بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ المُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفْلِحُونَ} [النور: ٣١].
ماذا تنتظر؟
باب التوبة مفتوح, ابدأ بتوبة صادقة مع الله عز وجلُ, وانطرح بين يديه, ومرغ جبينك ساجدًا إليه…
وقل: «اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» [رواه البخاري ومسلم].
أخي الحبيب: بادر بترك الذنوب..
قال الإمام عبد الله بن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب *** وخير لنفسك عصيانها
وصح في الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول: «يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم! لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة» [رواه المنذري وحسنه الألباني].
أيها التائب.. أبشر.. رحمة الله واسعة.
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: ٥٣].
واسمع إلى قصة قاتل المائة نفس, فهل له من توبة؟
إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا، ثم عرضت له التوبة، فسأل عن أعلم أهل الأرض؟ فدل على راهب، فأتاه، فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا، فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله، فكمل به مائة، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة نفس، فهل له من توبة؟ قال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسا يعبدون الله، فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو لها، فقاسوا، فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة» [صححه الألباني].
أيها التائب.. هل تعلم أن الله يفرح بتوبتك؟
روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه. فأيس منها. فأتى شجرة فاضطجع في ظلها. قد أيس من راحلته. فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده. فأخذ بخطامها. ثم قال من شدة الفرح: اللهم! أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح» [رواه مسلم].
وإليك أخي الحبيب شروط التوبة..
قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب, فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي, فلها ثلاث شروط:
1- أن يقلع عن المعصية.
2- أن يندم على فعلها .
3- أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً.
وإن كانت المعصية تتعلق بحق آدمي زيد شرط رابع وهو رد المظالم والحقوق إلى أهلها.
أيها العائد إلى طريق السعادة إلى طريق النجاح في الدنيا والأخرة.. هنيئا لك التوبة
اللهم يا هادي المضلين ويا راحم المذنبين نسألك أن تلحقنا بعبادك الصالحين, وأن تقبل توبتنا, وتغفر ذنوبنا وزلاتنا, يا أرحم الراحمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
منقول للافادة
وجعلنا الله واياكى من التائبين الاوابين الى الله
بارك الله لكى لطرحك المفيد