السلام عليكم
معذرة سوف انقل الرسائل متتابعة نظرا لأنى تأخرت فى نقلها هنا فى المنتدى
أسأل الله أن نستفيد جميعا
بواسطة الشيخ هاني حلمي
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أيها الأحبة في الله ..
نبدأ إن شاء الله تعالى على مدى شهر ذي القعدة رسائل الشحن الإيماني قبل موسم العشر الأول من ذي الحجة ، وقبل مشروع [أيام في الجنة )[/ الذي سيكون على الموقع طوال هذه الأيام إن شاء الله تعالى .
(1) وأول ما ألفت نظركم له : هل منكم من لا يزال يدعو : اللهم تقبل منَّا رمضان ، أم بعد أن تغير الحال في شوال ضعفت العزائم وقل الرجاء .
قال أهل العلم : علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند حدوث الزلل .
هبوا أن الزلل حلَّ بنا في شوال ، هل يعني ذلك أن نتوقف فلا أرضًا نقطع ولا توبة نجدد .
لا .. لن يخيب ظننا فيك ربنا وإن حلَّ الفتور أو الانتكاس بنا ، رجاؤنا أن تقيل عثرتنا وتغفر زلاتنا وتعفو عن كثير سيئاتنا ، فأنت بحق رجاؤنا .
أوصي هنا بمشاهدة هذه الحلقة لتدعيم هذا المعنى في وجدان الجميع ، فنحن في أمس الحاجة لجرعات الأمل بعد حدوث الزلل .
ممنوع وضع روابط لمنتديات أخري راجعي قوانين المنتدي
من أجمل ما سمعت
الأمر الثاني : أننا لكي نستحث عزيمة التحدي من جديد ، علينا أن نعرف عن الله مراده ، فالله يقول : " فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " فالله العزيز يريد منك الذل والافتقار له ، والله الحكيم يريد أن تتعلم وتفهم سننه حتى لا تقع من جديد ولا تلدغ من نفس الجحر مرة أخرى .
(أ) فنحتاج الآن إلى تضرع يزيل قساوة قلوبنا ويصرف عنَّا تزيين الشيطان : قال تعالى : " فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
(ب) ثم قال تعالى : " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ " فنحتاج إلى تذكر الموعظة ، وإلى إعادة سماع ما يرقق قلوبنا ، ومن هنا سنستعيد ذاكرة الاستعداد لرمضان من خلال إعادة دورة ( رقق قلبك ) فتابعوها .
الأمر الثالث : نريد أن نحفر هذه الآية في قلوبنا ، لنتعلم درسًا في الأدب مع الله تعالى ، ونفهم خطورة قضية ( الاستبدال ) حتى إذا ما أعطانا الله تعالى هبة ( الاستعمال ) فخرجنا عن الأدب معه جل وعلا ، وتطاولنا وشعرنا بالاستغناء ( أن رآه استغنى ) نفهم أن هذا سبب من أسباب رفع النعم ونزول النقم ، فتدبروا هذه الآية جيدا .
" فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا
بِكَافِرِينَ "
وضعوها في سياق مثيلاتها :
" هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ "
لماذا حرمنا خيرات رمضان بعد رمضان ؟
لماذا فقدنا دورنا المطلوب ؟
الإجابة وضحتها الآية ، لأننا لم نفتقر له ، ولم نتأدب ، واستغنى الله ، فحلَّ مكاننا من هو أحق بها ، فمن يفهم ؟؟
ومن يعلن من الآن بدء الاستعداد لموسم الطاعة الأهم في السنة (في أعظم أيام الدهر ) .
البداية : تدبروا وافهموا عن الله ، ويتبعها خطوات عملية أكثر .
تابعوا : حلقات ( قلوب من نور ) وطبقوا الواجب الأسبوعي لها .
واجب الأسبوع :
تدبر سورة الحديد وكيف هي علاج لقسوة قلوبنا ؟
زيارة قبر للإخوة بهدف تليين القلب .
زيارة مستشفى للأخوات بهدف استنزال الرحمات
والله المستعان يصرف عنَّا القواطع والصادين عن سبيله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكورةأختي
جزاك الله خيرا
وبارك لك ورزقك الفردوس الاعلي
الأحبة في الله ..
أسأل الله تعالى أن يجمعنا في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ، وأن يجعلنا هداة مهتدين ، ويجعل لنا نورًا نمشي به في الناس على صراط مستقيم .
أحبتي ..
تفكرت كثيرا في مشاكلنا الإيمانية ، ويشغل بالي منذ زمان التنقيب عن أصول آفاتنا ، وكلما تأملت أحوالنا يبدو لي الكثير من مظاهر الانحراف عن الجادة ، فهذا يشكو قسوة قلبه ، وهذا يشكو تذبذب حاله ، وهذه تقول : آفتي في نفسي لا أعرفها ، وهذه تفوح رائحة الكبر في حديثها وكلامها ، ولكن بدا لي أنَّ من أخطر ما يعيشه المسلمون الآن " أزمة اليقين "
أحبتي ..
