عشرة أسباب مانعة من العقوبة بإذن الله تعالى
الحمد لله الغفور التواب الرحيم, وسع كل شيء رحمة وعلماً, شرع لعباده أسباب الرحمة, ونوّع لهم طرائق المغفرة, وجعل لهم أجلاً لا ريب فيه, أرحمُ الراحمين وخيرُ الغافرين وأكرمُ الأكرمين وأحكم الحاكمين, سبقت رحمتُه غضبه, وحلمُه مؤخذته, وعفوه عقوبته, ووسعت رحمته كل شيء, فلله الحمد كله أولُه وآخره, علانيته وسره, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, وصفيه وخليله, وكليمه وكريمه, بشّر وأنذر وبيّن وأوضح, وبلّغ البلاغ التام المبين, وتركنا على البيضاء لا يزيغ عنها بعده إلا ضالّ هالك, اللهم صل وسلم وبارك عليه وعليه آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان, أما بعد:
فإن من رحمة الله تعالى أنه جعل لذنوب العباد مكفّرات مسقطات لعقوبته أو مخففات لمُوجب مَساخِطه, حريّ بكل ناصح لنفسه مبتغ لسعادتها أن يفقهها ويعمل بها حتى إذا جاءه اليقين كان عند ربه من المفلحين.
أما والله لو علم الأنامُ … لِمَا خُلقوا لما غفلوا وناموا
لقد خُلقوا لما لو أبصرته … عيون قلوبهم ساحوا وهاموا
مماتٌ ثم قبرٌ ثم حشرٌ … وتوبيخٌ وأهوالٌ عظامُ
ليوم الحشر قد عملت عبادٌ … فصلَّوا من مخافته وصاموا
ونحنُ إذا أُمِرنا أو نُهينا … كأهل الكهفِ أيقاظٌ نيامُ
فيا أقدام الصبر تحمّلي فقد بقي القليل, تذكّري حلاوة الدّعة يهُن عليكِ مُذُ السُّرَى, قد علمت أين المنزل؛ فاحدُ لها تَسِرْ. وإن هممت فبادر, وإن عزمت فثابر, واعلم أنه لا يُدرك المفاخر من رضي بالصفِّ الآخر!
وقد ذكر تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى عشرة أسباب مانعة من العقوبة بإذن الله تعالى, وقد ذكرها في عدة مواضع من كتبه في الفتاوى وغيرها, وقد رأيت أن أجمع موضع لها وأحسن عرض هو ما سطّره في منهاج السنة النبوية (6/205_235) وسأذكرها باختصار وتصرّف لاقتضاء المقام لذلك, مع إضافات من مواضع أخرى له, قال رحمه الله تعالى:
السبب الأول: التوبة,فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له, والتوبة مقبولة من جميع الذنوب الكفر والفسوق والعصيان, قال الله تعالى: "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف" وقال تعالى: "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين" وقال تعالى: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا اله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم . أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم" وقال سبحانه: "إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق" قال الحسن البصري رحمه الله: انظروا إلى هذا الكرم والجود, فتنوا أولياءه وعذبوهم بالنار ثم هو يدعوهم إلى التوبة.
والتوبة عامة لكل عبد مؤمن كما قال تعالى: "وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً . ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما" وقد أخبر الله في كتابه عن توبة أنبيائه ودعائهم بالتوبة كقوله عز وجل: "فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم" وقولِ إبراهيم وإسماعيل: "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم . ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمه مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم" وقال موسى: "أنت ولينا فأغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين . واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك" وقوله: "رب إني ظلمت نفسي فأغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم" وكذلك ما ذكره في قصة داود وسليمان وغيرهما. وأما المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فكثير مشهور, وأصحابه كانوا أفضلَ قرونِ الأمة فهم أعرف القرون بالله وأشدهم له خشية, وكانوا أقومَ الناس بالتوبة في حياته وبعد مماته.
