– القرفة والسكري والكوليسترول
الدراسات التي تمت حتى اليوم تشير بمجملها الى أن هناك تأثيراً واضحاً للقرفة في تحسين الحالة الصحية لمرضى النوع الثاني من السكري، عبر زيادة قدرة خلايا أجسامهم على التجاوب والتأثر بمفعول ماهو متوفر في أجسادهم من الأنسولين، وتقليل إنتاج هذه الخلايا للأنزيمات التي تحول دون عمل الأنسولين بشكل جيد
في هذه الخلايا، مما يؤدي الى تعديل نسبة سكر الدم نحو المعدل الطبيعي له.
أهم مراحل البحث العلمي في تأثير القرفة على السكر إذْ تبين
أن تناول القرفة حتى بنسبة 1 غرام يومياً أدى إلى
* انخفاض نسبة السكر بنسبة تتراوح ما بين 18 و 29%.
* خفض نسبة الكوليسترول الكلي بنسبة تتراوح ما بين 12 و 26%.
* خفض نسبة الكوليسترول الضار بنسبة تتراوح ما بين 7 و 27%،
* خفض نسبة الدهون الثلاثية بنسبة تتراوح ما بين 23 و 30%، واستمرالمفعول
لمدة 20 يوماً بعد الانقطاع عن تناول القرفة .
وبعدها أجرى الباحثون أبحاثهم لمعرفة آليات تأثير القرفة وموادها على مرض السكري.
وتشير النتائج بمجملها إلى تنشيط تفاعل الأنسولين مع الخلايا كما تقدم.
2- مقاومة الميكروبات والأورام
* تؤثر القرفة على بكتيريا المعدة المعروفة بالجرثومة الحلزونية والتي ثبت أنها السبب في 95% من حالات قرحة المعدة .
* الزيوت العطرية في القرفة ذات فاعلية ضد نمو أنواع من البكتيريا والفطريات،
فتجارب المختبرات وجدت لديها غالباً قدرة على وقف نمو فطريات كانديدا الشائعة، والتي لم تستطع الأدوية المضادة لنموها من نوع فلوكانازول .
3- القرفة وقرحة المعدة
ولعل من أطرف الدراسات وأحدثها حول مقاومة القرفة لأنواع من البكتيريا، وخاصة بكتيريا قرحة المعدة أو البكتيريا الحلزونية، هو ما أجراه الباحثون من مستشفى رويال فري وكلية الطب بجامعة لندن ونشرته مجلة العالم لأمراض
الجهاز الهضمي في عدد ديسمبر الماضي حيث قام الباحثون بمقارنة تأثير مجموعات من النباتات والأعشاب الطبية على جانبين يتعلقان ببكتيريا قرحة المعدة وهما القضاء عليها ومنعها من القدرة على الالتصاق بجدار المعدة كي تسبب القرحة فيه.
وتبين من خلالها أن القرفة أحد العناصر التي تستطيع منع البكتيريا الحلزونية من الالتصاق بجدار المعدة، وتشاركها في هذا المفعول كل من جوزة الطيب والبقدونسوالفلفل الأخضر.
وتمكن كل من الكمون والزنجبيل والكراوية و الزعتر البري والفلفل الحار من القضاء عليها، وأقوى شيء منها كان الكركم .
والجدير بالذكر هنا أن لمحبي الثوم أخباراً غير سارة، حيث أن الثوم لم يثبت كفاءة لا في منع البكتيريا من الالتصاق بجدار المعدة ولا في القضاء عليها.
4- تنشيط الذهن
يطرح الباحثون اليوم آليتين لتأثير القرفة في تحسين وظائف الدماغ والذهن كتحسن التركيز وقدرة استحضار الذاكرة وسرعة قدرات النظر مع الحركة أثناء استخدام الكومبيوتر أو الحديث مع الناس…
• الآلية الأولى مرتبطة بعبق القرفة وتأثيره المباشر على الدماغ، أي مجرد استنشاق رائحته أو الإحساس بنكهته فيما بين الفم والأنف.
• والآلية الثانية تتحدث عن دور القرفة في تحسين نسبة سكر الدم نتيجة لمفعول مواد القرفة على خلايا الجسم في تحفيز تفاعلها مع الأنسولين كما مر بنا.
• عرض الدكتور زولادز نتائج تجاربه ضمن وقائع المؤتمر السنوي لرابطة علوم الإحساس الكيميائي في مدينة ساراسوتا بولاية فلوريدا الأميركية في إبريل من عام 2024، وذكر خلالها أن تعريض كبار السن لرائحة أو مضغهم علكاً بنكهات مختلفة أو بدون نكهة، فإن القرفة تفوقت على النعناع والياسمين في رفع كفاءة قدرات الدماغ الذهنية.
والموضوع يحتاج الى بحث أعمق للتأكيد على هذه الفائدة الجميلة.
5- القرفة والقلب
كانت الدراسات الطبية قد تناولت تأثير مادة ألديهايد القرفة على الصفائح الدموية، فمادة ألديهايد القرفة تعمل على منع ترسب الصفائح الدموية عبر تقليل إفراز الصفائح الدموية لأحد الأحماض الشحمية من نوع أراكيدونك أسد ، وتقليل إنتاج مادة ثرومبكان إيه a2، أي في مفعول شبيه في الظاهر لمفعول أقراص الأسبرين.
وفوائد القرفة
على القلب تأخذ اليوم بعداً ومجالاً أوسع من السابق، فبعد الحديث عن دورها في خفض نسبة السكر في الدم وتحسين استجابة خلايا الجسم للتفاعل مع الأنسولين، وبعد الحديث عن دورها في خفض الكوليسترول، وإضافة الأمرين هذين الى تأثيرات زيوتها العطريةعلى الصفائح الدموية وخاصة تقليل التصاق بعضها بعضا، واحتمالات تأثيرها على عملية الالتهابات، فإن البحث الجاد حول ذلك يحتاج الى إجراء دون تأخير.
وتحتوى كمية ملعقتي شاي من القرفة على حوالي 12 كالوري (سعر حراري)، وتؤمن 38% من حاجة الجسم اليومية من المنغنيز، و 10% من الحديد، و 10% من الألياف، و 6% من الكالسيوم.
لكن الفوائد الصحية للقرفة اليوم تعتمد على غناها بمركبات بولي فينول المضادة للأكسدة.