ما جئتُ اليومَ أريدُ تعويضاً
ما جئتُ أطلب مقابل لحبى
ما جئت أستجدى قلبهُ ليشعر ويحنُ على قلبى
ولكن جئتُ أُطالب بحقى
نعم حقى
يا سيدى حين تسلل داخل أيامى
صمتُ ورضيت وسمحتُ له أن يتسلل
وحينما دخل حياتى
لم أمانع فربما هو بحاجه لحياتى
حينما طلب بعضاً من وقتى
قلتُ عادى
ومنحتهُ وقتى
وسمعى
وبصرى
أهديتهُ حواسى جميعُها
لم أبخل على هذا المتسلل بشىء
وخلسه منى يا سيدى
سرقنى
نعم سرقنى بعد كل هذا العطاء
غرس أصابعه بين أضلُعى
وأنتَزع قلبى
إنتزعهُ يا سيدى إنتزاع
وإبتسمت لهُ
وقلت قلبى معكـ بأمان
فعدنى أن لا تهمله وأن لا تجرحه
فهو لأول مره يدق بإسم إنسان
وعدنى وأسرفتُ فى الإغداق عليه من حبى
أسرفت فى حبى له
حتى لم يعد مكانً بقلبى لغيره
لو يتألم أموت ألف ألف مره لوجعه
حينما يضحكـ تُشرق الشمس
صوته يزلزل كل حواسى
تخليت عن أشياءَ كثيره بحياتى لأجله هو
وكنتُ أقول وجوده يعوض أى شىء وكل شىء
كان هو كل حياتى
حين أحزن أفكر به فمن دونه
أحكى لهُ ويسمعنى
من يتحمل ثورتى وغيرتى وغضبى وجنونى غيرهُ
سيدى القاضى
قرر أن يرحل
وبكل بساطه إبتسم وقال طمئنينى عليكى
وغاب
إنتظرتُ أن يعيد لى قلبى
أن يعيد سمعى بصرى إحساسى
أكتشفت بعد بحثى الطويل فى نفسى
أنه فقط لم يسرق قلبى
بل سرقنى كلى
سرقنى أنا يا سيدى القاضى
رحل وتركنى بلا أنا
إنتظرته كعادتى على عتباتُ حلمى
وأغمضتُ عينى بأمان
يا إلهى سرقهُ هو الأخر
نعم يا سيدى سرق منى حلمى
وتركنى بلا احلام
حين إستيقظت لأبتسم بوجه أمى كعادتى
أستغربت
ياربى سرق بَسمتى هيا الأخرى
نعم سرقها يا سيدى
أمسكـ قلمى وأنوى أن أكتب
يدندن قلمى بكلمة أفتقدكـ وأشتاقُ إليكـ
وينسى أن يكتب دونها
سرق أفكارى
سيدى القاضى
ها هو أمامكـ من سرقنى
من جردنى منى أنا
من يجلس ببراءه
وكأنهُ خالى الوفاض منى
مع انى بكل جزءٍ منهُ أسكُن
سيدى أريدُ أن أستردنى منه
لا أريد أن يعود لى
فليُعيدنى أنا لى
فهلا نظرت بعين العدل
وحكمت عليه أن يُعيد كل ما سرق
فلا يوجد من يستطيع العيش دون نفسه
وأشكركـ يا سيدى على سعة صدركـ لشكوتى وقضيتى
عفواً سيدى القاضى
إنسى كل ما قصصتُ عليكـ
فقد رفعتُ دعوتى لمن لا يغفل ولا ينام
وهو وحدهُ من سيُعيد لى كل ما سُرق