السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله على بركة الله
اللهم وفقنا وتقبل منا إنك انت السميع العليم
اللهم أني أشهدك أني أعمل هذا إبتغاء وجهك الكريم لا غير ذلك
قصص الانبياء
أهلا وسهلا بكم
في أول حلقات قصص الانبياء
ولِمَ إخترنا الانبياء لأنهم خير البشر خير
من مشى على الارض إنهم الناس الذين إصطفاهم الله عز وجل
قال الله عز وجل
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أحْسَنَ الْقَصَصَ}
الناس في هذه الايام ربما يتأثرون بقصص البشر
ربما يتابعون بعض الافلام الخيالية فيبكون منها
أو يخافون منها أو يتأثرون بها أو يقتدون بأبطالها
أما نحن فنتكلم عن أفضل القصص نتكلم عن خير البشر
الذين يجب أن نقتدي بهم …
نتكلم عن أحسن القصص بتفاصيلها التي جاءت بالقرءان والسنة الصحيحة من أخبار الامم السابقة
نتكلم عنها بالتفصيل ونستفيد منها الايمان الحِكَم العِبَر
سوف تمر علينا حكايات وقصص وَعِبَر فيها البلاء
فيها يدعوا النبي صلّ الله عليه وسلم فيستجيب الله عز وجل له
نرى كيف أن الامم كانت تحارب الانبياء والرسل
كيف يرسل الله عز وجل الرسل
ما من أمة إلا وأرسل الله عز وجل إليها رسولا
أو نبيا نقرأ هذه القصص نتعلم منها الحِكَم وَالعِبَر
نبدأ وإياكم قصص الانبياء
ـــــــــــــــ
قبل أن نبدأ بقصص الانبياء لابد أن نتكلم عن الخلق كيف بدأ
خلقه الله عز وجل العرش أول المخلوقات ثم بعده بزمن
خلق الله عز وجل القلم فتكلم القلم قال الله عز وجل
له أكتب قال ما أكتب
ما الذي أكتبه يارب قال الله عز وجل له
أكتب ما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة
أكتبه إن كل شيء خلقناه بقدر كل شيء كتبه الله عز وجل
قبل أن يخلق السموات والارض بخمسين ألف سنة
ثم بعد القلم بخمسين ألف عام أذِنَ الله عز وجل
أن يخلق السموات السبع والارضين والجبال والانهار
وما فيها خلق الله السموات والارض في ستة أيام
وبعد أن خلق الله عز وجل السموات والارض والجبال والبحار
والشمس والقمر والكواكب والنجوم وزين السماء بها
خلق الله عز وجل خلقا على الارض سَمَّاهُم الجن
وكان الجن قوما مُفسدون في الارض يسفكون الدماء
ويُفسدون في الارض حتى أن الملائكة كانت تأتي وتُبْعدهم
وكانت تأتي وتعاقبهم وكانت تحبسهم أحيانا في بعض الجزر
في البحار ثم بعد الجن أذن الله عز وجل أن يخلق خلقا جديدا
{وَإذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفة}
الملائكة تريد أن تسأل هل هذا الخلق الجديد سيكون مثل الجن
في إفساده وسفكه للدماء وفي تدميره لهذه الارض
{قالُوا أتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُّفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنَقَدِّسُ لَكَ}
يارب إذا أردت خلقا يعبدك فنحن نعبدك يا رب لِمَ تخلق خلقا
يفعل كما فعلت الجن
الله عز وجل يرد على سؤال الملائكة
{قَالَ إنِّي أعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}
لم تكن الملائكة تعلم أن من هذا الخلق الجديد سيكون أنبياء وشهداء وصالحون وصِدِّيقون
لَمّا أراد الله عز وجل أن يخلق آدم عليه السلام
أمر ملكا من الملائكة أن يذهب إلى تراب الارض
فيأخذ من كل تراب الارض شيئا فجُمِع هذا التراب
وكان التراب منه الابيض والاسود والاحمر والاصفر
فصار منه بني آدم إختلفت ألوانهم واختلفت طِباعهم
فصار منهم الابيض والاسود والاحمر والاصفر
وصار منهم السهل ومنهم الصعب ومنهم الطيب
ومنهم الخبيث فخُلِق آدم من تراب في يوم جمعة
ثم بُلِّل بالماء فصار طينا وضل على هذه الحال زمنا
ثم إزداد تماسكه فصار طينا "لاَزِباً"
ثم تغيرت رائحته فصار طينا" مَسْنُوناً"
ثم بعد زمن صار كا الفخار الاجوف
هكذا خُلِقَ آدم عليه السلام ضل زمنا على هذه الحال
{وَلَقدْ خَلَقنا الانسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ}
{ وَإذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإ ٍمَسْنُونٍ}
هذا خلق آدم عليه السلام
قال الله عز وجل
{فإذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فقعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ}
أصل خلق آدم لَمّاَ خُلِقَ على هذا الحال ولم يُنفخ فيه الروح
ضل سنوات على هذا الحال فكانت الملائكة تترقبه
ما هذا المخلوق وكيف سيكون
بل إن إبليس بنفسه كان يَحُومُ حوله ويدخل في جوفه ثم يخرج
وينظر إليه ويتخوف منه ويحسده
ويقول للملائكة لا عليكم إنه أجوف
لئِنْ سُلِّطْتُ عليه لأهْلِكَنَّهُ
إن إبليس يتحدى والملائكة تترقب والله يأمر
إذا نُفِخَ فيه الروح فقعوا له ساجدين كيف سَيُنفخ فيه الروح
وماذا سيحصل لآدَمْ عليه السلام إذا نُفِخَ فيه من الروح
ــــــــــــــــــــــــــ
لي عوده ان شاء الله لنكمل معكم
بل هو بداية تاريخ البشر بدأت لحظة النفخ في الروح لآدَمْ عليه السلام
كل من في الملاء الاعلى ينتظر إنها لحظات عظيمة
وموقف عظيم لحظات مشهودة بدأت الروح تسري
في رأس آدم عليه السلام بدأ ينظر فتح عينيه يلتفت يمنة ويسرة
ماذا ينظر إنها الجنة إنها ثِمَارُها إنها أشجارها وأنهارها
وصلت الروح إلى أنف آدم فَعَطَسْ
فقالت الملائكة يا آدم قل الحمد لله فقال الحمد لله
فقال الله عز وجل يرحمك ربك نزلت الروح إلى جوف آدم عليه السلام إشتهى ثِمار الجنة إشتهى الاكل منها
يريد أن يصل إلى ثمار الجنة عجلان
{خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}
خُلِق الانسان من عجل فلما إكتملت الروح في آدم عليه السلام
وبدأ يمشي والملائكة تنظر والكل يترقب قال الله عز وجل
يا آدم أنظر إلى أولئك النفر من الملائكة
إذهب إليهم فقل السلام عليكم فمشى آدم ووصل إلى الملائكة
فقال السلام عليكم فردت الملائكة قائلة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إستأنست الملائكة بِآدم عليه السلام
إنها بداية تاريخ البشر إستأنس آدم واستأنست الملائكة
فقال الله عز وجل يا آدم إنها تَحِيَّتُكَ وتحية ذريتك من بعدك
فمسح الله عز وجل على ظهر آدم فنزلت كل ذريته من آدم
إلى أن تقوم الساعة
تخيلوا كم هي ذرية آدم من خلقه إلى أن تقوم الساعة
كم هي المليارات التي نزلت أرواحها أنا وأنت وأنتِ وكل من نسمع
نزلنا في ذلك اليوم أهل الجنة وأهل النار
نظر إليهم آدم عليه السلام فقررهم الله عزوجل
يخاطب كل ذرية آدم عليه السلام يقول لها ألست بربكم
فقال كل البشر بلى نشهد على هذا
فقال الله عز وجل لهم لا تأتوا يوم القيامة
لتقولوا إن كنا عن هذا غافلين
إنه الفطرة المركوزة في القلوب
{وَإذْ أخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ءَادَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَتَهُمْ وأشْهَدَهُمْ عَلَى أنْفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أنْ تقُولُوا يَوْمَ القِيَّامَةِ إنَّا كُنَّا عَنْ هَذاَ غَافِلِينَ}
فِطرة في القلوب لا تُنكرها يوم القيامة
لما إستوى خلق آدم الان جاء تنفيذ الامر
أي أمر إذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين
فإذا الملائكة كلها كل من في السماء كل الملاء الاعلى
كل الملائكة على رأسهم جبريل كلهم سجدوا لآدم إحتراما له
تكريما لهذا المخلوق واستجابة لأمر الله عز وجل
{فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أجْمَعُونَ}
تخيلوا هذا المنظر تخيلوا هذا المشهد
إلا مخلوق واحد مخلوق غريب وحقير لم يكن من الملائكة
جعله الله عز وجل معهم ضل قائما ضل مُستويا ينظر إلى من حوله
ينظر إلى الملائكة ساجدين
إلا هو ضل قائما بكبر وحقد وحسد
سأله الله عز وجل وهو أعلم به يا إبليس
{مَالَكَ ألاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ}
وربنا أعلم به أنظروا إلى الاجابة الوقحة
{قالَ لَمْ أكُنْ لأسْجُدَ لِبَشَرٍ}
أنا أسجد لهذا المخلوق
{لَمْ أكُنْ لأسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ }
أنا المخلوق من نار أسجد لمن خُلِق من طين
إنه الكبر إنه الكبر قبحه الله ماذا يفعل بأصحابه
أول معصية عُصِيَ الله بها في السماء ممن من إبليس الذي رفعه الله
وجعله في الملاء الاعلى فرد الله عز وجل على إبليس
{قالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةُ إلَى يَوْمِ الدِّينِ}
فإذا بربنا عز وجل يطرده من الملاء الاعلى
