يعتبر الزعتر واحدا من الأعشاب العطرية المهمة سواء في عالم الطب الشعبي أو كتوابل يستخدم بكثرة في المطبخ العربي, وقديما أطلقوا عليه" مفرح الجبال " لرائحته العطرة وزيته الذي يساعد على التخلص من الاكتئاب والضيق ويحسن الحالة النفسية والمزاجية للجسم وينشط ويعالج الأمراض الهستيرية لذلك ينصح عطارو انكلترا بحشوه في وسائد النوم للاستمتاع بنوم صحي وأعصاب هادئة, كما أنه معقم وقاتل للجراثيم والبكتيريا, والالتهابات الفطرية ومزيل للمغص, وتشنج الأمعاء, كما وصف في الطب القديم بأنه علاج فعال للحساسية والربو وآلام المفاصل والانتفاخ وطارد للريح حيث إنه يمنع التخمرات في المعدة. عن أهم الفوائد العلاجية والغذائية لنبات الزعتر كان هذا التحقيق:
يقول الدكتور هشام الطيب أستاذ البساتين بمركز البحوث الزراعية: الزعتر من الأعشاب المجربة علاجيا والتي أثبتت فعاليتها فهو يتمتع بالكثير من الفوائد الطبية, ولرائحته العطرة أطلق عليه القدماء "مفرح الجبال" والجزء المستخدم من نبات الزعتر يقتصر على الأوراق والأزهار والتي تستخدم عادة مغلية كما ينصح بتناولها مع اضافة العسل وتكون مفيدة جدا في حالات الربو والسعال واجلاء الصدر, وقد ذاع صيت الزعتر قديما كعلاج فعال لأمراض الجهاز التنفسي والصدر واستخدموا منقوعه كدواء للسعال الديكي والتهابات الشعب الهوائية وكعلاج لمرضى الربو والحساسية, ولاحتوائه على نسبة كبيرة من مضادات الأكسدة يستخدم كمواد حافظة طبيعية يمكن أن يضاف الى المأكولات المحفوظة والذي يعمل على حفظها من التلف بالاضافة لكونه لا يضر بصحة الانسان, كما يعتبر زيت الزعتر مفيد جدا لحالات تساقط الشعر ويعمل على اطالة الشعر واكسابه بريقا ولمعانا, ويحميه من القشرة, كما يدخل في صناعة مطهرات الفم ومعاجين الأسنان ويستحب مضغه عند الشعور بآلام الأسنان لأنه يعمل كمسكن للألم. واستنشاق زيته يريح الأعصاب المرهقة, ويحسن الحالة المزاجية للجسم والمغلي منه والمركز يستخدم كحمام لتعطير الجسم, وعند اضافته لزيت الزيتون يكون مفيدا للغاية للطلبة في وقت الامتحانات لأنه يعمل كمنبه عام ومنشط للذاكرة, ويساعد على سرعة الاسترجاع والاستيعاب.كما أن اضافة غرامات قليلة منه الى الماء يخفف من آلام العضلات والمفاصل ويزيل الارهاق والتعب والاجهاد.
يحسن المناعة
وتقول الدكتورة منى عبد المحسن باحث كيمياء النباتات الطبية بالمركز القومي للبحوث: يعتبر الزعتر من أهم النباتات العطرية, والتي تستخدم في الغالب كتوابل ومكسبات طعم وكنكهة, أما عن الفوائد العلاجية فهو فعال لنزلات البرد وطارد للبلغم لاحتوائه على مجموعه الفيلافينيات والزيوت الطيارة بالاضافة لغناه بمضادات الأكسدة والتي تنشط الجهاز المناعي وتقوي الجسم, وتفيد في علاج الكبد كما أنها تقاوم الأورام السرطانية بصورة فعالة.
