بسم الله الرحمن الرحيم:
أحلى صباح لأحلى عضوات
اليوم بحكيلكم قصة إسلام صديقتي وأختي الحبيبة
وإذا أعجبتكم لاتنسو تدعو لي ولها بالثبات
يتبع
بس أنا بدأت أكتب في الصباح وانقطعت الكهرباء
وما رجعت إلا الظهر وكنت مشغولة ما قدرت أكتب لكم إلا الآن
يلا ما أطول عليكم وأبدأ في القصة
في مدينة من مدن روسيا كانت تسكن امرأة مسنة سمعت عن قدوم مجموعة من الشباب العرب فخرجت لتتعرف عليهم وعزمتهم على كوب من الشاي في بيتها
وفي اليوم التالي جاء ابنها لزيارتها فحدثته عن هؤلاء العرب فدفعه الفضول لمعرفتهم وطلب منها أن تدعوهم ليتعرف عليهم
وعندما التقى بهم سألهم عن غايتهم من الحياة ولكي يوضح لهم أكثر قال لهم: أنا حققت كل أحلامي وأماني فقد كنت أتمنى أن أحصل على شهادة عالية وأنال وظيفة مرموقة وأتزوج وأنجب أطفالا ويكون عندي مبلغ لا بأس به من المال وقد حققت كل ذلك إلا أني أشعر أن هناك شيئا ناقصا في حياتي ولكني لا أعلم ما هو فأخبروني عن أمانيكم علني أعرف ما هو الخلل الذي يشعرني أن هناك نقصا في حياتي
فقالوا له: إن غايتنا في الحياة أن يدخلنا الله الجنة
قال بتعجب :وما هي الجنة ؟
قالوا :إن الله لم يخلقنا عبثا ولكن خلقنا ليمتحننا ثم بعد ذلك إما أن يكون مصيرنا إلى جنات ونعيم أو والعياذ بالله نار جهنم وبئس المصير
من هنا بدأ يتعرف على الإسلام وأسلم ودخلت زوجته في الإسلام وأمه وبناته وكانت صديقتي هي البنت الكبرى وكان عمرها آنذاك ستة عشر عاما والآن أترك الكلام لها لتحكي لنا تجربتها مع الإسلام ونبدأ بأول صلاة تصليها
قالت : كان أبي يريد السفر فأعطاني كتيبا يعلم الصلاة باللغة الروسية
كانت صلاة الفجر أول صلاة أصليها في حياتي
مهما امتلكت من جمل وحوى قاموسي من كلمات لن أستطيع أن أصف لكم مقدار السعادة التي كانت تغمرني في تلك اللحظات
لقد سافرت وتنعمت وشربت ألوان الملاذ وتنعمت بأنواع المتع
إلا أني لو جمعت سعادة كل تلك المبهجات بل وكل سعادة في عمري فلن تساوي تلك الركعتين أحسست بشعور غريب لأول مرة في حياتي أشعر به
أعجبتني الصلاة كثيرا فصليت مرة أخرى وازددت سعادة
لم أكن أعلم أن الدخول على الرحمن يتسر لنا في أي وقت نريد فجلست أنتظر صلاة الظهر بفارغ الصبر وما حضر وقت صلاة العصر إلا وصبري يكاد ينفد
بعدها بدأت ألتزم بالشرع فلبست الحجاب وكنت أتعرض للسخرية كثيرا وفي الجامعة يحاول الدكاترة أن يقنعوني بأن الدين أفيون الشعوب وأن هذا الدين سيعيدني للقرون الوسطى وأن الحجاب الذي أضعه على رأسي يغطي كل معنى للعلم والفكر والتطور وأنه من غير المعقول أن أفكر بهذه الطريقة وأنا في القرن العشرين كما أني لا زلت صغيرة فلم أدفن نفسي في التخلف والرجعية
ولم يعد لدي صديقات فأنا لا أستحق صداقة أحد حيث أني لا يوجد لدي صديق ولا أشرب النبيذ وأرتدي هذا الشيء الغريب الذي يحجب جميع جسدي مما يدل على أني إن لم أكن متخلفة عقليا فأنا ولا ريب متخلفة فكريا
