حل علينا شهر رمضان المبارك ، شهر الخير والبركات ، شهر القرآن وشهر الرحمة والمغفرة ، وبحلول هذا الشهر العظيم الذي أكرمنا الله سبحانه وتعالى به ، حيث العمل مضاعف والأجر كبير والإيمان في أعلى مستوياته والمساجد فرحة لكثرة روادها وصلاة الفجر لا تعرف قلة المصلين ، كل هذه دلائل على أن شهر رمضان تتوفر فيه الظروف الملائمة لتغيير حالنا للأفضل مع الله سبحانه وتعالى، بل لتغيير أحوالنا مع أنفسنا أيضا ومع الناس والكون بأسره، فمن كان مقصرا في صلاة الفجر يصبح مواظبا عليها ، ومن كان يغتاب الناس يتوقف في شهر رمضان عن هذا ، ومن لا يغض بصره عن المحرمات يصبح في رمضان غاضا لبصره ، ومن كان مقصرا في العمل لنصرة دين الله يجدد العهد والهمة لنصرة الإسلام ونهضة الأمة الإسلامية ، كل هذا لأن المسلم يريد أن ينال أجر الصيام ، فرمضان غايته العظيمة هي التقوى ، أن تعيش رمضان تقيا طاهرا على أساس أن تبقى مداوما على تقواك بعد رمضان .
العجيب أن رمضان يوفر لك قوة الإرادة لتغيير حتى السلوكيات التي تتمنى أن تغيرها في نفسك ولم تستطع في الشهور الفائتة من تغييرها ، فالطاقة الروحية العظيمة التي تكتسبها في رمضان تمدك بإرادة فولاذية لتغيير العادات التي لست راضيا عنها ، وبالتالي فهذه فرصة ثمينة للمزيد من تغيير حالنا للأفضل ، فرصة لتزكية أنفسنا لنكون في أقصى مستويات الإيمان والصلاح والجدية والعمل المتواصل لتحقيق أهدافنا في الحياة، مع التذكير أن التغيير يجب أن يستمر بعد رمضان فعندها سيحقق الصوم أهدافه إن حافظنا على تغييرات رمضان لما بعد رمضان ، فيا أحبتي في الله أوصيكم وأوصي نفسي باستغلال هذا الشهر العظيم للمزيد من المجاهدة في التغيير وفي المزيد من التقرب إلى الله عز وجل ، فهو زادنا وسندنا لننتصر على شهواتنا ، و لنكون صالحين مُصلحين في أرضه سبحانه وتعالى ، ونكون من أسباب عزة الأمة إن شاء الله ، فلنكن التغيير الذي نريد أن نراه في العالم ، وإن شاء الله العزة آتية بإذن الله .
جزاكِ الله خيرآ أختي منال سلام وبارك فيكِ..