عندما كنت صغيرة كنت اعشق الغناء بصوت عال أريد و بكل بساطة إزعاج البشر و كأنني أريد الانتقام منهم كلهم لكنني لما افعل ذلك فقد كنت صغيرة لكنني عانيت كثيرا منهم عانيت حتى من اقرب الناس إلي لماذا فعلوا هكذا بي ؟
لم أجد آي إجابة سئلت أخي سئلت أمي و لكن الإجابة الوحيدة التي لم افهمها هي هكذا هي الحياة ؟؟؟؟
هل هكذا الحياة صعبة؟
كانت قصتي مع الحياة قصة عجيبة كانت اقرب إلى الخيال بكل تفاصيلها صعبة , قصة حب فاشلة دمرتني , و اقرب الناس الي حطموني أين الإحساس يا ناس لم أجد من الإحساس غير الأقوال و الكلمات و كأنني أعيش في زمن ضاعت فيه المشاعر نعم ضاعت المشاعر يا بشر
لم أكن أتخيل أبدا إني سأعيش قصة كهذه حتى أحلامي كانت جميلة لا وجود للمشاكل … حياة وردية
تبعثرت حياتي في عمر 18 سنة عندما عشت أتعس قصة حب و هكذا البداية
في سن 18 تأثرت كثيرا بقصص العشق و الغرام أصبحت كل أمنيات شاب أكمل معه حياتي و لكني نسيت شيء لقد كنت صغيرة و ليست لي تجارب مع البشر كنت أدرك نوع واحدا من الناس مثل أخي شاب طيب و حنون لم أكن اعرف إن هناك النوع الأخر الحقود و الأناني كذلك كل القصص و الأفلام الغرامية تبوح لنا بأن الحب دائما شيء رائع و شاب يضحي بنفسه من اجل حبيبته و لكن أنا لم أرى من هذا شيء ….
أول يوما تعرفت عليه كان أجمل يوم في حياتي تهت في لون عينيه الأسودين و بشرته السمراء تفوح منه رائحة عطر أعرفها و كأنني أول مرة أشمها تقابلت نظراتنا في منزل احد أقربائي وعرفت انه كان صديقهم المقرب اضطربت أنفاسي و نظراتي أحاول أن أهدا ولكن لم اقدر .. شعور قوي و غريب تملكني كنت سعيدة و خائفة .. صراع بين قلبي و عقلي لو سمعت كلام عقلي لا وصلت إلى هذه الحالة و لكن الندم لا يفيد ….
مر ذلك اليوم و بدأت انسي تفاصيل وجهه كنت أريد أن أتذكر ملامحه كنت أريد رؤيته مرة أخرى , أريد أن أتعرف إليه و اعرف عنه كل شيء و كأن الزمن ضدي منذ ذلك اليوم لم أره حتى صدفة …
في تلك الفترة قصيرة مررت بالكثير من المشاكل في الدراسة و في المنزل
كانت الدراسة كل ما يشغل بالي و بعدما رأيته انقلبت حياتي و أخي شعر بأني تغيرت أصبح كثير الانشغال بي و يوما دخل إلي في الغرفة و قال : أنتِ تغيرتِ كثيرا ؟ ما الذي يحدث لكي ؟ ما خطبك ؟
أجبته و أنا في قمة الغضب : ما خطبك أنت ؟ ما شأنك بي أرجوك لا تتدخل
غضب أخي من كلامي و تركني و ذهب و لم يتفوه بكلمة كأنه أنصدم من ردة فعلي وبعد ساعات قليلة ذهبت لأخي و طلبت منه أن يسامحني بالفعل أنا شعرت بتأنيب الضمير هو أخي الوحيد و من حقه أن يخاف و يسأل .. قبل أخي طلبي و سامحني …
بعد يومين تشاجرت معه مرة أخرى حقا قد اختنقت هذه حياتي وأنا حرة بعد الشجار خرجت من المنزل و ذهبت الى البحر أعشق البحر في الشتاء أريد رؤيته من بعيد حتى رائحته تريح أعصابي و تنسيني كلام أخي و مشاكلي معه لقد أتعبني كثيرا و أنا لم و لن أحتمل أكثر سئمت وقاحته في التدخل في مشاعري و حياتي و مشاريعي الخاصة … و في تلك اللحظة التي كنت فيها أتمشى لمحت من بعيد رجل طويل و عريض الأكتاف اضطربت خطواتي تبعثرت أنفاسي انتابني خوف … لم أصدق عينيا نعم هو وقف أمامي و أنا في قمة الذهول و الحيرة تساءلت ألف سؤال ماذا ؟ كيف ؟ متى؟ توترت أعصابي .. و أخيرا سمعت صوته الرجولي القوي قائلا : انت التي رأيتها ؟ نعم أنت انا متأكد ؟
أجبته و كلماتي متقطعة : نعم هي أنا .. يا لها من صدفة
أجابني : أنا أعتقد القدر و ليس صدفة
ضحك ضحكة خفيفة أذهلتني أنستني مشاكل أخي و أنستني البحر و رائحته …
مد يده نحوي و سلم عليا و قال : أنا قصي و أنت ما أسمك ؟
فجأة نسيت إسمي حاولت أن أتذكر ما كان تناديني أمي نعم تذكرت
قلت : أنا ياسمين
أجابني : ياسمين و انت كالياسمين
ابتسمت له في رقة و قلت : أشكرك هذا من لطفك
فعلا خجلت كثيرا من كلامه .. سحرتني كلماته و نظراته
رجعت الى البيت مشاعري مضطربة و كأنه نفس الشعور دائما الفرح الخوف .. جمعنا القدر مرة اخرى كل ما أفرحني أنني عرفت إسمه و لكنني لا ادري هل سأراه أم لا ؟ هذا الذي أخاف منه أن يتركني هكذا .. دخلت الى البيت إعترضتني أمي يائسة بائسة كالعادة ..
