الاطباق البحرينية: مزيج فريد لذيذ الطعم::
مازالت البحرين تحافظ على الاكلات الشعبية التي يقبل عليها الجميع لما لها من تميز في الطعم وقيمة غذائية كبيرة. وعلى الرغم من اضافة بعض اللمسات المستحدثة على هذه الاكلات الا ان مسمياتها وجوهرها يظلان ثابتين.
وكانت البحرين منذ القدم ولاتزال موقعا جغرافيا مهما مما جعلها محطة لالتقاء الحضارات في مستوياتها الفكرية والمادية، وبالطبع لا بد ان تكون المواد الغذائية مكونا رئيسيا من مكونات العلاقة التجارية بين شعب البحرين والشعوب الاخرى.
ونتيجة للعلاقة المنسوجة مع هذه الشعوب على كل المستويات فان تأثيرات هذه الشعوب في المطبخ البحريني متنوعة سواء من خلال انواع الوجبات او اساليب الطهي او العناصر الداخلة في اعداد الطعام او ادوات الطبخ والطهي.
ولكون المجتمع البحريني واحدا من المجتمعات العربية والاسلامية من جهة، واحتكاكه بالشعوب والحضارات والثقافات الاخرى من جهة اخرى، وردت الى المجتمع البحريني اصنافا متنوعة من الاطعمة والطبخات وخاصة من الهند وايران والعراق ومصر والشام.
وتم ادخال بعض التغييرات على تلك الاطعمة لتتناسب مع الذوق المحلى وتصبح بعد ذلك احد الاطعمة الشعبية التي تشملها المائدة البحرينية والخليجية.
وهناك العديد من الطبخات الرئيسية الشعبية التي يدخل فيها الارز مع السمك والدجاج واللحوم بمختلف انواعها كالمجبوس والمصلى والمحمر (بتشديد الميم) واللموش (بتشديد الواو) وجريش الروبيان والهريس والمضروبة واليبول والثريد والدقوقة، والاخيرة هي طبخة مكونة من سمك العوم مع التمر الهندي وماء الى جانب طبق القشيد وهو ناشف سمك القرش الصغير، بالاضافة الى طبخة المرقوقة وهى مكونة من عجين الخبز والدجاج.
وسميت المضروبة بهذا الاسم لانه بعد اعداد الارز مع الدجاج الخالي من العظام يتم ضربه حتى يصبح كالعجين. اما بالنسبة لليبوله فانها تعامل معاملة المضروبة، الا انه يستبدل الارز بالطحين.
ومن الاكلات الرئيسية ايضا المليوخة وهى تشبه في طريقة اعدادها المضروبة الا انه يتم اضافة اللحم بدلا من الدجاج. كما ان هناك طبخة شعبية تسمى لعوال وهو السمك المملح المجفف ويقدم عادة مع الارز.
تنوع كبير في اطباق الحلويات::
اما بالنسبة للاطباق الحلوة فهي تتمثل في الخبيص والخنفروش وهو البانكيك القديم والعصيد والساكو والبثيث ومكوناته الاساسية التمر والطحين بالاضافة الى العقيلي واللقيمات والحسو وقرص الطابي والحلوى البحرينية والرهش والسمبوسة الحلوة الى جانب انواع الخبز وهى الصفاع والرقاق والخبز الاحمر وهو الخبز البحريني التقليدي القديم ويخبز في تنور خاص يبنى في الارض ويقدم في الاعراس والمناسبات الدينية والنذور الا ان هذا النوع من الخبز يقارب على الاندثار والنسيان ومكوناته الاساسية الطحين والسكر والتمر والدبس.
وتعتبر اللقيمات من الاطباق الرمضانية الخليجية المحبوبة وتسمى العوامات في الاقطار العربية الاخرى اما الساكو فهي من الحلويات اللذيذة التي تقدم عادة في شهر رمضان المبارك والمناسبات وفصل الشتاء وهو يشبه في طعمه ومظهره الى حد كبير الحلوى وتتكون من حبيبات الساكو والسكر والزعفران والماء والهيل المطحون والزيت والجوز او الكازو.
اما العقيلي فهو كيك الاسفنج التقليدي ونظرا لعدم توفر الافران قديما كان العقيلي يخبز على الفحم باستخدام قالب له غطاء ويوضع قليلا من الجمر على الغطاء ثم يوضع القدر على الفحم.
