تكنولوجيا أوروبية جديدة في جراحة الدماغ
بدأت كبرى المستشفيات التشيكية باستخدام تقنية حديثة لإجراء العمليات الجراحية في الدماغ البشري تعتمد على تكنولوجيا حديثة قائمة على التطابق والرنين المغناطيسي. وتقلل هذه التقنية من مخاطر إلحاق الضرر في دماغ المريض بنسب تصل إلى 80%، كما أنها تمكن الأطباء من مشاهدة أعصاب الحركة والبصر والنطق دون إيذائها.
وقال الطبيب يوزيف بينيش -رئيس قسم الجراحة العصبية في مستشفى ستروشوفيتس العسكري ببراغ والمشرف الرئيسي على الجهاز – إن الشركة المصنعة خصت قسم العصبية في المستشفى بعد حصولها على تقارير أثبتت التفوق في مجال السبر الدقيق للأعصاب في الدماغ مما مكن الأطباء من التعامل مع الجهاز بسرعة.
وأضاف أنه جرى وضع آلية حديثة سهلت إجراء العمليات الجراحية الدماغية عبر خطوات دقيقة نسبة الخطأ فيها شبه معدومة.
وأوضح الطبيب بينيش أن "العمليات الحديثة تتميز بسرعة الإنجاز ويتم عبرها مراقبة طرق الأعصاب التي نبتعد عنها أثناء إزالة الورم السرطاني بحيث لا تتأثر ولا يتم عطبها عند إجراء العملية وتظهر على شاشة الجهاز وتكون معروفة بعد عملية السبر".
ويشير إلى أن المعطيات في نظام التوجيه الذي ينتقل من خطوة إلى أخرى ويعطي نسب النجاح فورا طوال الوقت الذي تحتاجه العملية في حين يصدر الجهاز ذبذبات إنذارية عند الاقتراب من أي عصب حسي أو حركي أو بصري ليقوم بتنبيه الطبيب المشرف على العملية وكذلك الطبيب المتابع لمعطيات الجهاز التي تظهر بدقة بالغة على مسار العمل الجراحي.
أما في الحالة الاعتيادية فيعتمد الطبيب على قدراته الذهنية في تحديد الأعصاب من أجل الابتعاد عنها وهنا تحدث الأخطاء التي تتسبب في بعض الحالات بالشلل أو فقدان البصر والذاكرة.
ويلفت رئيس قسم الجراحة العصبية الى أن الجهاز اختبر في عدد من العمليات قبل ستة أشهر ليدخل اليوم أغلب المستشفيات في البلاد. ويشير إلى أنه لا يمكن لأي طبيب استخدامه قبل إجراء دورات تعليمية بإشراف طاقم فني وطبي يرافق الجهاز مع حضور الطبيب لعمليات جراحية فعلية متعددة قبل البدء في تنفيذ العمليات التي سيشرف عليها لاحقا مع فريقه الطبي.
ويشرح بافيل ساودسكي – أحد الفنين المشرفين على الجهاز- مزاياه ويقول إن للجهاز قدرة عبر التطابق والرنين المغناطيسي بحيث يستطيع تمييز كل عصب وطريقة عمله، الأمر الذي يسهل عملية السبر الدماغية فيقوم بقراءة بعض الأنماط لخلايا عصبية تحدد العصب الذي يتحكم بالذاكرة مثلا.
ويضيف ساودسكي في حديث للجزيرة نت أن الجهاز يعتمد عبر التكنولوجيا المتطورة فيجري تحديد نوع العصب وقياس سرعة تدفق الدم التي بموجبها يتمكن الجهاز من تعريف تفاصيل أخرى أدق في دماغ الإنسان بالاعتماد على "الألغريثمات" التي تفهم رموز عمل الدماغ وقياس نشاطه اليومي.
دمتم فى حفظ الله