حلم على رفوف المحلات 2024.

تستيقظ الطفلة بداخلي عندما ألمح عروسة الباربي المتأنقة في كرتونتها الشفافة وبجانبها كل أثاثها الفاخر من سرير زهري وعلبة مكياج لامعة وأدوات مطبخية صغيرة,
عيناي تستمع بهذه اللقطة وأطيل النظر إليها ويدفعني الفضول إلى البحث في الكرتونة الثانية عن باربي أخرى تتمتع بنفس جمال السابقة وهذايحدده السعر ,
كلما كان السعر غالي تحصل على مواصفات ملكة جمال ,
بمرة واحدة طلبت شراء باربي , الجواب كان معروفا آنذاك أسرتي لم تكن تمتلك ثمن هذه المدللة,اذكر بمره أو مرتين إمتلكت باربي لساعات وذلك أثناء اللعب مع إحدى صديقات الطفولة التي كانت تملكها,
بمرات كثيرة جمعت مصروفي الصغير لشراء عروسة عادية لا تحمل مواصفات الباربي , أصبت بهاجس شراء العرائس و دائما ماألمح ضحكة على وجه مالك المحل,
بالنسبة لسني بذلك الوقت كانت باربي حلم أراه فقط على رفوف المحلات أو على قناة أطفال تلفزيونية, ماذا عن ماتريوشكا هي الأخرى لها ذكرى محببة إلى قلبي ,
كانت دميتي المبتسمة دائما ذات الرداء الاحمر والذي لا أستطيع خياطة أية ملابس لها أوتصفيف شعرها كالدمى الاخريات,
أحببت ذلك الصف الأفقي الذي أرتبهم به من أكبر ماتريوشكا إلى اصغرهن ,
ببراءة نسجت لهن قصص درامية , أتحدث بكلمات غير مفهومة وأعتبرها بمخيلتي أنها لغة روسية تماما كموطنهن,
في أكثر الأوقات أحصل على نصيبي من توبيخات أمي ,
بعد أن أنهك نفسي من اللعب أترك العرائس مرمية على الأرض وأعد أمي بأني حين أستيقظ سأرتبها وأضعها في مكانها المخصص ,
يأخذني النوم وتضطر هي لتوظيب المكان وإعادة الدمى ,
وعندما أبدأ باللعب مرة أخرى تحذرني من عدم تكرار فعلتي إلا أن هذا كان دائما يتكرر ,كبرت كثيراو باللحظة التي إمتلكت ثمن الباربي , رغبة اللعب والامتلاك لم تعد موجودة.. كيف أختفت ماتريوشكا المتواضعة وبناتها وأين بقية عرائسي, هذا الذي لا أتذكره , وأما عن باربي فكانت حلمي الصغير الذي لم أمتلكه يوما..

التي لها وقت محدد….اذا لم تحقق فيه…..

فلن يكون لتحقيقها فيما بعد…..اي معنى للفرح…..