بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله:
إياك إياك أن يكون الله تعالى أهون الناظرين إليك ، تخالفي أوامره ،
وتستجيبي للشيطان وداعيه ، " إياك أن تكوني عدوا لإبليس في العلانية
صديقة له في السر"…
إن هذه الذنوب التي تكون في الخلوات من أعظم المهلكات ، ومحرقةٌ
للحسنات ، جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
"لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة
بيضا،فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً، "
قال ثوبان : يا رسول الله صِفهم لنا ،جَلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم،
قال :" أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كماتأخذون ،
ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها!! "
، أترضين لنفسك يارعاك الله أن تكوني واحدة من المحرومين الذين
كان حظهم من أعمالهم التعب والمشقة ، والآخرون في فضائل الله يتقلبون
، ومن عظيم ما أعده ينهلون (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة
وأجر كبير ،وأسروا قولكم أو اجهروابه إنه عليم بذات الصدور) ،
إذا أغلقت دونك الباب وأستدلت على نافذتك الستار وغابتك عنك أعين
البشر ، فتذكري مَنْ لا تخفى عليه خافية ،
تذكر ي من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على
الصخرة الصماء ، جل شأنه وتقدس سلطانه .
أخشى بارك الله فيك أن تَزِلَّ بك القدم بعد توبتها ،
وأن تنحرفي عن الطريق
بعد أن ذقت حلاوة الايمان ، واشرأب قلبك بلذته ،
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى
" أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات، وأن
عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات"، فهل يفرط موفق بصيد اقتنصه ،
وكنز نادر حَصَّله ؟ احذري سلمك الله ،
فقد تكون تلك الهفوات المخفية سبباً
لتعلق القلب بها حتى لا يقوى على مفارقتها فيختم له بها فيندم ولات
ساعة مندم يقول ابن رجب الحنبلي عليه رحمة الله : "خاتمة السوء تكون
بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
فالله الله بإصلاح الخلوات ، والصدق مع رب البريات ،
لنجد بذلك اللذة في المناجاة ، والإجابة للدعوات .