السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
ما هي طرق التخلص من النفايات الصلبة ؟؟؟
تزايدت في السنوات الأخيرة أعداد المنشآت المنتجة للصناعات الغذائية من مأكل ومشرب,
وبعض المنتجات الكيميائية من منظفات وسواها من السلع والمواد التي تحفظ ضمن أكياس بلاستيكية وعبوات زجاجية ومعدنية وكرتونية, والانطباع السائد من جانب الكثيرين, أن هذه الأكياس والعبوات وبعد إفراغها وتناولها من جانب المستهلكين, تسهم في إضافة مصدر جديد من مصادر التلوث التي اتسعت مساحتها في مدن كبرى مثل الرياض وجدة.
ولما كانت حقيقة النفايات الصلبة التي تندرج ضمنها تلك الأكياس والعبوات, تشير إلى إمكان ارتفاع كمياتها في المستقبل القريب, نظرا لتزايد نمط العيش الاستهلاكي, وتشييد المزيد من المنشآت الصناعية, فإن الاستحقاقات الذي يفترض التوقف عندها مطولا تتمثل في ضرورة التشجيع على إحداث المنشآت التي تقوم في إعادة وتصنيع تلك النفايات لتحقيق أمرين أساسيين أولهما: حماية البيئة من التلوث, وثانيهما: الاستفادة من عوادم تستحوذ على قيمة مادية كبيرة تذهب هدرا ولا يستفاد منها, والأمر الذي بات معروفا في كثير من بلدان العالم أن أي منشأة صناعية لا يسمح بترخيصها إلا في حال التقيد بشروط تتعلق في ضمان معالجة النفايات الصادرة عنها.
قد يعتقد البعض, أنه من المبكر الوصول إلى ذات الآليات والأساليب المتبعة من جانب الدول الصناعية بسبب قصور الوعي البيئي, ومثل هذا الاعتقاد إذا كان في جانب منه يلامس جوهر الحقيقة, فهذا لا يعني استمرار ترديد ذات الاسطوانات, خاصة وأن معظم بلدان العالم بدأت تتبارى فيما بينها من أجل صوغ المزيد من البرامج والدراسات للوصول إلى بيئة نظيفة, وما يدفع اليوم باتجاه التشجيع على إحداث هذه المنشآت التي لاتزال بدائية في المملكة العربية السعودية ولا تحاكي مثيلاتها في دول العالم, أن نمط العيش الاستهلاكي كما ذكرنا, كان قد زاد من كميات القمامة الصادرة عن البيوت والمطاعم والفنادق والمنشآت الصناعية, وللدلالة على مثل هذا الكلام, يمكن التذكير ببعض نتائج الفرز التي بادرت بها محافظة جدة, وأكدت من خلالها, أن حصة الفرد الواحد من القمامة تصل إلى نحو كغ واحد يوميا, وفي حال سحب ذات الرقم على غالبية المحافظات, فذلك يعني أن إجمالي الكميات تصل إلى نحو 65 مليار كغ سنويا, وهذه الأرقام الفلكية والعملاقة كانت في حقيقة الأمر قد شجعت محافظة جدة اللجوء إلى إجراء تعديلات على آليات فرز وجمع القمامة. ففي بعض الأحياء والمناطق, هناك حاويات للعبوات الزجاجية والمعدنية والبلاستيكية وأخرى للقمامة المنزلية العادية, وقد لا يضر الجهات المعنية تعميم مثل هذه التجربة كي تطول كافة المحافظات والقرى.
وأيضا, لما كانت بعض الدراسات تؤكد أن أكثر من ثلث إجمالي الرقم الأخير محسوب على النفايات الصلبة, فذلك يعني وببساطة أن إحداث أكثر من منشأة لمعالجة هذه النفايات من شأنه تحقيق الجدوى الاقتصادية, وضمان الأرباح سلفا. خاصة وأن أسعار المواد الخام أكثر من مغرية, وتكاد تكون شبه رمزية أو مجانية, فسعر كل كغ واحد من المواد البلاستيكية التي تقذف في الحاويات يصل إلى نحو 7 ليرات, والزجاج 5 إلى 6 ليرات, بينما سعر كل كغ واحد من العبوات المعدنية الناجمة عن استهلاك المشروبات الغازية لا يصل إلى أكثر من 4 ليرات على أبعد تقدير.