السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ديننا الحنيف دين متكامل لم يترك صغيرة و لا كبيرة إلا إهتم بها و أعطاها حقها و خاصة في المعاملات …. و إحترام الكبار من الأمور التي إهتم بها ديننا الحنيف لأنها شعور إنساني يجب أن نطبقه و نعلمه لأولادنا منذ الصغر لكي ينمو معهم و يتأصل فيهم.
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يعرف حق كبيرنا ) رواه أبو داود والترمذي انظروا الى هذا الدين العظيم الذي يأمر بالرحمة للصغير لانه ضعيف و يعرف حق و قدر الكبير لانه صار ضعيف و تحولت قوته إلى ضعفا ….. فاحترام الكبير ليس مجرد واجب نؤديه بل هو شعور سامي نحس به و ينبع من قلوبنا التي رحمت هذا الانسان و شعرت بشعوره عندما تبدلت قوته بالضعف و هو شعور إنساني نبيل.
و لكن ما بال مجتمعاتنا اليوم صارت لا تحترم كبار السن !!!!!!! و خلت تصرفاتهم من هذا السلوك الإنساني الراقي ….. بل إن أكثرهم صار يستهزء بهم و بكلامهم و حتى بتفكيرهم !!!!!!! فتجد الشاب لا يسمع كلام أبيه و يتهمه بالتخلف و قصور النظر و أنه يسير ضد التيار ….. أما الفتاة فترى في أمها قمة التخلف فهي لا تجيد إستعمال الحاسب و لا تتقن وضع المكياج و لا تفهم في الموضة !!!!!!!!
أما في شوارعنا فحدث و لا حرج …… فكبير السن يقف في الطوابير بالساعات فلا تتحرك قلوب صغار السن و يرحموه و يتركوه يمر أمامهم …… و قد تجد الشاب يصعد في المصعد و يزاحم الشيخ الكبير و المرأة المسنة …… و اذا قام أحد كبار السن بنصح شاب قام بسلوك مشين فيقوم الشاب بتلفظ أبشع الكلمات و الالفاظ على هذا المسكين الذي قام بنصحه و لا يهمه إن كان كبير في السن و يراعي مشاعره و لا يهمه أيضا أن يكون رجلا أو إمرأة.
لماذا صرنا هكذا !!!!!! أين ذهبت أخلاقنا الاسلامية و قيمنا العربية الأصيلة ؟؟؟؟؟ أين ذهبت هذه المقولة التي تعلمناها في المدرسة و حفظناها عن ظهر قلب من آبائنا أن نحترم الكبير و نعطف علي الصغير*……. و التي يذكرنا بها الكبار عندما يخطئ أحدنا بقول أو بفعل في حق رجل أو امرأة عجوز ؟؟؟؟؟ هل لم تعد موجودة في هذا الزمن أم أن الآباء لم يعلموها لصغارهم.
علينا أن ندرك جميعا بأننا في يوم من الأيام سنصبح كبارا و لن نجد من أبنائنا سوي التجاهل لقدراتنا و نسيان أفضالنا عليهم *لاننا أهملنا هذا الدرس الأخلاقي التربوي أثناء تربيتنا لأبنائنا و لم نكن قدوة لهم في توقير و إحترام كبار السن.
و في الختام إليكم هذه القصة التي أعجبتني كثيرا لشبلين تربوا في حضن المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه لعلنا نتعلم كيف نتعامل مع الكبار.
دخل الحسن و الحسين رضي الله عنهما ليتوضئا و أثناء الوضوء لمحا رجلاً كبيراً لا يحسن الوضوء، ففكرا كيف يعلمانه الوضوء الصحيح من غير أن يؤذياه و يحرجاه و استعانا بالله فهداهما إلى طريقة حكيمة ….فقال الحسن و هو الأكبر ياعماه لقد اختلفت أنا و أخى الحسين على الوضوء و نريد أن تحكم بيننا … فقبل الرجل الكبير فتوضأ الحسين فأحسن الوضوء ثم توضأ الحسن فأحسن الوضوء، فأدرك الرجل أنه هو الذي لا يحسن الوضوء … فشكر لهما نصحهما الجميل و أدبهما معه و تعلم منهما الوضوء الصحيح و دعا لهما .
أتمنى من كل قلبي أن نتعلم الدرس من السبطين الحسن و الحسين رضي الله عنهما و أرضاهما و نعامل أهلنا بكل لطف و لين و نخفض لهما جناح الرحمة و ننصحهم بكل أدب و تواضع.
دمتم فى رعاية الله وحفظه
موضوع رائع بروعه صاحبته بارك الله فيك وكثر من امثالك واعاننا على الخير
|
انتى اروع واجمل بمرورك حبيبتى نورتى وعطرتى الموضوع بمرورك الطيب
انتى اروع واحلى بمرورك وتنويرك صفحتى بردك الطيب والكريم تسلمى
من كل شر حبيبتى وشكرا ع التقيم