تخطى إلى المحتوى

لاتقوم البيوت السعيدة الا على التضحية حياة اسرية 2024.

لاتقوم البيوت السعيدة الا على التضحية

خليجية

مقدمة ..

قال السعدي رحمه الله تعالى في قوله تعالى ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا

وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً [الروم : 21] :

" لا تجد بين أحد في الغالب مثل ما بين الزوجين من المودّة والرّحمة " ..

وقال صلى الله عليه وسلم : ( إذا أراد الله بأهلِ بيتٍ خيرًا أدخَل عليهم الرفق ) ..

مدخل

قلّبت نظري فيمن حولي هنا وهناك ..

وحقيقة ومن غير مبالغة ..

وجدت أكثرهم ممن دخل عليهم الرفق وسكنتهم المودة والرحمة – ولله الحمد – ..

إلا قلة قليلة شاذة ..

لاحظتُ ..

أنّ البيوت التي سكنتها الرحمة والمودة إلا وتجد فيها مضحٍّ وأكثر ..

وكلما كبرت التضحية وزادت جوانبها زاد الرفق والأنس والرحمة في هذا البيت ..

وكلما كان شعار البيت الأنانية وحب الذات هربت من بيوتهم السكينة والرحمة ..

ولاشكّ أن عِماد البيت وأُسّسهُ هما الزوجان ( الأب والأم ) ..

وجدتُ ..

1/ أعظم البيوت سكنًا ورحمة هي التي فيها كل الأطراف تضحي من أجل بعضها ( الزوج والزوجة والأبناء ) ..

2/ يليهما البيوت التي ينفرد بالتضحية طرف دون آخر فيجبر مانقص لتسير السفينة بأمان ..

ولا يبقى إلا آخر صنف وهو الأسوء ..

3/ بيوتٌ لا تجد فيها رحمة ولا حنان ، بيوتٌ تقوم على الأنانية وحبّ النفس والبحث عن المصالح الذاتية

مع التقصير الشديد في الواجب ..

امثله

زوج وزوجة مضحّيان

زوجٌ وزوجة من الأهل أعرفهم كما أعرف نفسي ..

تزوجت بابن عمها وكنت أحد الصغار الذين وُضعوا في مقدمة الزفّة ..

الزوجان حصلا على الشهادة الجامعية وسكنوا مع أهلهم في شقة منفصلة ..

لم تُغريها شهادتها الجامعية لتركض خلف الوظائف تاركة أبناءها مع الشغالة – المتوفرة – ..

ما عهدناها إلا خلف صغارها الذين يفرق بينهم السنة والسنتان ..

هي أقل المتواجدين حضورا في المناسبات ولكنها واصلة للرحم ..

وفي حال خرجت من بيتها لمناسبة ضرورية أو زيارة مريض ..

لا يمكن أن تصل للساعة الـ 9:30 ليلا ولا تكون في بيتها ..

هذا مع ندرة خروجها ..

كل الصور المختزنة لها في ذهني أمٌّ بين أولادها تذاكر لهم ..

عندما نزورهم نجلس ونتحلق حولها وهي تتحدث عن أولادها الصغار كلا باسمه ..

بتنا نعرف أدق الدقائق عن أولادها ( هذا نحن فكيف هي ) ..

تعرف كل شيء عن أولادها وأصحابهم وأدق الدقائق عنهم ..

هي محل سرهم وشكواهم وفرحهم وعتبهم ..

تمنيت أن يكون مثلها كثييير ولا أعجب أبدا من حب أبناءها لها ..

أذكر من ضمن الأحداث إعجاب أحد أبناءها بها ..

كان يقول لها وهي تراجع معه أيام الامتحانات : يا أمي أنا لما أكبر راح أتزوجك ؟! .. "

يومها يبدأ من الصباح ومتابعة العمل مع الشغالة وينتهي بالراحة بعد الغداء ..

ليبدأ من جديد ومذاكرة الأبناء إلى آخر الليل ..

ويتخلل هذا القفشات والمساسرة بينها وبين أولادها في سرهم ونجواهم وفرحهم ..

حتى باتوا لايضعون سرهم إلا عندها ..

هذه حياتها ( أبناءها وزوجها ) ..

وبالمقابل فـ الزوج بالمثل ..

أتذكرها وهي تحكي عن حنانه ورفقه بها ..

سافرت الشغالة ولم تجد بديلة لها وصارت تعب عليها وأيام كرب ومتابعة للأولاد ..

رأته يخرج في الفترة المسائية للعمل بنفس ثوب الصباح !!

فلحقته تسحب الثوب وتنهره أن يخرج بهذا الثوب مرة أخرى ..

فضحك وسحب نفسه وقال لها : نظيف ..