هل عندكم يقين بأن العشر الأول من ذي الحجة هي أعظم أيام الدهر ، وهي أفضل أيام العام ، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من العمل فيما سواها حتى موسم رمضان نفسه ،
ستقولون : بالتأكيد
وأقول : فرق بين المعرفة بالشيء ، والتصديق به ، واليقين به ، نحن نعرف هذا ، وقد نصدق خبر المعصوم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، ولكن لا نوقن ، لأنّو اليقين يتبعه رد فعل ، يتبعه استعداد خاص ، واهتمام بالغ ، وحرص شديد ، وهمة عالية ، وتطبيق في أرض الواقع
فمن منكم يدري أنَّ هذا الموسم لم يتبق عليه إلا قرابة أربع وعشرين يومًا فأين العدة التي كانت عند بعضنا قبل رمضان ؟
إنني أريد من خلال هذه الدورة أن أغرس غرس اليقين في قلب كل واحد منَّا ليخرج منها متخلصًا من أزمته ، من شكه ، من تذبذبه ، من التفاته ، من غفلته .
أحبتي ..
تاملوا هذا الحديث فهو ركن هذه الدورة وشعارها الساطع
" على اليقين كنت "
روى ابن ماجه وصححه الألباني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الميت يصير إلى القبر . فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشعوف .
ثم يقال له فيم كنت ؟ فيقول كنت في الإسلام .
فيقال له ماهذا الرجل ؟ فيقول محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه .
فيقال له هل رأيت الله ؟ فيقول ما ينبغي لأحد أن يرى الله .
فيفرج له فرجة قبل النار . فينظر إليها يحطم بعضها بعضا . فيقال له انظر إلى ما وقاك الله .
ثم يفرج له قبل الجنة . فينظر إلى زهرتها وما فيها . فيقال له هذا مقعدك . ويقال له على اليقين كنت . وعليه مت . وعليه تبعث إن شاء الله .
ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشعوفا . فيقال له فيم كنت ؟ فيقول لا أدري . فيقال له ماهذا الرجل ؟
فيقول سمعت الناس يقولون قولا فقلته . فيفرج له قبل الجنة . فينظر إلى زهرتها وما فيها . فيقال له انظر إلى ماصرف الله عنك . ثم يفرج له فرجة قبل النار . فينظر إليها . يحطم بعضها بعضا . فيقال له هذا مقعدك . على الشك كنت . وعليه مت . وعليه تبعث إن شاء الله تعالى "
هذا سبب النجاة
" على اليقين كنت "
فتعالوا نأخذ أول درس عملي لغرس اليقين :
(1) كان من دعائه صلى الله عليه وسلم أن يقول : "
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا " [ رواه الترمذي بإسناد حسن ]
فادع الله بذلك ، وتعالوا ندعو أن يبلغنا العشر الأول من ذي الحجة ، اللهم بلغناها وأنت راضٍ عنَّا ، وسلمها لنا ، سلمنا فيها ، وتسلمها منَّا متقبلة .
(2) أرجو الاستماع لمحاضرة :
والاعتناء بتلخيص المقالات منها ، وبطباعة مطويتها ، ونشرها في الآفاق من الآن من باب الإعداد الدعوي لها .
(3) وأرجو كذلك : التدريب على أعمال العشر من الآن ، ومن أهم ذلك عبودية الذكر " فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير " فسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .
وتطهير القلب ليصلح فيه غرس اليقين ، بكثرة الاستغفار ، وتجديد التوبة . عسى أن يبعثنا ربنا مقامًا محمودا .
حكمة رسالة اليوم :
قال أهل التفسير : في قوله تعالى "سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ " كلما جددوا لهم خطيئة جددنا لهم نعمة فأنسيناهم الاستغفار ، فاحذروا من الاستدراج تكملة لرسالتنا الأولى .
ملاحظة :
أرجو أن تهتموا أكثر برسائل ذي القعدة ، لأني لا أرى الاهتمام الذي ينبغي ، في ظل غفلة ما بعد رمضان
والله يتولى عباده ويدبر لهم ، اللهم خذ بناصيتنا للبر والتقوى ومن العمل ما ترضى
الأحبة في الله تعالى ..
أسأل الله تعالى أن يقسم لنا من خشيته ما يحول بيننا وبين معاصيه ، ومن طاعته ما يبلغنا به جنته ، ومن اليقين ما يهون علينا به مصائب الدنيا ، متعنا ربنا بأسماعنا وابصارنا وقوتنا أبدًا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منَّا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل في قلوبنا حبًا إلا لك ، ولا تعلقًا إلا بك .
