قال رسول الله(ص) :
"من أطاعت زوجها وصلّت خمسها وصانت فرجها …. دخلت الجنة ".
قدّم رسول الله (ص) طاعة الزوج عن صلاة الخمس وهي من أهم فروض الله عزّ وجلّ على المسلمين و هي ركن من أركان الإسلام فلماذا قُدمت طاعة الزوج عليها؟؟؟
لأننا عندما نطيع الله في أمر نطيعه لقناعتنا بأنه ربُّ يُعبد أما الزوج فيجب على الزوجة أن تطيعه وهي تراه في كثير من الأحيان إنسان مثلها يخطئ ويصيب حتى أن بعض الزوجات يجدن أزواجهن غير جديرين بالطاعة والاحترام إما لأنه كثير الأخطاء أو لأنه بعيدا عن الله أو بسبب قسوته عليها أو ظلمه لها, فتبتعد الزوجة عن طاعة زوجها وقد تنسى في كثير من الأحيان بأنها مطالبة بها وأنها سبب يسبق صلاتها في إدخالها الجنة .
ولكن الحكمة تكمن هنا … فبقدر صعوبة الطاعة للزوج وبقدر استحالة أن يكون كل الأزواج بنفس القدر من الحكمة وحسن الخلق ورجاحة العقل بقدر ما تتفاوت الزوجات باهتمامهن بتقديم الطاعة للزوج وقدرتهن عليها أو حتى اقتناعهن بوجوبها.و من هذا الاختلاف و من هذا التفاوت تنشأ الصعوبة في إتمام الطاعة له فالزوجة أقرب الناس إلى الزوج وأكثر الناس تعرضاً لظلمه وبطشه لأنه يملك السلطة عليها و يعرف نقاط ضعفها ومن هنا تصبح الطاعة أمراً يحمل أشكالاً وصعوبات عدة .
– فإن كانت الزوجة تحترم زوجها وتثق برجاحة عقله وقدرته على تسيير أمور العائلة تصبح الطاعة أمراُ سهلا وتلقائياُ.ومع ذلك نجد بعض الأزواج يطلب من زوجته طلباً سهلاُ وتمتنع هي عن تنفيذه لعدم رغبتها في ذلك (كانتظاره لتناول العشاء معه) وهذا الخطأ منها ناجم عن غفلة منها لأهمية حصولها على رضاه وهنا لو أنها تجاريه و تستعمل ذكاءها فتشعره بأنها تأكل معه وإن لم تفعل.. فتجلس وتتحدث معه وتأكل القليل لكسبت الكثير من رضا ربها بإطاعتها لزوجها.وهذه الطاعة جوهرة في يدها فلتشكر ربها لأنه يسّرها عليها ولم يجعلها صعبة أو كريهة كغيرها من النساء اللاتي يعانين الأمرين في مسايرة أزواجهن واحتمال ظلمهم وليس السبب رضا الله فقط أو إرضاءً للزوج ولكن من أجل أن تبقى العائلة ولا يهدم البيت وكي لا يضيع الأولاد.
– وإن كان الزوج لا يحمل صفات اليسر في الطبع وسهولة المطلب وحكمة التصرف ضاعت هيبته في نفس زوجته وثقتها به وهنا تصبح الطاعة صعبة وتزداد صعوبتها كلما كان الطلب صعبا على نفس الزوجة القيام به أو تكرهه, وهنا لو أن الزوجة تذكرت الجهاد في سبيل الله كم هو صعب على النفس كأن تضحي الأم بولدها ليجاهد في سبيل الله ويُقتَل, وكم هو صعب رد النفس الأمارة بالسوء عن الشهوات, لهانت عليها نفسها وألمها واستودعت الله ثواب صبرها وجهادها فكل ألم يشعر به الإنسان يؤجر عليه طالما أنه في سبيل الله ورضاه وطاعته. قال الله تعالى وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) ولكن هل يعني ذلك أن تتنازل عن حقوقها وتترك المطالبة بها كي لا يغضب منها؟؟ بالتأكيد لا ..ولكن يجب إتباع لين الكلام وحسن التصرف واللباقة في طلبها.
