الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والتسليم على سـيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
في الشام قد تقول: البيوت غالية هنا، رغم أن أسعار البيوت غالية فالشام لها فضيلة قد تقول: يوجد بطالة، فعلاً عندنا بطالة، ونعاني من شح المياه ؟ أجل لدينا شح مياه، يعني حينما أقول لك
فضائل الشام لا أنفي عنها بعض المشكلات التي تعاني منها أكثر البلاد تقريباً، ولكن إذا قال لك النبي عليه الصلاة والسلام : إن فضل السكن بالشام فضل كبير، ماذا تفعل ؟ يجب أن تغتبط بأنك من سكان الشام، يجب أن تسعد، على الرغم من كل ما ترى من خشونة العيش أحياناً.
إذا أنت وازنت حياة طالب بالجامعة عنده ساعات دوام طويلة جداً، وأساتذة متعبين، يحضر دكتوراه دولة، وعنده تقريباً 200 مرجع وعليه أن يتقدم بأطروحة فيها إبداع، وسوف يَمْثُل أمام الأساتذة، وسوف يحْرجونه، حتى يشخب دماً، وازن مع حياة إنسان ينام إلى الظهر ويأكل ما لذ وطاب، ويذهب إلى السينما، وإلى الملاهي، ومع أصدقائه يلعب النرد والورق حتى منتصف الليل، وينام طويلاً حتى الظهر، فهذا كما يبدو للوهلة الأولى مرتاح، لكن مستقبله مظلم، وأمامه السبل مغلقة، وغده قاتم.
حياة الاسترخاء والفسق والفجور ليس لها مستقبل أبداً
ترى بلاداً جميلة جداً، متميزة عن كل البلاد، كل شيء ميسر فيها، لكن الطريق إلى جهنم سالك هناك، يعني الزنى على قارعة الطريق، هناك من يفتخر أنه شاذ جنسياً،
والله ذكر لي أخ أن مسيرة جرت في أمريكة ضمت خمسة ملايين شاذ يطالبون بحقوقهم، أفخم مسيرة بالعالم خمسة ملايين شاذ، ساروا في مسـيرة ورفعوا لافتات، ولهم مندوبون قابلوا المسئولين، وطالبوا بحقوقهم بلادهم خضراء جميلة، مواصلات مريحة، أبنية فخمة، حاجات مؤمنة لكن الطريق سالك إلى جهنم، قد تجد متاعب في بلدٍ نامٍ وأكثر البلاد النامية هكذا، لكن فيها شيء اسمه دين، و يرفع فيها الأذان، وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ لو حرمتم نعمة الأذان لشعرتم بوحشة.
أخ من إخواننا مقيم في أمريكة، قال لي عندكم حرارة في العلاقات الاجتماعية، وودّ، وروحانية، لديكم سهرات ممتعة جداً، تجليات، سرور أما لو وازنّا بين ما يعانيه الإنسان بالنسبة لبلد متقدم وغني جداً، وبين بلادنا وما فيها من علاقات حميمة لوجد الفرق كبير إذاَ حاول أن تبحث عن الإيجابيات والسلبيات تجد نفسك مرتاحاً، العمر قصير لا يحتمل أن يستهلك في موضوعات تافهة، لا يحتمل أن يستهلك في موضوعات جانبية، أنت مخلوق لهدف كبير، فأنت عندك امتحان مصيري، وتعلق عليه أهمية كبرى، أن تحقق نجاحك، وبعد النجاح وظيفتك الراقية، وبعد الوظيفة الزواج، ولكن فرضاً بين الامتحانان دخلت لمطعم أكلت شطيرة فما أعجبتك وانزعجت، فقضية شطيرة ما أعجبتك يعني الإيدام فيها قليل، والخبز جافر، فهل هذا يؤثر على أهدافك الكبرى ؟ أما إذا كان طالب طبعاً ينزعج جداً من الشطيرة السيئة، فإنه يدع الامتحان ويندب حظه فهذا سخيف العقل والنظر، أما الآخر فقد بدع بالامتحان وتفوق ونجح، فإن آماله الكبرى التي يعلقها على نجاحه تنسيه كل متاعب الجامعة
إن الإنسان العاقل له هدف كبير هذا الهدف الكبير ينسيه كل السلبيات، ينسيه كل الجزئيات، قد تجد إنساناً أسعد الناس وهو في بلد غير متقدم بلد فيه متاعب، لكن أهدافه محققة كلها، فالمؤمن إذا سكن في بلد أثنى عليه النبي فسيلاقي خيراً كثيراً، فمثلاً هذا الاجتماع نادر وجوده في بعض البلاد،دروس علم يحضرها المئات بينهم التراحم، المودة، والعطف، والإخاء، هذا هو العيش.