والله سبحانه يرفع عبده بالتوبة, وإذا ابتلاه بما يتوب منه فالمقصود كمال النهاية لا نقص البداية, فإنه تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين, وهو يبدّلُ بالتوبة السيئاتِ حسنات, والذنبُ مع التوبة يوجب لصاحبه من العبودية والخشوع والتواضع والدعاء وغير ذلك ما لم يكن يحصل قبل ذلك, ولهذا قال طائفة من السلف: إن العبد ليفعل الذنب فيدخلَ به الجنة, ويفعل الحسنة فيدخلَ بها النار, يفعل الذنب فلا يزال نصب عينيه إذا ذكره تاب إلى الله ودعاه وخشع له فيدخل به الجنة, ويفعل الحسنة فيُعجب بها فيدخلَ النار. وفي الأثر: "لو لم تذنبوا لخفت عليكم ما هو أعظم من الذنب وهو العُجْب" وفي أثر آخر: "لو لم تكن التوبةُ أحبَّ الأشياء إليه لما ابتلى بالذنب أكرمَ الخلق عليه" وفي أثر آخر يقول الله تعالى: "أهل ذكرى أهلُ مُجالستي, وأهلُ شكري أهل زيادتي, وأهلُ طاعتي أهلُ كرامتي, وأهل معصيتي لا اقنّطُهم من رحمتي, إن تابوا فأنا حبيبهم, فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين, وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم, أبتليهم بالمصائب لأطهّرهم من المعايب" والتائبُ حبيبُ الله, سواء كان شاباًّ أو شيخاً.
السبب الثاني: الاستغفارُ, فإن الاستغفارَ هو طلب المغفرة, وهو من جنس الدعاء والسؤال, وهو مقرون بالتوبة في الغالب ومأمورٌ به, لكن قد يتوب الإنسان ولا يدعو, وقد يدعو ولا يتوب, وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: "أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي, فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب, ثم عاد فأذنب فقال: أي ربِّ اغفر لي ذنبي, فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب, ثم عاد فأذنب, فقال: أي رب اغفر لي ذنبي, فقال تعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي" والتوبة تمحو جميع السيئات وليس شيء يغفر جميع الذنوب إلا التوبة, فإن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء, وأما التوبة فإنه قال تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" وهذه لمن تاب, ولهذا قال: "لا تقنطوا من رحمة الله" وقال: بعدها: "وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون" وأما الاستغفار بدون التوبة فهذا لا يستلزم المغفرة, ولكن هو سبب من الأسباب.
فإن من رحمة الله تعالى أنه جعل لذنوب العباد مكفّرات مسقطات لعقوبته أو مخففات لمُوجب مَساخِطه, حريّ بكل ناصح لنفسه مبتغ لسعادتها أن يفقهها ويعمل بها حتى إذا جاءه اليقين كان عند ربه من المفلحين.
أما والله لو علم الأنامُ … لِمَا خُلقوا لما غفلوا وناموا
لقد خُلقوا لما لو أبصرته … عيون قلوبهم ساحوا وهاموا
مماتٌ ثم قبرٌ ثم حشرٌ … وتوبيخٌ وأهوالٌ عظامُ
ليوم الحشر قد عملت عبادٌ … فصلَّوا من مخافته وصاموا
ونحنُ إذا أُمِرنا أو نُهينا … كأهل الكهفِ أيقاظٌ نيامُ
فيا أقدام الصبر تحمّلي فقد بقي القليل, تذكّري حلاوة الدّعة يهُن عليكِ مُذُ السُّرَى, قد علمت أين المنزل؛ فاحدُ لها تَسِرْ. وإن هممت فبادر, وإن عزمت فثابر, واعلم أنه لا يُدرك المفاخر من رضي بالصفِّ الآخر!
وقد ذكر تقي الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى عشرة أسباب مانعة من العقوبة بإذن الله تعالى, وقد ذكرها في عدة مواضع من كتبه في الفتاوى وغيرها, وقد رأيت أن أجمع موضع لها وأحسن عرض هو ما سطّره في منهاج السنة النبوية (6/205_235) وسأذكرها باختصار وتصرّف لاقتضاء المقام لذلك, مع إضافات من مواضع أخرى له, قال رحمه الله تعالى:
السبب الأول: التوبة,فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له, والتوبة مقبولة من جميع الذنوب الكفر والفسوق والعصيان, قال الله تعالى: "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف" وقال تعالى: "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين" وقال تعالى: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا اله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم . أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم" وقال سبحانه: "إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق" قال الحسن البصري رحمه الله: انظروا إلى هذا الكرم والجود, فتنوا أولياءه وعذبوهم بالنار ثم هو يدعوهم إلى التوبة.