أحبتي ..
هل تذكرون شعار هذه الدورة ، نعم " على اليقين كنت " ،
نعم نجتمع لنتداوى من الشبهات القاطعة بيننا وبين ربنا ،
لنغرس غرس اليقين في قلوبنا ، لتطمئن قلوب ، ولتزكو أنفس ببلسم اليقين الشافي ،
لندخل زمان العشر بعدة إيمانية جديدة ، أساسها ليس مجرد معرفة الفضل ، أو التصديق بصدق الوعد من قبل الله ورسوله بعظيم الأجر لمن يجتهد في هذه الأيام العشر ، ولكن بيقين يبعث على العمل ، وينفض الكسل ، ويحيي في القلب ما مات ، ويعيدنا للصراط المستقيم .
تعالوا نتدارس أسباب اليقين :
ومن أعظمها : عبودية التفكر . قال تعالى : "
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ " [الأنعام : 75 ]
والتفكر المنشود هنا ثلاث :
(1) التفكر في أسماء الله وصفاته .
(2) التفكر في النفس :" وفي أنفسكم أفلا تبصرون "
(3) التفكر في الرسائل الربانية .وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا " [ الإسراء : 15 ]
ونبدأ بالتفكر في الاسماء والصفات وكيف نغرس به غرس اليقين :
تعالوا نتأمل اسمًا جميلاً كاسمه " اللطيف جل وعلا " ونتعبد ربنا به ، ونعرف ونصدق ثم نوقن بمعاني هذا الاسم في حياتنا .
قال اهل العلم : إنَّ اللطف في اللغة يدور حول ثلاث معانٍ : الرقة والحنان والرفق .
واللطف في حقه تعالى :
هو الذي اجْتَمع له العِلْمُ بدَقَائق المصَالح وإيصَالها إلي مَن قدّرها له مِن خَلْقه ، والرّفْق في الفِعْل والتنفيذ ، يُقال لَطَف به وله ( اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ) لطف بهم ، وقال : ( إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ) لطف لهم .
والله لطيف بعباده رفيق بهم قريبٌ منهم ، يعامل المؤمنين بعطف ورأفة وإحسان ، ويدعو المخالفين مهما بلغ بهم العصيان إلى التوبة والغفران ، فالله لطيف بعباده يعلم دقائق أحوالهم لا يخفى عليه شيء مما في صدورهم ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ ) (الملك :14)
قال تعالى : ( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) (لقمان16) .
وهو الذي يسر لهم أمورهم ويستجيب دعاءهم ، فهو المحسن إليهم في خفاء وستر من حيث لا يعلمون ،
نعمته سابغة ظاهرة لا ينكرها إلا الجاحدون ،
وهو الذي يرزقهم بفضله من حيث لا يحتسبون : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ) (الحج63)
، ( اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ) (الشورى19) كما أنه يحاسب المؤمنين حسابا يسيرا بفضله ورحمته ، أو يحاسب غيرهم من المخالفين وفق عدله وحكمته .
ومن أجمل ما قرأت في معاني لطفه :
ما ذكره السلمي : أنَّ اللطيف هو الذي ينسى العباد في الآخرة ذنوبهم لئلا يتحسروا .
واللطيف هو الذي لطف بعباده حتى يعرفوه .
استشعروا معي هذا اللطف ،
وتحببوا إلى ربكم ، وذاكروا هذه المعاني ،
واكتبوا في دفتر خاص ، مشهد واقعي من مشاهد لطف الرحمن بكم ، ودللوا على فهمكم بأن تتوبوا لربكم من ذنب تفعلوه لجهلكم به ، وقولوا لأنفسكم : ألا يعلم من خلق وهو اللطيف ، فحقه أن لا أختار مع اختياره ، وأرضى بما يعاملني ، فنحن له عبيد يفعل بنا ما يريد .
تعالوا ندعو ربنا بأن يلطف بنا ، فاللهم الطف بي في تيسير كل عسير ، فإن تيسير كل عسير عليك يسير ، وأسألك اليسر والمعافاة في الدنيا والآخرة .
تعبدوا الله باسمه اللطيف ، وترقبوا رسالتنا القادمة مع كلام ماتع لابن القيم في اللطف الرباني ليزداد الذين آمنوا إيمانًا .
لا تنسوا :
اللهم تقبل منا رمضان ، وسلم لنا أيام عشر ذي الحجة ، وسلمنا فيها ، وتسلمها منَّا متقبلة .
اللهم إن كتبتنا في الحجيج هذا العام فمنَّا منك وفضلاً ، وإن حُرمنا فقد حبسنا العذر فلا تحرمنا ربنا الأجر .
هل سمعتم : أعظم أيام الدهر ؟ ليتكم تفعلون
وكتبه
محبكم في ربكم
هاني حلمي