وأصبح الناس في كل مكان لا يشكون بأنا أصبنا بجنون حتمي إذ كيف نحرم أنفسنا من أشياء وجدت في الحقيقة لإسعادنا وكيف نحرم أنفسنا من الطعام من الصباح إلى الليل بدون أدنى مبرر ولمدة شهر كامل
وفي يوم من الأيام سمع والدي أن الموسيقى حرام وكنا نملك بيانو غالي جدا حيث أن خشبه من النوع الفاخر فأخرجه للشارع
فاجتمع الجيران وقالوا لوالدي: لم ترمي بهذا البيانو؟
فقال لأنه محرم
قالوا: ولكنه فاخر وغالي جدا
قال :لا أريده
قالوا هل تسمح لنا بأخذه ؟
قال :خذوه
عندها تأكدوا أن والدي مجنون
وأما أنا فقد أنهيت دراستي الجامعية بشق الأنفس ثم قلت لوالدي أنا لا أستطيع العيش هنا الغربة تقتلني والجميع يسخر مني
سأذهب إلى باكستان وأدرس الشريعة فوافق والدي
وفعلا سافرت باكستان جلست فيها سنة ودرست اللغة العربية بعدها اتصل والدي وقال بينما أتصفح الإنترنت قرأت عن جامعة الإيمان
وأن الطالب يتخرج منها وقد حفظ المصحف ودرس تفسيره ودرس صحيح مسلم و شرحة والفقه وأصوله والحديث وعلومه وغير ذلك من العلوم التي يتخرج الطالب بعدها عالما
ثم قال لي إني عازم على السفر إلى اليمن وأرى أن نلتقي هناك وبعد عناء شديد وافقت
لأني كنت أخشى أن أفقد صديقاتي وأعاني الغربة من جديد
ولكن الله امتن علي بأن وجدت أخوات عوضنني عن كل غربة وكل حرمان
وفي يوم من الأيام وكنا بعد إجازة رأيتها وكانت علامات الحزن ترتسم بوضوح على وجهها المشرق
فسألتني كيف كانت الإجازة؟
فأخبرتها أنها جميلة وأني سافرت وزرت أهلي وسعدت بذلك فقالت : أنا أيضا سافرت وزرت أهلي
قلت لها :لا شك أنك كنت سعيدة بذلك
قالت :على العكس تماما
قلت لها: لماذا؟
قالت : كيف أكون سعيدة وأنا أرى أقربائي وقريباتي على الكفر وأعلم يقينا أنهم إن استمروا على ذلك فإن نهايتهم نارا تلظى ولا أرى أي بادر لإسلامهم
فمحدت الله على الإسلام واستشعرت النعمة العظيمة التي امتن الله بها علينا ودعيت الله بأن يزيل همها بإسلامهم
وفي يوم من أيام ذي الحجة وبينما كنت في زيارة لأهلي اتصلت بي وقالت : نتمنى أن نقوم برحلة للبحر
ولأن أهلي في الحديدة وهي مدينة على شاطئ البحر الأحمر عرضت عليها أن يقبلوا استضافتنا لهم
وكانت سعادتي لا توصف عندما وافقت
جلست عندنا هي وأمها وأخوها وأختها أسبوع كان من أجمل أيام عمري فلطالما حدثتنا عن بلدها وعاداتهم والتطور الذي هم فيه ولكنها دائما تقول هنا في بلاد الإسلام وإن كان التطور لا يوازي تطور روسيا إلا أنها أفضل من روسيا
وفي يوم عرفة صمنا جميعا وقبل الأذان بربع ساعة أخذوا يدعون الله دعاء صادقا – أحسبهم والله حسيبهم- وكانت والدتها تبكي فقلت في نفسي لأذكر أني بكيت في موقف كهذا وزدت لهم إكبارا
صديقتي بل أختي بتعبير أدق في غاية اللطف الأخلاق ولقد رأيت من حرصها على طلب العلم الشيء الذي لا يسع المقام لذكره
أسال أن يثبتنا وإياهم بالقول الثابت في الدنيا والآخرة
أتمنى أن أرى آثار قصتي عليكم جلية واضحة في ردودكم
يسعدني اني اكون اول وحده ترد عليك
سبحان الله بحمده سبحان الله العظيم