يطرده من هذه المكانة العالية التي كان فيها إبليس كُرِّمَ لسنوات عديدة ولزمن طويل حتى جعله الله عز وجل يعيش مع الملائكة
لكنه الان يطرد منها
{قالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إلَى يَوْمِ الدِّين}
أمر واحد لم يستجب فيه إبليس لربه عز وجل
حَلَّتْ عليه اللعنة إلى متى إلى يوم القيامة
أمر واحد جعلت اللعنة تُصيب صاحبها لما خالفها
يستحق هذه المنزلة لِكِبْرِهِ وَحَسَدِهِ
أما آدم عليه السلام فقد أدخله الله عز وجل الجنة
يأكل من ثِمارها ويشرب من أنهارها ويستظل بظلالها
بعد أن طرد الله إبليس من الملكوت الاعلى
ولعنه لم يطلب هذا اللعين الخبيث من ربه الصفحة
إنما طلب أمرا آخر ما ذا طلب
{قالَ رَبِّي أنْظِرْنِي }
{قالَ رَبِّي أنْظِرْنِي إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}
أخرني يا رب ليس إلى النفخة الاولى بل إلى النفخة الثانية
إلى يوم البعث أخِّرني يارب طَوِّلْ عُمُرِي
هو يؤمن بربه ويؤمن بيوم البعث ويؤمن بالجنة والنار
لكنه إستكبر لكنه تَكَبَّرَ على أمر الله عز وجل
فاستجاب الله له مع أنه كافر مع أنه لَعِين وأعطاه الله ما أراد
{قالَ إنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ }
أعطاه الله الانظار والامهال والتأخير فهو يعيش إلى النفخة الثانية
ثم بعدها قال لربه ربي لِما أخرتني ماذا سوف أفعل لآدم وذريته
قال يارب
{ثمَّ لأتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِم وَعَنْ أيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ}
لِمَ لم يقل من فوقهم لأنه يعلم أن الله فوقهم
{ثمَّ لأَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ
وَلاَ تَجِدُ أكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }
قال الله عز وجل أخرج منها مَذؤُماً مدحورا لمن تبعك منهم
أي واحد من الانس يتبعك يإبليس لأملأن جهنم منكم أجمعين
لأملأن جهنم منك يإبليس
وممن إتبعك من بني آدم أجمعين
وأعطاه الله عزل وجل ذرية في الارض
وأعطاه الله عز وجل ذرية من الشياطين كلهم تَبَعٌ لإبليس
فهو يملك جيشا عظيما من الشياطين كلها لحرب آدم وبنيه
{وَاسْتَفْزِز مَنِ إسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجْلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلاَ غُرُوراً}
إبليس الذي لُعِن وطُرِد من الملكوت الاعلى
هذا المخلوق يتحدى ربه أنه يَغُرُّ بني آدم
وأنه يصرفهم عن طاعة الله عز وجل ويزين لهم المعاصي
ويحرفهم عن طاعة الله جل وعلا والله عز وجل
لمّا قال إبليس له هذا الكلام قال رب بعزتك وجلالك لأضلنهم
رَدَّ الله عز وجل على إبليس قال يا إبليس وعزتي وجلالي
لأغفرن لهم ما إستغفروني
سبحانك ربي ما اكرمك …
أما آدم عليه السلام فقد أدخله الله عز وجل الجنة
يأكل من ثمارها ويشرب من انهارها ويستظل بظلالها
إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها
ولا تضحى أي نعيم هذا الذي يعيش فيه آدم عليه السلام
مع كل هذا النعيم إلا أن آدم عليه السلام
قد أستوحش وجاءه بعض الهم كيف أعيش في هذا النعيم
لوحدي نام آدم عليه السلام
فلما إستيقظ رأى إمرأة عنده من أنت أنا إمرأة
من الذي جاء بك خلقني الله عز وجل ولِم خلقك خلقني لِتَسْكُنَ إلي
{يَآ أيُّهَا النَّاسُ إتَّقُوا رَبَّكُمُ الذِي خَلَقَكُم مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ }
سألت الملائكة ادم عليه السلام قالت يا آدم
ما إسمها تريد أن تختبره هل
يعلم الاسماء كلها أم لا
ما إسمها قال ادم عليه السلام إنها حواء
قالت الملائكة ولِمَ حواء قالت لأنها خُلِقَتْ من شيء حي
فقد خُلِقَتْ حواء من ضِلْعِ آدم عليه السلام
إنه يتنعم الان مع حواء مع تلك الزوجة في هذه الجنة
الانهار الاشجار الثِمار النعيم
ما أحلى هذه الجنة التي يسكن فيها آدم وزوجته حواء
كل شيء لكما حلال في هذه الجنة أنهارها ثِمارها خيرتها
ضلالها كل شيء حلال إلا أمر واحد
وما هو أرأيت هذه الشجرة لا تقتربا منها إياكما والاقتراب منها
{وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ }
لم ينهما الله عز وجل عن الاكل بل قال لا تقربا منها
أما الاكل فهو أعظم من مجرد القرب من هذه الشجرة
