قصة كتبت و ذكرت أحداث بسيطة من الحياة
حين ما نسمع أهات من حولنا
وأحزانهم ومواضيعهم عن الطلاق
والهجر و الخيانة والمعاناة
أتذكر قصة رائعة عن زوجين رائعين
بذكر سعادتهما من الممكن
أن يجلب السعادة لقرائها
ونترك بصمة السعادة في أذهان كثير منهم
و حبهما و عشقهما و لو كتب لحبهما الاستمرار
و الحياة لكانت قد ملأت واحتاجت صفحات
من وصف السرور و الحبور
والسعادة لأسرتهما الصغيرة
و لكنها اقتصرت
anissa_khadija
>
>
يلبس ثوبه و يتهيأ لذهابه إلى عمله
وتأتي بشماغه و عقاله وتحاول
ترتيبه على رأسه وهي تضحك
تلبسه ساعته في يده و تضع
مفاتيح سيارته و هاتفه في جيبه
ثم تعطره
تودعه بأجمل قبلة مسحوبة
بابتسامة مشرقه
و تسرع إلى نافذة المنزل
وتراه ما زال يهيأ سيارته في
حديقة المنزل
تنتظره حتى يركب سيارته
ويبتسم منها ويرمي قبلته مؤشر بيده
انه سوف يذهب
تأتي إلى حجره نومها و ترتب وسائد
وفرش السرير فإذا بشعرته
ساقطة على الوسادة ترفعها
وتهفها عاليا فتطاير عاليا
وتنزل على شفتيها
فتقبلها وتضحك مسرورة
وسعيدة على نعمة الله عليها
تدخل دورة المياه فترى الأشياء
مبعثره
ورغوه الحلاقة ما زالت على فرشاته
تأخذ رغوة الحلاقة و تكتب على المرآة أسمه
إحساس و حب فاق وصفه بالوجدان
و تمسك صابونه وتضع رغوتها
على خديها تلمس فيها حنانه
ثم تمسك بثوبه وتمسك احد
أكمامه وتتراقص سعيدة
على نفحات إحساسها وعشقها له ثم
تأتي عند الهاتف و تهاتفه
قائله : حبيبي افتقدك وصلت
لا اعرف ابدأ يومي دون أن أسمع صوتك
وتطمئن عليه وبعدها تبدأ في إعداد
وتجهيز ما يلزم من منزلها و طعامها
و تضع أولويات ما يحبه هوا
من يدها
وبعد تجهيزها مائدتها تذهب
لترتيب نفسها و زينتها
ترى ابتسامته كل ما نظرت إلى نفسها
في المرآة لدرجه تخجلها
نظراته وإحساسه بالمرآة
وتنتظر قدومه
ويمر الوقت وهي في انتظار رجوعه
تسمع صوت سيارته من على بعد
و تجري إلى الباب
ويقبل هوا تستقبله بابتسامة وشوق
ووقت تبديل ملابسه تهيأ
الطعام ويقبل على المائدة
ويشكرها على إعدادها
و لكل صنف يقبل عليه
يقول حب وإطراء جميل مثلك
يسأل عن الأولاد
فتجيب أنهم أكلوا و ناموا
وبدعابة تضع له قليل
من ألشطه الحارة أو الملح
لك تنثر ضحكاتها و مزاحها معه
هوا يشكر مولاه أن تستمر سعادتهم معا
اليوم عيد زواجهما وبعد الغداء
ذهبت لكي ترتب الوسادة فإذا
بعلبة صغيرة فتحتها
فإذا بها خاتم من الذهب
ابتسمت وأرجعتها مكانها
و لم تسأله عنها في شي
دخل حجرته وأتى بشماغه
وربط على عينيها
واتى بعلبة الخاتم وألبسها
وهوا يقول
كل سنه وأنتي طيبه
وهي تأتي بــ أوتوجراف صغير
وتطلب منه أن يكتب
بعض كلمات إحساسه
وسعادته معها
وفي كل مناسبة سعيدة أخرى تكرر
ذلك
وكأنها تجمع أحاسيسه تخاف فقدها
و بعد فترة تمر الأيام
بسعادة ووفاء واليوم
يوم عيد ميلادها
فذهبا إلى السوق ليبتاع لها
هدية ثم وقف أمام محل
أقمشة وأبتاع لها قماش أبيض
مثل أقمشة العرائس أبيض
والأخر وردي
