(وَفِصَالُهُ فِيْ عَامَيْن) هكذا جاءت الأية الكريمة لتؤكد على أهمية عدم فطام الطفل قبل نهاية عامه الثاني، لكن مع بداية الشهر السادس أو قبله بقليل ينصح بأن يتناول الطفل الماء بالإضافة إلى وجبات تكميلية بجانب الرضاعة الطبيعية من الأم، فخلال الفترة من الشهر السادس حتى نهاية السنة الأولى يجب أن تنظم تغذية الطفل، بحيث يحصل على أربع وجبات إضافية مع ثلاث رضعات فقط من الأم وفي مواعيد محددة، الأولى صباحًا، والثانية ظهرًا، والثالثة قبل أن ينام في المساء.
وينصحكِ طبيب الأطفال مجدي نزيه على صفحة نصيحة أم عبر الفيس بوك بعدم الاستجابة للطفل إذا طلب الرضاعة في غير هذه الأوقات حتى تعطي له الفرصة لتناول الوجبات المكملة، والتي يحسن أن يكون الفرق بينها 5 ساعات.
ويقترح مجدي نزيه مواعيد هذه الوجبات فمثلا تكون الأولى في الثامنة صباحًا والثانية في الحادية عشرة ظهرًا والثالثة في السادسة مساء، والأخيرة في الحادية عشر ليلاً، أي بفارق 5 ساعات بين كل وجبة وأخرى حتى يُعْطَى الطفل الفرصة لهضم الطعام وامتصاصه بشكل صحيح؛
ويحذر د. نزيه الأمهات من إعطاء الطفل أي شيء آخر في غير مواعيد هذه الوجبات؛ لأنه في هذه الحالة ستمنعه من تناول وجباته الأساسية كاملة، فالطفل لا يأكل إلا إذا جاع، ولن يجوع إلا إذا كانت معدته خالية.
ويقترح د. نزيه أن تحتوي الوجبة الأولى على صفار بيضة سائلة، أو مُسوَّاة ومذابة في ملعقتين من الحليب، فيجب ألا تكون جامدة حتى لا تلتصق بأعلى فم الطفل ويصعب عليه تناولها، وهذه الوجبة تَمُدُّ الطفل بالبروتين الحيواني وبنسبة من فيتامين (أ) الذي يسمى فيتامين النمو، بالإضافة إلى عنصر الحديد.
أما الوجبة الثانية فيمكن أن تكون "مهلبية"، وهي عبارة عن ملعقة سكر وملعقة نشا وفنجان من الحليب، حيث يذاب السكر مع الحليب ويوضع على النار حتى يغلي، ثم يضاف النشا بعد إذابته في الماء ويقلب مع الحليب على نار هادئة، ثم يرفع عن النار ويترك ليبرد، وهذه الوجبة ستُمِدُّ الطفل بمواد الطاقة وعنصر الكالسيوم اللازم لظهور الأسنان، حيث تظهر أول أسنان الطفل بدءاً من نهاية الشهر السادس، بالإضافة إلى البروتين وفيتامين (أ)، مما يساعد الطفل على النمو وتكوين العظام.
أما الوجبة الثالثة فعبارة عن حساء خضروات متنوعة مسلوقة ومصفاة تمامًا، مع إضافة نقطتين من الليمون وكمية قليلة جدًّا جدًّا من الملح، ويتناولها الطفل دافئة، لا هي ساخنة، ولا هي باردة؛ ليكون طعمها مرغوبًا للطفل ويمكن أن تتكون من الجزر والبطاطس والبازلاء والفاصوليا والكوسة والكرفس وإذا لم يوجد كرفس يمكن إضافة البقدونس، مع مراعاة عدم زيادة نسبة الجزر والبطاطس حتى لا يصاب الطفل بالإمساك، وأن تكون هذه الإضافة جميعها بكميات قليلة ليأكلها الطفل طازجة.
وتكون الوجبة الرابعة عبارة عن عصير البرتقال شتاءا، أو عصير الجوافة أو عصير الطماطم صيفًا في حالة عدم وجود البرتقال، حتى يحصل الطفل على احتياجاته من فيتامين c؛ ليقوى جهاز المناعة في جسمه ويحميه من الإصابة بالأمراض.
كما ينصح أن يتم تناول الطعام باستخدام الملعقة والكوب والطبق، وعدم استخدم (البيبرونات أو التيتينات)، فقد نادت منظمة الصحة العالمية بمنع استخدامها منذ أكثر من عشر سنوات؛ لأنها تجعل الطفل يعتاد على الثقوب الواسعة لحلمات الببرونة ويمل الثقوب الضيقة لحلمة ثدي الأم حتى لا يبذل مجهودًا في عملية المص أو الشفط، وثدي الأم هو التغذية المثالية التي يجب أن تستمر حتى نهاية السنة الثانية من عمر الطفل بجانب الأغذية التكميلية.