قلت لها : متى ستضلِ هكذا ؟ وحيدة .. مجروحة .. هل مازال ينتابك الشعور بالأمل أن أبي سيرجع لماذا لا تفهمي لقد تزوج .. أنا قلقت عليك سئمت رؤيتك هكذا
أجابتني مختنقة : هو الرجل الوحيد الذي أحببته ..
تنهدت و طبعت في جبينها قبلة و دخلت الى غرفتي تمددت على السرير وأخرجت صورة أبي لقد إشتقت اليه .. أبي تركنا و أنا في سن 10 و منذ ذلك اليوم أخي هو الذي يصرف على البيت و ساعدني كثيرا في حياتي كان الأخ المثالي و لكن بالرغم من ذلك أنا أحتاج لأبي .. في الحفلة المدرسية كل التلاميذ معهم أبائهم إلا أنا وحيدة أتمنى ان يأتي أبي في أي لحظة و لكن لم يأتي … قضيت 8 سنوات بكاء و دموع .. نعم أبي تركنا من أجل عشيقته ..
قضيت تلك الليلة أتصفح صور أبي في الألبوم وتارة أخرى أتصفح صورة قصي في ذاكرتي لعلني أتذكر ملامحه أو أتخيل صوته أو استرجع الحوار الذي دار بيننا .. نمت أعانق صور أبي و أحلم بقصي …
بعد أسبوع و أنا خارجة من المعهد اعترض طريقي قصي حقا فجئت .. نظرت إليه للحظة و قلت : ماذا تفعل هنا ؟
توترت نظراته و رفع حاجبه و قال : أنا مستغرب حقا من كلامك لدي أسبوع و أنا أبحث عنك في المعاهد و المدارس حتى الروضة الأطفال ذهبت إليها لعلني أجدك .. لما هربت ذلك اليوم ؟ حقا أنا متعجب من تصرفك
قاطعته : حسنا حسنا أنا آسفة
أجابني : حتى رقم هاتفك لم أخذه منك
أجبته : إن الوقت ليس مناسبا للتحدث أنا ذاهبة
مسك يدي و منعني من الذهاب : أنا تعبت كثيرا للوصول اليك و الان ذاهبة و كأن شيء لم يحدث .. ياسمين أنا من أول يوم رأيتك و أنا لم أهدأ حقا أنا معجب بك
ارتبكت و خجلت و قلت : أرجوك أترك يدي .. أخي ينتظرني ليس لدي وقت
قال : حسنا لن أتركك قبل أن أخذ رقم هاتفك
احتدت نظرته اشتد في قبضت يدي ..
أعطيت له الرقم و ذهبت لأخي في المطعم المجاور للمعهد وجدته كئيبا الحزن يكاد ينطق من عينيه
قلت له : ما بك ؟
تنهد و قال : طُردت من الشغل
لم أصدق هذا الخبر ماذا سنفعل الان تحطمت حياتنا
نظرت اليه و قلت : أخي لا تقلق نفسك و تحزن الله معنا .. ستبحث عن شغل أخر لا تخف
أجابني : أنا خائف عليك
أجبته : أخي لا تخف علي سأتصرف في المال الذي يبعثه أبي لأمي
أجابني خجلا من نفسه : أنا أسف يا أختاه كأنني أدمر حياتك افففف
_ لا تتأسف الله معنا أنا متفائلة
_هيا لنرجع الى البيت أمي تنتظرنا
_ حسنا لنذهب
أضحك أمام أخي و أنا حزينة في داخلي.. المال الذي يبعثه أبي لا يكفي لمشاغل البيت ..
في الليل و أنا منغمسة في الأوراق .. غدا لدي فرض … رن هاتفي … أجبت : الوو من معي