– فكلما ازدادت الطاعة صعوبة عظُم الثواب وهنا يأتي دور الإيمان الراسخ في قلب الزوجة فهو الذي يساعدها لتضغط على نفسها وتتقبل زوجها بأخطائه وعثراته وتحاول إرضائه ولو كان هذا على حساب سعادتها بل أنها قد تشعر بالسعادة لرؤيته سعيداً فالسعادة دائما تكون في العطاء والبذل لا في الأنانية والأخذ,و لا يكون العطاء دائماً لمن يستحق …ولكن الإنسان ذو النفس الكريمة (والكرم ليس مقصورا على المال فقط بل الكرم يكون بالأخلاق أيضاً )وكريم النفس هو من يعطي دون انتظار الأجر ممن أعطاه بل الأجر دائما من الله وحده ولا يجوز أن نعطي لمن نظنه جديراً بالعطاء فقط بل العطاء يكون أيضا لمن لا نحب والأكثر من ذلك أن نعطي لمن أساء لنا وخاصة الإنسان المقرب منا .فأن تعطي هذا الإنسان الذي يسيء لك ومع ذلك تحسن إليه هذا هو الإحسان (أعلى درجات الأيمان) لأنك عندما تعطي تعطي فقط حباً بالله وكما أمرك الله وليس لمن تحب أنت فقط,و أعلم كم يكون هذا صعباً في الكثير والكثير من المواقف ولكن يقيننا بأننا سنؤجر هو الذي يقوينا على الطاعة ولو لأنك جربت أن تتجاوز غضبك على من أساء إليك بل وتحسن أنت إليه ستشعر عندها بقوة عظيمة وستشعر بأنك انتصرت على نفسك الأمارة بالسوء وتحررت من غضبك وارتقيت إلى أن لمست عنان السماء وأرضيت ربك فتشعر بالرضا والسعادة تغمر قلبك لأنك استطعت أن تفعل ما لا يستطيع الكثيرين فعله.. الإحسان
. وأقول لكل زوجة كم ستشعرين بالسعادة عندما يسيء زوجك لك ثم تردين عليه بإحسان وكوب من القهوة كي تهدأ نفسكما, فيشعر بأنه صغير بغضبه وأنت كبيرة بحلمك و إن لم يفهم ويحس فالله شاهد يسمع ويرى
طالما أن ما يطلبه الزوج في حدود طاعة الله وما أحله فلا عذر عن عدم القيام به إلا عدم القدرة على ذلك, قال الله تعالى(لا يكلف الله نفساً إلا وسعها).وهذه الطاعة هي أمر خصّ الله به الزوجة و وعدها بدخول الجنة إن نفذته ,فإن طلب منا الله جلّ وعلا أمراً ألا ننفذه بطيب نفس مهما صعب علينا أو خالف إرادتنا ولكن الزوجة قد ترفض أي طلب من زوجها لمجرد أنها لا ترغب بفعله دون أن تهتم للطريقة التي ترفض بها أو دون اهتمام لمشاعره كأن يطلب عمل وليمة لأهله أو أحد أصدقائه أو لعدد كبير من الأشخاص,فهناك زوجة ترفض والسلام و أخرى تبحث عن عذر وأخرى تناقش الموضوع وتبحث إمكانيات تحقيقه وتجعله يلمس الصعوبات وتساعده على التغلب عليها وعندها فقط يشعر بأنها تسانده وتفهمه وتحترم رغباته.
و إن أمكن للزوجة إقناع زوجها بالعدول عما يطلب مما تكره القيام به تكون فقد فازت بسعادة الدنيا وثواب الآخرة ولكن قد لا تستطيع ,وهذا يعود أولاً لذكاء الزوجة وأسلوبها و حنكتها في إقناع زوجها بوجهة نظرها أو حتى إرضاؤه بأمر أسهل على نفسها القيام به.
وثانياً يعود الأمر لاستجابة الزوج وعدم عناده و تشبثه برأيه, و قد يحتاج هذا الأمر إلى سنوات من الشد والجذب والتحاور والمسايرة حتى تثبت له خطؤه و لكي تصل الزوجة إلى المرحلة التي تمكّنها من إقناع زوجها بعدم إجبارها على فعل الأشياء التي لا تحب القيام بها.و قد يعينها الله عليه كثواب عجّله الله لها في الدنيا ,وإن لم تتمكن أبدا ًمن إقناع زوجها بالعدول عن رأيه عندها تزداد وطأة الطاعة صعوبة وألما في النفس و يكون الله عزّ وجلّ قد أخر لها الثواب إلى يوم القيامة حيث توفى كل نفس أجرها وإن ظلمت يعاد إليها حقها.