والتوبة عامة لكل عبد مؤمن كما قال تعالى: "وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً . ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما" وقد أخبر الله في كتابه عن توبة أنبيائه ودعائهم بالتوبة كقوله عز وجل: "فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم" وقولِ إبراهيم وإسماعيل: "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم . ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمه مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم" وقال موسى: "أنت ولينا فأغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين . واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك" وقوله: "رب إني ظلمت نفسي فأغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم" وكذلك ما ذكره في قصة داود وسليمان وغيرهما. وأما المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فكثير مشهور, وأصحابه كانوا أفضلَ قرونِ الأمة فهم أعرف القرون بالله وأشدهم له خشية, وكانوا أقومَ الناس بالتوبة في حياته وبعد مماته.
والله سبحانه يرفع عبده بالتوبة, وإذا ابتلاه بما يتوب منه فالمقصود كمال النهاية لا نقص البداية, فإنه تعالى يحب التوابين ويحب المتطهرين, وهو يبدّلُ بالتوبة السيئاتِ حسنات, والذنبُ مع التوبة يوجب لصاحبه من العبودية والخشوع والتواضع والدعاء وغير ذلك ما لم يكن يحصل قبل ذلك, ولهذا قال طائفة من السلف: إن العبد ليفعل الذنب فيدخلَ به الجنة, ويفعل الحسنة فيدخلَ بها النار, يفعل الذنب فلا يزال نصب عينيه إذا ذكره تاب إلى الله ودعاه وخشع له فيدخل به الجنة, ويفعل الحسنة فيُعجب بها فيدخلَ النار. وفي الأثر: "لو لم تذنبوا لخفت عليكم ما هو أعظم من الذنب وهو العُجْب" وفي أثر آخر: "لو لم تكن التوبةُ أحبَّ الأشياء إليه لما ابتلى بالذنب أكرمَ الخلق عليه" وفي أثر آخر يقول الله تعالى: "أهل ذكرى أهلُ مُجالستي, وأهلُ شكري أهل زيادتي, وأهلُ طاعتي أهلُ كرامتي, وأهل معصيتي لا اقنّطُهم من رحمتي, إن تابوا فأنا حبيبهم, فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين, وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم, أبتليهم بالمصائب لأطهّرهم من المعايب" والتائبُ حبيبُ الله, سواء كان شاباًّ أو شيخاً.
السبب الثاني: الاستغفارُ, فإن الاستغفارَ هو طلب المغفرة, وهو من جنس الدعاء والسؤال, وهو مقرون بالتوبة في الغالب ومأمورٌ به, لكن قد يتوب الإنسان ولا يدعو, وقد يدعو ولا يتوب, وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: "أذنب عبد ذنباً فقال: اللهم اغفر لي ذنبي, فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب, ثم عاد فأذنب فقال: أي ربِّ اغفر لي ذنبي, فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب, ثم عاد فأذنب, فقال: أي رب اغفر لي ذنبي, فقال تعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي" والتوبة تمحو جميع السيئات وليس شيء يغفر جميع الذنوب إلا التوبة, فإن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء, وأما التوبة فإنه قال تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" وهذه لمن تاب, ولهذا قال: "لا تقنطوا من رحمة الله" وقال: بعدها: "وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون" وأما الاستغفار بدون التوبة فهذا لا يستلزم المغفرة, ولكن هو سبب من الأسباب.
