2024
طلب زوج من زوجته ورقة وقلم لكتابة بعض التصورات والأمور التي يحتاجها الزوج منها, وقال لها: إن لم تهتمي بزوجك فسيجد من يهتم به حتما.
فسألته: وما المطلوب مني تحديدا؟
قال لها: تجهيز الأكل كما أريد وفي الأوقات التي أريد، وتجهيز الملابس وكيها وتعليقها في دولاب الملابس، وضيافة الضيوف، وكل هذا وفق تصور شرعي صحيح.
فقالت له: حسنا يا زوجي الحبيب, لك ما تريد, فاهتمامي بك من أهم أولوياتي في الحياة.
أختي الزوجة المسلمة:
(أساس العلاقة بين الزوج وزوجته هي المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، وأصل ذلك قول الله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} (228) سورة البقرة، فالآية تعطي المرأة من الحقوق مثل ما للرجل عليها، فكلما طولبت المرأة بشيء طولب الرجل بمثله.
والأساس الذي وضعه الإسلام للتعامل بين الزوجين، وتنظيم الحياة بينهما هو أساس فطري وطبيعي، فالرجل أقدر على العمل، والكدح وال**ب خارج المنزل، والمرأة أقدر على تدبير المنزل، وتربية الأولاد، وتيسير أسباب الراحة البيتية، والطمأنينة المنزلية، فيكلف الرجل بما هو مناسب له، وتكلف المرأة بما هو من طبيعتها، وبهذا ينتظم البيت من ناحية الداخل والخارج) .
(وشئون البيت متعددة متداخلة؛ فإن قرار المرأة في بيتها وسعي الرجل خارجه جعل أكثر ما يتعلق بشئون البيت من مسئوليات المرأة بحكم الواقع، ولكننا نسأل: هل خدمة البيت وخدمة الزوج واجبة على المرأة؟ وهل هو حق للزوج على زوجته تابع لحق القوامة عليها؟ أو للدرجة التي جعلها الله له عليها؟)
الفقهاء في حكم خدمة المرأة لزوجها, فبعضهم قال بعدم الوجوب, وبعضهم قال بالوجوب، ولكن الراجح أنه يجب على المرأة خدمة زوجها وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والذي قال: (ويجب على المرأة خدمة زوجها بالمعروف من مثلها لمثله، ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال، فخدمة البدوية ليست كخدمة القروية، وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة)
واستدل على ذلك بأدلة كثيرة وهي :
1- عن علي رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها اشتكت ما تلقى من الرحى مما تطحن، فبلغها أن رسول الله r أُتي بسبي، فأتته تسأله خادما، فقال: (( ألا أدلكما على ما هو خير لكما مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم ))
يقول ابن حجر في شرح الحديث: (ووجه الأخذ بحديث فاطمة أنها رضي الله عنها لما سألت أباها الخادم لم يأمر زوجها بأن يكفيها ذلك، إما بإخدامها خادما، أو باستئجار من يقوم بذلك، أو يتعاطى ذلك بنفسه، ولو كانت كفاية ذلك إلى علي t لأمره النبي r بذلك)
(قال ابن القيم: هذا أمر لا ريب فيه، ولا يصح التفريق بين شريفة ودنيئة، وفقيرة وغنية، فهذه أشرف نساء العالمين، كانت تخدم زوجها، وجاءت الرسول r تشكو إليه الخدمة فلم يشكها ـ أي لم يسمع لها شكايتها ـ)
2- عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: ( تزوجني الزبير ، وما له في الأرض من مال، ولا مملوك، ولا شيء غير ناضح، وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه، وأستقي الماء، وأخرز غربه وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز، وكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله r على رأسي، وهى مني على ثلثي فرسخ، فجئت يومًا والنوى على رأسي فلقيت رسول الله r ومعه نفر من الأنصار، فدعاني ثم قال: (( إخ إخ ))، ليحملني خلفه، فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته، وكان أغير الناس، فعرف رسول الله r أني قد استحييت فمضى.
فجئت الزبير فقلت لقيني رسول الله r وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب، فاستحييت منه وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم يكفيني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني)
وقال ابن القيم: (ولما رأى النبي r أسماء والنوى على رأسها والزبير زوجها معه لم يقل له r: لا خدمة عليها، وأن هذا ظلم لها، بل أقره على استخدامها، وأقر سائر أصحابه على استخدام أزواجهن، مع علمه بأن منهن الكارهة والراضية، وهذا أمر لا ريب فيه)
3- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (هلك أبي وترك سبع بنات أو تسع بنات، فتزوجتُ امرأة ثيبا، فقال لي رسول الله r: (( تزوّجتَ يا جابر؟ ))، فقلت: نعم، فقال: (( بكرا أم ثيبا؟ ))، قلتُ: بل ثيبا، قال: (( فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك؟ ))، قال: فقلتُ له: إن عبد الله هلك وترك بنات، وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهن، فتزوجتُ امرأة تقوم عليهن وتُصلحهن، فقال: (( بارك الله لك ))، أو قال خيرا.
يقول د/ عبد الكريم زيدان مرجحا هذا الرأي: (ويدل على هذا الاستنباط وصحته أن رسول الله r لم ينكر على جابر مقصوده من زواجه بالثيب، وهو قيامها على شئون أخواته، مما يدل على أن عوائد المسلمين آنذاك تقضي بقيام الزوجة بخدمة من يعيلهم زوجها، وهذا يعني أن خدمة الزوجة لزوجها مما كانت تقضي به عوائد الناس وعرفهم بطريقة أولى، لأن الزوج أولى بخدمة زوجته من خدمة أخواته) .
(وقد جرى عرف المسلمين في بلدانهم، في قديم الأمر وحديثه، بما ذكرنا ـ أي بخدمة المرأة زوجها ـ, ألا ترى أن أزواج النبي r وأصحابه كانوا يتكلفون الطحين والخبيز والطبيخ وفرش الفراش وتقريب الطعام، وأشباه ذلك؟ ولا نعلم امرأة امتنعت عن ذلك)
اخدميه واهتمي به
أختي الزوجة المسلمة، اهتمي بزوجك، (فالزوج يحب الزوجة التي تهتم به كثيرا، وتشغل نفسها كثيرا بما يحب من الطعام والشراب والملبس، فاحرصي أيتها الزوجة على ما يرضيه في مطعمه ومشربه، وعلى ما يبرز نظافته وأناقته في ملبسه، وعليك أن تتفقديها فتصلحي ما يحتاج إلى إصلاح.
وأعدي له طعامه في الوقت الذي يرغبه، فلا يعود من عمله خارج البيت متعبا جائعا، والطعام لم يُعد بعد، أو لا يزال يُطهى، فإن ذلك يغضبه غضبا شديدا.
ويمكن التنسيق بين الزوجين في الهاتف مثلا على ميعاد العودة لتجهيز الطعام ـ إن هذه الأمور سهلة ويسيرة ولكن التهاون بها قد يجعل منها مشكلة فانتبهي.
كذلك قابليه ـ خاصة عند عودته من العمل ـ بالابتسامة الحلوة والكلمة الطيبة والزينة الجميلة والرائحة الزكية، فكل ذلك سبيل للسعادة الزوجية بينكما، ولا تبخلي عليه بالكلمة الطيبة فإن لها سحرا وأي سحر، فشجعيه بإبراز محاسنه وتكرارها على لسانك، فليس أحلى على قلب الرجل من أن يسمع مثل هذا الكلام الدافئ من زوجته المحبة الودودة)
قبل الختام
إليك أختي الفاضلة أنموذجا من سلوك المرأة التي تهتم بزوجها, وتشعره بأنه ملكها المتوج, ومحور اهتمامها في الحياة, عساكِ أن تقلديها فستحوزي على قلب زوجك وعقله, تقول هذه الزوجة الصالحة عن نفسها:
1- أحرص على فتح الباب لزوجي قبل أن يفتح هو بالمفتاح.
2- أراقب خطوات أقدامه على السلم.
3- لزوجي دقة معينة على الجرس أميزها عن غيرها.
4- الطعام معد في ميعاد حضور زوجي.
5- في الجو شديد الحرارة أستقبل زوجي بعد فتح الباب بكوب ماء بارد أو عصير بارد.
6- أضع مرآة بجوار باب الشقة لأتأكد من زينتي قبل استقبال زوجي.
7- كل فترة أغير كلمة الاستقبال.
8- انتظره بالأخبار السارة عند دخوله البيت.
9- أكون دائما متعطرة عند استقباله.
10- أولادي يشاركونني في استقبال والدهم .