المصارحه بين الزوجين
الزواج سكن ومودة لطرفي العلاقة الزوجية، ومن شأن السكن والمودة أن يتصف بالديمومة والثبات والاستقرار، لكن مع فقدان الوعي وارتفاع نسبة الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية يبقى ذلك السكن أملاً منشوداً؛ فالضغوط تزعزع استقرار الأسرة، وتقتحم عليها ذلك الهدوء.
وفي سبيل حل المشكلة التي تواجه الزوجين لا بد من:
1. الشعور بالمشكلة.
2. البحث بهدوء عن أسباب المشكلة.
3. المصارحة بين الزوجين.
4. الثقة المتبادلة بين الزوجين.
5. عدم إدانة أحد الزوجين للآخر.
(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) وهي آية شاملة لكل أنواع المعاشرة وقد بين القرآن أن تكون بالمعروف.
و { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن.
السكن والمودة والرحمة كلمات جميلة لكن كيف نطبقها في بيوتنا؟.
قال رسول الله : "خير النساء الودود الولود" فالمرأة المتوددة للرجل هي التي تكسبه حبيباً للأبد.
وقال صلى الله عليه وسلم: "خيرُكم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، وقال : "ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم".
الإسلام يوجب الصراحة بين الزوجين لدواع عدة وهي:
أولاً: إن الله سبحانه وتعالى وصف الزوجين بأنهما نفس واحدة والإنسان أصرح ما يكون مع نفسه.
ثانيًا: إن مهمة الزواج تحقيق السكن النفسي والاجتماعي، والسكن النفسي والاجتماعي يقتضى نوعًا من عدم التكلف والصراحة والتلقائية.
تعريف المصارحة بين الزوجين
تعبير طبيعي عن حالة (السكن بالتعبير القرآني) والحب وعن الحق المطلوب من الطرف الآخر.
أنواع المصارحة
مصارحة بناءه وأخرى هدامة فعلى سبيل المثال المصارحة البناءة تكون بشكل عام في أمور البيت والأولاد.
أهمية المصارحة بين الزوجين
الصراحة الأسرية دعامة من دعائم نجاح هذه الأسرة وهي بمثابة الصابون الذي يزيل البقع المتسخة في العلاقة بين الزوجين وغياب الصراحة يؤدى إلى غياب الثقة بين الزوجين.
لا أسرار بين الزوجين فأسرار الزوجة هي أسرار الزوج وأسرار الزوج هي أسرار الزوجة إذ هما كالعقل الواحد في الجسد الواحد هذا إذا اتبع كل منهما سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اختيار صاحبه ووفقه الله في الاختيار.
فالصراحة هي أساس الحياة الزوجية وهي العمود الفقري في إقامة دعائم حياة أسرية سليمة خالية من الشكوك والأوهام، وبعيدة عن الأمراض النفسية والاجتماعية؛ التي قد تهدد كيان الأسرة بالانهيار.
الصراحة ضرورية وهي الأساس السليم الذي تبنى عليه الحياة الزوجية وفقدانها يبدأ بالكتمان ويتدرج إلى الكذب والمواربة والمجاملة والنفاق والخديعة.
والعلاقة طردية بين الحب والمصارحة بين الزوجين فكلما ازدادت المصارحة بين الزوجين ازداد ارتباطهما وقويت علاقتهما وذلك عبر القيام بسلوكيات متميزة وأساليب جذابة وابتكار أوضاع لتغيير النمطية في التعامل وهذا كله يعطي مزيداً من البهجة والرونق للحياة الزوجية.
وإذا ارتكزت الحياة الزوجية عليها كانت حياة هادئة هانئة أما إذا فقدت المصارحة فحياة الزوجين تعيسة يفقد خلالها كلا من الزوجين ثقته في الآخر.
فالمصارحة تؤجج العواطف وترفع من حرارة المشاعر وتُشعر بالتقارب والأمان فلا تهديد ولا وعيد.
والمصارحة تضع الزوجين في مواجهة المشاكل وعدم التهرب منها فالهروب يزيد المشاكل تعقيداً.
إذن فالصراحة هي قوام الحياة الزوجية السليمة وانه لا غنى عنها بأي شكل من الأشكال كما إنها ضرورية لإيجاد التفاهم وحصول المودة ولكن اختلفت الأقاويل حول مدى الصراحة.
احتياجات المصارحة الحقيقية
تحتاج المصارحة أن يكون كل من الزوجين على قدر كبير ومستوى عالٍ من:
التفهم لطبيعة الحياة.
والوعي الكامل.
