في يوم من الأيام وفي صالة امتحانات اتمام مرحلة التعليم الأساسي دخل التلاميذ إلى قاعة الامتحان في أحدى المواد ، وإذا بأحد التلاميذ يجلس على كرسيه ويحاول حل الأسئلة فجاءت المعلمة الملاحظة على الامتحان بالفصل وقرأت اسم التلميذ ، فكانت المفاجئة الكبرى ، فهي تعرف أبوه معرفة كبيرة ، فسألته عن حال أسرته جميعاً ، وحال أبوه ، وماذا يعمل الآن ، وكيف تسير أموره في الحياة ، فأجابها التلميذ الحمد لله ، الأمور طيبة ، والحياة ماشية والحمد لله ، فصدمت صدمة ارجعتها إلى أيام دراستها بالصف التاسع من التعليم الأساسي ، فرأتها زميلتها المعلمة التي تلاحظ معها في الفصل أطالت الحديث مع التلميذ ، ربما هناك مشكلة أو أمر ما ، فجاءت المعلمة الثانية ووقفت بجانب زميلتها المعلمة الأخرى ، وسمعت بعض الكلام بينهما ، فقالت المعلمة الأولى للثانية بعد انتهاء الامتحان سأوضح لك الأمر ، وبعد انتهاء فترة الامتحان وخروج التلاميذ ، التقت المعلمتان – فسألت المعلمة الثانية المعلمة الأولى ، ماذا هناك ؟ فقالت المعلمة الألى للثانية : هل تعرفين التلميذ ؟ هل هو قريبك أو جارك أو ماذا ؟ فأجابت المعلمة الأولى : بعد أن صرخت أنفاسها صرخة تهتز لها الجبال – هذا التلميذ أعرف أباه ، فهو كان يسكن قريباً منا ، عندما وصلت دراستي إلى الصف الاتسع من التعليم الأساسي أعجب بي ، وجاء يخطبني من والدي فرفضت أمي بشدة ، وطلبت منه نسيان الأمر نهائياً وعدم التفكير في هذا الموضوع ثانية دون إبداء أي سبب مقنع اللهم إلا أنني مازلت صغيرة وسأكمل دراستي فقط ، فصرف الأمر عن الزواج والارتباط بي بعد هذا الموقف ، رغم أنه كان عندي علم بأنه سيتقدم لي فأنا موافقة في ذلك الوقت وقد فرحت به كثيراً ، ولكن أمي تصدت له بكل قوة وأنتهى الموضوع ، وصرف هو الأمر عني ونسي الأمر ، وبعد سنتين رحل عن منطقتنا ، وسمعت بعدها أنه تزوج من فتاة أخرى ، هي أم هذا التلميذ ، أما أنا فأكملت دراستي وتخرجت من معهد المعلمات ، واشتغلت بالتدريس إلى اليوم ومازال لم يتقدم لي أحد للزواج بعد أبو هذا التلميذ ، فأنظري أنت هذا الموقف ، ترى من كان السبب في تأخر زواجي أهي أمي ، أم الزمن ، أم لا أدري ، فبكت زميلتها على هذا الموقف العصيب ، ثم واست زميلتها ، وبقيا في هذه الحياة ينظران إلى المستقبل لعل يجدون فيه من يؤانسهم وينسي مواقفهم العصيبة ، وهكذا هي الحياة .
مشكوررررررررررررررررررررررررره