اليوجا التي اعتبرت حتى وقت قريب نوعا من التدريبات الشرقية الخاصة، تحولت إلى جزء متمم لوسائل الاهتمام بالصحة واللياقة البدنية في الولايات المتحدة.
وقد أظهر استطلاع وطني نشر عام 2024 أن نحو 16 مليون أميركي – أكثر من 11 مليونا منهم من النساء – يمارسون اليوغا حاليا.
وقال 9 ملايين آخرون إنهم ينوون ممارستها خلال سنة. ورغم أن الكثيرين يمارسونها بهدف تخفيف التوتر وتحسين الصحة عموما، فإن أعدادا متزايدة منهم لديهم أهداف صحية محددة، ويتبعون إرشادات أطبائهم.
يوجا «آيإنغار»
ووفقا لدراسة نشرت في مجلة «سباين» Spine (سبتمبر – أيلول 2024) فإن العلاج باليوغا يمكنه خفض حدة الألم ودرجة الإعاقة الوظيفية لدى الأشخاص المعانين من آلام أسفل الظهر المزمن (الذي يدوم لأكثر من 3 أشهر).
ولأن هذه المشكلة الصحية صعبة العلاج، فإنه ليس من المدهش أنها تعتبر أكثر المشاكل الشائعة التي تعتبر سببا في بحث أصحابها عن علاجات بديلة أو تكميلية.
وقد أظهرت اليوجا أنها وسيلة واعدة لعلاج هذه المشكلة، إلا أن الدراسات في هذا المجال لم تنظر كلها في شكل واحد معين من اليوجا.
أما الدراسة الجديدة فقد كانت الدراسة الثانية في سلسلة من تجربتين عشوائيتين لاختبار ما يسمى اليوجا من نوع «آيإنغار» Iyengar yoga التي تستند إلى تعاليم بي. كيه. إس. آيإنغار التسعيني المخضرم.
وللإشارة فإن الشكل المنتشر من اليوجا في الولايات المتحدة هو يوجا «هاثا»، التي تندمج فيها ثلاثة عناصر: اتخاذ وضعية الجسم الكلاسيكية، التحكم بالتنفس، الاسترخاء العميق أو التأمل.
أما يوجا «آيإنغار» فهي شكل من أشكال يوجا «هاثا» التي توظف فيها بعض المضافات مثل البطانيات، والمنصات، والقوالب، والأحزمة التي تساعد المتدربين على تنفيذ وضعيات أجسامهم بالشكل المطلوب، حتى وإن كانوا يفتقدون الخبرة أو يعانون من معوقات.
ويتم التأكيد هنا على ضرورات اتخاذ الوضعية الدقيقة، بحضور مدرسين متدربين يقومون بضبط كل شيء ابتداء من وضعية الكتفين وانتهاء بزاوية أطراف أصابع القدمين.
وتوظف يوجا «آيإنغار» القوالب والأحزمة والمضافات الأخرى لمساعدة المبتدئين على اتخاذ الجسم لوضعية محددة.
دراسة جديدة
وأجرى الدراسة باحثون في جامعة ويست فرجينيا بتمويل من المركز الوطني للطب البديل والتكميلي التابع لمراكز الصحة الوطنية، بمشاركة 90 من البالغين (75 في المائة منهم من النساء) تدربوا على يوجا «آيإنغار» لمدة سنة كاملة، وتمت مقارنتهم بآخرين خضعوا لعلاجات تقليدية. وتراوحت أعمار المشاركين بين 23 و66 سنة وكانوا كلهم يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة.
وخصصت لنصفهم تقريبا فترة 90 دقيقة من تدريبات اليوجا مرتين في الأسبوع لمدة 24 أسبوعا. وأجيزت هذه التدريبات من قبل بي. كيه. إس. آيإنغار، وشارك فيها مدرب على اليوغا، مع اثنين من المساعدين، لهم خبرة في تدريس العلاج باليوغا للمعانين من آلام أسفل الظهر. وفي الأيام التي لم تجر فيها صفوف اليوغا طلب من المشاركين التدرب لفترة 30 دقيقة عليها في منازلهم بالاستفادة من قرص فيديو ودليل مكتوب.
أما المشاركون الآخرون (في مجموعة المراقبة) فقد خضعوا للعلاج التقليدي المعتاد، وتم الحصول على بيانات عن حالاتهم هاتفيا مرة كل شهر.
وقال جميع المشاركين إنهم يعانون من الإعاقة الوظيفية، شدة الألم، الكآبة، كما أفادوا بأنهم يتناولون الأدوية، عند بدء الدراسة، وأثناءها (بعد مرور 12 أسبوعا) وبعدها مباشرة (بعد 24 شهرا)، وخلال 6 أشهر من انتهائها.
وبالمقارنة مع مجموعة المراقبة، فقد انخفضت لدى مجموعة يوغا «آيإنغار» درجة الإعاقة الوظيفية بنسبة 29 في المائة، والألم بنسبة 42 في المائة، وأعراض الكآبة بنسبة 46 في المائة عند مرور 24 أسبوعا.
كما ظهر أيضا توجه لتقليل تناول الأدوية في مجموعة اليوجا هذه. ولم تظهر على أفرادها أي مضاعفات سيئة.
وبعد 6 أشهر من انتهاء التجربة ظل 68 في المائة من المشاركين يمارسون اليوجا، بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع لمدة 30 دقيقة على الأقل.
ورغم أن مستويات الإعاقة الوظيفية والآلام والكآبة قد ازدادت لديهم بشكل ضئيل، إلا أنها كانت أقل من نفس المستويات لدى مجموعة المراقبة.
إلا أن هذه الدراسة كانت محدودة – بعدد صغير من المشاركين، إضافة إلى اعتمادها على تقييم المشاركين لأعراضهم ودرجة إعاقتهم بأنفسهم.
كما أن أفراد مجموعة المراقبة – في المتوسط – كانوا يعانون من آلام الظهر لفترة أطول مقارنة بأفراد مجموعة اليوجا.
ومع هذا، فإن النتائج تؤكد ما ذكرته نتائج الدراسات الأخرى حول تأثير اليوجا على آلام الظهر.
وضعيات «المثلث الدوّار» و«انحناءة النصف المنتصب»
توظف يوجا «آيإنغار» عددا من القوالب، الأحزمة، والأشياء الأخرى لمساعدة المتدربين عليها، في اتخاذ أوضاع جسدية خاصة باليوغا التقليدية، مثل تلك المعروضة في الصورتين الصغيرتين (المظللتين بلون رمادي). وتسمى وضعية (A) «باريفرتّا تريكوناسانا» parivrtta trikonasana، أو «وضعية المثلث الدوار».
أما وضعية (B) فتسمى «أردها أوتاناسانا» ardha uttanasana، أو «انحناءة النصف المنتصب – إلى الأمام».
وتقدم إرشادات التدريب وفقا لعمر المتدرب، وفترة ممارسته، وشكل وظروف جسمه، ومشاكله الصحية.
منقوووووول للفائدة
موضوووع مميز
دمتي بحفظ الرحمن
يا مرحبا بك اختي الخاشعة لله .. نورت المنتدى بوجودك .. حياك الله
شكراً لمرورك بمتصفحي ..
تحيه طيبه مني لك