مكسب للطعم
وعن استخدام أوراق الزعتر الجافة في الصناعات الغذائية والعلاجية يعلق
الدكتور محمد عبادي أستاذ النباتات الطبية والعطرية بكلية الزراعة جامعة القاهرة بقوله: تعتبر أوراق الزعتر الجافة من أهم أنواع التوابل ومكسبات الطعم التي تستخدم بكثرة في المطبخ العربي, والتي تدخل في العديد من الصناعات الغذائية المتنوعة سواء باضافة أوراقه المجففة الى الشوربة أو الى الخضراوات المسلوقة لاكسابها مذاقاً طيباً, كما تضاف بعض أنواع الزعتر الى المقبلات والسلطات الطازجة كالزعتر الليموني الذي يعطي الطعام نكهة مميزة, الى جانب استخدام الزيت الطيار الذي يستخلص منه في صناعة منتجات اللحوم والأسماك كمكسب للطعم والرائحة, وصناعة البسكويت والجيلي.وداعا للاكتئاب
وتشير الدكتورة ثريا البطران – استاذ الكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث الى أن الأميركيين يحتفظون بزيت الزعتر في خزائنهم نظراً لفوائده العظيمة كعلاج لكثير من الأمراض كما يدخل في عمل غسولات الفم ومزيلات الاحتقان حيث ثبت أن له تاريخ طويل في استعماله كمطهر ومساعد على الهضم. واستعملت الحضارة الرومانية القديمة الزعتر في الطب القديم كعلاج للسعال وطارد للديدان. وكذلك كمطهر أثناء أوبئة الطاعون الفتاكة, بالاضافة الى انه كان يوصف لمرضى الاكتئاب بالنوم على وسائد محشوة زعتر ليخفف عنهم الضيق, وأوصى العشاب الانكليزي "جون جيرالد" به لعلاج الجذام وعرق النسا والصداع والصرع كذلك يستخدم في المستشفيات لتنظيف وتعقيم غرف التمريض, ومنقوعه لعلاج الصداع, واضطرابات الجهاز الهضمي وتقلصات الطمث, وزيته العطري كمضاد للبكتيريا والفطريات كما يساعد على سهولة الهضم لاحتوائه على مركبات الكارفاكول والثيمول التي تعمل على ارتخاء العضلات الملساء بالقناة الهضمية وهذا يجعل الزعتر مضاداً للتقلصات. كما توصلت احدى الدراسات المعملية الى أن منقوع الزعتر يثبط نمو بكتيريا "هيلكوباكتين" التي تسبب معظم القرح في الأمعاء والمعدة لذلك ينصح مرضى القرحة بتناول مشروبه, كما أنه علاج نافع في حالات الاضطرابات العصبية وعلاج مضمون للكوابيس المزعجة علاوة على انه يفيد كعشب في ادرار الطمث, وينشط الولادة الآمنة, كذلك هو مقو للرئة وعلاج رائع للسعال, كما أن زيته كان يباع في القرن ال¯17 كمطهر موضعي وكان يسمى بزيت "اوريجانوم" وللحصول على الفائدة الكاملة من الزعتر ينقع معلقتين صغيرتين من العشب الجاف في كوب ماء مغلي ويترك 10 دقائق ثم يصفى ويشرب حتى 3 أكواب يوميا, ويحذر من تناول الأطفال الأقل من عامين له وكذلك للمسنين فوق ال¯ 65 عاما كما يجب الحرص في استعمال زيت الزعتر وعدم الافراط فيه لان بضع ملاعق منه قد تكون سامة وتسبب صداعاً وغثياناً وهبوطاً حاداً في القلب والتنفس لذلك لابد من استشارة الطبيب لمرضى الغدة الدرقية والحساسية تجاه مركبات الثيمول الموجودة فيه
الســلام عليكــم ورحمــة الله تعــالـى وبـركـاته..
مـوضـوع جد مــميز وحـلو ويستأهل القراءة والاهتمام ..
شكراً لـكِ وجزاك الله خير
ننتظـر منك المزيـد
ودي
،،
دمت بصحة و عافية غاليتي