ويا آدم أنت وحواء إحذرا من شخص ثالث سيعيش بينكما
هو العدو الذي توعد أن يُخرجكما من هذه الجنة
سيوسوس ويمكر ويغري ويُغِرُّكُمَا
فإياك وزوجتك أن تصدق كلامه ويا آدم
{إنَّ هَذاَ عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَّنَّكُمَا مِنَّ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}
إعلم يا آدم أن المعركة صعبة وأن هذا العدو
هذه جولته الاولى وسوف يحرص على أن تأكل هذه الشجرة
فإياك وزوجتك أن تقربا من هذه الشجرة
هل سيقتنع آدم عليه السلام بأمر الله عز وجل
ويقنع بالجنة ويترك هذ الشجرة
أم أنه سيسقط بحبل هذا الشيطان وإبليس
ويقع بمكره ويأكل من هذه الشجرة
كيف سيوسوس إبليس لِآدَمَ عليه السلام كيف
سَيُغَرّرُ بحواء زوجة آدم ماهي الجولة الاولى
وما أحداثُهَا ومن الذي سيحدث بعدها هذا ما سوف نعلمه
إن شاء الله في المشاركه القادمه
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لسيدنا آدم عليه السلام
واستكبر وأصبح من الكافرين
كيف دخل إبليس الجنة فأزل سيدنا آدم وحواء عنها وأخرجهما
فهو وسوس لآدم حتى وقع ما وقع من أكله من الشجرة
هو وزوجته حواء
ثم اهبطوا جميعا…
هبط آدم وهبطت حواء وهبط إبليس
كلهم هبطوا كما قال الله
(وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)
فالله أهبطهم جميعا بسبب عصيان إبليس أمر ربه
واستكباره عن السجود لآدم
وبسبب عصيان آدم وزوجته حواء بأكلهما من الشجرة
التي منعا منها
وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ سيدنا آدم.
أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء
وأخطأ سيدنا آدم بسبب الفضول
لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عارياً وأن زوجته عارية
وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر
لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري.
وهبط آدم وحواء إلى الأرض
واستغفرا ربهما وتاب إليه.
فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يتوب إليها ويلوذ بها …
وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي..
يعيشان فيهما…
ويموتان عليها…
ويخرجان منها يوم البعث…
وبكى آدم عليه السلام لما سمع الأمر الإلهيّ له بالخروج من الجنة…
وبكت الملائكة لهذا المخلوق الذي سجدت له تكريماً.
فأهبط آدم إلى الأرض على جبل سرنديب في بلاد الهند
و حوّاء بجُدَّة
ثم أنّ الله سبحانه وتعالى
أمر آدم أن يتوجّه من الهند إلى مكة المكرّمة
فتوجّه آدم إليها حتى وصل إلى الصفا…
ونزلت حواء بأمر الله إلى المروة
حتى التقيا من جديد في عرفة.
وهناك دعا آدم ربّه مستغفراً
اللهم بحق محمد وآله والأطهار، أقلني عثرتي، واغفر لي زلتي
وأعدني إلى الدار التي أخرجتني منها
{وتلقى آدم من ربّه كلماتٍ فتاب عليه}
لم يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير
عن حياة آدم عليه السلام في الأرض.
لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل.
حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض.
وكانت قصتهما كالتالي
كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا.
وفي البطن التالي ابنا وبنتا.
فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني..
ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه..
فأمرهما آدم أن يقدما قربانا
فقدم كل واحد منهما قربانا
فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل.
قال تعالى
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ
مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ
قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي
مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)
قال تعالى
(إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ )
انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير
وترك الطيب مؤقتا.
بعد أيام..
كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة..
فقام إليه أخوه قابيل فقتله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل"
جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض.
كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض..
ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد.
وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها..
ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت.
وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره
وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر
وعاد يهيل عليه التراب..
بعدها طار في الجو وهو يصرخ
اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم
نقص أبناء آدم واحدا
وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم
واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض
وراح يحفر قبر شقيقه
قال آدم عليه السلام حين عرف القصة
(هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ)
وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه.
مات أحدهما
وكسب الشيطان الثاني
صلى آدم على ابنه
إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه
ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه
ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه.
ويروي لهم قصته هو نفسه معه
ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه
وكبر آدم عليه السلام ومرت سنوات وسنوات..
وعن فراش موته …
يروي أبي بن كعب فقال
إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه
أي بني
إني أشتهي من ثمار الجنة
قال فذهبوا يطلبون له
فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه
ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل
فقالوا لهم
يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟
أو ما تريدون وأين تطلبون؟
قالوا
أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة
فقالوا لهم ارجعوا فقد قضي أبوكم.
فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم عليه السلام
فقال إليك عني
فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل
فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه
وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه
ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره
ثم حثوا عليه
ثم قالوا
يا بني آدم هذه سنتكم
وفي موته يروي الترمذي
حدثنا عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة
هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة
وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور
ثم عرضهم على آدم فقال
أي رب من هؤلاء؟
قال: هؤلاء ذريتك
فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه
فقال
أي رب من هذا؟
قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود
قال رب وكم جعلت عمره؟
قال ستين سنة
قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة
فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت
قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟
قال: أو لم تعطها ابنك داود؟
قال فجحد فجحدت ذريته
ونسي آدم فنسيت ذريته
وخطىء آدم فخطئت ذريته"
مات سيدنا آدم عليه السلام وكان عمره 960 سنه
وماتت أمنا حواء بعد سيدنا آدم عليه السلام بسنه
وهي سيدة العالم الأولى
التي شرفت الدنيا بطلعتها
وهي أم البشرية
في المشاركه القادمه سوف نتحدث
بمشيئة الله عز وجل
عن نبي الله شيث ابن سيدنا آدم عليه السلام
وهو النبى الذى جاء بعد سيدنا آدم عليه السلام
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
لا تنسوني من دعائكم الطيب
جعل الله تعالى شيثًا نبييا بعد موت سيدنا ادم عليه السلام
قام سيدنا شيث بالأمر بعد سيدنا ادم عليه السلام
يدعو إلى طاعة الله وتطبيق شريعة الله
وقد كان الناس في زمانه على دين الإسلام
يعبدون الله تعالى وحده ولا يشركون به شيئًا
كان قابيل يسكن السهول …
والاخرون يسكنون الجبال…
وكان رجال الجبال اشد جمالا من رجال السهول
ونساء السهول اشد جمالا من نساء الجبال
فبدا ابليس يعمل وينشر الفساد
وجاء لرجل فى صورة غلام
وبدا يعمل عند هذا الرجل ويخدمه
وهو من قوم قابيل
وبدا يعلمه الاغانى والموسيقى
وجاء بصوت لم يسمعه احد من قبل
حتى وصل الى اهل الجبال
فبدءوا يدنون منهم ليسمعوا الصوت
واتخذوا اهل قابيل يوما عيداً لهم
يجتمعون اليه مرة فى السنة
وفى يوم العيد تتبرج النساء للرجال
فبدا رجال الحبال ينظرون الى نساء السهول
وكانت من شريعة شيث عليه السلام عدم الاختلاط
بين رجال ونساء ابناء قابيل.
