عزيزني هذا الموضوع منقول بالكامل كما هو وددت المشاركة فيه كقيمة مضافة للمرأة المخلصه
آمل أن يروق لكم :
تحمل العذرية معنيين: الأول وهو مفهوم محض تشريحي ويعني سلامة غشاء البكارة، أما الثاني فيعني العفة، أي عدم إقامة علاقة جنسية إلا بعد الزواج ومع الزوج فقط.
الشرف والعذرية في المجتمعات الشرقية
وضعت المجتمعات الذكورية جسد المرأة أساساً لتشريع النظام الأبوي الذي من خلاله يتمّ امتلاكها ومراقبة سلوكها للتأكد من أن الأبناء الذين تنجبهم هم من ذرية الرجل الذي اقترنت به أي للمحافظة على النسب. ما يعني ربط البكارة بأهليتها لصيانة عرض والدها وعائلتها وزوجها. وعليه أُعطي الشرف معنى يناسب غايات الرجل وتمّ تكريسه أحد القيم الاجتماعية التي تخدم مصلحة النظام الأبوي من دون أن يعي الرجل أنه ربط شرفه بغشاء رقيق من الأنسجة في منطقة سفلى من جسد المرأة.
من هنا بات من الضروري تطوير مفهوم الرجولة أولاً وشرف الرجل ثانية، وصون المرأة لنفسها من خلال مفهوم جديد للشرف يحمل عنوانًا كبيرًا هو الأخلاق الحميدة، من دون المسّ بالعذرية كمفهوم اجتماعي، لا سيما وأننا نشهد اليوم ممارسة الإناث للعلاقة الجنسية مع المحافظة على عذريتهن، وهذا النوع من العلاقات مبنيّ على الكذب والخداع على الذات وعلى الشريك المنتظر الذي ستقدّم له الفتاة نفسها على أساس أنها شريفة ونقية وطاهرة.
فالعذرية الحقّة هي عذرية العقل والروح والنفس والمشاعر والأفكار والسلوك لا عذرية الغشاء. لذا فالسؤال المطروح هنا :
هل التي تمارس الجنس وتتشدّد في المحافظة على عذريتها هي فعلاً عذراء أو بكر؟ وهل التي تلجأ إلى عملية رتق الغشاء، "عذراء"؟
عملية رتق غشاء البكارة أو استخدام غشاء البكارة الصناعي وعلاقة الفتاة مع ذاتها
بعد عملية رتق غشاء البكارة أو استخدام غشاء البكارة الصناعي، حالة من الراحة النفسية الموقّتة تشعر بها الفتاة المقبلة على الزواج لتجتاز "امتحان الشرف" بتفوّق، إلا أنها، ورغم كل هذا، تبقى أسيرة القلق الدائم من افتضاح أمرها. وهذا ما يجعل من علاقتها مع جسدها صدامية ورفضية في حين، ومتسامحة ومتفهمة في حين آخر. وهذا هو لبّ الأزمة الكبرى لعلاقة المرأة المتناقضة مع جسدها: الرفض والقبول، الإحتقار والإحترام، الإعجاب والنفور، الحب والكراهية، الصراع بين الحرية الشخصية والتملكية من الآخر.
دور الرجل في معاناة المرأة
وما لجوء المرأة إلى مثل هذه الوسائل إلا بسبب خوفها من الفضيحة والتشهير والقتل، وبقائها من دون زواج، إذا علم الرجل بأنها غير عذراء وإن كانت قد فقدت عذريتها نتيجة حب صادق كاد أن ينتهي بالإرتباط. لهذا، فالرجل نفسه هو الذي يجبرها على خداعه لرفضه الإقرار بأن للمرأة رغباتها أيضًا، وهو الذي يدفعها إلى الخبث الذي يرفضه ويحاكمها عليه.
من جهة أخرى تعيش المرأة أسيرة التناقضات في علاقتها مع من تحب. فهي إن عصت اتّهمها بأنها لا تحبه، فيرفضها وينعتها بالتخلف ويبحث عن سواها، وإن استسلمت له، تخلى عنها لأنها سهلة المنال، أو أنه لن يتوقف يوماً عن تذكيرها بالعلاقة الجنسية معه قبل الزواج، ما يعني أنه لن يأتمنها على شرفه وعرضه وأولاده وقد يشك، يومًا، بأن أبناءه ليسوا من لدنه. وهذا ما قد يحصل أيضاً لو ارتبط الرجل بغير عذراء.
وأمام هكذا واقع، تجد الفتاة نفسها مضطرة للكذب والخداع والغش سواء في الممارسة مع المحافظة على عذريتها أو في لجوئها إلى عملية رتق وإصلاح غشاء البكارة واستخدام الغشاء الصناعي.
رأي علم النفس في الشرف والعذرية
يعتبر علم النفس أن الشرف والفضيلة سلوك خارجي وإحساس داخلي والعذرية تكون نفسية وذهنية ومعنوية قبل أن تكون جنسية. من جهة أخرى يرفض علم النفس الكبت وإن كان غريزيًّا ويقدّم السبل الكفيلة بتصريف الرغبات في أطر سليمة وشريفة ومنتجة. ويرفض هذا النوع من الإرهاب النفسي الممارس على المرأة لإخضاعها، وهو يثمّن المرأة كقيمة إنسانية ولا ينظر إليها كجسد مرغوب فيه ومرفوض، محترَم ومحتقَر في آن واحد. وهذا يعني أن علم النفس يرفض الإزدواجية في التعامل مع جسد المرأة الذي يعتبره بعض المجتمعات نجِسًا ومسبّباً للعار من جهة، ومحطّ اهتمام ورغبة من جهة أخرى. فبسببه يُجنّ الرجل ويفقد السيطرة على سلوكه وتصرفاته، وبسببه أيضًا يُجنّ فيقتله غسلاً للعار.
أتمنى المشاركة بايجابية في الموضوع ,,,
العفو عزيزتي
اشكرك على مرورك