تخطى إلى المحتوى

كتاب اساطير الشعبيه قصص منها الواقعيه والخياليه -روايات رائعة 2024.

  • بواسطة
كتاب اساطير الشعبيه قصص منها الواقعيه والخياليه

خليجية

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
صاحب الأجزاء الخمسه عبد الكريم الجهيمان

صحفي وأديب وباحث ومثقف سعودي، ولد عام 1912 م في بلدة غسلة ونشأ في بلدة القرائن، وهما بلدتان متجاورتان في نجد.

تعلم لدى الكتاتيب في بلدته، ثم انتقل عام 1925 م إلى الرياض ودرس لدى مشايخ المساجد لعام واحد، ثم غادر في 1926 م إلى الحجاز وتحديدا إلى مكة حيث التحق بسلاح الهجانة في العام ذاته، ولبث فيه مدة عام ثم انتقل للدراسة في المعهد العلمي (معهد لتخريج العلماء]) وذلك بطلب خاص من الملك عبدالعزيزوبعد ثلاث سنوات تخرج من المعهد وانتدب لإنشاء المدرسة الأولى في بلدة الخرج وذلك عام 1930.

بعد مضي عام على إنشائه مدرسة الخرج، طلب منه الملك سعود أن ينتقل إلى الرياض ليقوم بتدريس أبنائه، وهو ما حصل في العام 1931،وبقي في تعليم أنجال الأمير مدة عام واحد.

انتقل بعدها إلى الظهران وأنشأ جريدة (أخبار الظهران) وهي أول صحيفة تصدر من شرق الجزيرة العربية، غير أن الصحيفة التي كان يرأس تحريرها سرعان ما أوقفت بعد أعداد قليلة، حين نشر الجهيمان مقالا يدعو إلى (تعليم المرأة) ولم تكن هناك مدارس لتعليم الفتيات في أي منطقة من الجزيرة آنذاك.

تعرض الجهيمان أثناء حياته لإعتقالات عدة من قبل الحكومة السعودية، تتراوح مددها بين الأسابيع والسنوات، وزار الجهيمان في فترة الستينيات والسبعينيات مدن عديدة في العالم، وألف عنها العديد من الكتب، أهمها كتاب اسمه (رحلة مع الشمس) يحكي فيه فصول رحلته العالمية حيث غادر من الشرق وعاد من الغرب، كما ألف كتابا بعنوان (ذكريات باريس) يتحدث فيه عن مدينة باريس التي أمضى فيها قرابة الستة أشهر مطلع الستينيات الميلادية

بيئته و طفولته:
انفصل والده عن والدته قبل أن يعي ماحوله ولأسباب لا يعرفها.. فعاش منتقلا بين والده وأعمامه في غسلة، وبين والدته وأخواله في الوقف، وكانت القريتان متجاورتين لا يفصل بينهما إلا واد كبير يسقي الكثير من مزارع القريتين، يسمى العنبري.
وكانت القرائن تعتمد في معيشتها على الفلاحة وتربية المواشي، وهناك قلة منهم يعتمدون في معيشتهم على نقل الأحمال من قرية إلى قرية ومن مكان إلى مكان أخر ويسمون "الجماميل". وكان جده لوالده من كبار الفلاحين في غسلة، وعاش والده فترة من الزمن يعمل مع جده في الفلاحة ثم انفصل عنه، وصار يعمل الجمالة .
كان عمره عندما تزوجت أمه زواجها الثاني ثلاث سنوات أو أربع – وهي ابنة لأحد الفلاحين- تطعمه وتسقيه، ثم تتركه في المنزل وحده وتذهب مع رفيقاتها لجمع الحشائش من الصحراء أيام الربيع من أجل تلك الحيوانات التي تخرج الماء من الآبار لري المزروعات .
كانت حياته في طفولته كلها حركة وحرية وانطلاق، بحيث يستيقض مع طلوع الفجر، ولا يهدأ من الحركة إلا في ظلام الليل.

يتبع لسلسلة الاساطير الشعبيه من القصص ماهي واقعيه ومنها ماهي سواليف يتداولها الناس ليقضون وقت فراغهم
والهدف من الطرح هو اخذ العضه والعبره واخذ الفائده مع تمنياتي لكم بالمتعه

وسوف يتم طرح القصص بنفس الصفحه

سالفة الذي أوصاه والده بأن لايتزوج إلا بكراً

كان الأطفال في هذه الليلة في شغل شاغل .. فقد هبطت أمطار غزيرة على البلدة وسالت شعابها ووديانها .. فكان الأطفال يخوضون في السيل ويلعبون وفيه يتلذذون بمنظرة وهو يجري ويتقاذف …

ولهذا كانت الجدة قلقة عليهم في هذا اليوم ولم يطمئن بالها حتى خيم الظلام وحجب الأبصار عن الرؤية واشتد البرد.. الأمر الذي جعل الأطفال يبحثون عن الدفء ويبحثون عن التسلية ويبحثون عن الراحة أيضاً

واجتمكع الأطفال حول جدتهم واقترح أحدهم بأن تقص عليهم سالفة الرجل الذي أوصاه والده بأن لا يتزوج إلا بكراً ولكنة عصاه فتزوج راجعاً أي ثيباً وماذا جرى له بسبب مخالفتة لوصية والده .. ؟!!

فقالت الجدة حباً وكرامة

كان رجل تاجراً مشهوراً له ثروة طائلة ولم يرزق إلا ولداً واحداً فكان هذا الولد هو أمله في الحياة وهو موضع اهتمامة ورعايتة وكبر هذا التاجر .. وصار له ولد شاباً مكتمل الرجولة وأحس الوالد بالضعف والكبر فصفى تجارتة وحولها إلى ذهب ولم يترك منها إلا بقايا بسيطة للانفاق على أسرتة

