السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
كان خالد المسكي شابا جميلا وكان تقيا ورعا يعمل بجد وإخلاص وأمانة، ويكسب قوته بعمله، وكان يعمل بائعا متجولا يحمل بضاعته على رأيه يتجول في الحواري والطرقات .
فانبهرت بجماله إحدى النساء، فنادت عليه ليعرض عليها بضاعته، واحتالت عليه بمكرها وأدخلته بيتها بحجة أنها تريد الشراء منه، وغلقت الأبواب وقالت: هيت لك، إن لم تفعل بي فضحتك أمام الناس واتهمتك أنك اعتديت عليَّ تريد هتك عرضي، وحاول معها بالكلام علَّه يتخلص منها، ولكن دون جدوى وذكرها الله ورغَّبها ورهَّبها، ولكن الشيطان قد سيطر عليها وأعمى بصرها وبصيرتها. ولما رأى أنه لن يستطيع الخلاص منها أظهر لها الموافقة وطلب منها أن تسمح له بدخول الحمام من أجل أن يهيىء نفسه لها، فسرت بذلك ووافقت، فدخل الحمام وأخذ يفكر في كيفية الخروج من الابتلاء وهذه المصيبة فهداه تفكيره إلى حيلة رغم ما فيها من القذارة الظاهرة، لكنه يتحمل ذلك من أجل أن لا يقع في معصية تحل عليه غضب الله، فلطخ جسده بالغائط ولوث به وجهه فصارت رائحته كريهة مقزّزة ومنظره بشعا وقبيحا، فخرج إليها فتفاجأت لما رأته على هذه الحالة القذرة فاستقذرته وأمرته بالخروج من بيتها وطردته، وفر بنفسه وتركها لينجو بدينه، فأنعم الله عز وجل عليه بدلا من هذه الرائحة الكريهة برائحة زكية كأنها المسك، يعرف الناس بقدومه قبل أن يرونه، وذلك عند شم رائحته الطيبة، واشتهر عند الناس بخالد المسكي.
هذا هو المؤمن الصادق بإيمانه المراقب لربه في كل لحظة، فرغم جمال هذه المرأة وهيامها به، إلا أنه خاف ربه، لم يخف من الناس أو من قانون لأن الكل لا يراه، ولكن السميع البصير يراه، فخاف من العاقبة واحتال بحيلة فيها من القذارة الظاهرة إلا أنها تدل على نقاء باطنه وصدق إيمانه وهكذا عوضه الله برائحة طيبة زكية في الدنيا وله في الآخرة حسن الثواب.
وكم في زماننا هذا من أناس قد أغرقوا أجسادهم بالروائح والأطياب ولكن روائح أعمالهم السيئة تطغى وتفضحهم رغم إخفائهم لها لأنهم خافوا الناس ولم يخافوا الله فالجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان.
ودمــتـــ بود ـــــم
sms
يعطيك العافيه …
تحياتي …
يسلمووووووووو على مروورك وردك لي
مرسي
sms