطروحة للاختلاط أو خلع الحجاب،قولهم:( إن نساءنا غنيات بإيمانهن،قويات بعفافهن،وعدم فتح المجال لاقتراب الجنسين دليل على عدم الثقة) ومبرر الثقة مبرر ساقط من عدة وجوه منها :
1-الله عز وجل خالق هذه الأنفس،وشرع لها ما يناسب طبيعتها وهو الحكيم الخبير،وقد أمر النساء بالبقاء في البيوت بقوله: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي }.
2-من القواعد الشرعية (حفظ الضروريات الخمس)الدين العرض المال العقل
3- إذا كان الخوف على أمهات المؤمنين رضي الله عنهن من ذوي القلوب الضعيفة في أطهر العصور قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } فكيف بعصرنا.
القضية الرابعة :عمل المرأة :
من حجج المنادين بإفساد المرأة ، أنها أكرم من أن نختصر وظيفتها في الحياة بين جدران البيت ، و يصفون بقاء المرأة في بيتها بأنه ( تجنّ و ظلم لها) و تنتشر مثل هذه الدعوى و يسيطر الإعلام العلماني على عقول العامة و النساء بشكل اخص فصدقوا افتراءهم .
ومن سيكون أكثر من الزوجة و الأم حرصاً و إتقاناً و أوفر عطاء؟!
فتراهم ينظرون إلى وظيفة (ربة البيت) بازدراء و مهانة و بالمقابل فإنهم لا يزدرون الخادمة المنزلية، أو المربية، أو الطباخة ….
ففي البلاد التي انخدعت بمثل هذه الدعاوى خرجت المرأة من (المطبخ المنزلي) فصارت تخدم كل الناس، فاستبدلوا المطبخ بمطبخٍ أكبر مساحةً و أسوأ حالاً و منزلةً.
و لنفترض جدلاً أن المرأة تخلصت من الخدمة في بيتها، (أو ما يقال عنه الظلم الذي هي فيه)، فإن البيت حتماً سيحتاج إلى امرأةٍ أخرى ترعى شؤونه، و هي (الخادمة)، فما ذنب هذه الخادمة حتى تعيش في ظلم (القرار في البيت) الذي هربت منه صاحبته؟!
فهل هذا هو بناء الأمم ؟!!
أن تعمل نادلةً في مطعمٍ أو مضيفة أو مرشدة سياحية أو مندوبة تسويق ؟!
القضية الخامسة : قيادة المرأة للسيارة :
قد تكون قضية المرأة للسيارة منحصراً في أخر مجتمع مسلم،وهو المجتمع السعودي لأنه الوحيد الذي تمنع أنظمته المرأة من قيادة السيارة. أثار العلمانيون قضية قيادة المرأة للسيارة،بهدف تحقيق الأهداف العلمانية كالاختلاط ونزح الحجاب وغيرها في المجتمع السعودي.
وحين واجههم المصلحون الصادقون،والآمرون بالمعروف،والناهون عن المنكر، راحوا يلبسون باطلهم ثياب الحق و يسوقون حججهم و مبرراتهم و منها :
1- الخلوة المحرمة .
أن عدم السماح للمرأة بالقيادة،يضطرها إلى الركوب مع سائق أجنبي،وهذا من الخلوة المحرمة،وذلك مبرر ساقط من مجموعة أوجه هي:
*قادت المرأة السيارة في المجتمعات التي تتشابه مع المجتمع السعودي اجتماعياً كدول الخليج،ولم تنته من ظاهرة السائقين
*في حالة عطل للسيارة سيكون هنالك خلوة محرمة،لأن المرأة ربما تحتاج لسائق أجرة
*إن حصل حادث مروري،فهل ستبقى المرأة في سيارتها حتى يأتي رجل الأمن ؟ أم أنها ستنزل من سيارتها للتفاهم وحل النزاع ؟
*لو قادت المرأة وحصل منها(قطع إشارة) مثلا،فالنظام يعاقب من قطع الإشارة بالإيقاف24 ساعة،فهل سينتظر رجل المرور أحد أقاربها ليذهب معها للسجن؟!
2-التوفير المالي:
من الحجج التي يسوقونها لدفع المرأة لقيادة السيارة حجة(التوفير المالي) فيزعمون أن السائق يستنزف أموالاً متفرقة لا تقتصر على الرواتب فقط بل نخسر عليه :(الطعام،والسكن،والعلاج،ومستلزمات أخرى).ولكن لنفترض أن المرأة قادت السيارة،وتخلصنا من السائق من أجل التوفير المادي،فمن الذي سيقوم بواجبات البيت وقتها؟،وحينها سنستبدل المال بالمال. والسائق بالجملة يقوم بنقل أكثر من امرأة ،وهنا تكون دعوى المحافظة على الاقتصاد دعوى عرجاء،لأن التخلص من السائق يترتب عليه خسائر مادية كثيرة ،فعدد النساء أكثر من عدد السائقين،فالسائق يخدم في العادة أكثر من امرأة.ناهيك عن تجميل النساء للسيارات وما يترتب عليها من إهدار مادي يستفيد منه الغرب.
