القضاء والقدر:
لمَّا حدَّث النبي, صلى الله عليه وسلم, أصحابه بأن ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار. قالوا: يا رسول الله! أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟.
قال: (( اعملوا فكلٌّ ميسَّر لما خُلق له. أما من كان من أهل السعادة فييسَّر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء، فييسر لعمل أهل الشقاوة )) ( ).
ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَٱتَّقَى وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُو لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسْتَغْنَى وَكَذَّبَ ِٱلْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُو لِلْعُسْرَى ( ).
فأمرهم عليه الصلاة والسلام بالعمل ولم يجوِّز لهم الاتكال على المكتوب؛ لأن المكتوب من أهل الجنة لا يكون منهم إلا إذا عمل بعمل أهل الجنة، والمكتوب من أهل النار لا يكون منهم إلا إذا عمل بعملهم.
ومن الأسئلة المفحمة التي طرحها فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله حول هذه المسألة، يقول:
((وهنا نسأل: لماذا لا يتدخل القدر مع الناس – مثلاً – في أنه يأتي أول الشهر، ويمتنع أحدٌ عن صرف راتبه؟ فمن الذي امتنع أول الشهر أن يذهب ليقبض راتبه؟ لا يوجد أحد يفعل ذلك إلا أن يأتي للشخص ظرف قاهر فلماذا لم يتدخل القدر هنا؟)).
ويقول أيضاً: ((لنتصور أن رئيس الجمهورية يخبر مرافقيه: ((أنا عازم على السفر الساعة الرابعة صباحاً، وأريد الوزراء وكذا وكذا أن يكونوا في توديعي)) فهل يتأخر أحد؟ لا. لماذا لم يتأخروا؟ أما إذا قيل: إن الفجر يؤذن ((الله اكبر))، وقيل لك: تعال إلى الصلاة، فإنك لا تلبي نداء المؤذن!. لماذا تدخل القدر في هذه فلم تذهب إلى الصلاة؟ ولم يتدخل القدر هناك؟. أروني واحداً من الذين امتحنوا في الشهادة الثانوية، والذين يبلغ عددهم مئات الألوف، كم منهم تأخر عن بدء الحصة الأولى من الامتحان؟ لماذا رتَّب هؤلاء أمورهم، بحيث وقفوا على كل ما اختاروا؟! أما إذا قيل له: ((صلَِّ)) أو ((اعمل خيراً))، يقول لك: إنَّ القدر لا يريد ذلك، فلماذا لم يتدخَّل القدر إلا في الأمور المطلوبة تكليفياً، أما في أمور الدنيا فتنظّم الأمور حسب ما نشاء؟)) ( ).
وجزاك الله خيرا
شكرا على مرورك على غاليتي جزاك الله خيرا
بإنتظار جديدكـ
شكرا غاليتي بارك الله فيكي
جزاك الله خيرا
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم