هناك جملة من الاعدادات الصحية التي يجب على راغبي الحج القيام بها وخاصة من يعانون من بعض الأمراض المزمنة كمرضى داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والجهاز التنفسي وتشمل هذه الاعدادات ما يلي:
1- استشارة الطبيب قبل الشروع في أداء فريضة الحج وذلك لتقييم حالة المريض من ناحية مدى امكانية اداء الفريضة واعطائه النصائح والتطعيمات الضرورية ومن المعلوم أن من مقومات الاستطاعة الشرعية القدرة البدنية والصحية على أداء هذه الفريضة.
2- أخذ التطعيم ضد الالتهاب السحائي لمن لم يسبق تطعيمهم خلال الثلاث سنوات الماضية.
3- أخذ التطعيم ضد الانفلونزا خاصة الاشخاص الاكثر عرضة لمضاعفات المرض مثل كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة كمرض داء السكري وأمراض القلب والجهاز التنفسي والمصابين بالفشل الكلوي.
4- ينصح كذلك بأخذ التطعيم ضد ذات الرئة خاصة الاشخاص الاكثر عرضة لمضاعفات المرض مثل كبار السن والمرضى المصابين بأمراض مزمنة. كما ينصح كذلك بالتطعيم ضد مرض الكزاز.
5- أحضار كمية كافية من الأدوية للعلاج اثناء فترة الحج وأخذ تقرير طبي حديث من الطبيب وذلك للرجوع اليه اذا احتاج المريض لمراجعة المراكز الصحية في المشاعرالمقدسة.
6- إعداد حقيبة الاسعافات الأولية أمر مهم في أي سفر وخاصة في الحج. وتشمل حقيبة الاسعافات الأولية الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة كأدوية ارتفاع ضغط الدم والسكري والربو التي يجب أن تتوافر لدى الحاج بكميات كافية. اضافة الى ذلك هناك بعض الأدوية العامة التي قد يحتاجها الحاج للتعامل مع بعض الأعراض البسيطة.
الوقاية من الأمراض المعدية:
إن فرصة انتشار الأوبئة في الحج عالية جداً نظراً لتواجد ما يقرب من مليوني حاج في بقعة جغرافية محدودة، لذلك هذه بعض الإرشادات الخاصة بالحاج للحد من انتشار الأوبئة:
1- العناية بالنظافة الشخصية والعامة ونظافة الجسم والملبس بالاكثار من الاستحمام وتغيير الملابس الداخلية بانتظام وغسل اليدين بالماء والصابون قبل الطعام وبعده. وبعد الخروج من دورة المياه. والحرص على تهوية غرف النوم والخيام.
2- الابتعاد عن الأماكن المزدحمة ولا شك بأن الأخذ بالرخص الشرعية اللتي يفتي بها علماؤنا الأجلاء له دور كبير في تجنب الإزدحام الذي يزيد من احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض إضافة إلى احتمالية التعرض للرضوض والإصابات المباشرة التي قد تنتج عن الإزدحام الشديد في المشاعر المقدسة.
3- ينبغي على الحاج أن يتجنب الحلاقة عند الحلاقين المتجولين غير المرخص لهم. حيث تعتبر الحلاقة مصدرا محتملا للعديد من الأمراض وقد بينت إحدى الدراسات أن حولي 15% من الحلاقين المتجولين في موسم الحج مصابون بالتهاب الكبد الوبائي (ب) أو (ج). كما ينبغي على الحاج أن يتأكد من استخدام الحلاق لشفرات حلاقة جديدة عند الحلاقة.
4- التسمم الغذائي من الأمراض التي تنتشر في موسم الحج ويمكن تجنب هذا الداء وذلك بطهو الطعام جيدا والحرص على نظافة الطعام والشراب والامتناع عن تناول الأغذية المكشوفة، وتجنب حفظ الأطعمة سريعة التلف كمنتجات الألبان وغسل الخضراوات والفاكهة جيدا مع استعمال المعلبات عند الحاجة بعد التأكد من تاريخ صلاحيتها.
إرشادات عامة لبعض الأمراض المنتشرة:
1- النزلات المعوية:
عند حدوث إصابة بالنزلات المعوية والتي تكون على شكل نوبات من الإسهال مع الشعور بالإرهاق وقد يصاحبها الشعور بالغثيان والقيء مع آلام في البطن وارتفاع في درجة حرارة الجسم. ينبغي على المصاب بالنزلة المعوية الإكثار من شرب السوائل، كما ينصح باستخدام المحلول المضاد للجفاف وذلك لتعويض الجسم بالسوائل والأملاح. أما إذا كان المريض يعاني من الغثيان أو القيء الذي يمنعه من تناول السوائل أو إذا كان الإسهال مصحوبا بالدم أو ارتفاع درجة الحرارة فينبغي على المريض مراجعة أحد المراكز الطبية المنتشرة في المشاعر المقدسة وذلك لإجراء الفحوصات المناسبة وإعطاء العلاج اللازم.