3-الخلل الأمني:
من الحجج التي تساق لإخراج المرأة واستلامها لمقود السيارة، هو من وجود العمالة من غير البلد ربما يسبب خللاً أمنياً،وهذا الكلام يتنبأ به بعض المفكرين لقوة احتماله،والناظر في هذه المجتمعات يجد أن :
*العمالة من خارج البلد أكثر عدداً في المهن والحرف بصورة أكبر من قضية السائق.
*الخادمات في البيوت أكثر عدداً من السائقين وأشد خطورة كذلك .
وهنا أقول للعلمانيين ما هذا التناقض الذي تعيشون ؟؟؟!!!وهو أنكم تحاولون إظهار الغيرة على المحارم والاهتمام بها ، وتزعمون الخشية على المرأة من الخلوة المحرمة بالسائق،ولكنكم في الوقت نفسه،تطالبون مطالبة عنيفة متكررة بسفر المرأة بلا محرم ،وفي السفر بلا محرم خلوة أعظم وأفظع من خلوة المرأة بالسائق.
" رسائل بالبريد"
الرسالة الأولى: لمن يحملون المسئولية الأولى؛ وهم العلماء في أنحاء العالم الإسلامي.
الرسالة الثانية: لكل مسلم غيور على دينه وعلى عرض أخواته المسلمات.
الرسالة الثالثة: للعلمانيين وبؤرة الفساد وفيها فضح إفسادهم أمام المخدوعين بأفكارهم وآرائهم.
الرسالة الرابعة: وهي لن تصل إلى صاحبها "قاسم بك أمين" ولكنها ستصل بالتأكيد إلى من يحملون فكره و يستنهجون سبيله.
المناقشة الرابعة :
"رسائل بالبريد":
إن الوقوف في وجه الإفساد ، و احتمال الأذى من اجل إنكار المنكر عبادة ، و مزية لديننا ، و مفخرة للمحتسبين و هذه مجموعة رسائل ساقها الكاتب الأولى لمن يحملون المسؤولية و هم العلماء ، و الثانية يسوقها الكاتب لكل مسلم يحمل في جنبيه كلمة التوحيد و كل غيور على دينه، وختمت برسالة رابعة لن تصل إلى صاحبها و لكنها ستصل بالتأكيد إلى من يحملون فكره .
الرسالة الأولى للعلماء :
اكتب للأمة في زمان ظهرت المسلمات في اغلب دول المسلمين و قد نالهن نصيب محزن من التكشف و العري الذي يغضب الله تعالى و يحزن الغيورين. إن للقلب لحسرات حين ينهزم أهل الخير والعفة والصلاح في حديثهم حول المرأة،فبينما يظهر لنا عالم يفتي بأن كشف الوجه مسألة خلافية،يظهر عالم آخر يفتي بأنه لا يوجد دليل شرعي على تحريم قيادة المرأة،ونسي هذا العالم أو ذاك أو فات عليهما أن المفسدين ينتهزون مثل هذه الفتاوى ويستعملونها (كلمة حق أريد بها باطل ) ضد العفاف،بل حتى في الحديث عن حقوق الزواج أو قضية التعدد،أو ضرب الزوجات، صارت من القضايا التي يهرب منها بعض العلماء والصالحين، مع أنها من القضايا الواضحة والمتفق عليها في ديننا.
أين أهل الفتوى من فهم حبر هذه المرأة، عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حينما جاءه رجل يستفتيه في القاتل، (هل له توبة؟) فقال ابن عباس رضي الله عنهما:ليس له توبة،فلما انصرف السائل،قال له أصحابه:(كنت تفتينا بأن له توبة)،فقال ابن عباس رضي الله عنهما:(رأيت في عينيه شراً) . فيا علماءنا ألم تروا الشر المستطير من هذه الفتنه، فتتغير فتواكم لردها؟ . و ما اخف الموت دون فتوى تجلب الهلاك و الضرر ، فالله الله ان يؤتى العفاف و الحجاب من قبلكم ايها العلماء . و لا يأس فالوعد جاءنا من الصادق المصدوق حين قال : ( الخير فيّ و في أمتي إلى قيام الساعة ) ، ( وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) .
الرسالة الثانية للغيورين :
يا أهل الغيرة،ألم يشدد سيد الغيرة ونبي الطهر صلى الله وعليه وسلم على الغيرة حتى قال:( لا يدخل الجنة ديوث).