وجمع هذا الذهب ووضعة في جلد رقبة بعير ثم حفر حفرة تحت سقف الدرجة ودفنة فيه ..
وصار معظم اماني الوالد أن يتزةج ولده .. ولكن الزواج لا بد أن يكون من امرأة تكون بكراً لم تجرب الأزواج ولم تنتقل بينهم .. ودعا ولده ذات يو م وقال له : –
يا ولدي ان أيامي في الدنيا معدودة .. وان امنيتي في أخريات حياتي أن اراك متزوجاً زواجاً موفقاً .. وأن أرى أولادك قبل أن أغادر هذه الدار الفانية .. وإن لي وصية في الزوجة وهي أن تكون بكراً .. واياك الثيب…!!!
فأجابة ولده بأن عمرك إن شاء الله سوف يطول وأن نصائحك لي سوف تكون نافذة.. وسأحرص على تطبيقها بحذافيرها .. فدعا له والده بالتوفيق ثم انصرف الولد من عند والده..
ودارت الأيام وأحب الولد امرأة مطلقة بطريقة ما ..!!
وبادلتة هذا الحب .. واتفقا على الزواج واشترط عليها إذا سألها والده هل هي بكر أو ثيّيب ان تقول له ان ولدك تزوجني وأنا بكر وتم الزواج ونقل الولد زوجته الى دار ابيه وسأله لعل زوجتة بكراً فقال انها بكر .. وسأل الوالد الزوجة عن ذلك فكان جوابها مطابقاً لجواب ولده ..
وسر الوالد من هذا الزواج وقرت عينة ياستقرار ابنة .. ووضعه اللبنة الأولى في سبيل تكوين أسرة تحمل اسم العائلة وتخلد ذكراها ..!!
وتكاثرت الأمراض على الأب .. وحطت من قواة أمراض الشيخوخة فكانت زوجة ولده تظهر نحوه عطفاً وشفقة وتقوم بخدمتة ليل نهار ولا تكاد تفارق فراشة الذي أمسى ملازماً له طيلة ساعات الليل والنهار ..
ونوسم الشيخ في زوجة ولد عقلاً ونجابة وحسن تدبير .. كما أنه من ناحية ثانية .. يرى ان ولده لا يزل في طفرة الشباب .. ولاتزال تسيطر على نفسة بعض نزوات الشباب وطيشة .. ولهذا فقد أخفى مخزون الذهب عن ولده ولم يطلعه على أي خبر عنه ..
وعندما أحس الشيخ بدنو أجله .. جاء بزوجة ولده وقال لها لقد خلّفت لكم ثروة بعضها بين أيديكم أنقفو منها باتزان وتعقلوالبعض الأخر مدفون تحت سقف هذه الدرجة فان احتجتم فخذو من هذا الذهب المخزون تحت الدرجة .. واياك ان يعلم عنه زوجك أو يستولي عليه .. فانني أخشى أن يسرف في الانفاق منه .. وأن يبددة فلا يكون امامكم إلا الحاجة والعوز ..!!
فدعت له زوجة ولده و أكثرت من الدعوات الصالحات .. ومات الأب وورث ثروتة الابن وصار ينفق مما تحت يده نفقة من لا يخشى الفقر .. ولا يحاول ان ينمي شيئاً منه .. أو يبحث عن مصادر تعوضه عما ينفق …
واستمر على هذه الحالة .. إلى أن تقلص ما عندهم من نقود ثم جعل يبيع الأثاث والمفروشات وينفق من ثمنها ثم بعد هذا لم يجد الشاب شيئاً ينفق منه فضاقت به البلد .. وتغيرت نظرات الناس فيه وبدأ يرى علامات الاهمال ولانصراف حتى من أعز أصدقائة ..
ورأت زوجتة ما هو فيه من حالة سيئة .. من جراء الفقر والعوز الذي يعيش فيه فأشارت عليه بأن يسافر .. وأن يسعى في طلب الرزق فعل الله يفتح له باباً يعيش منه وينفق على عائلتة ..! وعزم الشاب على السفر .. ورأى قافة متجهة إلى الكويت _ مثلاً _ فرافقها ووصل إلى الكويت..
والتمس عملاً يكسب منه الرزق … ولكنه لم يجد فالأعمال الشاقة لا يرضاها لنفسه والعمل الهادىء لم يتيسر له .. وذهب ذات يوم بعدج أن خاب أمله في وجود عمل يتناسب مع رغباته .. ذهب إلى أحد المساجد وصلى فيه صلاة الظهر .. وكان من الصدف المباركة أن كان يصلي بجانبة أحد أثرياء البلد .. فسلم الثري على الشاب وسألة عن بلده فأخبره بها ثم سألة عن عائلتة .. فأخبره أيضاً أن فلان ابن فلان ..!!
وسمع هذاى التاجر اسماً ليس غريباً عليه .. بل هو اسم تاجر من تجار نجد كان يتعامل معه .. ويبيع ويشتري منه بمبالغ طائلة .. فقال التاجر وما هي أخبار والدك فقال توفي ..!! فدعى التاجر لزميله الراحل بالرحمة والغفران ثم سأل التاجر هذا الشاب عن سبب مجيئه إلى الكويت وتحمله مشاق السفر فقال الشاب لقد انفقفت ما تبقى من المال بعد أبي .. ونفذ ما في يدي .. ولم يبقى امامي إلا السفر لطلب المعيشة ..!!
فقال التاجر لهذا الشاب أن لو الدك ثروة كبيرة لا يمكن أن تنفد بهذة السرعة .. ولابد ان في الأمر سراً فهل أوصاك والدك قبل الوفاة بوصية خاصة ..!!
فقال الشاب نعم انه اوصاني بأن لاأتزوج راجعاً بل علي أن أتزوج بكراً .. ولكنني أحببت واحدة في أخريات حياة والدي وكانت راجعاً .. فدفعني الحب الذي جعلة الله في قلبي لهذة المرأة إلى أن أتزوجها و أن أخدع والدي و أكذب عليه بأنها بكر وتواطأت مع زوجي على ذاللك فلم يشك والدي في صدقنا ومات مطمئن البال قرير العين لأن اخر أمنياته في الحياة ان يراني متزوجاً سعيداً بزواجي ..
وفعلاً كان هذا فقد كانت زوجي ذكية عاقلة مدبرة لشئون البيت .. كما انها أولت والدي في أيامه الأخيرة عناية فائقة وكانت لا تكاد تفارق فراشة في ليل أو نهار لتوفر له جميع طلباته .. وتساعده على جميع الصعوبات التي كان يعاني منها ..!!
فقال التاجر .. ومع هذا كله فان الأمر سراً لايزال غامضاً ولا بد من التحايل على معرفة هذا السر …!!!
فقال الشاب ان الأمر اليك فانظر ما هو الطريق الموصل إلى اكتشاف هذا السر ..!!
قال التاجر لقد رأيت أن أفضل طريقة هي أن أزوجك ابنتي البكر وأن تسافر معك إلى بلدك على أساس أنها عبده مملوكة .. وسوف تطلى جلدها بطلاء أسود بحيث أن يراها لايشك في أنها جارية سوداء ..!..
وتذهب بها غلى زوجتك وتقول أنها جارية وجدتها رخيصة فاشتريتها وقد جئت بها لخدمتك .. وهي صقهاء طرماء أي لاتسمع ولا تتكلم .. وسوف نؤكد على ابنتي أن لا تتلكم بأي كلمة .. و أن تتظاهر بأنها لا تسمع أي كلمة ولكن هذا كله بشرط ..!!
فقال الشاب وماهو الشرط : – فقال أن لاتمس ابنتي و أن يكون هذا العقد عقداً صورياً لايبيح لك أن لا يبيح لك أن تضجعها .. ولا أن تفعل معها ما يفعلة الأزواج مع زوجاتهم واذا خالفت هذا الشرط فان العقوبة تكون قطع يدك اليمنى ..!!
فقبل الشاب هذا الشرط ورضي بالجزاء اذا خالفة وعقد الزواج بين الشاب وهذا الشرط ورضي بالجزاء اذا خالفة وعقد الزواج بين الشاب وابنة التاجر .. وطليت بالطلاء الأسود حتى لا يشك من يراها أنها جارية ..!! وتظاهرت بالصمم والطرم..!! وصل الشاب إلى بلده .. ودخل بيتة فوجد زوجتة على الحال التي تركبها عليها وجاء بالجارية فقال لها هذه جارية وجدتها رخيصة فاشتريتها لتكون خادمة لك إلا أن فيها عيباً وهو الصقة والطرم فهي لا تسمع ولا تنطق .. ولكن ذلك لايهمنا فان من الممكن افهامها بالاشارة عما نريد ان تعلمة .. أما ما عدا ذلك فلسنا في حاجة اليه ..!
واقتنعت الزوجة بهذا الكلام ولم يدخلها اي شك في أن هذه الجارية لاتسمع ولاتنطق ….
بقي الزوج مع زوجتة يروح ويغدو اليها والجارية عندها تعمل في البيت حتى عملت الزوجة بمواعيد معينة لخروج زوجها ومحيئة وأخبرت صحيبها أو حبيبها .. فصار يأتي اليها في الأوقات التي يكون زوجها خارج الدار ويخلو بها خلوات مريبة والجارية ترى وكأنها لا ترى شيئاً …!!!
وجاءها ذات يوم هذا الصحيب .. وقال لها لقد وردت بضاعة رخيصة سوف تجي مكاسبها الشيء الكثير … واني أريد منك أن تعطيني مائة قطعة ذهبية .. وسألت الزوجة حبيبها عن نوع البضاعةفقال انها قطعان من الا بل المعروضة للبيع .. وأقيامها رخيصة وفيها مكاسب ظاهرة..
فذهبت الزوجة غلى بيت الدرجة .. ثم جاءت بالقطع الذهبية المطلوبة ودفعتها لحبيبها .. وثمنت له مكاسب طيبة .وجاء الزوج فانتهزت الفتاة فرصة من فرص غفلتها أو انشغالها فأخبرت الزوج بما رأت وما سمعت وانكشف الأمر للزوج .. وكان قد رسم الخطة رسماً دقيقاً بحيث لا يحتاج إلى تأمل ولا تفكير ..!!
ودعى زوجتة فقال لقد قررت الرحيل من هذه البلد لأنه لا عمل لي فيها ولا رزق … والمرء يسعى وراء الرزق في أي مكان فهل ترافقنني إىل حيث اريد ..؟؟؟؟!!!
فا عتذرت الزوجة بأنها لم تألف الغربة .. ولاتقوى على مشقة السفر .. وفي امكانه أن يذهب وحده .. ثم يعود اليها متى شاء …!!!
فقال الزوج أذاً أرحلي الى أهلك وابقي عندهم لأنني سوف أبيع هذه الدار حالاً .. وبالثمن الذي تقف عنده بعد عرضها في المزاد العلني ….
فلم يسع الزوجه إلا أن تجمع أغرضها الخاصة ثم تذهب إلى بيت أهلها …
ودخل الزوج إلأى بيت الدرجة فوجد الما فاستخرجة كله وباع اثاث بيتة وقال لأحد الباعة أعلن عن بيع بيتي في المزاد العلي .. فبدأ هذا البائع ينادي على البيت ويعرضه للراغبين …!!!
وذهبت هذه الزوجة غلى حبيبها وقالت له اشتر البيت بأي ثمن يطلب يطلب فيه ولا تدعه يذهب إلى غيرنا … فان فيه مالاً وفيراً يعوضنا عن جميع ما ندفع فيه … وكان البيت تقدر قيمتة بألفي ريال _ مثلاً _ ولكن الثمن الذي دفع فيه بلغ عشرة آلاف ريال … دفعها حبيب الزوجة الخائنة ….وباع الرجل بيتة وقبض ثمنة وشد الرحال متوجهاً إلى المدينة التي يسكنها أبو الفتاة اللي معه ….
وعندما وصلو منتصف الطريق هطلت عليهم أمطار غزيرة سالت على أثرها الشعاب والوديان …
وذهبت الفتاة الى احد الغدران فا غتسلت ونظفت جسمها من ذلك الطلاء الأسود الكرية الذي انتهى دورة وانتهت مهمتة .. وبدت الفتاة كأنها بدر طالع من خلال دجنة ..
ورآها زوجها فلم يملك نفسة .. كما أنها هي لم يمكن عندها أي مقاومة أو تمنع .. فهي تعلم أنها زوجته … بعقد صحيح لاغبار عليه وهو يعلم أنها زوجته ولكنه نسي الشرط .. والوفاء بالشرط لهذا التاجر الشهم الذي استطاع بفطنته وذكائه أن يكتشف هذا السر المغلق بهذه الطريقة التي هي غاية في البساطة .. فالشاب أمام هذا الاغراء وهذه الاستجابة من قبل الشابة .. لم يفكر في هذا الشرط الذي هو قطع يده اليمنى …
ووقع المحظور وضاجع الرجل زوجته واخل بالشرط الذي اتفقا عليه ..!!
وذهبت السكره وجأت الفكره .. وبدأت الأفكار والهواجس تتعاقب على نفسه وبداء تأنيب الضمير ولكن هذا المحذور قد وقع وهذا شيء مكتوب في اللوح المحفوظ وإذاً فليقابل الأحداث بصبر وشجاعه وصراحه ولتقطع يده فقد كسب ثروه طائله وهو ليس في بحاجه الى ان يعمل ولديه زوجه فهو لا يخشى ا ن يعيبه قطع اليد امام الزوجات …
وإذاً فليكن ما يكون وقدم الرجل بزوجتة على ذلك التاجر .. وأخبره بأن ماكن توقعه كان صحيحاً .. وان الثروة كانت في قبضة زوجته السابقة .. وأن الطريقة التي رسمها لا كتشاف السر كانت حكيمة وموفقة … فسر التاجر بهذه النتائج سروراً كبيراً … ثم سأل الشاب عن الشرط الذي كان بينهما في ان لا يمس ابنتة وأن لايضاجعها
فقال الشاب أما هذا الشرط فإنني لم أف به وأنا شديد الأسف لما حدث .. وانني اشعر بالذنب وأشعر بأنني أسأت التصرف واني استحق من العقوبه اكثر مما فرض علي فقال التاجر اما اكثر فلا واما الشرط سوف أنفذه عليك فكن على استعداد لقطع يدك اليمنى فقال الشاب انني على اتم الإستعداد ولعل في قطعها ما يكفر عن خطيئتي ….
واستعد الأب لتنفيذ الشرط وبداء يحد الشفره …
واستعد الشاب لتحمل آلام قطع يده اليمنى … وجاء دور التنفيذ .. وقال التاجر للشاب انني لن أقطع يدك أمام ناظريك لطفاً بك … واحتراماً لمشاعرك .. ولكنني سوف أخرق في هذا الحائط ثقباً بقدر ما تدخل يدك .. وتكون انت داخل هذه الغرفة .. وأكون أنا خارجها فتدخل يدك في هذا الثقب وتخرجها الي فأقطعها وأنا لاأراك وأنت لا تراني .. فيكون في هذا رحمة بك ..
فقال للتاجر الرأي ما ترى .. وثقب الخرق ودخل الشاب في الغرفة واستعد التاجر لقطع يده .. ولم يشعر الشاب وهو في هذه الغرفة إلا بإبنة التاجر تدخل عليه من حيث لا يشعر والدها .. ورأته يريد أن يدخل يده اليمنى مه هذا الحرق فأمسكها .. وقالت له انني أنا اللي سوف أدخل يدي بدلاً منك … فقال الشاب ان الجرم جرمي .. وأنا الذي استحق العقاب……..
فقالت الشابة ولكنني شريكتك في الذنب فولا اتجابتي لما عملت شيئاً .. ثم انا في بيتي مستورة .. أما أنت فتخرج إلى ا؟لأسواق وقطع اليد اليمنى يعيبك ويلفت اليك النظر .. ويجعل الناس يظنون فيك مختلف الظنون…..
وتأخر الفتى في اخراج يده من الخرق .. فاستحثة التاجر وطلب منه ان يبادر بادخل يده من الخرق للخلاص من المهمة .. وكانت الفتاة قد تغلبت على الشاب وأقنعتة بأن تدخل يدها بدلاً منه ..!!
وهكذا كان .. فان الفتاة ادخلت يدها مع الثقب واستعدت لقطع يدها .. ولكن الوالد عندما رأى اليد عرف انعا ليست يد الفتى وإنما يد الفتاة فأمر بسحب يدها ثم دخل على الفتى والفتاة في تلك الغرفة وقال .. موجهاً الحديث للفتى ..ارأيت نتائج نصيحة والدك في أن لا تتزوج إلا بكراً … فانظر اليها … وأشار الى ابنتة انها تريد ان تفيدك بنفسها ….. وان تتحمل عنك هذه العقوبة القاسية … مع أنك أنت الجاني وأنك أنت الذي تستحقها ولا أحد غيرك يستحقها … فخجل الفتى وشكر التاجر على هذا الدرس البليغ الذي ألقاة عليه…. وقال انني لا استطيع الآن أن أنطق بما يجيش به صدري من تقدير عظيم لك أيها الشهم الكريم ولكنني سوف ابقى طيلية ايام حياتي أسيراً لفضلك وكرمك ومعرفك وتعاليمك القيمة .. التي اعادت إلى ثروتي .. وحفظت لي شرفي … وخلصتني من تلك الأفعى التى أوقعني فيها جهلي بالأمور وعصياني للنصيح واندفاعي الى سبيل الهوى ..!!
فقال له الثري .. ما دمت قد وصلت الى هذا الحد من الفهم لواقعك .. فان ابنتي هي زوجتك الشرعية عش معها كما يعيش الأزواج مع زوجاتهم .. واذا شئت ان تضع أموالك مع أموالي فنكون شركاء في العمل فنني لا أرى من ذلك مانعاً….
فرحب الشاب بهذا العرض وقلبه وأضاف أمواله إلى أموال صديق والده وصار هذا الشاب ببدنه اكثر مما يعمل بفكرة … وصار التاجر الشيخ يعمل بفكره ورأية وتجاربة أكثر مما يعمل ببدنة ..
وعاش الشاب مع زوجتة الشابة عيشة كلها سعادة ووفاق ..!! وصارت هي أم أولاده وهو أبو أولاد ..!!..
وعاش الجميع في سبات ونبات ورزقو الكثير من البنين والبنات…

