صلاة الليل هي أفضل الصلاة بعد الفريضة قال الله تعالى: { وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً }… الإسراء/79، وقال تعالى من صفات المتقين أنهم: { كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } …..الذاريات/17-18.
وقال رسول الله : " أفضلالصلاة ، بعد الصلاة المكتوبة ، الصلاة في جوف الليل . وأفضل الصيام ، بعد شهر رمضان ، صيام شهر الله المحرم " وذلك في الحديث الصحيح الذي رواه ابو هريرة رضي الله عنه واخرجه مسلم.
وفي الحديث الذي رواه سهل بن سعد الساعدي: (جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤهعنالناس) وحسنه الألباني.
إن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، وهو من السنن المؤكدة طوال العام، ولكن يزداد فضلها في شهر رمضان حيث قال رسول الله :"من قامرمضان ، إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي رمضان يُسن للمسلم أن يصلى صلاة القيام في المسجد جماعة (التراويح) ويسن له أن يصليها منفرداً في بيته وقد اختلف اهل العلم في أايهما افضل؟ ،فقال بعضهم: صلاتها في البيت أفضل، وهو قول مالك والشافعي، وقال آخرون: صلاتها في المسجد أفضل، لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يفعلونها في المسجد أوزاعا في جماعات متفرقة حتى جمعهم عمر رضي الله عنه على إمام واحد، وتابعه الصحابة على ذلك ومن بعدهم. وعلى ذلك يكون اداؤها في المسجد افضل، إلا إذا كانت صلاتك في البيت سببا في نشاط أهل بيتك وتأديتهم الصلاة معك … والله تعالى أعلم .
وكان النبي يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره روى حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال: ( صليت مع النبي ليلة فافتتح البقرة ، فقلت : يركع عند المائة فمضى، فقلت : يركع عند المائتين فمضى، فقلت : يصلي بها في ركعة فمضى، فافتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقراها يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سال، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فقال : سبحان ربي العظيم . فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم رفع رأسه فقال : سمع الله لمن حمده . فكان قيامه قريبا من ركوعه، ثم سجد فجعل يقول : سبحان ربي الأعلى . فكان سجوده قريبا من ركوعه) أخرجه مسلم والنسائى وصححه الألباني.
وعلى ذلك فعلى المسلم الكيس أن يبحث عن مساجد اهل السنة يصلى فيها ويتحرى المسجد الذي يطيل إمامه القراءة وياحبذا لو صلى في مسجد يُصلى فيه بجزء في الليلة، ويتجنب المساجد التي تصلى فيها التراويح في ربع ساعة أو ما شابه، وألا ينصرف حتى ينصرف الإمام، لما رواه أبي ذر مرفوعا: " إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" اخرجه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
ولمعرفة المزيد عن فضل صلاة الليل وكيفيتها وعدد ركعاتها وما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، وأحوال الصحابة والسلف معها