الدنيا كما وصفها الحسن البصري
——————————————————————————–
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الحسن البصري _رحمه الله _ :
" إن الدنيا دار ظعن ليست بدار إقامة , إنما أنزل إليها آدم عليه السلام عقوبة فاحذرها يا أمير المؤمنين , فإن المزاد منها تركها , والغنى فيها فقرها , لها في كل حين قتيل تذل من أعزها , وتفقر من جمعها هي كالسم يأكله من لا يعرفه , وهو حتفه فكن كالمداوي جراحه يحتمي قليلًا مخافة ما يكره طويلًا , ويصبر على شدة الدواء مخافة طول البلاء , فاحذر هذه الدار الغرارة الخداعة الخيالة التي قد تزينت بخدعها , وفتننت بغرورها واختالت بآمالها وتشوفت لخطابها , فأصبحت كالعروس المجلوة فالعيون إليها ناظرة , والقلوب إليها والهة , والنفوس لها عاشقة , وهي لأزواجها كلهم قاتلة , فعاشق لها قد ظفر منها بحاجته , فاغتر وطغى , فنسي المعاد فشغل بها لبه , حتى زلت عنها قدمه فعظمت عليها ندامته , وكثرت حسرته , واجتمعت عليه سكرات الموت وألمه وحسرات الفوت , وعاشق لم ينل منها بغينه فعاش بغصته , وذهب بكمده , ولم يدرك منها ما طلب , ولم تسترح منها نفسه من التعب , فخرج بغير زاد , وقدم على غير مهاد فكن أسر ما تكون فيها احذر ما تكون لها : فإن صاحب الدنيا كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصته إلى مكروه , وصل الرخاء منها بالبلاء وجعل البقاء فيها إلى فناء سرورها مشوب بالحزن , أمانيها كاذبة وآمالها باطلة وصفوها كدر وعيشها إلى نكد , فلو كان ربنا لم يخبر عنها خبرًا , ولم يضرب لها مثلًا لكانت قد أيقظت النائم ونبهت الغافل , فكيف وقد جاء من الله فيها واعظ وعنها زاجر ؟ فما لها عند الله قدر ولا وزن ولا نظر إليها منذ خلقها , ولقد عرضت على نبينا بمفاتيحها وخزائنها لا ينقصها عند الله جناح بعوضة فأبى أن يقبلها كره أن يحب ما أبغض خالقه , أو يرفع ما وضع مليكه فزواها عن الصالحين اختبارًا وبسطها لأعدائه اغترارًا , فيظن المغرور بها المقتدر عليها أن أكرم بها ونسي ما صنع الله عزوجل برسوله حين شد الحجر على بطنه " .
قال الحسن البصري _رحمه الله _ :
" إن الدنيا دار ظعن ليست بدار إقامة , إنما أنزل إليها آدم عليه السلام عقوبة فاحذرها يا أمير المؤمنين , فإن المزاد منها تركها , والغنى فيها فقرها , لها في كل حين قتيل تذل من أعزها , وتفقر من جمعها هي كالسم يأكله من لا يعرفه , وهو حتفه فكن كالمداوي جراحه يحتمي قليلًا مخافة ما يكره طويلًا , ويصبر على شدة الدواء مخافة طول البلاء , فاحذر هذه الدار الغرارة الخداعة الخيالة التي قد تزينت بخدعها , وفتننت بغرورها واختالت بآمالها وتشوفت لخطابها , فأصبحت كالعروس المجلوة فالعيون إليها ناظرة , والقلوب إليها والهة , والنفوس لها عاشقة , وهي لأزواجها كلهم قاتلة , فعاشق لها قد ظفر منها بحاجته , فاغتر وطغى , فنسي المعاد فشغل بها لبه , حتى زلت عنها قدمه فعظمت عليها ندامته , وكثرت حسرته , واجتمعت عليه سكرات الموت وألمه وحسرات الفوت , وعاشق لم ينل منها بغينه فعاش بغصته , وذهب بكمده , ولم يدرك منها ما طلب , ولم تسترح منها نفسه من التعب , فخرج بغير زاد , وقدم على غير مهاد فكن أسر ما تكون فيها احذر ما تكون لها : فإن صاحب الدنيا كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصته إلى مكروه , وصل الرخاء منها بالبلاء وجعل البقاء فيها إلى فناء سرورها مشوب بالحزن , أمانيها كاذبة وآمالها باطلة وصفوها كدر وعيشها إلى نكد , فلو كان ربنا لم يخبر عنها خبرًا , ولم يضرب لها مثلًا لكانت قد أيقظت النائم ونبهت الغافل , فكيف وقد جاء من الله فيها واعظ وعنها زاجر ؟ فما لها عند الله قدر ولا وزن ولا نظر إليها منذ خلقها , ولقد عرضت على نبينا بمفاتيحها وخزائنها لا ينقصها عند الله جناح بعوضة فأبى أن يقبلها كره أن يحب ما أبغض خالقه , أو يرفع ما وضع مليكه فزواها عن الصالحين اختبارًا وبسطها لأعدائه اغترارًا , فيظن المغرور بها المقتدر عليها أن أكرم بها ونسي ما صنع الله عزوجل برسوله حين شد الحجر على بطنه " .
طَرحًَ قَييمًَ
بًََََآركًَـ َََََآللهًَـ فِيكًَـ وَبَِـطَرحِكًَـ .."
وجَعلهًَََآ َآللهًَـ فِيًَ مِيزََََََََََآنًَ حسًَنََََآتِكًَـ
/
مُؤفقًَهـ يًَآربًَ <~
نعومه}"
جزاك الله خيراً..
جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك
بارك الله فيك
وجزاك ربي الخير الكثير
وجزاك ربي الخير الكثير