ولكن بدا بعض الناس يخالفون شيث عليه السلام
وبدا رجل من اهل الجبال يذهب الى السهول
فراى جمال النساء وصباحتهن فرجع واخبر اصحابه
فارادوا ان يروا هذا
ويذهبوا الى يوم العيد
وبدات الفاجعة وبدا الزنا
وبذلك ظهر الفساد بهذه الصورة العظيمه
فبدا شيث يحاول ان يحافظ على الباقى الذي معه
ويمنعهم من فعل الفواحش
ولكن بدا الشيطان يوسوس وبدات جماعة قابيل تكثر وجماعة شيث تقل
الى ان جاء ادريس عليه السلام
ادرك إدريس عليه السلام 120 سنة من حياة ادم وراه وعاش معه
فلما مات ادم عليه السلام ومات شيث عليه السلام
اصطفى الله ادريس نبيا ورسولا
ظل إدريس عليه السلام على شريعة شيث عليه السلام
ونزل بشرع جديد وهو الجهاد فى سبيل الله
وذلك بعد انتشار الفتنة والفساد والفواحش
فكان ادريس عليه السلام اول من قاتل فى سبيل الله
إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام
الذين أخبر الله تعالي عنهم في كتابة العزيز
إدريس عليه السلام هو أول بني آدم أعطي النبوة بعد
(آدم) و(شيث) عليهما السلام
وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم
ومن صفاته طويل القامه
حسن الوجه عريض المنكبين
اكحل العينين
كثير التفكر
كافل الاعضاء اذا مشى نظر الى الارض
ظل إدريس عليه السلام على شريعة شيث عليه السلام
وبدء يضيف بعض الشرائع
شرع القتال فجهزا الخيول والمشاه وهجم على قبيلة قابيل وهزمها
قبضت روح سيدنا ادريس في السماء الرابعه
وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بإدريس عليه السلام ليلة الإسراء والمعراج
وهو في السماء الرابعة فسلم عليه
قال تعالى
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا
وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّ)
ترك إدريس عليه السلام البشريه
على شريعه آدم وشيث عليهم السلام
تم بحمد الله وسوف نتحدث في المشاركه القادمه عن كيف بدأت عبادة الاصنام
في حفظ الرحمن
وتعاقبت الازمنة بدا الناس يكثرون ويتباعدون ويتفرقون
في الارض وبعد الزمان بينهم وبين عبادة الله الواحد
ولم يبقي غير افراد صالحين…
ومما راي الناس فيهم صلاح وفلاح
وكان لهم أتباع يقتدون بهم
بعد وفاتهم حزن عليهم قومهم كثيراً
وحاولوا ان يتذكروهم من خلال بناء تماثيل لهم
وقاموا بالتقرب الى هذه التماثيل لانها تذكرهم بالرجال الصالحين..
وبعدها اتى الجيل الجديد من هذا القوم
ووسوس الشياطين لهم …
وقال لهم ان ابائكم كانوا يقدسوا هذه التماثيل ويعبدوها
لانهم تقربهم الى الله وفعل الناس ذلك حيث قدسوا التماثيل وعكفوا على عباداتها
بسبب وسوسة الشيطان
وبعدها بدأت عبادت الاصنام بالانتشار…
وبعث الله سبحانه وتعالى نوح عليه السلام
ليرشدهم إلى الطريق..
وينهاهم عن عبادة الأصنام..
ويهديم إلى عبادة الله تعالى
ومنهم من اسلم ومنهم من ظل على عبادة الاصنام
فجاء نوح عليه السلام إلى القوم..
فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره
فكذّبوه، ولم يقبلوا منه، فأنذرهم من عذاب الله تعالى
قال إنّي أخاف عليكم عذاب يوم عظيم
قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين.
قال يا قوم ليس بي ضلالةُ
ولكني رسول من ربّ العالمين أبلّغكم رسالات ربّي وانصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون
فتعجّب القوم من نوح عليه السلام ..
وجعلوا يقولون أنت بشر مثلنا
فكيف تكون رسولاً من عند الله؟
وإن الذين اتبعوك هم جماعة من الأراذل والسفلة..
ثمّ لا فضل لكم علينا فلستم أكثر منّا مالاً أو جاهاً..
وإنا نظنّ إنكم كاذبون في هذه الادعاءات..
وقال بعض القوم لبعض
ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضّل عليكم
إن هو إلا رجل ينطق بما يدل على جنونه وعلى عدم عقله
ولكن نوح عليه السلام لم ييأس منهم بل كان يأتيهم كل صباح ومساء
ويدعوهم وينذرهم بلطف ولين..
وكان القوم إذا جاءهم نوح عليه السلام للدعوة جعلوا أصابعهم في آذانهم
حتى لا يسمعوا كلامه
واستغشوا ثيابهم اي تغطّوا بها حتى لا يروه.
وكثيراً ما هاجموه، وضربوه حتى يغشى عليه
لكنّ نوح عليه السلام النبي العظيم العطوف الحليم
كان إذا أفاق يقول
اللهم اهد قومي فإنّهم لا يعلمون.
وفي مرات أنهكوه ضرباً وصفعاً حتى جرت الدماء عن مسامعه الكريمة
وهو مع ذلك كلّه كان يلطف بهم ويدعوهم إلى الله تعالى
فكانوا يقولون
يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا حتى علم أنه لا يفيدهم النصح
فتوجّه إلى الله تعالى ضارعاً
قال ربّ إنّي دعوت قومي ليلاً ونهاراً فلم يزدهم دعائي إلا فراراً
وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم
وأصرّوا واستكبروا استكباراً
ثم إني دعوتهم جهاراً
ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً
فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال
وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهاراً
واختلق بعض أولئك الكفّار عذراً
فقالوا
أنؤمن لك واتّبعك الأرذلون فإن أردت هدايتنا
وإعزازنا لك فاطرد هؤلاء الأرذلين الذين آمنوا بك عن حوزتك..
