توقفت عقارب الساعة …وتوقف الزمن …والمقدور
وقع …والأقلام جفت ..والصحف طويت…دنيا ترح.. وليست دنيا فرح..
عجبا لهذه الدنيا وتقلباتها …وعجبا لهذا القدر الذي يلتف كالعاصفة
الهوجاء من حولنا ..
ليتعدانا لمن حولنا ..وفجأة ينقض كإنقضاض الضواري على فريستها
لينتزع حياتها…ونحن ننظر وليس لدينا حيلة..
ولا محالة بأن المقدور سيلتف حول أعناقنا فجأة ليتعدانا إلى من
حولنا ..وينقض علينا ..والآخرون ينظرون ..ذات يوم
وقد فارق الناس الأحبة قبلنا **وأعيا دواء الموت كل طبيب المتنبي
نحن بنو الموتى فمــا بالنا **نعاف مــــا لابد من شـــربه المتنبي
تحدثت الأستاذة / منيرة بنت سعد غويص الحارثي مدرسة مادة الإنجليزي ذات الثالثة والثلاثون سنة.
..وهي تصحح أوراق تلميذاتها قبل يومين …في مدرستها الثانوية
( 114 ) الكائنة في حي النسيم الغربي
ـــ مع زميلتها المقربة بأن هناك موعدا
للأسنان لها في مستشفى مجمع أسكان البحرية في مدينة الرياض
..وهي تشعر بالضجر والقلق من هذا الموعد.. تشعر بخوف غريب يسري في جسدها لم تشعر به من قبل.. ولا تعلم ماكنهه؟
حدثت نفسها تلك المعلمة الجليلة بأخلاقها وتعاونها مع زميلاتها ومع الطاقم الإداري.
الذي يشهد الجميع بأخلاقها العالية والتزامها الديني المنقطع النظير.
ولقد باحت لزميلتها القريبة إلى نفسها ــــ بأنها تشعر بخوف غريب من الذهاب لهذا الموعد الآن
شعرت الأستاذة الماجدة منيرة الحارثي.. بأن شيئا ما يجول في خاطرها .
والكآبة والحزن مخيما على محياها…هكذا من غير سبب جلي وواضح كما نقل إلي…نقلا عنها …رحمها الله
..كأنها شعرت بدنوا أجلها وأن ساعاتها أضحت معدودة وقليلة في هذه الحياة
هل ممكن أن يشعر الفرد بدنو أجله خاصة إذا لم يكن مريضا ؟
كأن وحيا من السماء نزل عليها ..وأوحى إلى قلبها الذي بين جوانحها أن اجلها يكاد يكون قريبا …
كانت تمعن في التحديق في زميلاتها المحيطين حولها وخاصة الأقرب إلى قلبها
أنهت جميع واجباتها المناطة بها في ذلك اليوم من رصد الدرجات
والتصحيح الكامل لجميع الأوراق كأنها مودعة
جاء زوجها شفاه الله …الأستاذ / سياف محمد الحارثي ..
وأركبها بعدما أنهت جميع إلتزاماتها كاملة في المدرسة المكلومة
بفراقها ….وأثناء الطريق إلى المستشفى في إسكان البحرية..
..حل القدر المحتوم الذي لامفر منه ..جاء رسول الموت
لتنفيذ الأمر الإلهي…
لنزع روح الأستاذة منيرة الحارثي…بواسطة حادث شنيع حدث لهما ….
توفيت رحمها الله …وقلوبنا تتفطر حزنا عليها
بكت زميلاتها وبكت المديرة أشد البكاء وتجرعوا الألام والغصص
وخاصة المديرة عندما كانت تستعرض أوراق تصحيحها
وترى خطها بالقلم الأحمر ..وملاحظاتها رحمها الله
..ورأت رصدها للدرجات..بكل إتقان
ولقد تعاونت مع كل الطالبات ولم ترسب أحدا !!…كأن لسان حالها يقول …حللوني وادعو لي
ياله من خطب حل على زميلاتها المدرسات والإداريات …إنه فراق أليم وقع على محبيها في المدرسة..فلقد أجهد الخطب
وحم فراقها على الجميع …إنتحاب وأنين طال الجميع بفراقها رحمها الله
ولقد نعتتها المدرسة في جريدة الجزيرة…..ومازال زوجها في العناية المركزة ولايعلم ماحل بحبيبته ..
أسأل المولى أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يسكنها الفردوس الأعلى من الجنة.. وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان
وأن يخرج زوجها معافا ..وأن يمن عليه بالشفاء العاجل ..ويعوضه خيرا من زوجته
علما أن الأستاذة منيرة الحارثي رحمها الله متزوجة منذ عشرة سنين ولم ترزق بذرية…وأهلها ووالدها يقطنون المنطقة الشرقية
وهم من منطقة بيشة
ولقد صلوا عليها يوم الاحد في مدينة الرياض ودفنت فيها
إنا لله وإنا إليه راجعون …وحسبنا الله ونعم الوكيل..
.. رحمك الله واسكنك فسيح جنانة..
..لن انساكي ابدا معلمتي..
أتمنى منكن أخواتي الغاليات كل من تمر على هذا الموضوع أن تدعوا لهذه المعلمه الفاضله بالرحمه والمغفره وأن يجعل الله قبرها روضة من رياض الجنه وأن يسكنها الله فسيح جناته ولكن مني كل الشكر والتقدير ..
الثوب الابيض من الدنس …الله يرحمها برحمته ويصبر اهلها
ويقوم زوجها بالسلامه ويصبره …
الله يرحم المعلمه ويرحم جميع اموات المسلمين
أختكم فتاة البــــــــحر
{{قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا }}
الله يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جنآته ويصبر ذويها ’’
ونسأل المولى عزوجل ان يشفي زوجها ,,
وجزاك الله خيرا عزيزتي عظم الله أجركـ,,
ياالله ……ياالله ………يالله حسن الخاتمه