نبهت دراسة جديدة الى طريقة طهي السمك لضمان فائدته مشددة على أكله مشويا والابتعاد عنه إذا كان مقليا. وتابعت الدراسة النظام الغذائي لنحو 85 ألف امرأة بلغن سن اليأس على امتداد عشر سنوات في المتوسط. واكتشف الباحثون ان احتمالات الاصابة بعجز في القلب تقل بنسبة 30 في المئة عند النساء اللواتي يأكلن السمك خمس مرات أو اكثر اسبوعيا بالمقارنة مع النساء اللواتي يأكلن السمك أقل من مرة في الشهر. ولكن هذا الفائدة لا تتوفر إلا إذا كان السمك مشويا.
ولم يظهر أي مفعول وقائي يفيد القلب في السمك المقلي بل كانت احتمالات الاصابة بعجز في القلب تزيد بنسبة 48 في المئة بين النساء اللواتي يتناولن حتى وجبة واحدة من السمك المقلي في الاسبوع بالمقارنه مع اللواتي نادرا ما يأكلن السمك أو لا يقتربن منه. وظلت هذه العلاقة سارية حتى بعدما أخذ الباحثون في الاعتبار مجمل النظام الغذائي للنساء موضع الدراسة وتاريخهن الطبي.
ونقلت مجلة تايم عن رئيس فريق الباحثين الدكتور دونالد لويد جونز من جامعة نورثويسترن الأميركية ان طريقة طهي السمك مهمة جدا في تحديد فائدته. وحين يُقلى فانه لا يفقد الكثير من فوائده فحسب بل تضاف اشياء ضارة ترتبط بعملية القلي.
وهذه ليست أول دراسة تشير الى ان لا فائدة تُذكر من تناول السمك مقليا. وأظهرت دراسة جديدة رصدت العادات الغذائية لسكان ما يُسمى "حزام الجلطات" في الولايات المتحدة ان نسبة كبيرة منهم لا يلتزمون بتوصية السلطات الفيدرالية بتناول السمك غير المقلي مرتين اسبوعيا وانهم يتناولونه مقليا مرتين اسبوعيا على الأقل. وبالتالي فان احتمالات اصابتهم بجلطة تزيد بنسبة 20 في المئة بينهم على احتمالاتها في المناطق الأخرى من الولايات المتحدة.
ودأب الأطباء منذ زمن طويل على نصيحة مرضاهم بالاكثار من تناول السمك لأنه غني بالحوامض الدهنية اوميغا ـ 3 التي تقلل خطر الاصابة بمرض القلب.
وفي دراسة منفصلة أجراها فريق الباحثين نفسه وجدوا ان بعض أنواع السمك أكثر فائدة للقلب من أنواع أخرى. وان الأسماك الدهنية الداكنة مثل السلمون والماكريل والسمك الأزرق أغنى بدهون اوميغا ـ 3 وبالتاالي فهي أكثر فائدة للقلب من سمك التونا أو السمك الأبيض مثل القد أو سمك موسى. ولكن الباحثين لفتوا الى ان فوائد السمك قد لا تقتصر على دهون اوميغا ـ 3.