وهوا يقول الوردي جميل عليك
فخجلت من إطرائه
فبارك لهما البائع وهنأهم
قائلا يبدو عليكم أنكم عرسان جدد
فضحك من كلامه
وأقبل أبنهما في وقتها ذا الأربعة عشر ربيعا
فضحكوا قائلين هذا ابننا
فتعجب البائع و دعا لهم بالسعادة
الدائمة
وبعد عودتهم إلى المنزل
تساءلت لما خطر على بالها
أن القماش الذي ابتاع لها زوجها لونه
أبيض مثل العروس
وحدثتها نفسها هل سأصبح عروس
مرة أخرى
لكي البس هذا الثوب
و تمر شهور في سعادة ثم
تكتشف أنها أصبحت حاملا
مره أخرى
و بعدها انتقلت إلى فلتها الجديدة
وكانا سعيدين ببيتهما الجديد
وحملها ثم قال لها الآن
أنتي في الشهر السابع
وأنا أريد أن أحتفل بالمولود
و أعد له من الآن مكانا
لحفلته وهداياه
و حيث سآتي بالباقي بعض
وضعك وقيامك بالسلامة إنشاء الله
وبالفعل قام بتجهيز كل شيء
كما وعدها وكان سعيدا جدا
يتراقص فرحا وسعادة بما يفعل
وبعد عدة أيام أراد أن
يفاجئها بسفرهم إلى خارج بلدهم
فبتاع بالفعل تذاكر
حيث كان الميعاد بعد يومين
ثم فاجأها بوضع تذاكر السفر في
يدها وهنا أحست أن الأقدار
ترتب إعطائها كل هذه السعادة
في هذا الوقت الوجيز
وبعد ساعة استيقظ من النوم عصرا
وأحس بألم في صدره فطلب
من زوجته أن تذهب به
إلى المشفى وما هي
إلا دقائق وهم في طريقهم إلى المشفى
فارق الحياة حتى
أنه لم يتمكن من الذهاب إلى المشفى
فجن جنونها وفقدت هي الأخرى
وعيها
فلم تستطع تحمل الواقع وهي
قد كانت ما تزال حاملا
في شهرها السابع
وبكت بكائا مريرا على فقده
ووضعت بعد شهرين
ابنتها التي لم تحظى
على حنان والدها ورعايته
وأستمر تعايش الحزن و الوحدة
وألم النفس وغربة الروح بفقده
مما سبب لها اكتئابا
نفسيا شديدا
فاحتاجت خلاله أن تستعين بالأطباء
كي يخرجوها من هذه الأزمة النفسية
والوحدة القاتلة
وهنا
لم يجد أهلها المحيطين بها بدا
من نصحها بالارتباط بزواج آخر
كي تخرج من أزمتها النفسية
وضربت القدر الشديدة على
هذه الواقعة
وبالرغم
في بادئ الأمر
كانت رافضة بشدة هذا الارتباط
إخلاصا ووفاء لذكرى زوجها
ووالد أبنائها و لكن قرار الأقدار
كان رأفت لها وإشفاقا عليها
كان اقوى من رغبتها في الحياة
يجب أن تستمر وهي اقوى من الممات
طبقا للقانون بأن الحياة يجب
أن تستمر للجميع
فهي اقوى من الموت وتقبلت هي
هذا القرار
في بادئ ذي بدء على مضض
ولكن فرضت الحياة نفسها
و فيما بعد وجدت أنها مضطرة إلى
قبول الحياة الجديدة
بدلا من أن تموت موتا بطيئا
من حزنها وألمها و فقدانها
على زوجها وأب أبنائها
و عدت نفسها ذهنيا الارتباط
بزوج آخر
وتمنت في أعماق نفسها
من أن يعوضها القدر
بأب آخر لأبنائها
وتم هذا فيما بعد
وكان من عجائب الأقدار
أن يكون القماش الأبيض
الذي ابتاعه زوجها
الأول ( رحمه الله ) )
هوا نفس الثوب زواجها الثاني
واعتبرت كما لو أنه هذا رمزا
مقدما بموافقة
زوجها الأول على زواجهم
anissa_khadija.
وتتابع احداثها
سلمت يمناك
دمتي بالف خير وعافية
احترامي عبير بابل