ويتوالى سقوط حبّات الثلج و البرَد بين خطواتي الخاشعة يتوالى ويرسم مع كلِّ خطوة أثراً ثابتاً في قلب الأرض, محفوظا في ذاكرة الطُّرقات…
يتتابع مشابهاً خطوات كانت لي هنا قبل عامٍ, هنا قد ودّعت آخر ورقة من أوراق شجرة اللّوز بعدما امتلأت أغصانها المحتضنة للقمر بالثلوج, وهنا عادت بي الذكريات لآخر ورقة من أوراق عمر "سلمى"…
وها هو صفير الرياح الباردة ودقات الثلج على الأبواب يغرني حتى أكاد أسمع دقّاتي لباب غرفتها الموحشة…
– هل أنتِ بخير؟.. سألتها بعدما تعالى صوت أنينها عمّا اعتادت عليه نفسي, لم تجبني.. فشعرت حينها بأنّ رائحة الموت أخذتْ تتسلّل إلى حواسّي، وشعرت بقصوري كطبيب جاء لينقذ من استطاع من ضحايا الحرب الغاشمة…
عجزت عن الحراك وتراختْ خيوط قلبي وهي تضع بين يديّ أنفاسها الأخيرة وتنثرها في هواء الغرفة التي خيّم عليها شبح الموت بقبضته الجبّارة, وأخذ يغرس سيوفه بغلظة في جسدها المثخن بالجراح, ولم يزل على هذا حتى ودعت "سلمى" الحياة بابتسامة تتحدّى فيها الألم وأسدلت أجفانَها عن أعين سوداء لمْ أرَ لها من قبل مثيلا.. ونامتْ نومتها الأبدية بسلام…
خرجت مسرعاً أجري ولا أدري إلى أين سأذهب, حتّى قادتني قدمايَ إلى منزلي..
أمسكت بقبضة الباب، وأخذت الأفكار والذكريات تتجسّد أمام عيني. وأخذت أصداء كلمات "سلمى" تتردّد على مسمعي:
– هل أنت وحيدة في هذا العالم؟
لا فأنا أعيش بجوار عصافير الحرّية التي تبني أعشاشها على أغصان شجرة اللّوز في وطني. تعزف لي مع حفيف الأوراق في كلّ فصل أغنية، وتهديني ورودا بيضاء ناعمة كفستان عروس حسناء، بل أجمل…
– ألا يوجد من يهتم لأمرك، يبكي عليك إذا ما ودّعت روحك الحياة؟؟
لا.. فدموع الأحباب تشبث المسافر بالدنيا، وتشق عليه الرحيل, فلكم عذبت ببكائي أرواح أهلي, وأجسادهم تواريها أرضٌ لطالما عشقتْهم وعشقوها…
فأمسكت عليّ دموعي إلى محاجرها, ونأيت بحزني، جامعاً وجنتي إلى نافذة غرفتي الباردة..
وأمسيت أعيد على نفسي كلمات حفرتها في قلبي بأسفار أبقى من الورق، ودم أبقى من المداد…
– أنتظر عائلتي كل يوم في الحلم.. فهو جسر يلتقي فيه الأحبّة بين الموت والحياة، الواقع والخيال، فالأرض التي ضحّى الأهل لأجلها تحتضن أجسادهم. ولا تأسر أرواحهم فتبقى ترفُّ بيننا كالرّياح: لا نراها لكن نشعر بها…
وخلدت في نوم عميق…
لم تغادرني في تلك الليلة روح سلمى, ولم أَعجب لقولها حين قالت:
ابحث عنّي في كلّ بسمة لثغر طفل على أرض وطني..
ابحث عني في كل بذرة أو شجرة نمت على أرض وطني..
فأرضنا تحييها أجسادنا..
بعدما اعتدنا اللجوء منها إليها.
فعلا توجد أشياء لـا يجب علينا أن نتخلى عنهـآ الـأرض الهوية الـأنتماء
مقدسات للـأنسان اذا فقدها فقد نفسه وقيمته وإحترامه بين البشر
لهذا نجدهم يضحون بكل شئ في سبيل إستردادهــا
شكري وتقديري لك غاليتي على جلبك الجميل
لك نجوماً تزين موضوعك وتقيماً
وبأنتظــآر جديدك المميز,,
سلمت يداك
يعطيك الف عافية
كلمات تاجج المشاعر و تبكي القلب..
و احاسيس تتزاحم لتخرج الى الوجود..
سلمت يمناك على ما حملته لنا و دمت غاليتي..
لك كل الود و اجزل الشكر..
و موضوعك معانا في الحملة..
سلمت يمناآك غاليتي
كل الود والتقدير لكــ
الله يعطيك العافيه