——————————————————————————–
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ
…
عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرَاً (خَيْرٌ)، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – : " وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ ". وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرَّاً (شَرٌّ)، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – : " وَجَبَتْ وَجَبَتتْ وَجَبَتْ ". قَالَ عُمَرُ : فِدَىً لَكَ أَبي وأُمِّي، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرَّاً (خَيْرٌ) ، فَقُلْتُ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، ومُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرَّاً (شَرٌّ) فَقُلْتُ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – : " مَنْ أَثْنِيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْراً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرَّاً وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ".
أخرجه البخاري ومسلم ، واللفظ له .
أحد المصلين في مسجدنا اسمه أبوإلياس عبد العزيز القحطاني الذي مات قبل أيام – رحمه الله رحمة واسعة –
مذ عرفتُ أبا إلياس رحمه الله وهو من المحافظين على الصلاة في المسجد ، وكان يأتي للمسجد مبكرا ، ويصلي ما كتب الله له إلى وقت الإقامة ثم يصلي الراتبة البعدية إن كان لها راتبة ، ثم يلتفتُ إلي ويدعوني لتناول القهوة عنده .
أما صلاةُ الفجر فكان يأتي قبل الصلاة بساعتين وبعض كبار السن ، فيمكثون في المسجد بين صلاة وقراءة قرآن ، وكنتُ أقول : هذه النماذج أصبح السماع عنها في ظل المدنية الحديثة أندر من الكبريت الأحمر .
سألتُ مرة أحد كبار السن يكني بأبي عبد الله ممن يأتون مبكرا قبل صلاة الفجر بساعات : متى تنام ؟
أجابني : ليس لي ساعة محددة ، ولكن بين الساعة الحادية عشرة ، والثانية عشرة ، وأستيقظ الساعة الثانية ، وأحضر للمسجد .
سألته : كم لك وأنت على هذا الحال ؟
أجابني : منذ 30 سنة !
أعود لأبي إلياس لقد بكيتُ عندما جاءني خبر موته ، واتصلت بأحد أولاده وأنا مصدوم بالخبر ، فأخبرني أنه بعد أن صلى الفجر في يوم الجمعة ، رجع للبيت فنام قليلا ، واستيقظ فصلى الضحى ، ثم عاد للنوم ، واستغربت أم إلياس تأخر استيقاظه لأنه من عادته يستعد لصلاة الجمعة ، ويبكر بالذهاب لصلاة الجمعة ، فأتت تيقظه من نومته الأخيرة في حدود الساعة العاشرة صباحا فوجدته ميتا رحمه الله رحمة واسعة .
رحمك الله ابا إلياس رحمة واسعة ، فقد كنتُ أحد أعمدة المسجد ، وسبحان الله عندما أدخل للمسجد التفت يمنة ويسرة وأتذكر دخوله وخروجه منه ، كل ناحية من المسجد تذكرني به .
لقد ترك رحمه الله ذرية طيبة ، وأبناء بررة إلياس ، وعادل ، ولا أعرف أسماء باقي أولاده ، وفيهم من دماثة الأخلاق ، وحسن المنطق على صغر سنهم ما يطمئن القلب أنه مات رحمه الله وترك هذه الذرية .
أعتذر عن استطراد القلم ، ونسيان مقال أبي عمر إبراهيم السكران ، ولكن من باب المطابقة لمقاله أحببت التذكير بأبي إلياس ، وأعلم يقينا أنه لديكم من قصص هؤلاء ما يسطر في مؤلفات تبقى نبراسا لشباب الأمة ، واقتداء بهؤلاء رحمهم الله
هذا الموضوع كتبه الشيخ عبدالله زقيل إمام مسجد مصعب بن عمير بالخبر الشمالية عن عمي (والد زوجي)في موقع الساحات العربية الحرة (الساحة المفتوحة)
جزاه الله خيرا وجعله في ميزان حسناته
اللهم اسكنه جنتك مع الانبياء و الصالحين
اللهم اغفر له ولنا
واحسن خاتمتنا