القصة هي قراتها في منتدي ليبي وهوا منقول
اسمحوا لي أن أحكي لكم قصة صديقي أبو طارق.
أبو طارق قبل ما يكون أبو طارق قبل ما ينجب له الولد الأول طارق، رزق بطفلة جميلة أحبها كثيرا تلك الطفلة كبرت شيئا فشيئا بلغت من العمر سنة سنتين ثلاثة، وكانت طفلة رائعة في الذكاء رائعة في التفاعل رائعة في الأدب كان صاحبنا يتمنى أن يرزق بمولود يرزق بطفل سأحكي لكم القصة كما حكاها لي أبو طارق تماما.
يقول رزقت بفضل الله تبارك وتعالى رزقت بطفلي الأول وأسميته طارق، طارق كنت أحبه كثيرا منذ ولادته، ويزداد حبي له كلما ازداد طارق نموا وكلما تقدم طارق شهر بعد شهر وإذا به أحلم به عندما يكبر ويصبح ذلك الفتى الذي أراه ويطيعني ويكون سند لوالده ، كنت أحلم كثيرا ببني بإبني طارق متى سيكبر متى سيكون كبيرا، طارق بلغ من العمر سنتين، بديت ألحظ عليه أشياء مزعجة جدا، يا طارق اعمل كذا طارق لا يسمع الكلام يا طارق افعل طارق لا يستجيب، يا طارق لا تقم بكذا طارق عنيد،
الأمر هذا ضايقني كثيرا، ويبدوا لكم أن القصة إلى الآن تسير بشكل اعتيادي لكن المفاجئة ستأتينا بعد قليل أزعجني طارق من كثرة ما أوجه له الأوامر من كثرة أصدر له الطلبات لا حياة لما تنادي حتى بدأت دائما أقارنه بأخته، أنا نفسيا من الداخل بدأت أقارنه بأخته، كم أخت طارق كم هي ذات أدب جم وكم بلغ طارق من العناد واللامبالاة أشير إليه كثيرا وأناديه كثيرا، حتى إني أرفع يدي أحيانا حتى أشير وأقول تعال وبالكاد يلتفت إلي طارق ويستجيب.
أناديه عشر مرات أحيانا وأطلب منه مجرد كأس ماء وقد بلغ من العمر ثلاث سنوات، مجرد كأس ماء أطلبه منه، أمر طارق عجيب جدا، الأمر الذي جعلني أقسوا عليه كثيرا، بدأت أقسوا عليه في المعاملة حتى أني بدأت أضربه كثيرا، لدرجة أنني بدأت أخذ بعض الأسياخ وأحميها على النار وأكوي طارق على قدمه، لعله يتأدب طارق.
طارق لا يسمع إلى كلامي بشكل مزعج للغاية كنت أحاول بشتى الطرق كنت أجعله واقف أحيانا ست ساعات وخمس ساعات عقابا له، ولو جلس أضربه، وأكون في وجهه عبوسا قمطريرا منذ أن أدخل وإلى أن أخرج، أعبر عن استيائي لأني أصبت بخيبة أمل كبيرة إزاء سلوكاته وتصرفاته، وهو لا يزال طفلا، كيف عندما يكبر.
استمرت علاقتي بطارق سيئة أشهر طوال بل منذ أن قارب من عمر السنتين وحتى وصل إلى ثلاث سنوات، وعلاقتي به أكثر من سيئة.
تخيلوا أن أب يمكن أن يمسك بابنه الصغير هذه المرحلة العمرية هذا طفل صغير وكنت أمسك به وأضربه ضربا مبرحا بشكل لا يمكن أن تتخيلوه لأنه فعلا أنا كنت أحيانا أشعر بداخلي باستياء غير عادي عندما يقابلني بالا مبالاة أو عندما أناديه لا يستجيب إلي.
خرجت في أحد المرات كنت أناديه يا طارق يا طارق ما كان يرد على ندائي فمسكت شيء قريب مني ملعقة كانت قريبة مني ومسكتها وضربتها في رأس طارق حتى سال الدم من رأسه لكنه استفزني كثيرا، المفاجئة التي آلمتني كثيرا، والمفاجئة التي جعلت عيني تدمع، عندما جعلت أدمع بل جعلتني أبكي مرا، المفاجئة التي لم أكن أتخيلها والتي جاءت بالنسبة لي كصدمة والتي صعقت عندما استمعت إليها أنني بعد كل تلك المعاملة القاسية لطارق تفاجأت من خلال زيارة للطبيب أن طارق ضعيف السمع، لا يسمع إلا بنسبة خمسة إلى سته في المائة فقط.
وقل سلوكاته منذ أن كان صغيرا كانت نتيجة هذه المشكلة كنت أعتقد أن طارق عنيد غير مبالي لذلك كنت أضربه وأقسوا عليه لسنوات طفولته التي كان أحوج ما يكون فيها إلى حناني ورأفتي وودي وأحضاني كنت أضربه، وأضرب بعنف لأني كنت أعتقد أنه عنيد غير مبالي
وإذا بي أتفاجئ من خلال زيارة للطبيب بأنه يقول لي ابنك لا يسمع إلا بنسبة بسيطة من خمسة إلى ستة بالمائة صعقت بذلك تفاجأت.
إخواني وأخواتي هذه قصة يقولها لي أبو طارق صديق لي اسمه أبو طارق كان يحكي لي هذه القصة وهو يبكي عندما تفاجئ بأن ابنه خلال تلك السنوات لم يكن يسمع وكان هو يعتقد غير ذلك ولذلك بدلا من أن يقدم له العلاج والمساعدة والحنان والرأفة كان يقابله بطريقة مختلفة بالغة القسوة تلك القصة علمتني درس.
درس كبير جدا، تلك القصة ذكرتني بالكثير من الأحكام التي نصدرها على الآخرين، ثم نندم على إصدارها عندما نعرف حقيقتهم، عموما تذكروا كل من أسأتم بهم الظن واندموا على إسائتكم الظن فيهم ربما لم يكونوا يستحقون منكم ذلك، كما أن طارق لم يكن يستحق من والده ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
((((منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــول ))))
الله يفرج علي الجميع