تخطى إلى المحتوى

أيحسب الإنسان أن يترك من الشريعة 2024.

  • بواسطة
أيحسب الإنسان أن يترك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1ـ قال تعالى : (أيحسب الإنسان أن يترك سدى) ) قال السدي: يعني : لا يبعث .

وقال مجاهد والشافعي وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم: يعني لا يؤمر ولا ينهى .

والظاهر أن الآية تعم الحالين ، أي : ليس يترك في هذه الدنيا مهملا لا يؤمر ولا ينهى ، ولا يترك في قبره سدى لا يبعث ، بل هو مأمور منهي في الدنيا ، محشور إلى الله في الدار الآخرة . والمقصود هنا إثبات المعاد، والرد على من أنكره من أهل الزيغ والجهل والعناد

( من تفسير ابن كثير )

2 ـ قوله تعالى : ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى )
قوله تعالى : أيحسب الإنسان أي يظن ابن آدم أن يترك سدى أي أن يخلى[ ص: 105 ] مهملا ، فلا يؤمر ولا ينهى ; قاله ابن زيد ومجاهد ، ومنه إبل سدى : ترعى بلا راع . وقيل : أيحسب أن يترك في قبره كذلك أبدا لا يبعث
قال الشاعر :

فأقسم بالله جهد اليمين ما ترك الله شيئا سدى

( تفسير الطبري )

3ـ قوله تعالى : ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى )
هملاً لا يؤمر ولا ينهى ، وقال السدي معناه : المهمل وإبل سدى إذا كانت ترعى حيث شاءت بلا راعٍ

( من تفسير البغوي )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى صحبه والتابعين وبعد:
يقولتعالى في سورة الصافات: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} [الصافات :24].
المعنى{وَقِفُوهُمْ}: للحساب ثم سوقوهم إلى النار،{إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}قال الكلبي:عن أعمالهم وأقوالهم وقال الضحاك:عن خطاياهم وعن لا إله إلا الله ، وقيل:عن ظلم العباد
ولي وقفة في هذه الآية الكريمة وذلك أن الله قال جل في علاه مفسراً لهذه الآية في موضع آخر{أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة: 36] هذا نفي قاطع لأذهان البشر جميعاً عن النظرة العبثية للحياة أو مصادفة الوجود للذين يعبدون المادة والحياة، ومقررة لهم بأنهم محاسبون ومسؤولون عن نتاج أعمالهم مهما تذرعوا بالأسباب{مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} [المائدة: 19] وإثبات لحتمية المصير الذي يتهرب منه الإنسان والذي سيلاقيه{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً (8) وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً (11)} [الانشقاق 6: 11].

هل سأل الإنسان نفسه يوماً عن حقيقة حياته ؟

هل خلق بلا معنى أو دون غاية ؟

أم خلق لغاية ومعنى؟

هل حقيقة الحياة الأكل والشرب والزواج والأثاث والترقية والأولاد والترفيه؟

وكل ما فيه ضياع للعمر دون رصيد مدخر للآخرة ، أم أن هناك ما هو أعظم؟

إن لكل آلة حقيقة ومعنى فحقيقة السيارة أنها توصلكلما تريد ومعناها الراحة، وكذلك الطعام والشراب حقيقته تقوية البدن ومعناه السلامة من الأمراض وقس على ذلك الكثير من شئون حياتك، والسؤال الصعب في معادلة الحياة السؤال الذي غفل عنه ملايين البشر وهو:

ما حقيقة حياتهم ووجودهم وحقيقة موتهم؟

سؤال يحتاج لجواب .. لمعنى مقنع ! السماء والأرض والكون كله سيفنى حقيقة علمية للشاك فيها!

أينتهي كل شيء أهذا كل شيء?!

أيموت الغني غنياً والفقير فقيراً؟

أيموت المظلوم مظلوماً والظالم تنقع يداه من آلاف البشر قتلاً وسرقةً وقهراً؟

أهذه حقيقة الحياة؟

أحقيقة الحياة ركضاً وراء شهوات الفرج والشهرة والأغاني والتقليد الأعمى لكل ساقط ولاقط أهذه سعادة تخرج بها من دنياك لتلقى بها مولاك؟

هل حقيقة الحياة وسعادتها ركضاً وراء الموضات وإنفاقا للأموال والرحلات والسينمات؟

لا لن يترك الإنسان سدىً لن يترك عبثاً سيظل الإنسان يشقى بصنيعة يداه ويتألم في شكواه مهما ارتفع صوته ضحكاً وقهقهة فارغة ، سيظل في خوف مستمر يترقب المصائب متزعزعاً مخفياً ألمه عبرالابتسامات للكاميرات والفيديو كليبات مادام أنه بعيد عن الإيمان وطاعة الرحمن مادام أنه بعيد عن السجود والقرآن والذكر الذي فيه الحياة الحقيقية ، الحياة التي فيها قوة القلب وثباته في الأزمات والملمات . الحياة الطيبة التي عجز الطب النفسي أن يجدها لمرضاه ، وأذكر طرفة حقيقية لرجل ذهب لمعالج نفسي واجتماعي دار الحديث عن مغنٍ خليجي مشهور جداً يتعجب السائل للطبيب لماذا أراهم مبتهجين فرحين في أغانيهم قد زالت عنهم المشاكل وسمى المغني المشهور ؟ فقال الطبيب المختص : والله إنه ليتعالج عندي وما رأيت أحداً أكثر منه مشاكل ولكنه لا يظهرها للناس !

فطب يا عبدالله نفساً بطاعة الله ، هذا الكلام حقيقي ومجرب يظل العاصي يهرب من ألمه بكل منكر صغير وكبير ، بكل ألوان المجون حتى لا يتواجه مع نفسه بحقيقة المصير المنتظر ، تحدث عن الموت فهل يسمعونك تحدث عن مواقف القيامة هل يلتفتون إليك فكثير ممن لا يحتملون آلام الشقاء الذي لا يعرف أكثرهم ممن طمس على قلبه مصدره ينتحرون لأتفه سبب بل مهما عظم إنهم في العالم بأعداد مهولة والمكتئبون كثير والمظهرين للمعاناة والتبرم وعدم الرضا أكثر ، والمتعاطين للحبوب المهدئة حدث ولا حرج .. ولقد أخبرني صديق لي عندما كان يدرس في أمريكا أن مدرس اللغة الإنجليزية دخل عليه وقت صلاة المغرب مع أحد الأخوة فأجلسه وأعطاه مجلة يتصفح بها لحين أن ينتهي من صلاته وأثناء الصلاة توقف المدرس وبدأ يستمع للقرآن وبعد الصلاة بادره المدرس الذي لا يفهم العربية ماذا كنت تقرأ ؟ قال : القرآن قال : لقد قرأت شيئاً وأشار بيده لصدره وجدت راحة عظيمة وسكينة فتذكر صاحبي أنه قرأ آية الكرسي فطلب منه أن يقرأها عليه فوضع يده على صدره قال : حتى ظننا أنه سينام.

سيظل الإنسان يعاني إذا لم يكن يعرف جواباً لحقيقة وجوده ويشقى كلما كثرت ذنوبه ثم يذوق ثمار نتاجه إن خيراً فخير وإن شراً فشر.

والله المستعان على كل حال.

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.