السبب الثالث: الأعمالُ الصالحة,فإن الله تعالى يقول: "إن الحسنات يذهبن السيئات" وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل يوصيه: "يا معاذ اتق الله حيثما كنت, وأتبع السيئة الحسنة تمحها, وخالق الناس بخلق حسن" وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" أخرجاه في الصحيحين, وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" وقال: "من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" وقال: "أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهراً يغتسل فيه كلَّ يوم خمسَ مرات هل كان يبقى من دونه شيء" قالوا: لا, قال: "كذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا كما يمحو الماء الدرن" وهذا كلّه في الصحيح وقال: "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" رواه الترمذي وصححه, وقال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم . تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون . يغفرْ لكم ذنوبَكم ويدخلْكم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبةً في جنات عدن ذلك الفوز العظيم" وفي الصحيح: "يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين" وما رُوي أنَّ شهيد البحر يُغفر له الدَّيْنُ فإسناده ضعيف والدَّيْنُ حقٌّ لآدميٍّ فلابد من استيفائه, وفي الصحيح: "صومُ يومِ عرفةَ كفارةُ سنتين, وصومُ يومِ عاشوراء كفارة سنة"
ومثل هذه النصوص كثير وشرح هذه الأحاديث يحتاج إلى بسط كثير, فإن الإنسان قد يقول: إذا كُفَّرَ عنّى بالصلوات الخمس فأي شيء تكفِّرُ عني الجمعة أو رمضان وكذلك صوم يوم عرفة وعاشوراء؟ وبعض الناس يجيب عن هذا بأنه يكتب لهم درجات إذا لم تجدْ ما تكفّره من السيئات, فيقال: أولاً: العملُ الذي يمحو الله به الخطايا ويكفر به السيئات هو العمل المقبول, والله تعالى إنما يتقبل من المتقين. قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى: "ليبلوكم أيكم أحسن عملاً" قال: أخلصُهُ وأصوبه, قيل: يا أبا علي, ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل, وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل, حتى يكون خالصاً صواباً, والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة. فصاحب الكبائر إذا اتقى الله في عمل من الأعمال تقبل الله منه, وَمَنْ هو أفضلُ منه إذا لم يتقِ الله في عمل لم يتقبله منه وإن تقبّل منه عملاً آخر. وإذا كان الله يتقبل ممن يعمل العمل على الوجه المأمور به, ففي السنن عن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن العبد لينصرفُ عن صلاته ولم يُكتب له منها إلا نصفُها إلا ثلثُها إلا ربعُها" حتى قال: "إلا عشرها" وقال ابن عباس: ليس لك من صلاتك إلا ما عقلتَ منها. وفي الحديث: "رُبَّ صائم حظه من صيامه العطش, ورب قائم حظه من قيامه السهر" وكذلك الحج والجهاد وغيرهما, وفي حديث معاذ موقوفاً ومرفوعاً وهو في السنن:
ومثل هذه النصوص كثير وشرح هذه الأحاديث يحتاج إلى بسط كثير, فإن الإنسان قد يقول: إذا كُفَّرَ عنّى بالصلوات الخمس فأي شيء تكفِّرُ عني الجمعة أو رمضان وكذلك صوم يوم عرفة وعاشوراء؟ وبعض الناس يجيب عن هذا بأنه يكتب لهم درجات إذا لم تجدْ ما تكفّره من السيئات, فيقال: أولاً: العملُ الذي يمحو الله به الخطايا ويكفر به السيئات هو العمل المقبول, والله تعالى إنما يتقبل من المتقين. قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى: "ليبلوكم أيكم أحسن عملاً" قال: أخلصُهُ وأصوبه, قيل: يا أبا علي, ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل, وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل, حتى يكون خالصاً صواباً, والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة. فصاحب الكبائر إذا اتقى الله في عمل من الأعمال تقبل الله منه, وَمَنْ هو أفضلُ منه إذا لم يتقِ الله في عمل لم يتقبله منه وإن تقبّل منه عملاً آخر. وإذا كان الله يتقبل ممن يعمل العمل على الوجه المأمور به, ففي السنن عن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن العبد لينصرفُ عن صلاته ولم يُكتب له منها إلا نصفُها إلا ثلثُها إلا ربعُها" حتى قال: "إلا عشرها" وقال ابن عباس: ليس لك من صلاتك إلا ما عقلتَ منها. وفي الحديث: "رُبَّ صائم حظه من صيامه العطش, ورب قائم حظه من قيامه السهر" وكذلك الحج والجهاد وغيرهما, وفي حديث معاذ موقوفاً ومرفوعاً وهو في السنن:
"الغزوُ غزوانِ, فغزو يُبتغى به وجهُ الله, ويطاعُ فيه الأمير, وتنفقُ فيه كرائمُ الأموال, ويُياسَرُ فيه الشريكُ, ويُجتنبُ فيه الفسادُ, ويُتقى فيه الغُلُولُ؛ فذلك الذي لا يعدله شيء, وغزوٌ لا يبتغى به وجهُ الله, ولا يُطاعُ فيه الأمير, ولا تنفقُ فيه كرائمُ الأموال, ولا يُياسرُ فيه الشريك, ولا يُجتنبُ فيه الفسادُ, ولا يُتقى فيه الغُلولُ؛ فذاك حَسْبُ صاحبه أن يرجع كفافاً" وقيل لبعض السلف: الحاجُّ كثير, فقال: الدَّاجُّ كثيرٌ, والحاجُّ قليل. ومثلُ هذا كثير, فالمحوُ والتكفيرُ يقعُ بما يُتقبلُ من الأعمال, وأكثرُ الناس يقصّرون في الحسنات, حتى في نفسِ صلاتهم, فالسعيدُ منهم من يُكتب له نصفها! وهم يفعلون السيئاتِ كثيراً فلهذا يُكَفّرُ بما يُقبل من الصلوات الخمس شيءٌ, وبما يُقبل من الجمعة شيءُ, وبما يُقبل من صيامِ رمضان شيءٌ آخر, وكذلك سائرُ الأعمال. وليس كلُّ حسنةِ تمحو كلَّ سيئة, بل المحوُ يكون للصغائر تارة, ويكون للكبائر تارة باعتبار الموازنة._فالحسنة الكبيرة تكفّر السيئة الكبيرة_ والنوع الواحدُ من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يُكمل فيه إخلاصَه وعبوديتَهُ, لله فيغفرَ اللهُ له به كبائرَ, كما في الترمذي وابنِ ماجه وغيرهما عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يُصاحُ برجل من أمتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق, فينشرُ عليه تسعةٌ وتسعون سجلاً, كلُّ سجل منها مدَّ البصر فيقال: هل تنكر من هذا شيئاً؟ فيقول: لا يا رب, فيقول: لا ظُلمَ عليك, فتُخرجُ له بطاقةٌ قدرُ الكفِّ, فيها شهادةُ أن لا إله إلا الله, فيقول: أين تقعُ هذه البطاقةُ مع هذه السجلاتِ؟ فتُوضعُ البطاقةُ فيكِفّّه والسجلات في كفة فثقلت البطاقة وطاشت السجلات"
فهذه حال من قالها بإخلاص وصدق كما قالها هذا الشخص, وإلا فأهلُ الكبائر الذين دخلوا النار كلُّهم كانوا يقولون: لا إله إلا الله, ولم يترجَّحْ قولُهُم على سيئاتهم, كما رجح قولُ صاحب البطاقة, وكذلك في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه فيها العطش, فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج, فإذا كلب يلهثُ يأكلُ الثرى من العطش, فقال الرجل: "لقد بلغ هذا الكلبُ من العطش مثلُ الذي كان بلغَ منِّي, فنزل البئرَ فملأ خفه ثم أمسكه بفيه حتى رَقَيَ فسقى الكلبَ فشكرَ اللهُ له فغفر له" وفي لفظ في الصحيحين: "إن امرأةً بغيًّا رأت كلباً في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانَه من العطش, فنزعت له مُوقَهَا فسقته به, فغُفِرَ لها" وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل يمشي في طريق, وجد غصن شوك على الطريق فأخَّره, فشكر الله له فغفر له"
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دخلت أمرأة النار في هرة ربطتها, لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت" فهذه سقتِ الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغُفر لها, وإلا فليس كلُّ بغيٍّ تسقي كلباً يُغفرُ لها. وكذلك هذا الذي نحّى غصنَ الشوك عن الطريق فعله إذ ذاك بإيمان خالصٍ وإخلاصٍ قائمٍ بقلبه فغُفر له بذلك, فإن الأعمالَ تتفاضلُ بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص, وإن الرجلين ليكونُ مقامُهما في الصف واحداً وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض, وليس