كيف تجعل من نفسك قدوة للابنك بالخطوات والتفاصيل
إذا أردنا تعديل ما لا نقره من سلوك بعض الأبناء فعلياً، فيجب أن نعيد تربية الآباء أولاً»، بهذه الكلمات الصريحة والقاسية يبدأ كلامه الأستاذ يعقوب الشاروني كاتب الأطفال، الحائز على العديد من الجوائز المحلية والعالمية لأبحاثه في تنمية الأبناء، وحول هذه القضية يسرد لنا بعضاً من الأسس التربوية التي ينبغي أن يتمتع بها الآباء؛ لمواصلة دورهم التربوي الحقيقي.
* الأبناء يتعلمون ما يعايشونه؛ فيتصفون بالسخط إذا نشأوا في جو من الانتقاد، ويشبون على العدوانية إذا كان الجو المحيط بهم يمتلئ بالعداء، ويعرفون القلق إذا عاشوا مناخاً كله خوف.
* يتعلمون رثاء حالهم إذا نشأوا في جو من الإشفاق على الذات، ويصبح الخجل سمتهم إن امتلأ البيت بالسخرية.
* ويتعلمون الحسد إذا عاشوا جواً من الغيرة، ويحسون بالذنب إذا كان جو البيت يشعرهم بالخزي دائماً.
* ويشبون واثقين إذا نشأوا في جو من التشجيع، ويتسمون بالصبر إذا كان الأهل قادرين على التحمل.
* يقدرون الشيء، ويعطونه حقه إذا كان جو البيت يمتلئ بالإطراء، ويزداد الحب بقلوبهم إذا كان الآباء يعيشون في جو من الاستحسان.
* ويقدرون أنفسهم إذا أحسوا بالتقدير في صغرهم، ويحرصون على وجود هدف في حياتهم إذا كان الوالدان يهتمان بالمستقبل.
* ويصبحون كرماء إذا رأوا أهلهم يشاركون الغير مصابهم وأفراحهم. ولهذا على كل أب أن يحرص على توفير هذه السلوكيات والقيم داخل البيت أولاً، وممارستها ثانياً بصدق وعفوية دون ادعاء؛ ليقدم صورة نموذجية لأبنائه.
خطوات إضافية
1- احرص على منح ابنك فرصة الاستكشاف والاستطلاع في المنزل منذ البداية؛ بأن ترفع جميع الأشياء الخطرة التي تهدد سلامته أو تنكسر بسهولة، ولا تفرض رأيك عليه باستمرار، وبشكل متسلط خاصة في أعوامه الأولى.
2- تواجد مع طفلك قدر المستطاع أثناء ساعات تواجدك بالبيت، وامنحه الاهتمام والانتباه الذي يحتاجه. ومن دون أن تعوق نمو شخصيته الاستقلالية بحمايتك الزائدة له.
3- تعلم أن تضع حدوداً لا تتنازل عنها أمام طلبات الابن غير المعقولة؛ حتى لا تشجعه على تحقيق رغباته بالشكل الذي يحلو له فتفسده.
4- تحدث كثيراً مع ابنك، وابذل جهداً لفهم ما يحاول القيام به، وركز على مايراه مهماً، وليتك تستخدم أسلوب الكلام والفكر الذي يتناسب ومرحلته العمرية.
5- اصطحب ابنك معك إلى السوق، واسمح له بمساعدتك ببعض الأعمال، ولا تكن مذبذباً في أسلوب تربيتك له.
6- كن الأب المتقبل لا الرافض؛ فالأبناء بطبيعتهم يبتعدون عن الأشخاص المحبطين؛ شاركه فرحته إن رأيت ابتسامته، وضمه إلى صدرك عند مشاهدتك لكل نجاح يقوم به مهما صغر.
7- كن حازماً لا متشدداً ولا متساهلاً؛ فالأبناء الأكثر استقلالية واعتماداً على النفس هم من قام آباؤهم بممارسة نوع من الضبط عليهم، مع إشعارهم بحرارة عاطفتهم نحوهم.
8 – اسمح لأبنك بالمشاركة؛ فالابن يشعر بقيمته وشخصيته حين يرى نفسه عضواً نافعاً في أسرته، وأن بمقدوره تقديم المساعدة، والتي تعني الاعتماد عليه.