ذهب شاب من بلادنا إلى فرنسا، فقابل شاباً فرنسياً مهموماً، فسأله عن حاله فقال: أريد أن أقتل أبي. فسأله: ولمَ ؟ قال: أحب فتاة فأخذها مني. هذا نوع من علاقات الآباء والأبناء في تلك البلاد التي رفعت رايات التقدم والرخاء.
كذلك أم في أمريكا (وهذه القصة سمعتها لما كنت في أمريكا، وقعت وأنا هناك ) بكى أولادها ذات ليلة، فقال لها زوجها: نامي عندهم وأسكتيهم، وفي اليوم التالي أركبتهم بسيارة، وعند منحدر يشرف على بحيرة كبيرة أطلقت العنان للسيارة، ورمت بنفسها خارج السيارة، فسقط الأولاد في البحيرة وماتوا، من أجل أن تنام مع زوجها في الليلة التالية،
بينما عندنا الابن أمانة عند والديه، والوالدان مقدسان عند الأبناء، والترابط الأسري حميم، همّ الأب الأول أن يزوج أولاده، همه الأول أن يطمئن على أولاده، هم الأم الأول أن تزوج بناتها، فمجتمعاتنا لها ميزات كثيرة جداً، لا يعرفها إلا من فقدها، وهذا كله تمهيد. لأن النبي عليه الصلاة والسلام في عدة أحاديث صحيحة، وهو لا ينطق عن الهوى، يقول:
((عن زيد بن ثابت رَضِي اللَّه عَنْه قال: كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقع إذ قال: طوبى للشام قيل له: ولم ؟ قال: إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم.))
قال: ربيعة فسمعت أبا إدريس يحدث بهذا الحديث يقول ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه.
يعني إنسـان في هذا البلد الطيب بآخر الزمان قد يجلس بمجلس علم يشعر براحة، بطمأنينة، باستقرار، يشعر بأن الطريق إلى الجنة سالك يشعر أن الله راضٍ عنه، طبعاً هذا المستقيم، وليس كل واحد بالمدينة صار مغطى بهذا الحديث، بل أهل الاستقامة والصلاح هم المقصودون.
بالجامعة الطالب المجتهد المتفوق ينال كل ثمرات هذه الجامعة، أما إذا كان فيها طالب كسول فما له من ثمرة أبداً، إذاً طالب العلم المتفوق يقطف ثمار الجامعة كلها.
ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه، وهو حديث صحيح أخرجه الحاكم وأحمد وأبو داود.
هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام وهو لا ينطق عن الهوى، ما كل شيء يثني عليه النبي، ينبغي أن يضم كل ماديٍ جميلٍ لا، فمثلاً قد تدخل إلى جامعة غرفها عادية،كذلك محتوياتها بسيطة، لكن تمنحك دكتوراه، بينما إذا دخلت لملهى ففيه كل فخم، ثريات ورخام، مقاعد وثيرة، لكنه ملهى، آخرته لجهنم، فما كل شيء يمتع العين هو الحق.
ذات مرة شخص قال لي: أنا عملي قذر، والمكان الذي التقيت به فيه فخامة لا تصدق، قال لي عملي قذر، في اليوم التالي سبحان الله أصلحت مركبتي عند أخ وكان الوقت شتاءً، يلبس (أفرول) أصله أزرق ومن كثرة الشحم والطين صار لونه أسوداً، فك البواط وصَلَّحه، رجعه أخذ سعراً معتدلاً، وعمله متقن، خطر ببالي
كلام الإنسان البارحة، يعني أن عملي قذر، قلت والله هذا عمله نظيف، مع أن الفخامة هناك لا تصدق، فخامة الغرفة التي جلست فيها تفوق حد الخيال، وخشونة دكان هذا المُصَّلِح لا تحتمل، الخشونة، زيت وشحم ومطر وأفرول، الأول عمله قذر، لكنه في طاعة الله، بينما الآخر في معصية الله، والمفارقة واضحة. هناك ملهى بلبنان تكلفة الصالة 30 مليوناً، شيء فخم، لكنه مكان للقمار، وإليكم هذه الأبيات التي تصف هذا الملهى وأمثاله:
هو الداء الذي لا برء منه وليس لذنب صاحبه اغتفار
تشاد له المنازل شاهقـات وفي تشييد ساحتها الـدمار
نصيب النازلين بـه سهاد وإفلاس فيأس فانتــحار
***
أماكن القمار فخمة جداً، الملاهي فخمة جداً، أما المدارس خشنة جداً، والجامعات أبنية عادية، لا تدفئة، ولا تكييف، ولا في سجاد، فقط سبورة وأستاذ ومقاعد، ليس فيها ضيافة، العبرة ليس بما يمتع العين، العبرة بالنتائج.
يأتي زمان الفتن التي تنبأ بها النبي عليه الصلاة والسلام بوحي من الله عز وجل، وإن بين يدي الساعة أموراً شداداً وزماناً صعباً، يمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافراً، يصبح مؤمناً ويمسي كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، في زمن الفتن أفضل مكان هو الشام، وهذا الشيء ملموس، يعني والله في رمضان تشعر أن هناك عرساً بالشام فالناس قبيل العشاء بالطرق إلى المساجد، في بلاد أخرى كل الناس أمام التلفاز ليتابعوا مسلسلات مضحكة، بعد العشاء يدعون صلاة التراويح ليتابعوا التمـثيليات، بينما بالشام والحمد لله يعني آلاف مؤلفة يتجهون إلى المساجد، ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام، إذا وقعت الفتن، إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، و إعجاب كل ذي رأي بريه فالزم بيتك، وأمسك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر وعليك بخاصة نفسك ودع أمر العامة، فالإيمان إذا وقعت الفتن بالشام.
لدينا ملاحظة بسيطة، إنسان بأمريكا سمع هذه الأحاديث ترك أمـريكة ورجع إلى الشام، فبالشام إذا اجتهدت تجد الخير الكثير، كما تجد فيها دروس علم، صلاحاً، حياءً، أدباً، بقية دين تسعد أنت وأولادك وتحافظ على دينك، راحتك سلامة مستقبل أولادك.
إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام.
((عن أبي ذر رَضِي اللَّه عَنْه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشام أرض المحشر والمنشر.))
يعني المحشر في الشام آخر الزمان، النبي أخبر عن قيام الساعة وعن نزول سيدنا عيسى، وعن ظهور المهدي، وكلها بأحاديث صحيحة وهذا كله يحدث بالشام، أرض المحشر والمنشر.
وحديث خامس.
((عن عبد الله بن عمر رَضِي اللَّه عَنْهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع فعمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام.))
((عن سالم بن عبد الله عن أبيه رَضِي اللَّه عَنْه قال: قال عليه الصلاة والسلام: ستخرج عليكم في آخر الزمان نار من حضر موت تحشر الناس فقالوا يا رسول الله أيما تأمرنا ؟ قال عليكم بالشام.))
فالمقصود بالأحاديث مساجد الشام، والعلماء فيها، والمعاهد الشرعية، والأعمال الطيبة التي في الشام، رغم أن الإنسان قد يجد دور لهو وأماكن لا ترضي الله، لكن المقصود خير هذه البلاد مساجدها ودور العلم فيها.
((عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن فسطاط المسلمين ـ والفسطاط المدينة التي فيها مجتمع الناس وكل مدينة فسطاط، وكذلك الخيمة الكبيرة فسطاط ـ فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام.))
((عن أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء في دمشق.))
سيدنا عيسى سينزل، وهذا الحديث يشير إلى أنه سينزل بالشام، وفي حديث آخر.
((عن قرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم.))
والعياذ بالله عمَّ الفساد كثيراً من البلاد، ولكن بعض الأماكن في الشام وهذا قليل نسبته، يفاجأ الإنسان أن فيها نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، فلا حول ولا قوة إلا بالله،
هذه الأحاديث تفيد أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أثنى على هذه البلدة الطيبة، وهـناك دلائل كثيرة جداً على فضل أهل هذه البلدة، ودلائل كثيرة على أن الله قد حفظها، من الفتن، وجعلها آمنة مطمئنة وأرجو الله عز وجل أن يديم فضله علينا، فيجب عليك أن تكون واقعـياً، في بلاد أخرى، إذا دخلت المسجد مرة واحدة تحاسب، مرة واحدة، أما عندنا والحمد لله المساجد مفعمة بالرواد هذه نعمة كبرى حافظوا عليها، كونوا منضبطين، نعمة كبرى، أنك تأتي المسجد وتحضر مجلس علم، وأنت مرتاح، ومطمئن، ولا شيء عليك، هذه نعمة يفتقدها معظم المسلمين في بلادهم.
يطالعنا سؤال مهم جداً، يقول السائل:
قلتم أن البلاد الغنية الكافرة أمور الحياة فيها ميسرة، فكيف نفسِّر حال البلاد الفقيرة الكافرة وما سر فقرها ومعاناتها، رغم أنها كافرة ؟ والسلام عليك.
الجواب الدقيق:
أن الإسلام، دقق، منهج موضوعي، لو طبقه الكافر يقطف ثماره في الدنيا، يعني أتقن عملك تبع بضاعتك، كن صادقاً يثق الناس بك، أعط الإنسان حقه يمنحك قلبه، وفر له كرامته يقدم ولاءه، فهناك قوانين طبقها الكفار لا حباً بالله، ولا حباً بالآخرة، ولا إيماناً بالجنة ولا بالنار، ولكنهم لأنهم أرادوا الدنيا في أعلى درجاتها فاكتشفوا بذكائهم قوانين الدين فطبقوها، فاغتنوا، أما الـدول الفقيرة الكافرة ضيعوا الآخرة وضيعوا الدنيا، فلم يلتفت أهلها إلى تلك القوانين،
هناك الآن أزمات الكساد ورغم ذلك تجد أناساً لا يتعطلون أبداً، هم المتقنون، كل صاحب عمل يتقن عمله فإنتاجه لا يقف أبداً، والإتقان جزء من الدين، أعيد هذه الكلمة.
الإسـلام منهج موضوعي لو جاء ملحد، لو جاء عابد صنم، وطبقه يقطف ثمـاره في الدنيـا، ثم دعك من الآخـرة ومن الدين، تكلم بالصدق، وكـن أميناً، أتقن عملك، وضح كل أمـورك يقبل الناس عليك، ولو كان هدفك الدنيا تجد إقبالاً، الـدول الكافرة الغنية أتقنوا أعمالهم، صدقوا، تقيدوا بمواعيدهم، يعني أمورهم واضحة جداً، أعطوا الإنسان حقه، فأخذوا منه كل شيء، إذا كان نحن بدنا الدنيا فقط يجب أن نطبق هذا الدين، إن أردنا الدنيا والآخرة يجب أن نطبق هذا الدين عن إيمان، إذا آمنت بالمنهج، تقطف ثماره في الدنيا، فإذا آمنت بالله عز وجل، وطبقت منهج الله تقطف ثماره في الدنيا والآخرة، القضية واضحة جداً، وهأنذا أنتقل من هذا المثل الشمولي، إلى مثل فردي.