وحملت وكملت وفي اصبيع الصغير دملت

تابعوني في الحلقه القادمة مع قصة (فتاة بدوي تجن..ويقرأ عليها حضري)

فتاة بدوية تُجن.. وحضري يقرأ عليها
للكاتب الأديب : عبدالكريم الجهيمان
كان في أحدى قبائل البدو قد ضربت بيوتها حول بلدة البكيريه سنة من السنوات صيفاً.. وفي ذات ليلة صرعت أبنة شيخهم صرعها الجن فذهب واحد من أبناء عمها يبحث عن قارىء يقراء عليها القرآن ليخرج الجن من تلك الفتاه ..
ودار البدوي في البلدة .. ولكما طلب من شخص القيام بهذه المهمة اعتذر .. حتى اعتذر له عدة أشخاص .. وأخيراً وجد شخصاً ولكنه غير قارىء .. ولا فقية .. وأنما هو عامي ذكي .. فقال أنا أقرأ عليها ولكن بأجر .. فقال البدوي اطلب .. وطلب الحضري أن يعطي إذا شفيت الفتاة ناقة يختارها بنفسة من بين الإبل .. ووافق البدوي على ذلك
وذهب الاثنان حتى جاء إلى تلك الفتاة فإذا هي تضرب نفسها وتصيح صيحاً منكراً وتصرفات شاذة غريبة .. وذا هي فتاة جميلة .. فائقة الجمال … فقال الحضري احجبو البيت علي وعليها .. وأبتعدو قليلاً حتى لا يحس الجني بوجودكم حولي فإني أريد أن أكلمه … وأن أعرف أهله وبلده وأسراره .. فإذا عرفت ذلك سهل إخراجه .. وحجب البيت على الفتاة البدويه على القارىء الحضري ..!!
وقال الحضري للجني إني أهنئك على حسن اختيارك وأنا لم آت هنا لأقرأ عليك أو لأضايقك !! أو لأناقشك على اختيار فتاتك جميله ..!! وإنما جئت لآخذ أجرتي فقط .. والذي أريده منك أن تخرج منها لفترة من الأيام حتى آخذ الناقة وأتصرف فيها ثم بعد ذلك أنت وشأنك مع هذه الفتاة.. وتكلم الجني فقال أنت ألطف حضري صادفتة ف حياتي ولهذا فأنا إكراماً لك ورعايه لمصلحتك سوف أخرج منها وأتركها لمدة أسبوع ثم أعود اليها .. فاتفق الاثنان على ذلك وغرزت الفتاة أصابع رجليها في الأرض ثم تحركت عدة حركات عنيفة .. ثم هدات قليلاً . وبعد ذلك رفعت رأسها .. كأنما استيقظت من سبات عميق .. فأخذ الرجل بيدها .. وخرج بها إلى أهلها تمشي سليمه كما كانت قبل حدوث ما حدث!!!!
وفرح أهل الفتاة بهذه النتيجة السريعة .. وتركو الحضري يذهب إلى الإبل ليختار منها واحده كما يشاء ..
وذهب الحضري بناقته فباعها في السوق من الغد وأخذ ثمنها ومضت الأيام المتفق عليها وعاد الجني للفتاة ..!!
وصرعت الفتاة وعاد اليها جنونها كما كان سابقاً .. وذهب ابن العم الفتاة إلى الرجل الحضري وأخبره أن حالة الصرع عادت إلى الفتاة وطلب منه أن يذهب ليقرأ عليها من جديد ..!!
وامتنع الحضري من الذهاب .. وقال لقد قرأت عليها الماضي حتى شفيت .. وأنا لم أتكفل بضمانها مدى حياتها ..!!
وتشاجر الشخصان .. وأخيراً اتفقا على أن يذهبا إلى القاضي ويحتكما اليه … وذهب إلى الحكم بينهما وجلسا أمامه وأدلى البدوي بحجتة وطالب بأن يقراء الحضري على الفتاة حتى تشفى أو يعيد الناقة التي أخذها ..!!
وقال الحضري يافضيلة الشيخ لقد اتفقت معهم على أن أقرأ على الفتاة حتى تشفى …. بناقة من أبلهم وقد قرأت عليها فعلاً حتى شفيت وسلمتها إليهم سليمة بكامل قواها العقلية وقد عاهدني الجني بأن لا يعود إليها ..!!
وقد بقيت أسبوعاً كاملاً وهي تتمتع بصحة جيدة .. ثم صرعت وتعلم يا فضيلة القاضي أن الجن أكثر من الإنس .. وأنا أعطهم ضمانه عامه عن الجن كلهم وإنما تعهدت لهم أن أخرج ذلك الجني الذي خالط عقل الفتاة لأول مرة .. أما ما عداه فلست مسئولاً عنه وأنا أريد أن يثبت المدعي أن الجني الذي صرعها الآن هو ذلك الجني الذي أخرجته منها سابقاً فإذا أثبت ذلك فإن علي أخراجه أو أن أعيد لهم ناقتهم ..!!
والتفت الشيخ إلى البدوي .. وقال له هل تستطيع أن تثبت أن الجني الذي صرعها الآن هو الجني الذي كان صرعها من قبل ..!! وأجاب البدوي بأنه لا يستطيع ذلك ..!!
وعند ئذ أصدر القاضي حكمةبأنه لا أساس لدعوى البدوي على الحضري في هذا الموضوع .. وأن عليه أن يتفق مع الحضري من جديد أو أن يبحث عن قارىء آخر يقرأ على فتاته ..!!