2- أمراض الجهاز التنفسي :
تنتشر التهابات الحلق ونوبات الزكام وأمراض الجهاز التنفسي أثناء وبعد موسم الحج. وقد بينت إحدى الدراسات التي أجريت في موسم الحج أن أمراض الجهاز التنفسي هي السبب الرئيسي في 57% من الحالات المنومة في موسم الحج وهذا ما يؤكد على الحرص على الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي وذلك بتجنب أداء المشاعر في اوقات الزحام قدر الإمكان والتطعيم ضد الإنفلونزا أما بالنسبة لاستخدام الكمام الواقي فلم تثبت فائدته في الوقاية من الأمراض التنفسية وإن كان كثير من المختصين ينصحون باستخدامه في مو سم الحج. قد يصاحب التهابات الحلق ونوبات الزكام ارتفاع طفيف في درجة الحرارة (أقل من 38.5درجة مئوية) مع نوبات من الصداع مع الشعور بالإرهاق. وتستمر هذه الأعراض عادة مابين 53أيام.. وتعتبر الفيروسات المسبب الرئيسي لهذه الأعراض ولذلك فإنه لا ينصح باستخدام المضادات الحيوية إلا بعد استشارة الطبيب. وعادة ما يمكن السيطرة على هذه الأعراض وذلك بالإكثار من السوائل مع تناول الدواء الخافض للحرارة عند الضرورة. وينبغي على المريض مراجعة الطبيب إذا استمرالارتفاع في درجة الحرارة لأكثر من يومين.أو صاحب الأعراض كحة مصحوبة ببلغم أخضر أو بلغم بني داكن إذ قد يحتاج المريض في هذه الحالة إلى استخدام المضادات الحيوية المناسبة التي قد يحتاج إلى إعطائها عن طريق الوريد وخاصة إذا كان المريض من كبار السن أو كان يعاني من بعض الأمراض المزمنة.
3- ضربات الشمس:
على الرغم من اعتدال الطقس في الأماكن المقدسة خلال السنوات الأخيرة. إلا أن الطقس لايزال يميل الى الحرارة خلال فترة الظهيرة. خاصة بالنسبة للحجاج القادمين من مناطق باردة. ونظرا لخطورة الإصابة بضربات الشمس إذتعتبر السبب الرئيسي لوفبات الحجاج في المواسم التي توافق فترة الصيف في المشاعر المقدسة. لذلك ينبغي على الحاج أن يتبع الإجراءات الوقائية للوقاية من ضربات الشمس ومن ذلك تجنب الخروج في وقت الظهيرة واستخدام المظلة الشمسية عند الخروج في أوقات الظهيرة للصلاة مثلا. مع مراعاة المشي في الطرق المظللة التي خصصت للمشاة من الحجاج. تؤدي ضربات الشمس إلى ارتفاع شديد في الحرارة مما يؤدي إلى الهذيان ثم الإغماء في حالات كثيرة. لعلاج ضربات الشمس ينبغي على من عند المريض تبريد جسده وذلك برشه بالماء البارد وإعطاء المريض السوائل. أما إذا كان المريض فاقد الوعي فينبغي نقل المريض بسرعة إلى أقرب مركز صحي لتلقي العلاج اللازم.
4- التسلخات الجلدية:
تحدث التسلخات الجلدية في مناطق الجسم التي يحدث فيها احتكاك الجلد كالإبطين وبين الفخذين وتكثر هذه التسلخات خلال موسم الحج نتيجة للجو الحار والمشي الكثير المصاحب لشعيرة الحج. ويمكن منع التسلخات الجلدية وذلك بالحرص على تنظيف المنطقة باستخدام الماء ودون اللجوء إلى المواد المطهرة التي قد تتسبب في تهيج الجلد. كما ينصح باستخدام دهان الفازلين أو الجليسرين وذلك في المناطق المعرضة للاحتكاك. وفي حالة حدوث تسلخات شديده فيجب على المريض مراجعة الطبيب حيث يمكن وصف بعض الكريمات الطبية التي تحتوي على الكورتيزون وذلك للسيطرة على التسلخات الجلدية الشديدة.
وفي الختام أسأل الله أن يجعل حج هذا العام حجا خاليا من الآفات والأمراض وأن يعيد الحجاج الى أهلهم سالمين غانمين.
د.عبدالله حمد الخنيزان
عضو اللجنة الوطنية للطب المبني على البراهين
(مـنقـول من جريدة الرياض الخميس 26 ذي القعدة 1445 العدد 14459)
