:
تحدث تغيرات فسيولوجية (وظيفية) في جسم المرأة أثناء الحمل تؤدي إلى زيادة مخاطر التعرض للجلطات الدموية، منها الزيادة في مستوى عوامل التجلطات السابع والثامن والعاشر والفايبرونوجين (وهي مقاييس طبية يعرفها المختصون) مع نقص في نشاط النظام الفسيولوجي الموجود في الجسم لإذابة الجلطات، وهذا التغير الفسيولوجي يحدث أثناء فترة الحمل ويستمر لما يقارب شهرين من بعد الولادة.
عوامل الخطر:
* عدد مرات الحمل، حيث ثبت أن نسبة حدوث جلطات الأوردة العميقة تزيد بعد الحمل الخامس.
* تقدم سن المرأة الحامل، حيث تزيد النسبة بازدياد عمر الحامل خاصة عند تجاوزها لسن الأربعين عاماً.
* قلة الحركة والنشاط الجسمي لفترات طويلة، مما يؤدي لحدوث كسل أو خلل في الدورة الدموية داخل الوريد.
* جفاف في الجسم مع عدم التعويض الكافي بالسوائل اللازمة والتي فقدت في حالة حدوث قيء متكرر أو إسهال.
* تناول حبوب منع الحمل أو العلاج الهرموني التعويضي (حيث يتم فيه استخدام هرمون الإستروجين والبروجيستيرون كتعويض في حالات سن اليأس)، خاصة ً في حال توافق تناولها مع عوامل خطر أخرى كالسمنة والتدخين.
* وجود تاريخ مرضي سابق خلال فترات الحمل، أو وجود تاريخ عائلي.
المضاعفات الجانبية:
ويعتبر الانسداد الرئوي من أخطر وأسوأ تداعيات جلطات الأوردة العميقة والذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، مما يستدعي ضرورة التدخل الطبي المستعجل.
الفحوصات اللازمة:
* الأشعة التلفزيونية للأوردة : وتشكل الخيار الأول والدقيق، وهي آمنة ولا تسبب أي تشوهات جنينية.
* تحليل غازات الدم : وذلك في حال اشتباه طبي على انتقال الجلطة الدموية إلى الشريان الرئوي، بالإضافة لعمل تخطيط للقلب ومسح التهوية والتروية الرئوي لتحديد مكان الجلطة الرئوية مع ضرورة حماية الجنين من خطورة التعرض للأشعة وذلك بوضع واقٍ مطاطي أو معدني على بطن الأم.
الإجهاض المتكرر:
ويحدث نتيجة لوجود مرض يدعى متلازمة أضداد الفوسفوليبيد أو ما يعرف بالأجسام المضادة للشحميات الفوسفورية (Antiphospholipid Antibody Syndrome)، وهي أجسام ذاتية المناعة ضد الشحميات الفوسفورية في الجسم، وتشكل جزءاً من غشاء الخلايا أو البروتينات التي ترتبط بهذه الشحيمات.
وتزيد هذه الأجسام القابلية للتخثر في الأوعية الدموية وتسبب العديد من الأمراض مثل التجلطات في الأوردة والشرايين.
كما تعتبر هذه الأجسام ذات أهمية لدى النساء والحوامل، لأنها قد تعيق وظيفة المشيمة نظراً لوجود تجلطات الدموية في أوعيتها مما قد يؤدي إلى الإجهاض المتكرر أو ضعف في نمو الجنين مع ارتفاع في ضغط الدم المصاحب للحمل، وقد تجد المرأة صعوبة في الحمل.
طرق العلاج:
* العلاج الرئيسي في حال حدوث الجلطة خلال فترة الحمل والتشخيص بمتلازمة الأجسام المضادة للشحميات الفوسفورية هو جعل الدم أكثر سيولة، وذلك باستخدام عقار الهيبارين، حيث يؤخذ يومياً عن طريق الحقن تحت الجلد، وبما أن هذا العقار لا يصل للجنين فهو لا يؤثر على نموه الطبيعي. ويستمر لمدة ٦**٨ أسبوعاً بعد الولادة، ولابد من عمل تحاليل دم للتأكد من نسبة سيولة الدم، كما يتم استخدام كل من الهيبارين والأسبرين لعلاج السيدات اللواتي يعانين من الإجهاض المتكرر نتيجة لوجود الأجسام المضادة للشحميات الفوسفورية، و٨٠٪ من النساء يتم لديهن الحمل بدون مشاكل مع العلاج، ولكن يحذر من استخدام الأقراص المضادة للتخثر والمسماة بالوارفارين أثناء فترة الحمل، لأنها قد تؤدي لحدوث تشوهات خلقية للجنين كصغر في حجم الجمجمة مع تغيرات في الوجه وعدم تكوين الطحال.
* أما العلاج الوقائي والذي يحمي من حدوث أي مضاعفات في أي حمل مستقبلي فيمكن للأم استخدام الأسبرين مع حمض الفوليك قبل حدوث الحمل ثم استخدام حقن الهيبارين أثناء فترة الحمل وبعده.
جزيت كل الخير حبيبتي على الطرح