*************

القصة القادمة ( قصة رميزان مع شريف مكة )…..

قصة رميزان مع شريف مكة
,,,,,مأخوذه من كتاب اساطير شعبية الجزءالثاني

كان رميزان التميمي مشهورا بالذكاء والفطنة وسرعة البديهة ,,,,,

وقوة الذاكرة,, وفي سنه من السنين ذهب الى مكة حاجا مع حجاج اهل سدير

,,,,وعندما وصلوا الى مكة المكرمة وقضوا مناسك العمرة ذهبوا الى شريف

مكة للسلام عليه وآداء مايجب عليهم نحو حاكم بلاد الله المقدسة,,,,,,,

وكانت شهرة رميزان قد سبقته الى مكة واميرها فقد ذكر للشريف ان رميزان

لايمكن ان يغلب في المجادلة ,,,ولايغلط في الحديث وقال الشريف,,,

انني سوف اثبت لكم عكس ذلك,,,,,فلما دخل رميزان على الشريف

وسلم عليه قال الشريف لرميزان بلاتمهيد,, ولامقدمات,, ماهو احسن الطعام

يارميزان فقال رميزان قرص البر ياسيدي!! ثم قطع الشريف الكلام وانهاه ودخل

مواضيع اخرى,,,,,,فلما جاءت السنة الثانية وحج رميزان وجاء للسلام على

الشريف كالمعتاد,,قال له الشريف بلاتمهيد ولامقدمات ايضا,,,بأيش يارميزان؟

بالسمن سيدي,,,,وهكذا اجاب رميزان عن بقية سؤال العام الماضي في عامه

الحالي! فعلم الشريف انه حاضر البديهه كما ذكرعنه,,, كما علم رميزان ان

الشريف اراد ان يختبر ذكاءه,,,وقال رميزان لرفاقه في الحج اني سوف

اخدع الشريف وآخذ منه عشرا من الخيول الاصائل فقالوا,, انك لن تستطيع ذلك

فقال رميزان سوف ترون!!وعندما انتهت مناسك الحج قال رميزان لرفاقه

انني اريد ان يصحبني منكم عشرة لنأخذ الخيول,, فضحكوا منه ولم يصدقوا

وذهب رميزان ومعه عشرة,, وعندما دخلوا على الشريف ليودعوه قال رميزان

ياسيدي ان خيلكم ضعيفة الحال لانها لاتأكل من اعشاب الصحراء فأعطنا عشرا

منها لنذهب بها معنا ونرعاها وفي العام المقبل نأتي بها معنا وقد سمنت ,,

وقويت وعادت اليها فتوتها وشبابها,,فأمر الشريف بأن يعطوا رميزان عشرا

من الخيول الاصائل فاستلموها وذهبوا بها معهم,, فلما جاء العام المقبل حج

رميزان وجاء للسلام على الشريف,,وبعد السلام سأل الشريف عن الخيل فقال

رميزان ان الخيل على احسن حال,, ثم سأل الشريف عل احضرتها معك فقال

رميزان احضرتها ومااحضرتها!! فقال الشريف ما هذا التناقض؟؟!! فقال رميزان

اننا عندما عدنا وصلنا عشيرة قالت قبائلها هذه عشر من الخيل قد اعطاها

الشريف رميزان هدية وهكذا في كل مورد نرده يقول اهله ان هذه الخيل هدية

الشريف لرميزان,,ولذلك ياسيدي لم استحسن ان اعود بها اليك بعد الذي سمعته

من كلام القبائل,,حتى لايقولوا ان الشريف رجع رجع في هبته,,, فقال الشريف

مادامت القبائل قالت هذا الكلام وتحدثت به في مجالسها فهي لك ,,,, وبهذا

انتصر رميزان على الشريف اولا,,ثم انتصرعليه اخيرا,,,,,

في الحلقة الجاية قصة (
العبد الذي قتل عمومته .. وهرب بأبنتهم )

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة العبد الذي قتل عمومته .. وهرب بأبنتهم

من كتاب أساطير شعبية من قلب الجزيرة العربية للمؤلف الأستاذ عبد الكريم الجهيمان في الجزء الثاني اخترت لكم هذه القصة الحقيقة التي انتشرت بين الناس فيما مضى ورواها الناس قديما في ليالي الصيف المقمرة أو حول النار في فصل الشتاء ..

كان هناك رجل تزوج بإمرأة فاتنة الجمال من أبناء عمه ..
فرزق من زوجته ستة أولاد وكان يعيش مع زوجته وأولاده في سعادة ورخاء وكان للزوجة والد وأخ وعبد ، وكان الوالد كبير السن لا يكاد يبرح البيت ، والأخ شاب في مقتبل العمر لا يكاد يعود من غزوة إلا همّ بأخرى .. أما العبد فكان يرعى ابل عمه التي كلها من الإبل الأصيلة التي كلها مجاهيم أي سود .. وكان هذا العبد يحب ابنة عمه حباً شديداً ومولع ومفتتن بها وبجمالها .!! وقد راودها عن نفسها عدة مرات فكانت تصده عن نفسها بعنف وشدة وكان العبد يترقب الفرصة السانحة ليضرب ضربته القاضية وينال من ابنة عمه ما يريد ..

وسنحت له الفرصة ذات يوم ، حيث كان ابن عمه غازيا .. فجاء العبد إلى ابنة عمه وطلب منها ما كان يطلبه فصدته وأغلظت له القول ..
فما كان من العبد إلا أن أخذ حربته وذهب إلى زوج المرأة فقتله ثم ذهب إلى أبيها فأرداه قتيلاً .. ثم جاء إلى المرأة وقد شهدت مصرع زوجها ووالدها .. وكرر طلبه إليها
فكان موقفها هوهو .. لم يتغير ..!!

فجاء بأولادها .. وكانوا كلهم صغاراً .. فطلب منها أن تجيبه الى طلبه وإلا قتل أولادها
فكان موقفها صارماً .. وأصرّت على الامتناع منه .. فقتل الابن الأول والثاني والثالث وهي ترى ..!! وتصر على موقفها حتى قضى العبد على أولادها الستة ..

ثم أخذ الزوجة الممتنعة عليه وأركبها إحدى الرواحل .. وأخذ الإبل الممجاهيم وهرب بالزوجة والإبل وسار بها من صحراء إلى صحراء .. وكان يعرف جبالا بعيدة عن كل أحد ..
وبين هذه الجبال بئر مهجورة لا يصل إليها أحد ..!!

فسار إليها وسكن بين هذه الجبال وحفر البئر حتى أخرج ماءها فصار يسرح بالإبل .. ويأوي إلى زوجة عمه عند هذه البئر .. وأدرك مقصودة من هذه المرأة عندما رأت أنه لا مفر لها ولا سبيل إلى الامتناع .. ورزقت منه ولداً .. ثم رزقت منه آخر كأنهم أفراخ الغربان ..!!

وكان في إمكان هذه المرأة أن تتحايل عليه وتقتله .. ولكنها إذا قتلته فأين تذهب !؟
وكيف تهتدي إلى طريق ..؟ لقد جاء بهما إلى مجاهل في الصحراء لا يطرقها أحد ..
ولا يهتدي إليها قاصد ..!!