والثقة المتبادلة.
عوامل نجاح المصارحة بين الزوجين:
اختيار الوقت والمكان المناسب للمصارحة لا يعقل أن تقابل الزوجة زوجها بعد عنائه من العمل وبمجرد دخوله إلى المنـزل وبدون مقدمات بحديث جاف وتسمي ذلك مصارحة.
الثقة والثقة لا تعني الغفلة ولكنها تعني الاطمئنان الواعي وأساس ذلك الحب الصادق والاحترام العميق.
والتضحية والتنازل بحيث يسهل على كليهما الاعتراف بخطئه.
التسامح حتى لا يشعر الطرف الآخر بالإحراج عندما يعترف بأنه أخطأ.
فوائد المصارحة بين الزوجين
1. إخراج مكنونات النفس وعدم تراكمها مما يؤدي في أحيان كثيرة إلى الانفجار أو النفرة.
2. تقرب بين الزوجين فيشعر كل واحد منهما أنه قريب من الآخر.
3. تُشعر الزوجين بالثقة المتبادلة بينهما فتغمرهما السعادة، ويشعران بالطمأنينة والسكينة.
4. تحل الكثير من المشكلات لا سيما في بداية نشوئها، إذا يعرض كل طرف الأسباب ويقدم الاعتذار.
5. تقرب وجهات النظر ويحصل التقارب الفكري في الآراء والتوجيهات لا سيما مع استمرارها.
6. تشعر كل من الزوجين بمكانته وأهميته عند الآخر؛ فيحصل الأنس.
التأثير الإيجابي للمصارحة بين الزوجين
تفيد المصارحة بين الزوجين في معالجة
حالات البرود الجنسي التي قد يشعر أحد الطرفين فيتفهم الآخر الحالة ويعطي فرصة أكبر.
عدم التوافق والانسجام اجتماعياً وعاطفياً.
آداب المصارحة بين الزوجين
المصارحة بالمشاعر: تحتاج إلي شيء من التريث والحكمة والتفكير.
المصارحة بالوقائع والأحداث: الأصل فيها التلقائية والوضوح.
ولكي تؤتي المصارحة بين الزوجين ثمارها لا بد من التزام الآداب الآتية:
1. أن تكون بألفاظ وعبارات لينة رقيقة لا تؤدي إلى جرح المشاعر فلا يصارح الزوج زوجته بعدم محبته لها ولكن يخبرها عن الطرق التي تصل بها إلى حبه.
2. احتفاظ كل طرف بالأسرار التي قد يؤدي كشفها إلى هدم الحياة الزوجية؛ فليس من الحكمة أن تتم المصارحة بما وقع من ذنوب ومعاصي وقد سترها الله وبحجة المصارحة يُكشف هذا الستر.
3. أن تحمل المصارحة معنى النصيحة الصادقة لا التعيير أو التشنيع أو التوبيخ أو التشفي.
4. حدود المصارحة في الأمور الأسرية؛ فليس من المصارحة أن يكشف كل واحد أسرار الأصدقاء ومزايا الأقارب من الإخوة والأخوات مثلاً.
5. أن تكون المصارحة أن يكون أسلوبها هادئًا محدودة في الشكل؛ بحيث لا تصل إلى مجادلات ثم تتطور إلى مشاحنات تنتهي إلى منازعات.
مواضع المصارحة بين الزوجين:
المصارحة التي تسمح لكل طرف بالتعرف على أسلوب وطريقة الطرف الآخر في الحياة.
عند وجود مشاكل صحية وأهمها الحيض والولد قال تعالى: (ولا يكتمن ما خلق الله في أرحامهن) ومثلها: حالة العقم، ولابد من مصارحة الزوجين بالأخطار المحدقة بإجراء مثل بعض الوسائل التشخيصية كالعلاج الجيني([1])؛ ونسبة نجاحها وفشلها ثم الحصول على موافقة كتابية من الزوجين.
عند وجود مشاكل اجتماعية خاصة بالزوجين وليس في الحلقة الأبعد من الأسرة.
عند تعرض الأسرة لمشكلة اقتصادية وقد يظن الرجل بأن زوجته تنفق المال في موارد تافهة أو تدخره لأمور يرفضها تماماً ويمكن حل مثل هذه المشكلات من خلال حوار هادىء لحساب الدخل وما يتطلبه المنـزل من نفقات كما يمكن القضاء على جذور الشك تماماً من خلال مصارحة الزوجين بعضهما البعض وعدم الاحتفاظ بالأسرار التي لا طائل من ورائها سوى النـزاع والمشاكل.