كل من نحّى غصن شوك عن الطريق يُغفرُ له, قال الله تعالى: "لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤُها ولكن يناله التقوى منكم" فالناس يشتركون في الهدايا والضحايا والله لا ينالُه الدمُ المُهراقُ ولا اللحمُ المأكولُ والتّصدّقُ به, لكن يناله تقوى القلوب. وفي الأثر: "إن الرجلين ليكونُ مقامَهما في الصفّ واحداً وبين صلاتيهما كما بين المشرق والمغرب" فإذا عُرفَ أن الأعمالَ الظاهرة يَعظُمُ قدرُها ويصغرُ قدرُها بما في القلوب, وما في القلوب يتفاضلُ, ولا يعرف مقاديرَ ما في القلوب من الإيمان إلا الله؛ عَرَفَ الإنسانُ أن ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم كلُّه حق ولم يضرب بعضه ببعض. وقد قال تعالى: "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبُهم وجلةٌ أنّهم إلى ربهم راجعون" وفي الترمذي وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله, أهو الرجل يزني ويسرقُ ويشربُ الخمر, ويخافُ أن يُعاقب؟ قال: "لا يا ابنة الصديق, بل هو الرجلُ يصومُ ويصلى ويتصدق, ويخافُ أن لا يُتَقبّلَ منه" وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو انفق أحدُكم مثلَ أُحدٍ ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدِهم ولا نصيفَه" وذلك أن الإيمان الذي كان في قلوبهم حين الإنفاق في أول الإسلام وقلَّةِ أهله وكثرة الصوارف عنه, وضعفِ الدواعي إليه, لا يمكن لأحدٍ أن يحصل له مثلَه ممن بعدهم, وهذا يعرفُ بعضه من ذاق الأمور وعرف المحن والابتلاء الذي يحصل للناس, وما يحصل للقلوب من الأحوال المختلفة. وهذا مما يُعرف به أن أبا بكر رضي الله عنه لن يكونَ أحدٌ مثلَه, فإن اليقين والإيمان الذي كان في قلبه لا يساويه فيه أحدٌ, قال أبو بكر بن عياش: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام, ولكن بشيء وقر في قلبه. وهكذا سائر الصحابة حصل لهم بصحبتهم للرسول مؤمنين به مجاهدين معه إيمانٌ ويقينٌ لم يَشرَكْهُم فيه مَنْ بعدهم, وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع رأسه إلى السماء وكان كثيراً ما يرفع رأسه إلى السماء فقال النجوم أمنه للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتىأصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنه لأمتي فإذا ذهبت أصحابي أتى أمتي ما يوعدون"
والمقصود أن فضلَ الأعمال وثوابَها ليس لمجردِ صورِها الظاهرة, بل لحقائقها التي في القلوب, والناس يتفاضلون في ذلك تفاضلاً عظيمًا.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دخلت أمرأة النار في هرة ربطتها, لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت" فهذه سقتِ الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغُفر لها, وإلا فليس كلُّ بغيٍّ تسقي كلباً يُغفرُ لها. وكذلك هذا الذي نحّى غصنَ الشوك عن الطريق فعله إذ ذاك بإيمان خالصٍ وإخلاصٍ قائمٍ بقلبه فغُفر له بذلك, فإن الأعمالَ تتفاضلُ بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص, وإن الرجلين ليكونُ مقامُهما في الصف واحداً وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض, وليس كل من نحّى غصن شوك عن الطريق يُغفرُ له, قال الله تعالى: "لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤُها ولكن يناله التقوى منكم" فالناس يشتركون في الهدايا والضحايا والله لا ينالُه الدمُ المُهراقُ ولا اللحمُ المأكولُ والتّصدّقُ به, لكن يناله تقوى القلوب. وفي الأثر: "إن الرجلين ليكونُ مقامَهما في الصفّ واحداً وبين صلاتيهما كما بين المشرق والمغرب" فإذا عُرفَ أن الأعمالَ الظاهرة يَعظُمُ قدرُها ويصغرُ قدرُها بما في القلوب, وما في القلوب يتفاضلُ, ولا يعرف مقاديرَ ما في القلوب من الإيمان إلا الله؛ عَرَفَ الإنسانُ أن ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم كلُّه حق ولم يضرب بعضه ببعض. وقد قال تعالى: "والذين يؤتون ما آتوا وقلوبُهم وجلةٌ أنّهم إلى ربهم راجعون" وفي الترمذي وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله, أهو الرجل يزني ويسرقُ ويشربُ الخمر, ويخافُ أن يُعاقب؟ قال: "لا يا ابنة الصديق, بل هو الرجلُ يصومُ ويصلى ويتصدق, ويخافُ أن لا يُتَقبّلَ منه" وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو انفق أحدُكم مثلَ أُحدٍ ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدِهم ولا نصيفَه" وذلك أن الإيمان الذي كان في قلوبهم حين الإنفاق في أول الإسلام وقلَّةِ أهله وكثرة الصوارف عنه, وضعفِ الدواعي إليه, لا يمكن لأحدٍ أن يحصل له مثلَه ممن بعدهم, وهذا يعرفُ بعضه من ذاق الأمور وعرف المحن والابتلاء الذي يحصل للناس, وما يحصل للقلوب من الأحوال المختلفة. وهذا مما يُعرف به أن أبا بكر رضي الله عنه لن يكونَ أحدٌ مثلَه, فإن اليقين والإيمان الذي كان في قلبه لا يساويه فيه أحدٌ, قال أبو بكر بن عياش: ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام, ولكن بشيء وقر في قلبه. وهكذا سائر الصحابة حصل لهم بصحبتهم للرسول مؤمنين به مجاهدين معه إيمانٌ ويقينٌ لم يَشرَكْهُم فيه مَنْ بعدهم, وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رفع رأسه إلى السماء وكان كثيراً ما يرفع رأسه إلى السماء فقال النجوم أمنه للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتىأصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنه لأمتي فإذا ذهبت أصحابي أتى أمتي ما يوعدون"
والمقصود أن فضلَ الأعمال وثوابَها ليس لمجردِ صورِها الظاهرة, بل لحقائقها التي في القلوب, والناس يتفاضلون في ذلك تفاضلاً عظيمًا.
السبب الرابع: دعاءُ المؤمنين له, فإن دعاءَ المؤمنين واستغفارَهم للمؤمن, كذلك صلاتَهم على الميت ودعاءَهم وشفاعتهم له من أسباب المغفرة. كذلك استغفار الملائكة له وشفاعتهم, وقد وردت بذلك عدة آيات وأحاديث.
السبب الخامس: دعاءُ النبي صلى الله عليه وسلم واستغفاره في حياته وبعد مماته,كشفاعته يوم القيامة, فإن رسول قد استغفر لأمته إبّان حياته, وسيشفع لمن أذن له له من أمته يوم القيامة, وقد تواترت عنه أحاديث الشفاعة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" والشفاعة إنما تُطلب من الله, فنسألُ الله أن يشفّع فينا نبيه صلوات الله عليه وسلامه وبركاته.
السبب السادس: ما يُفعل بعد الموت من عمل صالح يُهدي له,مثلُ من يتصدّقُ عنه ويحج عنه ويصوم عنه, فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن ذلك يصل إلى الميت وينفعُه, وهذا غيرُ دعاءِ ولدِه فإن ذلك من عمله وكسبه بخلاف غيره, قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقةِ جارية, أو علمِ يُنتفعُ به, أو ولدٍ صالح يدعو له" رواه مسلم.
السبب السادس: ما يُفعل بعد الموت من عمل صالح يُهدي له,مثلُ من يتصدّقُ عنه ويحج عنه ويصوم عنه, فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن ذلك يصل إلى الميت وينفعُه, وهذا غيرُ دعاءِ ولدِه فإن ذلك من عمله وكسبه بخلاف غيره, قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقةِ جارية, أو علمِ يُنتفعُ به, أو ولدٍ صالح يدعو له" رواه مسلم.
السبب السابع: المصائبُ الدنيوية التي يُكفّرُ الله بها الخطايا, كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما يصيبُ المؤمنَ من وَصَبٍ ولا نَصَبٍ ولا غمٍّ ولا همٍّ ولا حُزْنٍ ولا أذى, حتى الشوكةَ يشاكُهَا؛ إلا كَفَّر الله بها من خطاياه" وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَثَلُ المؤمنِ مِثْلُ الخامةِ من الزرع تُفيئُها الرياحُ, تقوِّمُهَا تارةً, وتُميلُها أخرى, ومثل المنافق كمِثْلِ شجرة الأَرْزَةِ _وهي الصُّنَوبَر_ لا تزال ثابتةً على أصلها حتى يكونً انجعافُها مرّة واحدة" وهذا المعنى متواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة.