وكانوا لا يرون في هذا المورد إلا غرابا أسود يأتي إذا وردت الإبل فيأخذ من أوبارها ثم
يطير إلى حيث لا يعرفون .. وخاف العبد من هذا الغراب أن يدل عليهم بهذه الأوبار التي يأخذها من ظهور الإبل .. وحاول العبد قتل الغراب فلم يستطع ..!

ونصب له فخاً فلم يقع فيه .. وحاول بكل وسيلة أن يقضي على هذا الغراب ولكن الغراب كان حذرا واعيا لا تنطلي عليه الحيلة ..
ولا يترك مجالا لكي يصطاده العبد … وأخيرا يئس العبد من صيده وتركه على مضض يرد
بورود الإبل فيأخذ من أوبارها ثم يطير حتى يختفي عنهم وراء الجبال ..
وقدم أخو المرأة من إحدى غزواته وعندما قرب من مضارب أهله .. أحس إحساساً
خفياً بأن في الأمر كارثة .. وقرب حتى أشرف على الحي .. فوجد الهدوء يخيم عليه ..
ولا أحد يروح ولا أحد يجيء ..!

وازداد تشاؤمه .. وازداد وجومه .. واستمر في سيره حتى وصل إلى الأبيات .. فرأى
جثة والده وجثة زوج أخته وجثث الأطفال تتناثر حول البيوت ..

وكاد أن يصعق من هول المنظر لولا أنه كان يتمتع بكثير من الجرأة والشجاعة .. وأن
مناظر القتلى والدماء ليست غريبة عليه فطالما فتك وطالما قتل .. وطالما شاهد أمثال
هذه المناظر .. ولكنها ليست من أقاربه .. أنها من قوم أعداء يغير عليهم ويغيرون عليه .. ويقتلون اذا قدروا عليه ويقتلهم إذا قدروا عليه ..!!

وتماسك الرجل .. وعاد إليه بعض الهدوء عندما مرت الصدمة الأولى .. ورأى كل شيء على حاله .. ولم يفقد إلا الإبل المجاهيم وأخته والعبد .. فعلم بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا من صنيع العبد وأن العبد قد أخذ أخته وأخذ الإبل وهرب بالجميع ..
ولكن أين هرب بهم ؟! إنه لا يدري ..!
ولكنه لا بد ان يكون دافع الـخـــوف والطمع سوف يسوقه إلى مكان قصيّ .. لا يصل إليه .!! ومع هذا فإن الأخ الشاب لم يفقد الأمل في العثور عليه مهما طال المدى ..
وأخذ الشاب تلك البقايا الباقية من الأموال وأودعها عند أحد أبناء عمه ثم ركب راحلته
وصار يسير من حي إلى حي ويسأل عن هذا العبد ولا أحد يعطيه أي خبر .. ولم يفقد
الأمل بل كان مصمماً على الوصول إلى نتيجة .!!

واستمر في أسفاره وتنقلاته .. من حي إلى حي ومن مجهل إلى مجهل .. حتى وصل ذات يوم إلى أبيات في سفح جبل .. وأناخ راحلته عندهم ليرتاح .. وليسأل .. فرحّب به القوم وأكرموه .. وسأل عن العبد فأخبروه أنه لا علم لهم به .. ونظر إلى عجوز تغزل وبراً أسود .. فأحس أن هذا الوبر من إبله .. ان لون الوبر هو لون وبر أباعره ..
وسأل العجوز من أين هذا الوبر ؟!
فقالت انني آخذه من تلك الشجرة ، من عش غراب .. وهو يأتي بهذا الوبر من وراء تلك الجبل ..
وأحس الشاب ببعض الراحة .. وأحس إنه أمسك طرف الخيط .. وأنه سيقوده إلى مبتغاه ..
وبقي الشاب في الحي يراقب الشجرة ويترقب ذهاب الغراب ثم عودته .. ورأى الغراب
يطير من تلك الشجرة فراقبه في طيرانه حتى اختفى عنه وراء تلك الجبال .. فتبع أثره
وسار في الاتجاه الذي اتجه إليه الغراب .. وعلا على تلك الجبال ثم هبط منها ..
ثم علا جبالا أخرى وهبط منها وهو يراقب الغراب في كل يوم عندما يمر به غاديا أو رائحاً ويتجه إلى حيث يذهب الغراب ..!

واستمر في التغلغل بين تلك الجبال حتى أشرف ذات يوم فرأى المورد ورأى الإبل ورأى
العبد ورأى البيت .. وأخته تروح وتجيء واختفى الأخ تحت صخرة من الصخور .. وعلم أنه
الآن وصل إلى ما يريد .. وبقي أن يرسم خطةً ناجحة للقضاء على هذا العبد .. إن العبد
قوي .. وهو رام ماهر لا يخطئ وهو شجاع فاتك لا يهاب الموت ..!!

إذن لا بد من اللجوء إلى المكيدة .. إلى الخدعة .. إلى أخذ العبد على غره .. وأسقى العبد إبله .. ثم ذهب بها إلى المرعى .. وترك المرأة وأولادها في البيت .. وجاء الأخ يمشي متخفياً حتى قرب من البيت الذي فيه أخته .. وسمعها تنشد شعراً :

يـا طــول مـاني عـمـة لـك صبـيـحة
…………………….. واليوم يا عـبــــد الـــخــطـا صرت لي عم
ومن أول في السوق تشري الذبيحة
…………………….. لأســيــــــــادك اللي كل ما دبــــــروا تم
لأهل الـعـطـــــايــــا والدلول المليحة
………………….. وأهل السيوف اللي لـــعـــــــابيـــنها دم
ماتوا بغدر العبد لا في فـضـــيــــــحة
…………………… وراحوا لربٍ يـــكـــشــــف الـهـم والـغـم
أرجيه يرحم طايح في مــــطـيـــحــة
…………………… ويشفي غليلي في أسود الخال والعم
بأخوي ذخري في الليالي الشحيحة
……………………. هــــو بـــعـــــد أبــــــوي الأب والأخ والأم

فلما سمع أخوها هذه الأبيات فرح واطمأن إلى أنها لم تذهب مع العبد هوى منها ورغبة .. وإنما ذهبت في ظل الخوف والإرهاب الذي لا شك أنها تعرضت له وكان الأخ
قد صمم على قتلها ثم قتل العبد .. ولكنه علم بأنها مكرهه .. وأنها تعيش في وضع تأنف منه ولا ترضاه .. قرر أن يتعاون معها على قتل العبد ..‍‍‍‍

وجاء إليها يسعى .. وما اشد دهشتها عندما رأت أخاها .. وما أشد فرحتها عندما عانقته وقبلته .. ونظر الأخ حوله فرأى ولدين لأخته كل واحد منهما كأنه قطعة من الليل
وقال لها أخوها ما هؤلاء ؟
فقالت أولاد العبد .. وسألها عن قصتها مع العبد فأخبرته .. وسألها عن موعد مجيئه ورواحه فأخبرته بكل شيء ..‍

ورسم الخطة هو وإياها .. متى يقتله .. وكيف يقتله .. وقالت له أخته إن أفضل وقت تقتله فيه ليلاً عندما يأتي بالإبل فتأوي إلى مباركها .. ثم ينشغل بحلبها .. وأفضل طريقة هي أن تقتله إذا جاء يحلب الناقة الفلانية وهي ناقة نحوس أي صعبة المراس .. فإنه لا يحلبها إلا إذا ربطها ثم دخل تحتها ..
ففي هذه الحالة يمكنك أن تدنو منه .. لبعد خطوات ثم تسلط عليه السهام ‍‍.. واختفى الأخ تحت إحدى الصخور بعد أن رسما خطة الهجوم ..
وجاء العبد ليلاً وانشغل بحلب الإبل حتى أتى دور الناقة النحوس الصعبة المراس فلما عقلها ودخل تحتها قرب منه حتى لم يبق بينه وبين العبد إلا عدة خطوات .. ثم أطلق عليه سهماً فلم يصب منه مقتلاً إلا أنه بتر ساقه وبهذا بقي حيّاً ولكنه لا يستطيع حراكاً ‍‍..

فالتفت العبد ورأى أخا المرأة فأيقن بالهلاك وعلم أن الغراب اللعين هو الذي دلّ عليه ..
ولما أراد الأخ أن يجهز على العبد طلب منه أن يعطيه مهلة قليلة يقول فيها كلماته الأخيرة في الحياة ..
فتوقف الأخ عن الإجهاز عليه ، منتظراً ما سيقوله العبد وما سيختم به حياته المليئة بالغدر والخيانة والوحشية .. وفكّر العبد قليلاً ثم أنشد شعراً :ــ

حبلت لغراب البين من عام الأول
ــــــــــــــــــــــــ وعيـّـا غراب البين ياطا الكفايف
وبغيت أصيده بالتفق وانتبه لي
ـــــــــــــــــــــــــ وطار بـوبرها في شبوره لفايف
وعرفت يا عـمــــّار إنــــك تجيني
ـــــــــــــــــــــــــ وأنا لاجئ مابين الأضلاع خايف
واليوم أنا حصلت ما كنت أريده
ـــــــــــــــــــــــــ ودنيــاي بعده ما عليها حسايف
يا طول ما وسدت راسي ذراعه
ـــــــــــــــــــــــــ ويا طول ما مزيت ذيك الشفايف
وافعل بعبدك بعد ذا ما تــــورى
ـــــــــــــــــــــــــ الأيــام هذه طبعها في الطوايف
يوم على الأضـــداد نــار لـضـيّـه
ـــــــــــــــــــــــــ ويوم على الإخوان هم والعرايف

وبعد أن أنهى العبد شعره أراد عمار أن يجهز عليه ولكنه تذكر أولاده فجاء بهم أمامه
واحداً واحداً وصار يقتلهم والعبد يرى ويتألم ولكن لا حيلة له .. وتلك سنة سنها العبد
بنفسه .. انها طريقة فيها قسوة وفيها وحشية ولكنها قصاص .. ولكنها معاملة بالمثل ..
" وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به .. ولئن صبرتم لهو خير للصابرين " ..

ولكن عماراً لا يستطيع صبراً ولن يحمل هؤلاء الغربان معه حتى لا يذكروه بمأساة أخته
.. وبعد أن قضى عليهم أجهز على العبد وهو لا يحير جواباً ولم ينطق بأي كلمة بعد الأبيات التي أنشدها سابقاً ..

فلما قضى عمار على العبد جرّه برجله وألقاه في البئر ثم أتبعه بأولاده .. ثم جمع حطباً كثيراً وألقاه في البئر حتى امتلأت وأوقد فيه النار ..

ثم رحل بأخته .. وأخذ معه ذود الإبل التي كان العبد قد هرب بها ..

ولم تشعر قبيلة عمار إلا بعمار يقدم عليهم .. ومعه أخته ومعه إبله ففرحوا بقدومه فرحا شديداً وأقاموا الأفراح وحفلات البهجة ..
ثم خطبت أخت عمار منه فزوجها ..

وعاش الجميع في سبات ونبات ورزقوا الكثير من البنين والبنات ..

:

تابعوني مع قصة ….(
حطي من طيب اللحم)….


حطي من طيب اللحم

رويت هذه السالفة عن الأديب عبدالكريم بن جهيمان * حفظة الله

كان رجل بدوي وزوجتة في الصحراء .. يرعون مواشيهم ولهم عبدمملوك ينظرون اليه كما ينظرون الى احدى البهائم التي لديهم .. أو ينظرون اليه نظرتهم الى الكلب الذي يحرسهم .. ومع فارق الذكاء فان الكلب في نظرهم اذكى من العبد .. واكن هذا البدوي وزوجته يحبان الاختلاس لا عن حاجة ولكن عن هواية … وعن رغبة في أكل اموال الناس بالباطل … وكان هذان الزوجان كلما وجدا دابة وحيدة اخذاها وذبحاء … وأكلاء لحمها وأخفيا بقية أجزائها تحت الأرض…

واطلع العبد ذات يوم على أنهما قد وجداى قعوداً أي – جملاً صغيراً – فذبحاه وأخفيا بقاياه غير الصالحة …. وصار يأكلان منه كل يوم ما احبا وكان نصيب العبد هو الأقل الارذل …

وجاء ذات صباح … وكانت الزوجة تضع للعبد زهابه اليومي أي غذاءة وقال لها العبد ضعي لي من لحم القعود فوضعت له عظاماً وعصباً وما أشبه ذلك .. وفي هذه الأثناء سمع العبد وعمته منادياً ينادي في الحي ويقول من عين القعود الذي من صفته كذا و كذا …!

فنهض العبد بأعلى صوته قائلاً :- ياراعي القعود تعالى ترى عندي من قعودك خبر .. فقالت المرأة اسكت لا تفضحنا فقال العبد حطي لي من طيب اللحم فحطت له .. ولكنه لم يرض وسمع المنادي يسأل عن القعود فأجابه قائلاً يا راعي القعود تعال فان عندي من قعودك خبر …!!!

فقالت المرأة اسكت وقال العبد حطي لي من طيب اللحم فوضعت له المرأة لحماً كثيراً حتى رضي ..!! ولكن صاحب القعود سمع صوت المجيب وجاء مسرعاً اليه وسلم على العبد عليه السلام …

وقال المنادي للعبد لعلك تعرف أين قعودي فقال له العبد ببلاهة وبساطة …

أرأيت ذلك الهزم يعني الحزم قال نعم … قال ومن ورا هذا هزم قال نعم وقال من وراه الهزم الهزم قال نعم قال ومن وراء الهزم هزوم قال نعم وقال ومن ورا الهزم عواشز.. قال الاعرابي نعم…

فقال للعبد رأيت هناك ارنباً هاربة وهي رافعة أذناً وخافضةأخرى .. والله ياعمي ما أدري هل الذي نفجها قعودك أو قعود غيرك

فقال البدوي :- اعقب عبد ما أخبلك ..!!!… وانصرف وتركه

تابعوني مع قصة (البنات الثلاث..وابن السلطان)