أمامك متجرين، لكافرين، أحدهما يتقن عمله، بضاعته جيدة، سعره معتدل، معاملته طيبة، لا يحب أحداً بل يحب ذاته، يحب الثروة، يحب الأموال المكدسة، لكنه يتقن عمله، دوامه مضبوط، يعطي الموظفين لديه حقوقهم يقبل الناس عليه ويغتني، فقد أراد الدنيا فقط، أما الكافر الثاني يفتح الساعة الحادية عشرة، مواعيده كلها غلط، يكذب، يدجل، يخادع، باع طقم أرائك لشخص من أول يوم اشتراه جاءه أصدقاءه وقعدوا عليه فخفس، إذاً عمله غير متقن، ركب صحناً ثبته ببرغيين فقط، فوقع الصحن فوق طفلة فقتلها، عمله غير متقن، أتقن عملك تنل أملك، نصدر نحن إذا كانت بضاعتنا متقنة، فالتصدير مستمر، وإذا كانت غير متقنة فالتصدير يكون لمرة واحدة فقط، طريق الغنى الإتقان، طريق الغنى الصدق طريق الغنى الأمانة، طريق الغنى الصدق في المواعيد، إنجاز الوعود تحقيق العهود.
مرة ثالثة:
الإسلام منهج موضوعي لو طبقه ملحد لقطف ثماره، الأجانب بذكائهم اكتشفوا أن هذا المنهج يجب أن يطبق، لا حباً بالله، ولا إيماناً به إطلاقاً، هم يعبدون المال فقط، والدليل إذا كانت مصالحهم تقتضي أن يبيدوا الشعوب يبدونها، لا دين فيهم أبداً، لا رحمة عندهم أبداً، ممكن أن يدمروا بلداً حتى الفناء، لأسباب تافهة، فمن أجل أن يبيعوا بضاعتهم، أن يهدموا البنية التحتية كلها، هم يطبقون قوانين الدين دون أن يشعروا لأنهم اكتشفوا أن قواعد الدين تجعلهم أغنياء، لكنهم في الآخرة لا خلاص لهم لأنهم آمنوا بالدين قوانين تخلص دنياهم فقط، أما المؤمن يطبق قواعد الدين حقاً فيكسب الدنيا والآخرة معاً.
هذا درس بليغ، وسؤال دقيق جداً، يمكن للكافر أن يكسب الدنيا، إذا طبق قواعد الإسلام ضمناً وهو لا يدري، ويمكن للكافر أن يخسر الدنيا والآخرة معاً إذا أهمل قواعد الدين، أما المؤمن الصادق يكسب الدنيا والآخرة إذا طبق قواعد الإسلام، هذا كلام دقيق، إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم.
آلة نسيج، صنع بلد أوربي، موجودة في الشام وهي قصة من عشرين سنة معلوماتي قديمة جداً، تصنع ثوباً مطرزاً، يباع الثوب بمأتي ليرة، بينما يستورد هذا القماش ويطرز على الآلة نفسها في سويسرة فيباع المتر 700 ليرة، السبب فرق الإتقان فقط، الآلة نفسها، مترها المتقن بـ700 ليرة، غير المتقن بـ 200 ليرة، هذا مرده إلى الإتقان، فكل صناعة متقنة رائجة، الآن بالعالم معركة اقتصادية، تقريباً المعارك العسكرية كادت تنتهي، فالمتقن وصاحب الكلفة الأقل وصاحب الأسلوب العلمي في البيع والشراء هو الذي يربح، الآن معركة نكون أو لا نكون انتبهوا، فهذا الجواب لماذا بعض الدول الكافرة غنية، وبعض الدول الكافرة فقيرة، لأن الـدول الكافرة الغنية اكتشفت أن هناك قواعد إذا طبقتها أصبحت غنية، فطبقوها، وهي مطابقة للدين تماماً لذلك أنا أقول إيجابيات العالم الغربي إسلامية كلها، دون أن يقصدوا أن يعبدوا الله.
منقول …