كما ان هناك طبقا من الاطباق الحلوة يطلق عليها اسم الدارمنده او الدارمندر وهى اسطورة قديمة تتكلم عن فتاة تدعى بيبى دارمنده كانت تعيش في بلاد فارس ويحكى انه ذات يوم بينما كانت تتجول في قريتها واذا برجال من جيش الملك الظالم يطاردونها بغية الحاق الضرر بها والاعتداء عليها فتضرعت الفتاة الى الله ان ينقذها من براثن الشر باي طريقة حتى لو استدعى الامر ان تشق الارض وتبلعها فاستجاب الله لدعائها وانشقت الارض وبلعتها ولم يبق منها فوق سطح الارض سوى غطاء رأسها.
وجرت العادة فيما بعد على اقامة النذور على شرف تلك الفتاة الشهيدة وذلك باعداد خبز الدارمنده الذي يطبخ مع الهيل والسكر والدهن ويوزع عن تحقيق النذر فتدعى امرأة متخصصة في قراءة دعاء او تعويذة الدارمنده وتجلب معها غطاء راس خاص ثم تتلو الدعاء على الخبز ويقدم للسيدات فقط.
ويعتقد البعض ان خبز الدارمنده يجب ان لا يتعرض لاشعة الشمس ويجب ان يمتنع الرجال عن اكله او رؤية النساء عند اكله فيعد للرجال قدر خاص لا يقرا عليه الدعاء الخاص بالسيدات.
ومع تزايد الوعي الصحيح وهجر الخرافات ترك الناس الاعتقاد بالدارمنده وعمدوا الى اعداد الخبز عند تحقيق النذور بحكم العادة والتسلية حيث تجتمع نساء الحي لتناول الخبز عند تحقيق الامنية التي نذر صاحب النذر اعداد الدارمنده عند تحققها وينذر عادة لشفاء مريض او حمل امراة يصعب حملها او سلامة شخص من مكروه او عودة مسافر وما الى ذلك من اسباب.
الاطباق الشعبية
وبالاضافة الى الاطباق الحلوة هناك اطباق شعبية تقدم للوالدة في فترة النفاس كالعصيدة وهى مكونة من الطحين والسكر والدهن وتقدم ايضا في فصل الشتاء. كما يتم اعداد الحسو، وهو مكون من الرشاد والزنجبيل والفلفل الاسود والبيض والليمون الاسود، والجلاب للنفساء وهما يمتازان بقيمتهما الغذائية العالية حيث يحتويان على الطحين والدهن والسكر والبيض والدارسين والحلبة والزنجبيل. الا ان الجلاب لا يحتوى على البيض والشائع ان هذه الاطباق تقدم للنفساء لانها تساعد على تقوية عضلات الرحم والبطن والظهر.
وجرت العادة انه حين يتم ارسال طبق من الحسو الى الجيران او الاقارب يجب على المرسل اليهم ارجاع الطبق مملوء بالسكر والبيض وذلك لان صاحبة الحسو تستهلك الكثير من البيض والسكر عند اعداده فبذلك يمكنهم مساعدتها من خلال اعطائها بيض وسكر.
ومن جهة اخرى اشتهرت البحرين بصناعة الحلوى البحرينية التي توارثتها الاجيال ابا ًعن جد فارتبطت هذه الصناعة الشعبية باسم البحرين وقد لعب اهل المهن والحرف التقليدية دورا بارزا في الحياة الاجتماعية والتجارية على مختلف الازمنة ولم يكونوا مجرد حرفيين عاديين بل ابدعوا في حرفهم وصناعاتهم وحافظوا على الاساسيات في الحرفة ذاتها.
ولا شك ان صناعة الحلوى قد تغيرت الان عن ذي قبل الا انها تغيرت للاحسن في ظل شروط صحية واتقان اكثر. والحلوى في حد ذاتها طبق شتوي يقدم ساخنا وتختلف درجة الجودة في صناعة الحلوى من نوع الى اخر فهناك النوع الجيد المستخدم في تحضيره الهيل والزيت المنقى ومستخرجات التمر لامتصاص الاملاح الزائدة ومواد التلوين النباتية وغيرها.
وتتكون الحلوى البحرينية من النشا والسكر والماء والزعفران وماء الورد واصباغ الاطعمة بالاضافة الى المكسرات كاللوز والجوز والكازو والفستق وبذر ثمرة اللوز البحرينية وهو مايسمى بـ الصلم، الى جانب السمن والهيل المطحون وجوز الطيب وزيت الذرة.
وتباع في البحرين اصناف من الحلوى بلونين وهما الاخضر والاحمر فاللون الاخضر ناتج عن اضافة اللون الاصطناعي الاخضر اما اللون الاحمر فهو ناتج من اضافة الزعفران دون لون اصطناعي.
….
تحيتي للجميع
والسموحه ع القصور
أنا كنت أبحث عن هذا الموضوع تسلمين يا قمر
يعطيك ربي الصحة والعافية
دمتي بخير