البنات الثلاث..وابن السلطان

اجتمع الأطفال كعادتهم عندما أظلم الليل .. وقال أحدهمم
إنني سوف أنوب عن جدتي هذه الليلة.. وأقص عليكم سالفة
قصها علي والدي..وقد لايكون أحد منكم سمعها..
فقالت الجدة هيا قصها علينا .. وكذالك الأطفال وافقوا على قول جدتهم..
وتصدر الطفل الحلقة ..وقال:
هنا هاك الواحد والواحد الله سبحانه في سماه العالي وإلى
هنا هاك الرجال الذي رزق ثلاث بنات جميلات ذكيات.. كل واحدة منهن معتزة بجمالها..
معتزة بذكائها بشبابها..!
وكان هؤلاء الفتيات لسن من أم واحدة .. بل الكبرى والتي تليها من أم والصغرى من أم ثانية..
وكانت الأختان الكبيرتان ينافسن أختهن الصغرى التي ليست أمها أمهن..
وكانت هذه المنافسة تجر إلى خصام..قد يكون عنيفآ في بعض الأحيان وف بعضها يكون خفيفآ.!
وشعرالوالد بما يكون بين بناته..وفكر في طريقتة تمنع بها هذه الخصومات.. ورأى بعد تفكير طويل أن يشتري بيتآ
مؤلفآ من طابقين ..وبحث عن بيت فوجده واشتراه وأسكن الصغرى في الطابق الأعلى وأسكن أختيها في الطابق الأسفل
وكان الوالد ينام عند كل واحدة ليلة..ليؤنسها ويسليها ويأخذ منها في الكلام..ويعطيها .. لأنه ليست عنده زوجة
فزوجته الأولى طلقها..وزوجته الثانية توفيت بسبب مرض مفاجيء لايدرون ماهو.!!
وكان من الصدف الغريبة..أن هذا البيت الذي سكنوا فيه مجاور لبيت السلطان الذي يحكم البلاد.!!
وكان السلطانقد رزق مولدآ ذكرآهو ولي عهده وكان مسكنه في جناح مما يلي بيت والد الفتيات الثلاث..
وله نوافذ تطل على ما حول القصر.. وبالذات هناك نافذة مقابلة لنافذة الفتاة الصغيرة في الطابق الثاني..
وقد أطل ابن السلطان ذات يوم فرأى الفتاة الصغيرة.. فأعجب بها من أول نظرة.. وأخذ يراقبها ويتتبع حركاتها
في غرفتها من غير أن تشعر به الفتاة.!!
فأعجب ابن السلطان بها أيما إعجاب .!!
أعجب برشاقتها وأعجب بنظافتها .. وأعجب بحسن ترتيبها لغرفتها وأعجب بلفتاتها.. وخطواتها.. وحركاتها وسكونها..
وفكر في الزواج بها ..ولكن كيف يكون هذا.؟! إنهابن السلطان.. وهي فقيرة تنتمي إلى عائلة فقرة.. وقد تكون حقيرة أيضآ..
والفقر ليس عيبآ .. ولكنها من عائلة مغمورة لا يليق ابن السلطان أن يصهر إليها.. لأن هذا الإصهار سوف يكون معروفآ ومشهورآ
بين الناس.. وسيكون موضع تعليقات..وتندرات بين أفراد الشعب إذا لم يكن الاختيار صوابآ..
وابن السلطان تهمه سمعة والده..وتهمه سمعته ومستقبله بين أفراد شعبه..
وفكر ابن السلطان في طريقة يصل بها إلى مطلوبة وعن طريق الحلال.. وبأسلوب لايعرض سمعة السلطان وابنه لقيل والقال!!
وفكر فيما فكر فيه أن يقتل أبا الفتيات وبذالك تنحل عقدة من العقد أو تزول عقبة من العقبات التي تعترض طريقة..في الزواج من
تلك الفتاة التي هام بحبها..
ولكنه تراجع عن هذه الفكرة..كيف يقتل رجلا مسلمآ بدون ذنب ولا عصيان لله.. ولاعصيان لأمر ولي أمر المسلمين!!
وفكر في أسلوب آخر يكون معقولآ عند الناس .. ووجد الأسلوب..فأرسل إلى أبو الفتيات وعندمامثل أمامه..حياه بتحية الإسلام
وانتظر الأوامر بتنفيذها.!!
وقال ابن السلطان أني أريد منك أن تأتيني بقرص من الخبز إذا وضعته في فمي ذاب حالآ..
وأريد تأتيني بشراب يؤلم أضراس شاربه.. ولك أسبوع كامل تبحث عما طلبته منك.. فإذا إنقضى الأسبوع..
دون أن تنفذ طلباتي فإني سوف أقطع رأسك ..وأرميه للكلاب.!!
فخرج هذا النجار من قصر السلطان مهمومآ مغمومآ لايدري ماذا يفعل..أنه يعرف خطورة الأمر وأن ابن السلطان
يستطيع ان يقول ويفعل ..وإذا فإن الطريق السليم أن ينفذ الأوامر بأي طريقة من الطرق.
ولكن كيف يعرف مايريده ابن السلطان..إن مثل هذا الأمر لم يجر عليه طيلة أيام حياته الماضية ولم يسمع أن هذا الأمر جرى لإنسان
آخر فسلك الطريق الصحيح للخروج من هذا المأزق.!!
والمهم أن هذا النجار عاد إلى بيته مرتبكآ حزينآلايدري ماذا يفعل .!!
ونام في اليلة الأولىبعد هذه الحادثة عند ابنته الكبرى
ولاحظت ابنته سهومه وهمومه ..فسألته عن السبب ذالك فتمنع في أول الأمر.. ولكنها ألحت عليه حتى أخبرها
بما جرى..
فقالت له ابنته الكبرى إن الأمر بسيط جدآ ياوالدي أما الشراب فإنه شراب الليمون..وخبزة شعير..وسمع الوالد
ما قالته ابنته الكبيرة..ولكنه لم يقتنع به تمام الاقتناع..ولكنه جاملها..وقال إنني أعتقد أن ذا يمكن أن يكون هو الحل الصحيح.!!
وجاءت الليلة الثانية فنام عند ابنته الوسطى ولاحظت على والدها مثل ما لاحظت أختها..وصار سؤال وجواب..
فكانت أفكار الأختين متقاربة..والحل الذي رأياه حل واحد.
فشكر ابنته..وجاملها وقال لها مثل ما قال لآختها الكبرى..
وجاءت الليلة الثالثة فنام عند الصغرى فلاحظت على والدها مثل ما لاحظت أختاها.. وسألته عن أسباب همه وغمه.
فأراد أن يخفي عليها الأمر لأنها صغيرة ..ولن يكون رأيها أفضل من رأي أختيها ..
ولكن الفتاة ألحت على والدها. حتى أخبرها بجلية الأمر..فقالت إن الأمر بسيط جدآ .. وما عليك إلا أن تحضر
لي بطيخة مستوية..فأحضرها.. فقطعتها قطعآ صغيرة..
واستخرجت جميع حبها ..وأعطته والدها.. وقالت اذهب بهذا الحب إلى أختي ليستخرجا الأقراص ..
ويرميا القشور وبعد ذالك أعد إلي تلك الأقراص .. وأنا سوف أعصر ماء البطيخة .. وأحتفظ به في إنا خاص.!!
وفعل الوالد مثل ما قالت له ابنته الصغيرة ..وجاء إليها بحب البطيخة بعد أن خلص من قشوره .. فطبخته..
وعملت منه قرصآ.. إذا وضعالآكل قطعة منه في فمه ذابت حالآ.!!
وفرح الأب بهذا الحل ..ورأى أنه هو الجواب الصحيح لما طلبه ابن السلطان.!!
وجاء اليوم الأخير للموعد المضروب .. وذهب هذا النجار إلى ابن السلطان .. ومعهالشراب ومعه القرص الذي صنع من
حبوب البطيخ ..
ووجد النجار ابن السلطان في انتظاره فقدم له الشراب..
وعندما ذاقه ألمته أسنانه..وأخذ قطعة من القرص .. وعندما وضعها في فمه ذابت في الحال .!!
فقال ابن السلطان لهذا النجار لقد أصبت بعض الصواب وليس كله..ولذالك فأنا سوف أعطيك ثلاثة ألغاز
لتحلها الحل الصحيح . وإلافان الثمن هو رأسك وأريد أن تحل هذه الألغاز في خلال ثلاثة أيام فقط..
وأنصت النجار لهذه الألغاز ..وتكلم ابن السلطان فقال:
ماهو الطويل الطويل..وماهو المليح المليح وماهو الحلو الحلو.!!
ثم ختم ابن السلطان بأن قال اذهب الآن وأتني بالحل الصحيح في الموعد المحدد.وإياك أن تتأخر..!
فذهب هذا النجار وهو لايكاد يبصر طريقه.. لقد بدأ ابن السلطان يضيق عليه الخناق .. فبدل لغزين أعطاه ثلاثة.
وبدل أسبوع أعطاه مهلة ثلاثة أيام فقط .!!
ونام في الليلة الأولى عند الكبرى فرأت مايظهر على وجه والدها من الغم والحزن .. وعلمت بأن المشكلة الأولى قد تكررت .. فقالت
لوالدها أخبرني بما يقلقك ويقض مضجعك فلعلي أستطيع مساعدتك على اجتياز ما يعترضك من عقبات..أو يشغل بالك من مشكلات.!!
فأخبرها والدها بما طلب منه ابن السلطان .. وما سوف يفعله به إذا لم يجب طلبه.. ولم يهتد إلى الحل الصحيح لهذه الألغاز..
فقالت له ابنته لاتحمل هما لذالك فأنا سوف أعرف حل هذه الألغاز إذا أنت أخبرتني بها..
وعند ئذ أخبر الوالد ابنته بهذه الألغاز .. فقالت الفتاة أما الطويل الطويل فهو بيتنا .. وأما المليح المليح فهو أنت يا والدي
.. وأما الحلو الحلو فهو أنا ..!!
وسمع الوالد هذا الحل وشكر ابنته على اجتهادها وأظهر لها الفرح والسرور.. مع أنه يعلم أن هذا الحل بعيد من الصواب بعد السماء عن التراب.!!
وجاءت الليلة الثانية فنام عند الوسطى .. ولاحظت عليه مثل ما لاحظت أختها الكبرى .. وسألته فأجابها وطلبت منه أن يخبرها بالألغاز فأخبرها ..
وأعطته حلا لها لا يبعد في أسلوبه ومعناه عن الحل الذي سمعه من أختها الكبرى .. فشكرها وطيب خاطرها..
وجاءت الليلة الثالثة فنام عند الصغرى ولاحظت على والدها مثلما لاحظت أختاها.. وسألته فأجابها وأخبرها بالألغاز الثلاثة..
فقالت له لا تهتم فإن الحل الصحيح لهذه الألغاز لدي جاهز.!!
فأما الطويل الطويل فهو مد النظر.. وأما المليح المليح فهو طلع الشجر .. وأما الحلو الحلو فهو النوم بعد السهر.!
واقتنع الوالد بهذا الحل .. واطمأن باله.. وزال عنه بعض الهم..
فلما حان الموعد ذهب النجار إلى قصر السلطان وقصد جناح ولي العهد فوجده في انتظاره فحياه بتحية الإسلام.. فرد عليه ابن السلطان
التحية بأحسن منها وأمره بالجلوس .. ثم صار ابن السلطان يتحدث مع بعض جلسائه .. تاركآ لهذاالنجار فرصة ليسترد هدوءه.
ولتهدأ أنفاسه.. وليجيب على اسئلة ابن السلطان أو ألغازة بجواب هاديء رزين.!!
وسأل ابن السلطان وأجاب النجار بنفس الحلول التي قالتها له ابنته الصغرى ..
فسمع ابن السلطان تلك الحلول وتعجب من أحكامها وصوابها.. ولكنه كان مصرآ على أن يظهر عجز هذا النجار..
عما أمره ابن السلطان وقد علم من طرق خاصة أن تلك الحلول ليست من صنع النجار ولا نتيجة لفهمه وإدراكه.. وإنما هناك
في منزله من يحل له هذه الألغاز حلآ سليمآ ممتازآ.!
وسأل ابن السلطان النجار عن أفراد عائلته .. فأ خبره أنه ليس لديه إلا ثلاث بنات قد ماتت أمهن منذ فترة طويلة من الزمن..
وأنه لم يتزوج بأخرى خوفآ على بناته من زوجتة تؤذيهن .. وتنكد عليهن معيشتهن ..!
وعندما علم ابن السلطانبعدد أفراد الأسرة .. قال للنجار ..اذهب وأتني بعد أسبوعين ومعك بناتك الثلاث وهن حوامل..
فلم يكن من النجار إلا أن يخرج .. ويذهب إلى بيته ويخلوا بابنته الصغرى .. ويخبرها بما طلب ابن السلطان.. فطمأنته ابنته.. وقالت أترك الأمر لي..
فإذا جاء الموعد فأننا سوف نذهب .. وسأكون أنا المتكلمة باسمكم جميعآ ..فاتركوا لي الأمر وسوف تجدون من كلامي وتصرفي مايحل المشكلة.!!
فاطمأن النجار إلى ثقة ابنته في نفسها .. وانقضت الأيام بسرعة .. وجاء الموعد المحدد فأخذ النجار بناته الثلاث .. وذهب إلى ابن السلطان ..
وعندما دخل عليه قصره وجده في انتظاره .!
وكانت البنت الصغرى قد أخبرت أختيها بأنه لو أصر ابن السلطان على سؤال كل واحدة على حدة ولو كان السؤال هو :
تشتهي الحامل من النسوان .. خوخ ورمان ..!!
وكان هذا السؤال الذي خطر على بال البنت الصغرى هو ماسأل عنه ابن السلطان تمامآ.!!
وقد بدأ بسؤال الكبرى فأجابت بما قالت لها أختها وسأل الوسطى فكان جوابها هو نفس جواب أختها..
وسأل الصغرى فأجابت الحبلىمن النسوان تشتهي كمثرى من حجر .!
فضحك ابن السلطان من هذا الجواب البعيد من الصواب وضحك الحاضرون في مجلسه الذي كان مكتظآ بالخدم والحشم والزوار .!
وقال ابن السلطان بأعلى صوته : ياناس هل الكمثرى يخرج من الحجر؟فأجابته الفتاة بصوت ناعم رقيق سمعه جميع الحاضرين:
ياناس وهل الأنثى تحمل بدون ذكر.؟
وبهت ابن السلطان بهذا الجواب .. وأعجب بهذه الفتاة كل الإعجاب.!!
كما أن الحاضرين جميعآ اندهشوا مع الإعجاب بجرأة الفتاة .. وطلاقة لسانها وقوة حجتها.!
وقال ابن السلطان لوالد الفتاة إني أريد أن أتزوج بابنتك الصغرى .. فماذا ترى؟
فقال النجار إنه لشرف عظيم أن تتزوج ابنتي.. وأن أوافق حلاوبلا تردد على هذا الزواج.. أقول هذا الكلام بحضور ابنتي
التي سوف يكون سكوتها دليلآعلى موافقتها ..
وسكتت الفتاة فعلآ .. ولم تنبس ببنت شفه.. فعلم ابن السلطان وعلم الحاضرون بموافقتها من سكوتها وأحضر القاضي وعقد عقد الزواج..
وزفت ابنة النجار الفقير إلى ابن السلطان الخطير ..وذلك بفضل سلامة تفكيرها.. طلاقة لسانها.. ورقة تعبيرها وتخبيرها..
أما أختيها فقد تسابق إلى خطبتهن كبار القواد..من سادة البلاد..!وذهبت كل فتاة من بناته إلى بيت زوجها..وبقي الأب وحيدآ.. ليس لديه أنيس ولا حنيس.!!
وفكر هذا النجار الذي صار غنيآبعد أن كان فقيرآ.. ومشهورآبعد أن كانمغمورآ ..
فكر في الزواج الذي كان قد عزف عنه خوفآ على بناته من اضطهاد النساء ..وشخص في مثل مركزه وغناه .. يتسابق إلى الاقتران به معظم النساء.!
وهذا فعلآ ماحصل …فقد خطب سيدة من بيت كبير معروف ..فرحبوا به..وزوجوه .! وعاش الجميع في سبات ونبات..ورزقو الكثير من البنين والبنات.!
وانتهت القصة
في الحلقة المقبله بنكون مع قصة (
خمسة رجال ..يبحثون عن الرزق )


(خمسة رجال..يبحثون عن الرزق)
تتوالى في بعض الأحيان سنوات من الجوع والقحط..
يضيق فيها المرء بنفسه بسبب ضيق المعيشة ..!!
وفي سنة من هذه السنوات ضاق الرزق على خمسة من رجال إحدى القبائل..
واتفقوا على أن يسافروا ..وأن يضربوا في كبد هذه الصحراء.. بحثآ عن الرزق..
والرزق في عرفهم قد يكون حلالآ.. كالشيء الذي يكسبه المرء من طريق مشروع..
وبعرق الجبين .. وقد يكون حرامآ كالمواشي والأموال التي يستولي عليها المرء
من أموال الغير بطريق القوة .. أو طريق الاختلاس..
وقد سافر هؤلاء الرفقة الخمسة يلتموسون الرزق سواء كان حرامآ أو حلالآ.. فقد اضطرتهم الحاجة..
وحدهم الجوع ليركبوا هذا المركب الصعب على مافيه من مخاطر جمة .. قد تبلغ في بعض الأحيان أن يفقد المرء حياته..
لأن الأموال والمواشي سوف يدافع عنها أهلها دفاع الأبطال .. ولن يتركوها لقمة سائغة لكل من صال وجال ..!!
ومن عادة الرفقة أن يختاروا أفضلهم فيجعلوه أميرآ عليهم يأتمرون بأمره..ولايخرجون عن رأيه فيما أحبوا ..أو كرهوا..
وسار هؤلاء الرفقة .. وليس معهم طعام يأكلون منه.. وليس في الصحراء من يستضيفونه ليطفيء عنهم حر الجوع.!!
ومضى اليوم الأول .. ثم مضى اليوم الثاني .. وليس معهم إلاقليل من الماء.!!
وبدأ الجوع والتعب يدب إلى نفوسهم وأجسامهم ..لأنهم لم يصادفوا في طريقهم أي حيوان من الحيوانات الأليفة ..أو
الحيوانات المتوحشة .. ولو وجدوا شيئآ من ذالك لأكلوه ولم يفكروا فيه أحلال هو أم حرام.؟!
وجاء اليوم الثالث .. واشتدت عليهم وطأة الجوع القاتل ولكنهم صبروا وصابروا.. وجامل بعضهم بعضآ..
فلم يبد من أي واحد منهم أي شكوى أو تذمر .!!
وجاء اليوم الرابع دون أن يأكلوا شيئآ ..وأحسوا بأنهم سوف يذهبون طعمة جميعآ إن لم يتدبروا أمرهم.. وينقذوا حياتهم..
ولوكان ذالك بهلاك بعضهم في سبيل بقاء البعض الآخر .!!
وجمعهم أميرهم ..وصارحهم بالأمر.. وقال إنه لابد من تضحية.!!
ونظر إلى رفاقه..ووقع نظره على أكثرهم لحمآ وشحمآ .. وقال إنني أرى أن نذبح رفيقنا هذا الكثير اللحم والشحم..
ونأكله .. ولابأس من ذهاب واحد ليعيش أربعة .. فما رأيكم أيها الرفاق.؟!
فوافق الجميع على رأي الأمير .. ماعدا ذلك الشخص الذي سوف يذبح ويؤكل .!! فإنه انزعج وبكى .. وقال الأمير
مع الرفاق:
أنكم تعلمون أنني أنا الكاسب الوحيد لعدة من الأطفال والنساء .. الذي لاسند لهم _ بعد الله _غيري.!!
وتأثر الرفاق بجزعه ودموعه.. لأنهم يعرفون أنه لم يقل إلا حقآ فأعلن الأمير رأيه بترك هذا الرجل فهو صادق فيما قال..
ووافق الرفقة على رأي الأمير .. وصرفوا عنه مكرهين .!!
ثم نظر الأمير إلى البقية الباقية من رفاقة .. ووقع نظره على أحدهم وهو شاب ليس عليه مسؤليات عائلية.. لأن له إخوة
سوف يقومون مقامة في شؤون أسرته..
واستشار الأمير رفاقه في ذبح ذلك الشاب فكلهم وافقوا وكذالك هذا الشاب الذي سوف يذبح وافق على أن ينقذ رفاقه..
ولوكان سوف يدفع الثمن غاليآ .. وهو حياته .!!
وقال لرفاقه.. أنا أعرف أنني أقلكم مسؤليات ..ولذالك فأنا موافق على انقاذ حياتكم بموتي.!!
وأنا لاأريد منكم إلاشيئآ واحدآ.؟!
فقالوا وما هو .؟! فقال تمهلوني إلى الغد .. حتى نرد الماء الذي نحن في طريقنا إليه ..
فإن وجدنا شيئآ يسد رمقنا قبل الماء .. أو على الماء فذالك ما نتمناه جميعآ .. وإن وردنا الماء..
دون أن نجد شيئآ يؤكل .. فإنني أسمح لكم بقتلي وأكلي.!!
فوافق الأمير .. ووافق الرفقة على طلب زميلهم .. وساروا إلى الماء يجرون أنفسهم جرآ..حتى أن أرجلهم لاتكاد تحملهم من
شدة الجوع والتعب.!!
وكان من حسن حظ هذا الشاب الذي كان سيقتل ويؤكل .!! ان رفاقه وجدوا على الماء كلب ميتآ..
وعندما رأوه فرحوا واستبشروا .. فهمسوف يأكلونه.. وسوف يكون في أكلة انقاذ لحياة رفيقهم الوفي
الذي بذل حياته في سبيل حياة رفاقه .!!
فأوقد الرفقة النار .. وشووا ذالك الكلب وأكلوه .. ثم عادوا إلى مضارب بيوت العشيرة ..ولسان حالهم
ينشد بيت الشاعر القديم:
وكم طوفت في الآفق حتى
رضيت من الغنيمة بالإياب
وانتهت القصة

انتظرو قصة (قضعان مع أبو الروس ..)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.