(القسم الخامس) < باب السنن الرواتبالضحى بالساعة
185- بيان وقت صلاة الضحى بالساعة
س : يسأل عن صلاتي الضحى وصلاة الليل فيقول : ما وقت صلاة الضحى بالساعات؟ وهل يجوز أن نصلي صلاة الليل في أول الليل بعد صلاة العشاء إذا لم نستطع صلاتها في آخر الليل ?
) الجزء رقم : 10 ، الصفحة رقم: 416 (
ج : صلاة النهار في الضحى وقبل الظهر كله وقت صلاةبعد ارتفاع الشمس قيد رمح ، نحو ربع ساعة بعد طلوع الشمس إلى زوالها ، إلى وقوف الشمس قبل الظهر بنحو ثلث ساعة أو ربع ساعة ، لأن وقوف الشمس وقتهقصير ، وتوسطها كبد السماء قبل أن تميل إلى المغرب، هذا يقال له : وقت الوقوف ، وقت نهي ، والضحى كله وقت صلاة ، والأفضل عند شدة الضحى ، إذا اشتد الضحىيكون أفضل ، قبل الظهر بساعة ونصف ، ساعتين هذا أفضل ما يكون لصلاة الضحى وإذا صلى بعد العشاء إذا كان يخشى ألا يقوم من آخر الليل كان هذا أفضل ، النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أبا هريرة وأوصى أبا الدرداء بالإيتار قبل النوم والظاهر – والله أعلم – أنهما كانا يخشيان ألا يقوما من آخر الليل ، لأنهما يدرسان الحديث في أول الليل ، وإذا أوتر الإنسان أول الليل فهو أفضل إذا خاف ألا يقوم من آخر الليل ، أما إذا طمع أن يقوم آخر الليل ووثق من نفسه أنه يقوم فالوتر في آخر الليل أفضل ، كونه يؤخره إلى آخر الليل هذا هو الأفضل ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخر
) الجزء رقم : 10 ، الصفحة رقم: 417 (
الليل فليوتر آخر الليل ؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل رواه مسلم في صحيحه . ولقوله صلى الله عليه وسلم : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له وفي اللفظ الآخر يقول جل وعلا : هل من تائب فيتاب عليه ، هل من سائل فيعطى سؤله ، هل من مستغفر فيغفر له ، حتى ينفجر الفجر وهذا حديث عظيم متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ،وهو نزول الرب جل وعلا آخر الليل في الثلث الأخير ، فينبغي لك يا عبد الله أن تكون ممن يعبد الله في هذا الوقت بالصلاة والاستغفار وقراءة القرآن والذكر ، وقت عظيم ، الثلث الأخير . وهكذا جوف الليل في السدس الرابع كان يقومه داود ، يقوم نصف الليل ، كان ينام نصفالليل ويقوم ثلثه ، يقوم السدس الرابع ، والسدس الخامس ، وهذا وقت عظيم أيضا ، جمع بين جوف الليل وبين أوله والثلث الأخير والله سبحانه رغب عباده في العبادة في هذا الوقت
) الجزء رقم : 10 ، الصفحة رقم: 418 (
والدعاء والضراعة إليه جل وعلا ، فجدير بأهل الإيمان من الرجال والنساء أن يتحروا هذا الوقت ، وأن يجتهدوا في قيام الليل ولا سيما في السدس الرابع والخامس ، وفي جميع الثلث الأخير بالدعاء والضراعة ، والصلاة والقراءة ، والاستغفار ، كما أرشد إليه سبحانه وتعالى ، وهذا النزول يليق بجلال الله ، ليس من جنس نزول المخلوقين ، بلهو نزول يليق بالله لا يشابه خلقه في نزوله