الفرق بين العفو والمغفره : : : ¦¤™¨¨°
________________________________________
إن الله جعل لكل مطلوب سببا وطريقا يوصل إليه .. والإيمان هو اعظم المطالب وأهمها .. وقد جعل الله له اسباباً تجلبه وتقويه كما كان له اسباب تضعفه وتوهيه ..
ومن اعظم مايقوي الإيمان ويجلبُهُ : معرفة اسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على فهم معانيها والتعبد لله بها ..قال عز وجل في كتابه الكريم : { ولله الأسماءُ الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يُلحدون في اسمائه سَيُجزونَ ماكانوا يعملون }. سورة الاعراف (180).
وثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : [ إن لله تسعةً وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من احصاها دخل الجنة ] رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم : أي حفظها وفهم معانيها ومدلولها وأثنى على الله بها وسأله بها واعتقدها دخل الجنة .
قال الحق تعالى في كتابه الحكيم : { إن الله لعفوَّ غفور } الحج (60).
وقال تعالى : {ألا ان الله هو الغفور الرحيم } الشورى (5).
ان الله تعالى لم يزل ولا يزال بالعفو معروفاً وبالغفران والصفح عن عباده موصوفاُ..كل احدٍ مضطر إلى عفوه ومغفرته كما هو مضطر الى رحمته وكرمه .. وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن اتى بأسبابها ..قال تعالى :{ وإنّي لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى } طه (82 ).
والعفو : هو الذي له العفو الشامل الذي وسع ما يصدر من عباده من الذنوب ولا سيما إذ أتوا بما يسبب العفو عنهم من الأستغفار والتوبة النصوح والإيمان والأعمال الصالحة وحسن الظن بالله وقوة الطمع في فضله فهو سبحانه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات وهو عفوٌ يحب من عباده أن يسعوا في مرضاته والإحسان الى خلقه .. ومن كمال عفوه أنه مهما اسرف العبد على نفسه ثم تاب إليه ورجع ..غفر الله له جميع جرمه صغيره وكبيره وجعل الإسلام يُجبُّ ما قبلها .. قال تعالى :{ إن ربك واسع المغفرة } .
الفرق بين العفو والمغفرة : يرد دائما في القرآن الكريم العفو مع الغفور دلالة على الكرم .
كيف هو عفو الله ؟ ينسيك تعالى البلوى وتُمحى من صحيفة السيئات وينساها ملك الشمال ولا يُذكرك بها ولا يسألك عنها أي انت نقي بإذن الله .. والعفو له معنيين :
1- يمحو .. يطمس الذنوب .
2- يرضى عنك .
والعفو يشمل امرين :
1- التخلية : أي التصفية من الذنوب والتطهير منها .
2- التحلية : بالرضى والاضافة والخيـــــر.
فالعفو يأتي مع الذنوب العظيمة والمصائب الشديدة الكائدة ..كما فعل الله في المسلمين بعد غزوة احد , والعفو خاص لأمة محمد صلى الله عليه وسلم حيث يدخل 70 الف الجنة بلا حساب ولا عقاب ويشفعون لـ 70 الف ايضاً وهكذا .. وهناك عفو خاص للمؤمنين العاصين من كان في قلبه لا اله الا الله بشفاعة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ويلقون في نهر الحياة ثم الى الجنة ..والعفو عن الناس بالتسامح والنسيان والتجاوز عن اخطائهم .
وأصل كلمة غَفْر : التغطية والستر .. والمغفرة : التغطية .. وقد سمى الله نفسه بالغفور في 91 آية والغفار في 5 آيات والغفار أبلغ من الغفور وكلاهما من أبنية المبالغة ..قال تعالى :{ ألا هو العزيز الغفار } الزمر(5)
اما الغافر فقد ورد مرة في كتاب القرآن في قوله تعالى :{ غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب }غافر(3) , وصفة غافر تعني المبالغ في الستر فلا يشهر المذنب لا في الدنيا ولا في الآخرة .
و غَفْر : في حق الله تعالى هو الذي يستر ذنوب العباد ويغطيها بستره ويسدل عليهم ثوب عطفه ورأفته ولا يكشف امر العبد لخلقه ولا يهتك سترهم بالعقوبة التي تشهرُهُ في عيونهم ولا يقع معه عقاب, والغفور :هو الذي يكثر منه الستر على المذنبين من عباده ويزيد عفوه على مؤاخذته .. ولكن لا يجوز لنا ان نسرف في خطايانا ومعاصينا بحجة ان الله غفور رحيم فالمغفرة للتوابين الاوابين وتبديل الحال من المعاصي والسيئات الى عمل الصالحات والحسنات لكي تتحقق المغفرة والرحمة فمن مات وهو مقيم على تلك المعاصي والذنوب لا غفران لذنبه لأنه لم يبدلها حسناً بعد سوء فلا بد من الاخذ بالاسباب المؤدية الى المغفرة والله اعلم .
ومن مات وهو مقيم على الكبائر من غير أن يتوب فإن مذهب اهل السنة والجماعة أنه ليس له عهد عند الله بالمغفرة والرحمة بل إن شاء غفر له وعفا عنه بفضله كما قال عز وجل في كتابه الكريم :{ ويغفرُ مادونَ ذلكَ لمن يشاءُ ..}النساء(48). وإن شاء عذبه في النار ثم يخرجه منها برحمته وشفاعة الشافعين من اهل طاعته ثم يدخله الجنة وذلك للموحدين خاصــــة .
اللهم انك كريم عفو تحب العفو فاعف عنا .. واغفر لنا ذنوبنا واسرافنا على انفسنا .. وكما سترت علينا ذنوباً في الدنيا فاغفرها واسترها لنا في الآخرة .. وطهرنا من الذنوب والمعاصي والحقنا بأهل طاعتك وخاصتك في جنات الفردوس الاعلى .. وحرّم على جلودنا وبشرتنا و والدينا ومن استوصىنا بالدعاء من النار يا عزيز يا غفار انك ولي ذلك يارب .. آمــــــــــــــــين
تقبلوا مني خالص الدعاء .. وكل عام ونحن الى الله اقرب وبارك لكم في ايامكم وعمّرها بالذكر والشكر وحسن العبادة وبلغكم ماترجون و وفقكم للسعي الى رضوانه وجنته .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت ان تشاركوني القراءة والاجر ان شاء الله
يعبر عما بداخلي اللهم أرحمهما وأغفر لهما
وجزاك الله خير الجزاء
جزاكم الله خير
الا يحق لنا ان نعفوعنهم
نعم لنغفر لكل من اساء لنا
ونعفوا لكل من اراد العفو حتى نكون اخوه في الاسلام متعاونين
موضوع رائع
جزاكي الله الجنه لكل ما قدمتيه
استغفر الله واتوب اليه