ألم يخبرنا (أغير الأمة)صلى الله عليه وسلم أن المقتول غيرة على محارمه وعرضه بأنه شهيد من الشهداء.
ويحترق القلب عندما يجادلك رجل من أهل الخير و الصلاح مستنكراً بقوله (و هل النقاب حرام ) ؟!.وهذا الفاروق رضي الله عنه يسعى جاهداً أن يستر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم،وبناته، ونساء المؤمنين،فاستجاب الله له وأيده من فوق سبع سنوات،وجاء في عصرنا من يسعى جاهداً،ليخلع حجاب نساء المؤمنين.
يا أهل الغيرة هل مات الحياء في رجال تتبرج محارمهم للرجال الأجانب أمام أعينهم ؟ فأين رجولتهم و غيرتهم ؟! لعن الله الدياثة ، و لعن الله من نشرها و رضي بها .
يا أهل الغيرة أقسم بالله إن من يطالبكم بستر محارمكم يستحق احترامكم، ويزيدكم حرصاً على نساءكم، وإيقاظ الغيرة في قلبوكم ،وليس له أي مصلحة دنيوية أو فائدة شخصية وهذا دليل جلي على صدقه.
ساء المؤمنين ، فأين أنتم يا أهل الغيرة؟
الرسالة الثالثة للعلمانيين :
يا معشر العلمانيين،يا منافقي عصرنا الحديث.
أيها العلمانيون المطالبون بتحرير المرأة أنتم ترددون أدلة شرعية توافق هواكم في مسألة الحجاب أو الاختلاط فهل تملكون هامشاً من الشجاعة، لإبداء رأيكم في تعامل العلمانيين العنيف و الشرس ضد الإسلام و أهله في الدول التي تربعوا فيها على المناصب العليا ، و نريد رأيكم في (مسابقات ملكات الجمال ) التي تعرض في بلاد المسلمين و رأيكم في الرقص الشرعي المزعوم ؟؟!
وأن من العجب تشابهكم أيها العلمانيون في عصرنا الحديث مع المنافقين في عهد النبوة بالمدينة في أمور عدة أهمها التعاون و (الأخوة) بين المنافقين و اليهود ، أهم إجراء لديكم بعد توليكم السلطة أن تقصوا الإسلام بعيداً ، و كلاكما يرى أن الإسلام تخلف و رجعية . و أهمها على الإطلاق استعمال الإسلام لأغراضكم و أهدافكم
و أخيرا تهديد من الله تعالى عاجل في الدنيا قال تعالى : ( لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)
الرسالة الرابعة الى قاسم بك امين :
لقد شاعت الفاحشة في الذين امنوا بسببك ، فبعد موتك بسنين انتشر الخنا ، و أبيح الزنا ، و شاع الفساد ، و استمتع الناس ببعضهم في الحرام . لقد أكمل اليهود مسيرتك في إفساد المرأة ، و تحبيب السفور و الاختلاط لها و محاربة حجابها الشرعي ، فالبداية المخادعة جاءت من كتبك ، و الخاتمة انفضحت على أيدي أناس لعنهم الله و غضب عليهم .
يا قاسم بك أمين كبرت مصيبتك من بعدك فللأسف لم تفسد مصر وحدها بسببك و أمثالك ، بل إن إفسادك استشرى بعد موتك من حيث لم تحتسب ، فالتابعون لك و المؤيدون لفكرتك علوا في الأرض.
قاسم بك أمين و في الختام تقام مدرسة تحمل اسمك لتمجيدك ، فيكون في طالباتها للمؤمنين عبرة ، إن جميع الطالبات فيها لبسن الحجاب مقتنعات لفريضته فالحجاب هو الأصل و ليس الاستثناء، قال تعالى : ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز)
المناقشة الخامسة
" وداعاً ":
ودعنا الكاتب وداعاً يذرف الدمع و يرقق القلب و يوقظ الهمة فلقد ذكرنا بكلمات وداع من رسولنا صلى الله عليه و سلم قالها في خطبة حجة الوداع فلقد حوت مجموعة من ردود مسكتة على العلمانيين منها :
1- مساواة حرمة الدين بالعرض . فقد جعل بأبي هو و أمي حرمة الأعراض ، مساوية لحرمة الدماء ، و هذا رد واضح للعلمانية التي من أركانها الركنية ، مهاجمة الغيرة على المحارم ووصفها بالرجعية .
2- العدل و ليس المساواة ، فالنساء لهن حقوق تختلف عن حقوق الرجال ، و للرجال حقوق مختلفة .
3- بيان تلك الحقوق و إلزام الطرفين بها هي قمة العدل و ضمان للسعادة لكليهما .