السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
عن ابي الدرداء. رضي الله عنه. قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله انزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام).
وعن ابي هريرة. رضي الله عنه. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من اصابه شيئ من هذه الأدواء فلا يفزعن إلى شيئ مما حرم الله عليه فإن الله لم يجعل في شيئ مما حرم شفاء).
وعن سويد بن طارق. رضي الله عنه. انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر يجعل في الدواء فقال:(إنها داء وليست بدواء).
=وينقسم الناس في التداوي الى قسمين:
القسم الاول: مؤمنون آمنوا بقضاء الله ـوهم مع ايمانهم بوجود الدواء لكل داء. واعتقادهم جواز وصحة الأخذ بالأسباب الأ انهم يرون ان الداء لم يكن من صنع ايديهم وإنما هو بقدر الله وقضائه فيرون ترك ذلك لإرادة الله واختياره وان بيده كشف الضر عنهم.
كما قال الخليل عليه السلام [وإذا مرضت فهو يشفين].
وشجعهم على ذلك ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان سبعين الفا يدخلون الجنة بغير حساب ـوهم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون)ـ وهؤلاء ندرة وقلة ويمكن ان يقال إذا لم يكن عليهم تبعات ولهم التزامات ولا تتعلق بهم حقوق الاخرين فندعهم وما اختاروا لأنفسهمـ
القسم الثاني:
وهم عامة المسلمين فإنهم يرون ان الاخذ بالأسباب في كل شيئ. وسع ومن ذلك التداوي ولا يتنافي ذلك مع التوكل على الله ولا يتعارض مع قضاء الله بل إن الأخذ بالاسباب هو عين التوكل على الله وهو كذلك من قدر الله وقضاؤهـ
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن اطلق ناقته (اعقلها وتوكل)
فالتداوي بغير المحرم والتوكل على الله والاستعانة بقوة الجسم على الطاعة كما في الدعاء الذي تعلمناه من سنة رسول الله: (اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواويمشي لك الى الصلاة)ـ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دمتم في رعاية الله وحفظه
بآرك الله فيكِ
