بسم الله الرحمن الرحيم
مما قراءت عن فوائد المشاكل الزوجية وفن احتوائها:
(1) الخبرة والتجربة :
إن الإنسان يقوم بخبراته وتجاربه في الحياة ، وكلما كثرت تجارب الإنسان كلما استطاع
أن يواجه محن الحياة ومنحها بحكمة ودراية ، فما من مشكلة يخوضها الزوجان إلا وتزيد
في رصيدهما المعرفي من الخبرات في الحياة ، وهذا يجعلهما يحسنان التعامل مع
أي مشكلة زوجية سواء أكانت المشكلة لهما أم لغيرهما ..
(2) الوقاية المستقبلية:
إن كثرة المشاكل الزوجية التي يخوضها الزوجان معاً ، تساهم في إغناء رصيد
كل واحد منهما في التعرف على الآخر ، هذه المعرفة والخبرة إن استثمرت في
وضع الخطة المستقبلية لهما في التعامل الزوجي ، فإنهما سيكشفان بعد فترة من
الزواج أن نسبة المشاكل الزوجية بينهما قليلة ، وذلك لأن كل واحد منهما
بدأ يتعامل مع الآخر بما يملك من رصيد معرفي عن الطرف الآخر .
(3) الأهداف المشتركة:
إن من علامات الزواج الناجح أن يكون للزوجين أهداف مشتركة يسعيان لتحقيقها
والمشاكل الزوجية بين الطرفين تساهم في تحقيق هذه الفائدة
لأن المشاكل الزوجية عندما تحدث بين الطرفين ، فإن كل طرف يعبر عما في نفسه
وما يرجوه من الطرف الآخر ، وهذا الفعل يقرب المساحة التفاهمية بين الطرفين
ويعرف كل طرف على أحلام الآخر وطموحه من خلال حدوث المشكلة
وهذا يحدث مع بعض الزيجات … والأصل أن يحدث هذا التفاهم في جو
من المصارحة والحوار الهادئ ، ولكن بعض الناس لا يتكلم
أو يصارح إلا إذا مر بأزمة زوجية.
(4) السلبيات والإيجابيات:
عند حدوث أي مشكلة زوجية ، فإن كل طرف تتعرى شخصية أمام الطرف الآخر
فيمكن لأي منهما أن يتعرف على نقاط الضعف والقوة لدى الآخر ، وهذا مما يزيد
في التفاهم بين الزوجين ، ولهذا فبقدر ما تكون معرفة أحد الطرفين بسلبيات
وإيجابيات الطرف الآخر بقدر ما يتحقق حسن التعامل المستقبلي وقلة الخلاف .
(5) الروح الرياضية:
إن المشاكل الزوجية تربى في الزوجين نفسية الروح الرياضية في التعامل معها
وذلك لأن كثيراً من الأزواج أو الزوجات يهربن من مواجهة المشاكل الزوجية
مما يدعو إلى تفاقمها وتعقدها ، فتنتهي حياتهما بالفشل ، أما إذا كان الزوجان يتمتعان
بروح رياضية مرنة وتستوعب الخلافات ، فإنهما سيكونان قادرين على مواجهة أي مشكلة مستقبلية.
(6) مهارات سلوكية:
هناك عدة مهارات يمكن للزوجين تدريب نفسيهما عليها ، والتمكن فيها من خلال تعرضهما
لعدة خلافات زوجية ، وذلك لأن المهارات السلوكية والأخلاقية كالصبر والعفو والتضحية
وضبط النفس وكظم الغيظ ، والحلم والأناة والتسامح ، كلها يمكن للزوجين تعلمها أو تطوير
نفسيهما فيها في مدرسة الحياة الزوجية ، إن لم تتح لهما فرصة تدريب نفسيهما على
هذه القيم والأخلاق قبل الزواج.
(7) المصارحة وحسن الجوار:
إن معرفة الزوجين بمهارات الحوار والمصارحة سبب من أسباب نجاح الزواج واستمرار يته
فما هي الكلمات التي يقولها كل طرف للآخر وقت الخلاف؟!
-وكيف يصارح كل طرف الآخر بما يغضب الآخر لو سمعه ؟!
-وكيف يتعامل أحد الطرفين مع الطرف الآخر الصامت والكتوم؟!
-وما هي الكلمات التي تغيظ الطرف الآخر أو تهدئ من روعه ؟!
-وما هي أفضل الأوقات للمصارحة وإخراج ما في النفوس ؟!
وأسئلة كثيرة مهمة لنجاح أي علاقة سواء أكانت علاقة زوجية أم علاقة صداقةأم غيرها
(8) أًصل الاكتشافات والاختراعات :
لو بحثنا في قصة أول مكتشف للكهرباء ، لوجدنا أنه كان يعيش في معاناة الظلام
ومشاكله، فبدأ يفكر بالحل إلى أن استطاع " أديسون " أن يكتشف طريقة الإنارة
ولولا المعاناة التي عاشها " هنري فورد " في ذهابه إلى العمل ورجوعه منه لما
حاول أن يخوض التجارب إلى أن صنع أول سيارة في العالم.
فالدنيا إذن قائمة على سنة واضحة بيّنة ، وهي أن دخول الإنسان في المشاكل من
أجل التفكير في حلها والتفكير في كيفية عدم وقوع غيره بها ، وهذا ما نرجوه عند
دخول الزوجين في مشاكل زوجية ، أن يفكر في كيفية منه
وقوع غيرهما يستحقان شهادة " براءة الاختراع.
(9) الالتفات إلى النفس :
يسقط غالبية الناس أسباب المشاكل عند حدوثها لهم على غيرهم ، فدائماً نسمع
عبارة " أبي هو السبب " أو أمي ، أو المدرسة ، أو أبنائي أو الحكومة
أو أمريكا هي السبب دائماً يردد الناس هذه العبارات ، والتي يحب فيها الشخص
أن يخلي نفسه من دائرة المسؤولية ، ويعلق فضله على الآخرين
ولكن هذا تصرف الضعيف والإنسان السلبي ، أما الشخص الإيجابي فهو الذي يلتفت
إلى نفسه وإلى ذاته عند حدوث أي مشكلة له ، وهذا ما نريده للزوجين عندما يخوضان
أي مشكلة زوجية أن يستفيدا منها ، فيكون من فوائد هذه المشكلة أن يلتفتا إلى أنفسهما
ويحاسبا أنفسهما ، وأن يكتشفا الخلل الشخصي ، ثم يبدآن في وضع خطة لتطوير
نفسيهما لمواجهة المشاكل المستقبلية.
الله يبارك في حياتكم ويسعدكم اخواني اخواتي
دمتم بخير وفي حفظ الله
موضوع رائع
ونقاط مهمة جدا للتعامل بين الزوجين
كتير بنغفل عنها بحياتنا
يثبت ويقيم ياعسل
تحياتي
يستحق التقييم