وهنا أود التنويه إلى أن الغريب في الأمر أن الكثير من الزوجات اللاتي يضحين كثيراً في سبيل إرضاء الزوج يكون هو في معظم الأحوال غير راضٍ عنها وكثير التذمر منها والتحدث عن عيوبها أمام الناس مع أنه يفرض عليها قوانين صعبة وشروطاً قاسية وتضحياتِ كثيرة كي تستمر الحياة بينهما وبرغم كل ذلك نجده غير راضِِ …ولهذا ومن حكمة الله قال رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلّم ):من (أطاعت زوجها) وليس أرضته أي قامت بالجزء الذي تقدر عليه والذي يخصها من الجهد كي يرضى عنها فإن لم يرضى … فحسابه عند ربه فهي تملك إطاعته ولكنها لا تملك أن تجعله راضيا عنها فهذا بيد الله وحده. وهنا أيضاً قد يساعدها الله ويرضّي قلب زوجها عليها ويحننه عليها فتسهل الطاعة ويسهل اختبارها في هذه الحياة وقد لا ييسر الله لها الطاعة, ولكن في الحالتين تكون قد فازت برضا ربها بدل زوجها لأنها قد بذلت كل جهدها لتحصل على رضاه كما أمرها الله فهي عندئذ كالقاضي يحكم بين الناس بالحق فإذا أصاب أخذ ثواب جهده وثواب عدله وإن لم يصب كأن يضلله أحد الطرفين فيخطئ فينال ثواب واحد فقط وهو ثواب جهده في إحلال العدل في الأرض وإن كان حكمه غير عادل. ولأن الحياة هي اختبار لكل إنسان فقد جعل الله له فيها صعوبات وأزمات ومشاكل تنتظر منه الصبر وحسن التصرف ولذلك أعطى الله للإنسان القدرة على الاختيار, قال الله تعالى إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا)
فاختبار المرأة زوجها وقد يكون زوجها سهل الطبائع و قد يكون العكس. ولما رفع الله عز وجل الرجل على المرأة درجة مما جعله متصرفا متحكما في أمورها"وللرجال عليهن درجة " فهذا اختبار له أيضا فإن الله عز وجل عندما يعطي الملك لإنسان ويجعله متحكما بغيره فهذا اختبار جلل له ولإيمانه فقد أُعطي القدرة على أن يعدل أو يظلم فليتقي الله ربه فيما أعطاه, و قدَره ولا ينسى أن الله يقدر عليه,قال الشاعر في الظلم:"لا تظلمن إذا كنت مقتدرا.. فالظلم آخره يفضي إلى الندم …تنام عيناك والمظلوم منتبه ..يدعو عليك وعين الله لم تنم". وكثيرا ما نرى بعضا الأزواج الظالمين وقد عاقبهم الله وكسر شوكتهم وأذلهم لزوجاتهم المظلومات ليذكرهم بان الله يقدر عليهم "إن الله عزيز ذو انتقام".ولكن بماذا أعطي الرجل هذه الدرجة على المرأة؟ بقدرته على الإنفاق عليها"بما أنفقوا" حتى ولو كانت تستطيع أن تنفق على نفسها ولكن الله ألزمه بالإنفاق عليها ولكن لماذا ؟ لأن السلطة تكون مدعومة بالمال فللمال سلطة أيضاً,واُلزم الرجل بها برغم غنى الزوجة لأنها إن أنفقت سلبت زوجها جزء من سلطته و انتقصتها وبدأت تحاول استعمال سلطتها الآتية من المال فتنازع الزوج وتحاول أخذ السلطة منه ولما كان لا بد للسفينة من ربان واحد حتى لا تغرق لذلك كان لا بد من وجود قائد واحد في العائلة كي لا تنشأ المشاكل. وتزول هيبة الرجل في نفس زوجته إن تركها تصرف هي على البيت,وفي النهاية نصيحة لكل
زوجة إن أحسنت التعامل مع زوجها بلطفها تملك قلبه وإن سعت لنيل حبه لابد لها من الوصول إليه وعندها فقط تصبح الحياة أجمل فكل رجل مهما كان قاسياً أو ظالما أو لاهياَ لابد له من قلب وإن استطاعت زوجته أن تحصل على حبه بعمل الأشياء التي يحبها منها سواء كانت طعام أو شراب ا وتجمل أو حديث جميل أو بيت مرتب أو لهفة وحسن استقبال له عند دخوله على المنزل أو اهتمام خاص به عندها ستحصل على قلبه وحبه وعندها ستجد حياتها قد أصبحت تحمل معان أسمى للسعادة فحتى المعاشرة تصبح ذات طعم مختلف لأنها حملت المتعة والحب معاً واقترنت المشاعر الجميلة بفعل يعبر عنها وفي هذه الحالة فقط يصبح كل من الزوجين يسعى لإسعاد الآخر فتصبح الحياة أجمل
بقلم ندى السمان
.. يـع’ـــطــيك الع’ــاأإأفــيه ..
.. بنتظـأإأإأر ج’ـــديــــدك الممـــيز ..
مشكورة .. تقــبلي م’ـــروري ..
كل أإألــــ ود وباأإأإقــة ورد