وحاولت تدركه ليعود ليغير ملابسه فرفض وخرج ..

أتعرفون السبب !!

يريد توفير الملابس عشان الغسيل لا يزيد عليها !!

هو لم يقل هذا ولكنها تعرف زوجها جيدا ..

حكت لنا مرة ماذا يحصل يوم الجمعة في بيتها ..

يوم الجمعة في بيت سعيد ..

الساعة 8 صباحا يستيقظ الزوج ويدخل المطبخ ويبدأ في إعداد الفطور !!

ثم يدخله لغرفة النوم ويوقظها لتفطر من عمايل يديه ؟!

وفي الأيام التي تذهب الشغالة للحجّ ..

كل سنة شغالتهم تحج !

كان يستيقظ مبكرا ..

ويقفل باب غرفة النوم حتى لا تشعر بشيء مما يُدار ..

ويبدأ هو والأولاد في تجميع الغسيل ..

كل واحد من العيال يجيب ملابسه ..

ويقسمون الأوقات يينهم في تشغيل الغسالة والتغيير ..

ويبدأون في تنظيف غرفهم قبل ان تستيقظ ..

تقوم من نومها والبيت كانه خلية نحل ..

فاليوم جمعة ..

جعلوه يوم راحتها دون أن تطلب هذا !

لا تأتي الساعة 12 ظهرا في هذا اليوم المبارك إلا وأول من يدخل المسجد

ليلحق خطبة الجمعة هذا الرجل وأولاده الأربعة بثيابهم البيضاء والبخور يُشمّ منه من على بعد ..

أمثل هذا البيت لا يكون سعيدا !!

هذا البيت والله ما أدخله وأدور في غرفه إلا ويمر في ذهني حديث الرسول صلى الله عليه وسلم

( إذا أراد الله بأهلِ بيتٍ خيرًا أدخَل عليهم الرفق ) ..

على فكرة ..

هذا الزوج تاجر كبير مع شركاءه وربما لو ذكرت اسم شركته لعُرف ..

وأيضا لعلكم لاحظتم هذا الرفق والحنان طال حتى الخادمة ؟!

هم يحسنون حتى مع العاملة في المنزل لها حق الحج والراحة بعد الحج !

وإن تعشوا من برا لازم تتعشى هي مثلهم يجيبون لها عشى بروست وهم راجعين ..

[2]
طرف دون آخر

أ / زوجة مضحية

هو أنانيّ وفوق هذا مؤذٍ لها ..

قائمة ببيتها وبكل مايحتاجه وبأولادها ..

وفوق هذا تقوم بأمه العجوز ترويشا وتنظيفًا واستقبالا لأهله ببشاشة وحسن كلام ..

ومع هذا لاتسمع منه إلا سيء الكلام وسوء المعاملة مثل " راح أخلي حياتك نكد " ..

نقلوا لي أنه إذا عرف مثلا أن لها ضيوفا سيحضرون في المساء ..

يقوم وهو عائد من عمله في الظهر بأخذ حفنات كثيرة من تراب الشارع ..

ويقوم بسكب التراب في المجلس الذي نظفته !!

وأمام عينيها ؟!

فقط كيدا لها !!

لم يتوقف عند هذا ..

بل دبّل لها هذه الصفعات بزوجة جديدة أحضرها من خارج السعودية ..

بل وأحضرها لداخل بيتها من أجل الحج !

ومع هذا ظلت كما هي تقوم ببيتها وبناتها وأمهِ العجوز ..

مرت السنوات وصبرت وتحملت وضحت ..

الرحمة والرفق والحنو الذي سكبته هذه الزوجة الصالحة

أعاضها الله عنه اليوم بأبناء بررة يسرون العين وحتى الزوج قد صلح وحنّ ورزقه الله المال الوفير ..

قام البيت وبقي شامخا بسبب امرأة مضحية تحملت زوج مستهتر ..

ب/ زوج مضحٍّ ..

لا يتذكر يوما أنّه عاد للبيت ووجده نظيفا يسر الخاطر ..

المطبخ يعجّ بما فيه من صحون الأمس ..

تمر في المطبخ كأنك تمر على زبالة !!

غرفة النوم على حالها ..

والقدور مازالت تحتها النار ..

وزوجة مشعثة مغبرة لا تسرّ العين ولا تريح القلب ..

لا مكان نظيف ولا زوجة سنعة ولا أكل مُعدّ ..

ومع هذا لا يقول لها كلمة أف !!

كل مايقوم به ، يلقي رأسه على الوسادة قائلا لها : صحيني لما تخلصين الغدا .."

لا يتذكر عدد المرات التي سقط فيها مريضا في البيت ومع هذا فالزوجة لا يثنيها هذا عن الخروج لجلسات النساء

وهو يرتجف تحت غطاءه في البيت وحده والأبناء في الشارع يلعبون وهي تقهقه في جلسة نسائية !!