فإنّا لا نستطيع أن نقرن بهؤلاء
فكيف نستجيب لدين يستوي فيه الشريف والوضيع
والكبير والصغير؟
فأجابهم نوح عليه السلام بلهجة كلّها حنان وتذكير
قال وما علمي بما كانوا يعملون
إن حسابهم إلا على ربّي لو تشعرون
وما أنا بطارد المؤمنين
وما أنا بطارد الذين آمنوا
وكيف أطرد جماعة آمنوا بي
وآزروني وساعدوني على نشر الدعوة
ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكّرون
إن أنا إلا نذير مبين
أنذر الناس على حدّ سواء
من غير فرق بين الشريف والوضيع
والغنيّ والفقير
والكبير والصغير.
ولما انقطع القوم عن الاحتجاج..
ولم يتمكّنوا من رد الأدلة التي ذكرها نوح عليه السلام أخذوا يهدّدونه بالرجم بالحجارة
قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكوننّ من المرجومين
وقد علم نوح عليه السلام أنهم لا يقبلون منطقاً
ولا يهتدون
فضرع إلى الله تعالى
في أن ينجّيه من هؤلاء المعاندين
قال ربّ إن قومي كذّبون
فافتح بيني وبينهم فتحاً ونجّني ومن معي من المؤمنين
وحيث كان نوح يخوّف قومه من عذاب الله
إن أصرّوا على الكفر..
قال بعضهم استهزاءً إلى متى تهدّدنا بعذاب الله
فائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين
فأجابهم نوح عليه السلام
إن هذا الأمر ليس بيدي..
وإنما يأتيكم به الله إن شاء
ثم توجه إليهم في تحسّر
وقال
لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم
وعند ذاك توقّع النّصر من الله تعالى..
وانتظر الوحي ليعلم أنّه ما ينبغي أن يصنع بهؤلاء القوم فأوحى إليه الله تعالى
إنّه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون
وإذ تمّت الحجة..
وانقطعت الأعذار
وطالت الدعوة
يئس نوح منهم يأساً باتّاً وأشفق على أولادهم وأحفادهم أن يأخذوا طريقة الآباء في الكفر والإلحاد.
فدعا إلى الله تعالى
قائلاً
(ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّاراً
إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفّاراً)
وحينئذ أمره الله تعالى
بصنع السفينة
قال الله تعالى
فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا
وكان محلّ صنع السفينة صحراء ويصنع الفلك وكلما مرّ عليه ملا
من قومه سخروا منه فكان بعضهم يقول
أيها النبي
لم عدلت عن رسالتك إلى النّجارة؟
وبعضهم كان يقول
يا نوح صرت نجّاراً بعد النبوّة
وبعضهم كان يقول
السفينة تصنع للبحر وأنت تصنعها في البر
وكانوا يتضاحكون ويتعجبون
ويرمون نوح عليه السلام بالجنون والسّفه.
ويجيبهم نوح عليه السلام
في تأدّب ولين
إن تسخَروا منّا فإنّا نسخر منكم
كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذابٌ
يخزيه ويحلّ عليه عذابٌ مقيم
واشتغل بالعمل جادّاً حتى تمّ صنع السفينة.
ثم أمر الله سبحانه نوح عليه السلام
أن يحمل في السفينة الذي آمنوا معه..
ومِن كل ذي روح زوجين اثنين
لئلا ينقرض نسل الحيوان..
وقد كان نوح عليه السلام هيّأ لكلّ صنف من أصناف الحيوان موضعاً في السفينة
وحمل الذين آمنوا به
وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها
إن ربّي لغفور رحيم
وكان لنوح عليه السلام زوجتان
إحداهما مؤمنة…والثانية كافرة…
وكانت الزوجة الكافرة تؤذي نوح عليه السلام
وتقول للناس إن زوجي مجنون وإذا آمن أحد منكم أخبرت الكفّار
وقد أشار الله تعالى في القرآن إلى هذه الزوجة
حيث قال
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ
كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا
فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)
ولما ركب نوح عليه السلام السفينة
اركب معه الزوجة المؤمنة
وترك الكافرة
فغرقت مع سائر الكفار.
