بسم الله الرحمن الرحيم
مما لا شك فيه أن الإنسان بفطرته يحب الحياة،ويحب أن يطول عمره فيها ،بل يحب
الخلود فيها لو إستطاع،ومن باب هذه الغريزة غريزة حب الخلود
والدين نفسه يعتبر طول العمر نعمة إذا استخدم في نصرة الحق،وعمل الخير ،ومما
لاشك فيه أيضا أن الموت قد نغص على الناس الحياة،فكثيرا ما اختطف الشاب في
ريعان شبابه،والعروس في أول أيام عرسها،والوحيد المدلل من بين يدي أهله،والغني
المرفه من أحضان نعمته ورفاهيته، والحاكم الموهوب من بين حرسه وحشمه، ولكن
لا مفر منه فهذه سنة الحياة؛ ولو لاهاذم اللذات ومفرق الجماعات الذي هو الموت
لطغى الإنسان وتجبر لخلوده
وإذا كان الموت خاتمة المطاف ونهاية الحياة، فالعمر لا ريب قصير،فهل عملنا فيه
عملا صالحا نافعا،أم هو مجرد كلام ،فمهما طال بالإنسان الأمل ،ومده في الأجل
،إنما هو أيام معدودة وأنفاس محدودة ،يقطعها الموت بغير إستئذان؛ويترك صاحبها
في خبر كان فكن خير إنسان كان،وأطيب إنسان كان،وأشرف إنسان كان،وأتقى إنسان كان……………..
والحق أن العمر الحقيقي للإنسان ليس هو السنين التي يقضيها من يوم الولادة إلى
يوم الوفاة ،وإنما عمره الحقيقي بقدر ما يكتب في رصيده عند الله من عمل
الصالحات وفعل الخيرات
بارك الله فيكي