صبر وتحمل من أجل أبناءه وصغاره ..

هو يستطيع أن يطلقها ولكنه يرأف بحال والدها – خاله – الكبير في السن بعد هذه السنوات يرجع له ابنته ؟!!

وكذا هو لا يضمن الزوجة التي سيأخذها أتحنو على أولاده أم تعاملهم كما هو معروف !!

لهذا صبر وتحمل سنوات وسنوات ..
وبعد عشرين سنة بدأ ينقلب عليها وسامها العذاب ..
ومايزال البيت قائما والأولاد يتشبثون بين ذا وذا ..
ولعله لم يعد يتحمّل فقد كبر الأبناء ولم يعد للتحمّل فائدة ! ..

وأخرى موظفة ..

تعود من عملها وأخلاقها عند خشمها كما يقال ..

لا خلق لها في مقابلة الأبناء التي تعالج صراخهم بالكفوف والضرب ..

حتى بنت السنتين لم تسلم من رسم أصابعها على خدودها الصغيرة ..

فيسارع الأب الرحيم بسحب أولاده من بين يديها قبل أن تهلكهم ضربا ..

ليدور بهم في الشارع أو في حديقة وهو متعب منهك فلم يرتح بعد ..

ولكنه مضطر لأن يضحي لتسير المركبة !

وحتى تهدأ أعصاب الزوجة المشغولة بوضع الكريمات ..

وتقوم بعمل الرياضة في المنزل حفاظا على جسمها !..

ولا ينسى بالطبع أن يرجع للبيت ومعه عشاء فاخر يراضيها به !!

مرت السنوات والأطفال يتهادون مابين وبين ..

ومايزال البيت قائما يتهادى على كتف هذا الزوج المضحي ..

[3]
أنانيّون

بعد أن هربت الشغالة من سوء المعاملة من الزوج والزوجة ..

ماكان لهذه الزوجة التي تهتم بجمالها ويدها ناعمة إلا أن ألقت حمل غسل الأطباق على ابنتها الكبرى

وهي تقول لها : يكفيني الطبخ انت مايضرك صغيرة يدك ناعمة !!

البنت الكبيرة ثاني متوسط !!

تعود من المدرسة لتغسل أواني الطبخ والباقي من الصحون تغسله فيما بعد !

وأختها الأخرى عليها غسيل الحمامات حتى لا تتأثر هذه الزوجة وتفقد نعومة يدها !!

فيما الزوج الأناني لا يهمه مايصير في البيت فهو يبذخ في المصاريف على نفسه

فأهم ماعليه يشتري أفخم العطور وثوبه نظيف وغالي الثمن ويلمع بياضا

ويخرج الصباح للعمل والمساء للاستراحات ولا يضر بعض مغازل ومعاكسات

عايش حياته بالطول والعرض ..

فيما تقوم الزوجة بالسهر عند من تشاء وفي كل مناسبة

وبالطبع لا يخلو هذا من أفخر اللباس والتزين في أفخم الصوالين

ولا يقدر الزوج يفتح فمه بكلمة وإلا ستحاسبه ..
فكما هي ساكتة عنه فليخرس ليعيش بأمان !..

وقبل ان تذهب الأم للسهرة تكون قد أسمعت أولادها مسموم الكلام

بعد ان ضايقوها بصراخهم وبعض الطلبات قائلة :

عساكم بالموت ربي ياخذكم ويريحني منكم ومن أبوكم خربتم المكياج

قومي انقلعي شيلي أخوكي عسا ربي يشيلكم من قدامي كبرتوني قبل حلّي !!

لو ترون عيالهم !!

مرضى نفسيين !!!

في الختام ..

لابد وكل منّا وله تجاربه والقصص التي مرّت به تختزنها ذكرياته وعليها بنى أحكامه ..

مابين منحرفٍ لليمين ولليسار ومابين معتدل ..

سقط في ذاكرتي عيّنات أنانية من الجنسين لم يهمهم من الحياة الزوجية إلا مصالحهم الخاصة ..

وبقت شامخة في الذاكرة نفوسٌ عليّة ضربت أروع الأمثلة في التضحية من الجنسين أيضا ..

اللهمّ ارزقنا بيوتا آمنة مطمئنة يسودها الحب والتضحية وتظللها المودة والرحمة ..

حقيقة لم أجد كمقولة ..

لاتقوم البيوت السعيدة إلا على التضحية ..

لا تخرب البيوت إلا بزوجٍ أنانيّ وزوجة أنانيّة

( فهنيئا لبيتٍ فيه مضحٍّ )

مشكورة حبيبتي طرح رائع ونصائح قيمة
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.