في ذاك المشفى قاسيت شتى أنواع الألم …
فهناك مكث والدي آخر عام من حياته …
هناك فقدته وفاضت روحه لبارئها …
هناك ودعته وألقيت عليه نظرة الوداع …
هناك ودعت روحي بعد وداعه …
ولكن … ما زارت ذاكرتي في هذه الدقائق … ذكرى برغم جبروتها الا أنها تبقى في النهاية جزء مني … عندما كنت أزور والدي بذاك المشفى وعند ازدحام الزوار نخرج للحديقة الداخليه … كان بجانب قسم والدي قسم سرطان الأطفال … كنت أخرج لأتنفس الأمل هناك ولكي أقنع نفسي أن حبيبي ما زال بجانبي … كنت أراقب تلك الستاره والفضول يدفعني لأرى ما خلفها … وفي يوم من الأيام فتحت … الستائر ورأيت ما خلفها رأيت طفل لم يتجاوز الخامسة من عمره …يقف ينظر من خلف الزجاج على كل الماره … وكأنه يتأمل الحياة وهي تفر من بين يديه … يتأمل الطفوله وهي تنظره وكأـنه شيخ عجوز … يوزع ابتسامة هنا وهناك … برائته تجبرني أن أقف لأرسم له على الزجاج دائرة وخطوطا كأنها الشمس … أحب تلك الابتسامة فهي برغم تعبها الا أنها تبعث الإطمأنان لنفس فقدته وتخشى غياب غالي …
دخلت للقسم وسألت الممرضة عن حالته … أومأت برأسها أن لا أمل في شفاء … عمر … حزنت لا بل تملكني الحزن … طفل سلب المرض طفولته أبعده عن أمه وأباه أجبره أن ينام بالمشفى وحيدا فريدا … يعد الساعات ليعود للعب مع أخوته …
وفي يوم من الأيام … غاب فيها القمر … واختفت النجوم … وساد الصمت منطقي … شعرت بضيق عجيب … خفت منه ولكن كان والدي يبتسم أمامي … اطمأننت … انتهت الزياره وحان وقت الرحيل قبلت رأس والدي وخرجت …
ومررت بجانب … غرفة { عمر } وإذا بالسرير خاوي والممرضه تغير شراشف السرير … والمعدات جديده … وقفت وسألتها … سقطت من عينها دمعات … حاره … أجبرتني على البكاء قالت : عمر مات منذ نصف ساعه …
خرجت بهيئتي الطبيعيه ولكن من الداخل عجوز هرمه … عمر مات … وانتهت حياته قبل أن تبدأ … غابت طفولته … مات ولم يكمل كراسة الرسم … برد جسده … انتقلت روحه لبارئها …
دموعي لم تقف … طال طريق العوده للمنزل … أصبح ممل كئب رتيب … في اليوم التالي رأيت الستائر مسدله ولم تستوقفني فعمر ذهب ولن يعود …
أعترف بشيء حقيقي … وبعد مرور التسعة أعوام على موته … أني مشتاقة لابتسامته الغضة البريئة …
… بقلمي ومن شريط ذاكرتي … خربشــــــــات قلم …
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته
ويرحمن من بعده
رغم انه مات ولم يزل طفل ولم يذق طعم الحياه ولكن والله احسده على موته وهو طفل لم
يقترف ذنب ولم يذق الم الحياة ومرارتها فهنيئن له..
سوف تستغربوا او تلوموني على التفكير الغريب لكن والله لو تفكروا بعقل سليم لتجدوا انه سعيد…
تسلمي قلبووووووو على طرحك الرااااااااااااااائع…
آآآآآآآآآآآمين يارب العالمين
عزيزتي خربشات رحم الله والـدك واسـكنه فسيح جنانـــه وجمعك واياه في جنـــــــــاته
فأكثـري له الدعــــــــاء فانت عملـه الصالح الذي تركه ورائه.
وشكرا على كلمــاتك الرائعة وعلى طرحـك الجميل.
تحيــــاتي لك
تقبلي مروري
ومابقي الا وجهه الكريم
الله يشفي كل مريض يارب
……………………….
الدنيا غدارة كتير
وكتير قصص بحياتنا صعبة
الله يعين الناس يارب………..
اختي خربشات دائما متميزة ………..
مواضيعك جميلة ومهمة
تسلميلنا يارب