ولما ركب نوح والّذين آمنوا معه السفينة
وأركب جميع الحيوانات
وأخذت السماء تمطر مطراً غزيراً
وطفقت عيون الأرض تنبع بالمياه الكثيرة
(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ
وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ )
حتى جرت المياه على وجه الأرض فالتقى الماء
ماء الأرض وماء السماء
واستمرّ هطول الأمطار ونبع العيون حتى صار العالم كبحر كبير
وفي تلك الأثناء كانت السفينة تجري فوق ظهر الماء
وإذا بنوح عليه السلام
يشرف من السفينة فيرى ولده يقع مرّة، ويقوم أخرى
يريد الفرار من الغرق
فناداه
(يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين)
لكن الابن العاق أبى قبول نصيحة والده
وأجاب نوح عليه السلام
(قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء)
فنظر إليه نوح نظر مشفقٍ
وقال
(لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم)
ولكنّ عناد الولد
وإصراره على الكفر حال بينه وبين قبول نصح أبيه فلم يركب السفينة
وبعد برهة من هذه المحاورة
حال بينهما بين نوح عليه السلام وولده
(الموج فكان من المغرقين)
وأخذت نوح عليه السلام
الرقة على ولده
فتضرّع إلى الله تعالى في نجاة ابنه الغريق
فإن الله تعالى كان قد وعده بنجاة أهله
فقال نوح عليه السلام
(ربّ إن ابني من أهلي وإن وعدك الحقّ وأنت أحكم الحاكمين)
ولكنّ الله تعالى
كان قد وعد نجاة أهل نوح الذين كانوا من الصالحين ولذا أجابه
(يا نوح إنه ليس من أهلك أنه عمل غير صالح)
بعدما غمر الماء جميع الأرض وهلك كل كافر
(قيل يا أرض ابلعي ماءك)
فغاض الماء الذي نبع من الأرض وأوحى إلى السماء
(يا سماء اقلعي)
وكُفي عن الانصباب والمطر فانقطع المطر (واستوت) السفينة
(على الجودي) وهو جبل
أرست السفينة عليه
وأخذت المياه التي بقيت على الأرض
من الأمطار تتسرّب إلى البحار.
وأوحى إلى نوح عليه السلام
(يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك
وعلى أممٍ ممن معك)
فنزل نوح من السفينة
ونزل المؤمنون الذين كانوا معه
وبنوا مدينةً وغرسوا الأشجار وأطلقوا الحيوانات التي كانت معهم.
وابتدأت العمارة في الأرض
وقد كانت سفينته عليه السلام محكمة الصنع..
فقد اخذ حوالي مئه سنه في صنعها.
وقد كانت مغطاه من الاعلى..
ولها 3 ابواب مصفوفة فوق بعض
قضى نبينا عليه السلام
ومن معه على السفينه ما يقارب 6 اشهر..
فكان يرسل حمامه ليتاكد من انتهاء الطوفان
فترجع وليس معها شي..
وهكذا الحال يرسلها فترجع وليس معها شي
و في يوم ارسلها فرجعت ومعها غصن زيتون
ثم ارسلها مره اخرى
وفي قدميها اثار طيبن..
فعرف ان الطوفان وقف
نزل نوح عليه السلام وليس يوجد على الارض غيره ومن معه..
وقد كانت جميع الارض خاليه من اي حياة
فجعل الله سبحانه وتعالى
القوم الذين مع نوح عقيمين..
ولم يلد منهم احد حتى ماتوا
وقد ماتوا و انتهوا..
ولم يبقى اب للذريه غير نوح وزوجته ….
لذلك يسمى نوح عليه السلام آدم الثاني
يقول تعالى
"ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا"
كان لنوح 3 اولاد
سام… فيهم بياض وقليل من السواد
وحام …فيهم سواد وقليل من البياض
ويافث… وفيهم من الحمرة والشقره
العرب واسرائيل من ذرية سام
والافارقه من ذرية حام
والغرب وشرق اسيوين من ذرية يافث
عاش بعد الطوفان 350 عام وقد كان يصوم الدهر كله الا يوم العيد يفطر فيه….
ومات نوح عليه السلام
في مكه وانتهت قصة سيدنا نوح عليه السلام
وكان اول تدمير ينزل في الارض لقوم سيدنا نوح عليه السلام
وهذه الصوره تصور لشكل السفينه قبل اندلاع الطوفان
وهو وصف دقيق لمواصفات سفينه سيدنا نوح عليه السلام
اما هذه الصوره فهي عباره عن وصف تخطيطي للسفينه
من الداخل حسب الهيكل المكتشف
وحسب المنطق في بناء تلك السفينه
وهذه الصوره للمرسي عن قرب
هذا مقطع يبين شكل السفينه
في المشاركه القادمه سوف نتحدث
عن قصة هود عليه السلام مع قومه وكيف عذبهم الله
قوم عاد ونبيهم هود عليه السلام ومدينتهم إرم التي وصفها الله
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا