محمد بن إبراهيم الحمد
أعرف شاباً كان قليل ذات اليد، ثم فُتح عليه من الدنيا ما فتح، ثم ركبته بعد ذلك ديون ثم فُتحت عليه الدنيا مرة أخرى.
وكان له صاحبٌ قد وقف مع صاحبنا وقفاتٍ مشرفةً لمَّا كان يمرُّ بأزمته المالية، وفي يوم من الأيام احتاج ذلك الصاحب مبلغاً من المال فاستدان من صديقه الشاب مبلغاً قوامه مليون وستمائة ألف ريال، ثم دارت الأيام وخسر خسارة مالية أودت بكثير من ماله.
فلما أراد أن يرد الدين إلى صديقه الشاب لم يتيسر له ذلك.
وفي يوم من الأيام جاء إلى صديقه وهو في حالة من الضيق والشدة فسأله صديقه الشاب عن سبب ذلك فأخبره بأمره.
قال له الشاب: هوِّن عليك؛ الأمر يسير، وأنت لك أياديك البيضاء فآمل ألاّ تحمل همَّاً من الدين، وإن كنت لا تقدر على دفعه كاملاً فادفع ما استطعت.
وإن كنت تريد أن أتنازل عن شيء منه فلك ذلك، وإن كنت تريد أتنازل عنه كاملاً فأنت أهل لذلك؛ فكريم مثلك لا يحسن التخلي عنه، ولا يمكن أن تُنسى مواقفه.
ففرح صاحبه لذلك الموقف النبيل وقال لصديقه الشاب: ليس عندي ما أعطيك إلا نصف المبلغ -يعني: ثمانمائة ألف ريال- فخذه الآن، فقال له صديقه الشاب: وباقي المبلغ أنت في حِلٍّ منه.