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة, سألتُه أن لا يُهلك أمتي بسنة عامة فأعطانيها, وسألتُه أن لا يُسلّط عليهم عدوا من غيرهم فيجتاحَهُم فأعطانيها, وسألتُه أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها" وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه لما نزل قولُهُ تعالى: "قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم" قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بوجهك" "أو من تحت أرجلكم" قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بوجهك" "أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضَكم بأس بعض" قال: "هذا أهون وأيسر" فهذا أمر لا بد منه للأمة عموماً.
السبب الثامن: ما يُبتلى به المؤمن في قبرهمن الضغطة والرّوعة وفتنة الملكين, وإن للقبر لضمّة لو نجا منها أحدٌ لنجا سعدُ بن معاذ.
السبب التاسع: ما يحصلُ له في الآخرة من كرب أهوال يوم القيامة, وهي شديدة جداً, وكُرَبِ القيامة لا تشبهُها كُربٌ, كالفزع والحشر وإدناء الشمس على الخلائق والعطش وجوازِ الصراط المنصوب على متن جهنّم وغير ذلك, كذلك اقتصاص الله تعالى لعباده المؤمنين من بعضهم قبل دخول الجنة, وفي الصحيحين أن المؤمنين إذا عَبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيُقتصُّ لبعضهم من بعض, فإذا هُذِّبُوا ونقُّوا أُذن لهم في دخول الجنة. والله المستعان.
السبب العاشر: رَحْمَةُ اللَّهِ وَعَفْوُهُ وَمَغْفِرَتُهُ بِلَا سَبَبٍ مِنْ الْعِبَادِ.فنسأل الله الكريم من فضله ونعوذ به من سخطه وعقابه, فهذه الأسباب قد جعلها رحمة لعبادة لمنع أو تخفف عنهم العذاب.
اللهم إن رحمتك أرجى من أعمالنا, ومغفرتك أوسع من ذنوبنا, فاغفر لنا وارحمنا, إنك أنت الغفور الرحيم, وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وآله.
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة, سألتُه أن لا يُهلك أمتي بسنة عامة فأعطانيها, وسألتُه أن لا يُسلّط عليهم عدوا من غيرهم فيجتاحَهُم فأعطانيها, وسألتُه أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها" وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه لما نزل قولُهُ تعالى: "قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم" قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بوجهك" "أو من تحت أرجلكم" قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بوجهك" "أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضَكم بأس بعض" قال: "هذا أهون وأيسر" فهذا أمر لا بد منه للأمة عموماً.
السبب الثامن: ما يُبتلى به المؤمن في قبرهمن الضغطة والرّوعة وفتنة الملكين, وإن للقبر لضمّة لو نجا منها أحدٌ لنجا سعدُ بن معاذ.
السبب التاسع: ما يحصلُ له في الآخرة من كرب أهوال يوم القيامة, وهي شديدة جداً, وكُرَبِ القيامة لا تشبهُها كُربٌ, كالفزع والحشر وإدناء الشمس على الخلائق والعطش وجوازِ الصراط المنصوب على متن جهنّم وغير ذلك, كذلك اقتصاص الله تعالى لعباده المؤمنين من بعضهم قبل دخول الجنة, وفي الصحيحين أن المؤمنين إذا عَبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيُقتصُّ لبعضهم من بعض, فإذا هُذِّبُوا ونقُّوا أُذن لهم في دخول الجنة. والله المستعان.
السبب العاشر: رَحْمَةُ اللَّهِ وَعَفْوُهُ وَمَغْفِرَتُهُ بِلَا سَبَبٍ مِنْ الْعِبَادِ.فنسأل الله الكريم من فضله ونعوذ به من سخطه وعقابه, فهذه الأسباب قد جعلها رحمة لعبادة لمنع أو تخفف عنهم العذاب.
اللهم إن رحمتك أرجى من أعمالنا, ومغفرتك أوسع من ذنوبنا, فاغفر لنا وارحمنا, إنك أنت الغفور الرحيم, وصل اللهم وسلم وبارك على محمد وآله.
أشكركم على هذه المعلومات القيمة وجمعة عامرة بذكر الله
موضوعك رائع حبيبتي
بــآرگ اللـھ فيگ …
جعلهـآإا اللـہ فـے ميزآن حسنــآتک ..
جزاك الله خيرا